ارشيف من :خاص
خاص الانتقاد: "الفشل يؤدي الى تحوير الحقائق، ومحاولة حرف الاهتمام.. والكذب ايضا"
اسرائيل مصدومة: انجاز استخباري جديد لحزب الله
حسان ابراهيملم يصدر تعليق رسمي اسرائيلي، حيال اكتشاف اجهزة التجسس الاسرائيلية الجديدة على مرتفعات جبلي صنين والباروك. رغم ذلك، فان منسوب التغطية الاعلامية الاسرائيلية، ومضمون تعليقات المراسلين والمعلقين العسكريين والامنيين، كان كافيا لاظهار مدى الصدمة وخيبة الامل، التي منيت بها اسرائيل في اعقاب الاعلان عن الانجاز الجديد للجيش وللمقاومة.
تغطية الخبر والتعليق عليه، كانت شاملة لسائر وسائل الاعلام في تل ابيب، المرئية والمسموعة اضافة الى الصحف. صحيفة معاريف، عنونت على صدر صفحتها الاولى، الآتي: "يكتشفون"، وأفردت مساحة واسعة جدا لتغطية الخبر ومعانيه وتداعياته. اما صحيفة اسرائيل اليوم، فرأى محللها للشؤون العسكرية، يؤاف ليمور، ان "الحدث لا ينفصل عن احداث مماثلة سابقة، مرتبطة بكشف شبكات عملاء في السنتين الاخيرتين"، معتبرا ان "الخافي اعظم"، واشار الى ان الطرفين، اي إسرائيل وحزب الله، لا يرتاحان للحظة، فأنشطة جمع المعلومات الاستخبارية وفي المقابل إعاقة عمليات الجمع، مستمرة دون كلل، من على جانبي الحدود، فيما يسجّل كل طرف خيبات أمل لنفسه أيضاً"، مقرا بان "ما حصل هو خيبة امل اسرائيلية".
كان لافتا في التغطية الاسرائيلية، وجود استماتة لافهام الاسرائيليين، بان الاكتشاف لم يكن فعلا من افعال الجيش اللبناني، بل هو عمل اقدم عليه حزب الله واسنده الى الجيش. ويمكن القول ان الرواية الاسرائيلية للانجاز اللبناني الجديد، قصدت ان يفهم الاسرائيليون بان ما حصل هو جزء من تكتيك يعتمده حزب الله كي يحرف الاهتمام الداخلي عن القرار الاتهامي ضده، بما خص المحكمة الدولية الخاصة بلبنان.. ومن خلال هذه المقاربة، حرفت اسرائيل اهتمام جمهورها واسئلتهم، من الاسئلة حول اسباب الاخفاق الاستخباري الاسرائيلي، الى اسئلة حول استهدافات حزب الله من الاعلان عن اخفاق اسرائيل.
والاستماتة في حرف اهتمام الجمهور الاسرائيلي، بانت واضحة في تغطية القناة العاشرة الاسرائيلية، التي اسندت الى سماحة امين عام حزب الله، سماحة السيد حسن نصر الله، ما لم يقله في الامس، اذ نقل مراسل الشؤون العربية في القناة، تسفي يحزقيلي، الآتي: "قال نصر الله ان قواته هي التي اعطت الجيش اللبناني هذا الانجاز، اذ ليس لديه القدرة من دوننا"، واضاف المراسل ان السيد نصر الله قال: هذا انجازاً يدل على أن إسرائيل لا تتعاظم في المنطقة".
مراسل الشؤون العربية في القناة الاولى الاسرائيلية، عوديد غرانوت، فكانت مقاربته اكثر استخفافا وتحقيرا لعقول الاسرائيليين، وهي شبيهة بمقاربات وتحليلات ابواق في قوى الرابع عشر من اذار في لبنان. بحسب هذا المراسل، فان " الخبر الاعلان عن الكشف الجديد، ليس صدفة, ذلك ان حزب الله كان قد قدّر بأن قرار المحكمة الدولية سيصدر اليوم، بالتالي قام بهذا الكشف، اما الهدف الاساسي من ذلك فهو الآتي: حزب الله يكشف منظومة تجسس اسرائيلية، ومن يصدر القرار الاتهامي ضده، ضد الجهة التي تحارب اسرائيل، فانه يكون في الواقع يتعاون معها". ورغم صحة النتيجة، لكن ان يجري تحميل المسألة هذا القدر من متسوى الاهداف، وربطها بهذا الشكل، فهو تحقير لعقول الاسرائيليين ومستمعي القناة.
في النتيجة، ظهر ان الصدمة الاسرائيلية كانت كبيرة جدا، وجرى التعبير عنها من خلال كثرة التعليق ومساحات التغطية في وسائل الاعلام الاسرائيلية على اختلافها.. في نفس الوقت، جهدت اسرائيل كي تحرف الاهتمام والصدمة باتجاهات اخرى، فبلا اسئلة عن اسباب الفشل الاستخباري الاسرائيلي ومعانيه، وايضا عن اسباب النجاح الاستخباري لحزب الله وللجيش اللبناني، جرى التركيز على سؤال مرتبط باستهدافات الاعلان نفسه. انها مقاربة اسرائيلية جديدة قديمة، وتذكر بروايات العرب لدى اخفاقاتهم وفشلهم في الماضي حيال اسرائيل.. تغير اللاعبون، لكن القاعدة واحدة: الفشل يؤدي الى تحوير الحقائق، ومحاولة حرف الاهتمام.. والكذب ايضا.