ارشيف من :ترجمات ودراسات
صحيفة البيان الاماراتية : الحلم يتحقق.. والانقسام مستمر
صحيفة البيان الاماراتية
يوما بعد يوم، يأخذ الحلم الفلسطيني الذي طال انتظاره، والمتمثل في اعتراف العالم بدولة فلسطينية كاملة السيادة على أراضي العام 1967، مكانه على أرض الواقع، حيث انضمت بوليفيا إلى دول أميركا اللاتينية، مثل البرازيل والأرجنتين، التي اعترفت رسميا بفلسطين دولة مستقلة.
هذا الحلم الذي يتحقق ببطء، يؤكد بما لا يدع مجالا للشك، أن هناك تيارا دوليا أصبح مدركا بشكل كبير، لطبيعة هذا الاحتلال الإسرائيلي البغيض، الذي يراوغ ويناور على مدى سنوات الصراع من أجل وأد حلم الفلسطينيين في الحصول على الاستقلال، عبر الدخول في مفاوضات طويلة الأمد لا تقدم ولا تؤخر، وفي الوقت ذاته يواصل فرض الحقائق على الأرض، عبر نهب الأراضي الفلسطينية والبناء المتواصل للمستوطنات في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلة.
لذا فان توالي اعتراف دول العالم بفلسطين دولة مستقلة، أصبح الوسيلة الوحيدة للوقوف في وجه هذا الاحتلال، بل وربما تكون الورقة الأخيرة من أجل حصول الفلسطينيين على حقوقهم التي نهبها الاحتلال على مدى عقود الصراع. لكن في خضم هذا الحراك الدولي الذي يشبه جبل الثلج، لا يزال الانقسام الفلسطيني على حاله، بل ويزداد تجذرا وعمقاً بين الإخوة والأشقاء الذين يفترض أن يتساموا على خلافاتهم التي تحكمها المصالح الضيقة، التي لا قيمة لها إذا ما قورنت بالقضية الأم والأساس وهي قضية الاحتلال للأرض الفلسطينية.
نعتقد أنه آن الأوان لكل من حركتي «فتح» و«حماس» للاستماع لصوت العقل وصوت الضمير الوطني، وإنهاء هذا الانقسام المخجل والمهين لأصحاب التاريخ النضالي، والعمل لتمتين الوحدة الداخلية من أجل الوقوف صفا واحدا في وجه مخططات الاحتلال الهادفة إلى إنهاء قضيتهم، سواء بالقوة المسلحة أو بالمستعمرات التي تنتشر كالسرطان في الأراضي المحتلة.
إننا لا نستطيع أن نطالب العالم بالوقوف إلى جانبنا وتبني مواقفنا العادلة في هذا الصراع المرير، إلا إذا كنا نحن موحدين هدفا ورؤية.. ولا يمكن أن نطالب العالم بأن يعترف بالدولة الفلسطينية، إلا إذا توحدت ضفتا الوطن الفلسطيني المشتت والمنقسم بين سلطة في الضفة الغربية وأخرى موازية لها في قطاع غزة.. ولا نستطيع أن نطالب العالم بأن يتغير ويتعامل معنا كشعب يئن تحت الاحتلال، إلا إذا كنا على قدر كبير من الصراحة مع النفس وأقدمنا على «تغيير ما بأنفسنا».