ارشيف من :111متفرقات

المحكمة الدولية في الصحف الأميركية

المحكمة الدولية في الصحف الأميركية
حسن زراقط
في موازاة مسار المحكمة الدولية الخاصة بلبنان الذي يُظِهر بأنها تركز على فرضية واحدة في اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، وهي اتهام حزب الله، تطرقت الصحف الأميركية إلى هذه الفرضية حيث انتقد بعضها سياسة الولايات المتحدة في دعمها متوقعاً أن تعود سوريا إلى دائرة "الشبهات" مجدداً، في حين ركز بعضها الآخر على الحديث الأخير للإمام السيد علي الخامنئي عن المحكمة باعتبارها لاغية مبرزاً دوراً "سلبياً" لإيران في لبنان.
فقد اعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" ان المحكمة الدولية التي تحقق في اغتيال رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري هي "بمنزلة قنبلة موقوتة تهدد استقرار لبنان".
ورأت الصحيفة ان مصالح لبنان في الحفاظ على التوازن الطائفي الدقيق قد لا تتطابق مع مصالح ورؤية الولايات المتحدة للوضع اللبناني، مشيرة إلى ان توجيه المحكمة الدولية الاتهام الى اعضاء في حزب الله، كما يشاع، "من شأنه ان يفجر التوترات بين السنة والشيعة وإيران والعالم العربي"، وستجعل من سعد الحريري شخصية أشبه بـ"هاملت"، حيث يترأس حكومة تضم متهمين باغتيال والده".
وقالت الصحيفة الى ان "الحريري بدأ يقلل شيئا فشيئا من الحديث عن الحقيقة، وصار يكثر من اللقاءات مع الرئيس السوري بشار الأسد، ان مرور وقت طويل على حادثة الاغتيال، فضلا عن التصرفات الخرقاء للبعض وما شاب المحكمة من تناقضات، جعل من المتعذر تحقيق العدالة في اغتيال الحريري، لكن استقرار لبنان امر بالغ الأهمية، وهو استقرار هش أصلا".
ولفتت الصحيفة إلى ان "اي تفاهم لبناني يحافظ على التوازن الطائفي الدقيق القائم هناك يمثل براغماتية شرق اوسطية جديدة تخدم مصالح لبنان"، ولكن "هذا ما لا تريده الولايات المتحدة، وقد لا تكون على استعداد للتعاطي معه".
من ناحيته، قال الصحافي نيكولاس بلانفورد في مقال في صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" إن المحكمة الدولية التي تحقق في اغتيال الحريري عام 2005 "ستركز على حزب الله في لوائح الاتهام الأولى من هذا الشهر. لكنها لا تزال ترى أن سوريا تلعب دورا رئيساً".
ورأى بلانفورد أن "مدى دور حزب الله المزعوم لا يزال غير واضح، على الرغم من أنه تم الإبلاغ عن أن أعضاء في حزب الله رصدوا تحركات الحريري في الأسابيع التي سبقت وفاته". ويقول دبلوماسيون ان سوريا "لم تتخلص من المأزق، ولكن، في حين يتوقع ان تركز لوائح الاتهام الأولى على حزب الله، فإن المحققين لا يزالون يعتبرون أن سوريا لعبت دورا قياديا".
وأوضح بلانفورد أن دبلوماسيين اطلعوا على جوانب من أنشطة المحكمة إنه يجري حاليا إعداد لوائح إتهام ضد ثلاثة أشخاص تقريبا في البداية، لكن المزيد قد تصدر في الأشهر والسنوات قدما كلما ظهرت أدلة جديدة".
وذكر بلانفورد بأن حزب الله الذي "يرى المحكمة بأنها ملوثة سياسية وسلاحاً قضائيا يستخدم من قبل أعدائه، ألمح إلى أنه قد يتخذ إجراءات في الشارع إذا اتهم أعضاؤه"، مستشهداً بتحذير السيد نصر الله بأن يد أي أحد سيحاول اعتقال كوادره "ستقطع" وأعلن أن أي لبناني يتعاون مع المحكمة يعمل ضد "المقاومة"، وهو مصطلح يستخدم لوصف الجناح العسكري الكبير للحزب".
