ارشيف من :ترجمات ودراسات

خطوط حمراء إسرائيلية متدحرجة

خطوط حمراء إسرائيلية متدحرجة
كتب محرر الشؤون العبرية

أضفى وزير الحرب الإسرائيلي ايهود باراك على المواقف والتقارير المتوالية حول تطور قدرات حزب الله الصاروخية، من الناحيتين الكمية والنوعية، والتي صدرت على لسان المدير السابق لمشروع "حيتس"، اللواء "عوزي روبين"، واخرى لمعلقين وخبراء، طابعا رسميا اضافيا، بعدما شكا امام نظيره الأميركي روبرت غيتس استمرار مساعي حزب الله وسوريا لامتلاك أسلحة أكثر تطوراً "تضر بأمن إسرائيل وبتفوقها النوعي في المجال العسكري".
المباحثات التي اجراها باراك في واشنطن كشفت، ما كان مؤكدا، بأن هذه القضية حاضرة بكامل ثقلها امام القيادة العليا في الكيان الإسرائيلي، وبالتالي من الطبيعي ان يكون لها تأثيرها الاساسي في بلورة أي قرار تتخذه على مستوى الحرب. كما أكدت على أن الأميركي مشارك في كل ما يتعلق بهذه القضية، سواء تمثل ذلك بخطوات عملانية أو انكفاء.
في الاشهر الأخيرة تحديدا، بدا ان قادة العدو بدأوا يتعاملون مع حقيقة امتلاك حزب الله لقدرات صاروخية متطورة جدا، على اساس انها امر واقع.. إلى درجة ان ضابط رفيع في قيادة المنطقة الشمالية وصف وصف امتلاك حزب الله صواريخ سكود – دي، التي تصل إلى مدى 700 كلم بالإشكالي رغم تأكيده على امتلاك حزب الله صواريخ يصل مداها إلى 300 إلى 500 كلم. فهل اصبحت المشكلة بالنسبة لاسرائيل هي الـ700 كلم اما الـ500 أو الـ300 كلم، فيمكن التعايش معها.
بعد قضية الصواريخ، يلاحظ ان الهواجس الإسرائيلية بلغت مرحلة البحث عما إذا كان حصل حزب الله على أسلحة كيميائية. التي قد يكون الحديث هنا ليس سوى نتاج تعاظم المخاوف الإسرائيلية ليس الا، ومن تداعيات فرضية العمل المعمول بها، لدى الجيش الإسرائيلي وهي أن كل ما لدى سوريا وإيران موجود بحوزة حزب الله، إلا ما رأى انه لا يخدمه.
يذكر هذا النوع من التقديرات بالمواقف المتدحرجة التي اتبعها قادة العدو مع كل تجاوز قام به حزب الله للخطوط الحمراء. وهذا ما حصل طوال مسيرة بناء القدرات الصاروخية، اذ لا شك ان امتلاك حزب الله لعشرات الآلاف من الصواريخ يعتبر من الخطوط الحمراء الإسرائيلية، ومع تحاول هذا الأمر إلى واقع، وصف قادة العدو امتلاك حزب الله للصواريخ النوعية ذات الاصابة الدقيقة ومنظومات الدفاع الجوي بأنه خط احمر. لكن بعد حسم امتلاك حزب الله للنوع الاول وتحوله إلى امر واقع، حصر العدو خطوطه الحمراء بمنظومات دفاع جوي متطورة، رغم وجود مؤشرات في تصرفاته على انه يتعامل كما لو أن حزب الله امتلك شيء ما في هذا المجال، ثم واخذ يتحدث عن استبعاد أن يكون حزب الله قد امتلك أسلحة كيميائية.
بعد كل ذلك، يمكن الآن فهم الاسباب الحقيقية التي تكمن وراء امتناع العدو عن شن حربه، رغم فشله في العام 2006، ورغم الكثير من الدوافع الاقليمية والدولية والمحلية (الإسرائيلية).
2010-12-20