ارشيف من :ترجمات ودراسات
تشرين : طعم الإرهاب واحد
بقلم: سميرة المسالمة
للإرهاب طعم واحد: الإحساس بالفجيعة والألم والحزن والبؤس، ومعه الإحساس بالخوف وفقدان الأمن ومخاطر المستقبل...
ولقد شهد العالم في معظم دوله أحداثاً إرهابية أليمة ومحزنة، وشعرت شعوبه وقياداتها بما شعرنا به وما زلنا نشعر به يوماً إثر يوم جراء قيام القوات العسكرية الإسرائيلية باستخدام الأسلحة المحظورة دولياً في عدوانها على المدنيين والمناطق السكنية، وزراعة ملايين الألغام في مناطق مختلفة من لبنان وفلسطين والجولان، وإطلاق النار على الأطفال والشيوخ دون أي رادع واعتقال آلاف المدنيين دون أسباب مشروعة.
هذا الإرهاب الإسرائيلي هو صورة أصلية لصورة مشابهة للإرهاب الذي تعرضت له دول أوروبية كثيرة ودول عربية وإسلامية كثيرة أيضاً، ولا يمكن فصل وتقسيم الإرهابيين بأي معيار من المعايير، فالإرهابي هو الإرهابي بغض النظر عن هويته وجنسيته وعرقه ودينه، وإسرائيل ككل الإرهابيين الآخرين، لها ذات الخصائص والصفات التي هي للإرهابيين الآخرين، وفي مقدمة هذه الصفات أنها عدوة الحضارة والاستقرار والإنسانية والتنمية.
لذلك يجب على المجتمع الدولي والدول الأوروبية ودول العالم المتحضرة وكل الذين يؤمنون بوحدة منظومة القيم الإنسانية تنسيق جهودهم السياسية والاقتصادية والأمنية لمواجهة الإرهاب العالمي وفي مقدمته نموذجه الصارخ إرهاب الكيان الإسرائيلي..
ولعل العالم الذي افتقد فيما مضى تحديد أدواته في مواجهة الإرهاب سواء على المستوى الأمني أو على المستوى السياسي، ليس عاجزاً الآن عن أن يحدد هذه الأدوات لمواجهة الإرهاب الإسرائيلي، وذلك من خلال حمل إسرائيل على الارتداد إلى الخلف ومنعها من ارتكاب اعتداءات جديدة، وعبر إجبارها على الانسحاب من الأراضي العربية المحتلة، وإلزامها بإطلاق سراح آلاف المعتقلين الفلسطينيين والعرب، وإرغامها على الانضواء تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والانضمام إلى معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، وفتح جميع مواقعها النووية العسكرية والمدنية أمام التفتيش الدولي، والسماح للوكالة بالبحث فيها وفي غيرها من المواقع...
وهذه الأدوات جميعها هي أدوات مدنية وقانونية، لكن المجتمع الدولي حتى اللحظة لم يحسم أمره في هذا الاتجاه، وما زال ساكتاً بقصد وبغير قصد عما تفعله إسرائيل وعما ترتكبه أجهزتها القمعية وقواتها العسكرية في أكثر من مكان من المنطقة والعالم، مشرعاً بذلك الباب أمام الإرهابيين والإرهاب، باعتبار إسرائيل مستبعدة عن العقاب ونموذجاً يحتذى به من قبل أمثالها الإرهابيين..