وفي محور بعنوان "حزب الله يضغط على رئيس الوزراء الحريري، نقل بلانفورد عن أحد سكان ضاحية بيروت الجنوبية قوله "التوقعات سيئة جداً. مؤيدي حزب الله يعقدون اجتماعات باستمرار. وليس سرا أنهم حضروا خططاً عديدة للتعامل مع الإتهامات".
ولفت بلانفورد إلى أن حزب الله "زاد الضغط باطرادٍ على رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، نجل رفيق المغتال، أن يعلن رسميا في المحكمة بأنها "مسيسة" ووقف جميع أشكال التعاون معها"، مردفاً "حتى الآن، لم يظهر رئيس الوزراء الحريري أية إشارة تدل على عكس مسار لبنان تجاه المحكمة".
وفي محور آخر، اعتبر بلانفورد أنه "على الرغم من أن حزب الله ربما لديه القدرة على تنفيذ عملية اغتيال بهذا الحجم، فإنه كان الطرف ذي الدافع الصغير لقتل الحريري الأكبر". ويتابع بلانفورد "يقول بعض المحللين إن حزب الله لم يكن في موقف مستقل لاغتيال شخص ما من مكانته (الحريري) إلا بموجب تعليمات من مؤيديه الايرانيين والسوريين"، موضحاً "تقول المصادر الدبلوماسية إنهم يتوقعون ان يركز التحقيق على العودة إلى سوريا بمجرد أن يكون التوجه نحو حزب الله قد تم استنفاذه".
وتحت عنوان "القائد الاعلى الايراني يرفض حكم محكمة الحريري حتى قبل صدوره"، نشرت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" تصريح الإمام السيد علي الخامنئي الأخير خلال لقائه الإثنين الماضي أمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني، قائلة إن المحكمة الدولية يتوقع أن توجه الإتهام قريبا إلى أعضاء حزب الله الذي وصفته بأنه "الميليشيا الشيعية الأقوى من الجيش الوطني اللبناني وجزء من التحالف الحاكم الهش في البلاد".
ووصفت رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري "السنّي" بأنه "أبرز السياسيين في السنوات التي تلت الحرب الاهلية"، حيث "كان يحاول قبل 2005 الحد من نفوذ سوريا في لبنان".
وأضافت الصحيفة أن التكهنات بأن التهم ستوجه الى اعضاء من حزب الله "أثارت مخاوف من أزمة سياسية جديدة وعنف في لبنان، وأثارت مخاوف بشأن ما قد تفعله ايران"، مستحضرة حديث الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بأن المحكمة منحازة وأن الحزب "سيقطع يد" أي شخص يحاول القبض على أي من أعضائه".
أما صحيفة "واشنطن تايمز" فنشرت خبر إنتقاد الإمام الخامنئي للمحكمة الدولية والتي قالت إنها "تستعد لإصدار لوائح الاتهام المتوقعة إلى حد كبير ضد أعضاء حزب الله في اغتيال 2005 رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري".
وفيما رأت الصحيفة أن رئيس الحكومة سعد الحريري يعمل بشكل "محموم" لمنع أن يؤدي "أي اتهام لحزب الله إلى إغراق البلاد مجدداً في حرب أهلية"، انتقدت حزب الله "الذي يتهم إسرائيل باغتيال الحريري وورد أنه وضع خطط طوارىء لإطلاق إنقلاب ضد حكومة الحريري".
وختمت الصحيفة بالقول إن إيران التي تدعم حزب الله بالسلاح وبالجزء الأكبر من تمويله "خفضت المساعدات للحزب بنسبة 40 في المئة بسبب تأثير العقوبات الدولية على الإقتصاد الإيراني".
2010-12-23