ارشيف من :آراء وتحليلات
من المستفيد من الجرائم المرتكبة بحق المسيحيين؟
عقيل الشيخ حسين
أعمال ومبادرات إصلاحية لا تحصى يحتاج إليها العراق النازف، على الأقل منذ الانتداب البريطاني، تحت وطأة هذا الانتداب، وبعده تحت وطأة أكثر الأنظمة الانقلابية التي حكمته، وأوهنته بمغامراتها وحروبها الظالمة، ومساعيها التغريبية، ومشاريعها النابعة من هوس العظمة، وصولاً إلى رزوح العراق تحت الاحتلال وجيوشه وآلته العسكرية وشركاته الأمنية وما يرتبط به من أجهزة استخباراتية وتنظيمات تخريبية.
لكن ما لا يحتاج إليه العراق في الوقت الذي يكتوي فيه بنيرات الفتن الطائفية والإتنية، إلى فتنتة دينية يستضعف فيها المسيحيون فيقتلون في معابدهم ويتعرضون للإرهاب والتخويف الذي يضعهم أمام خيارات مؤلمة ليست الهجرة أكثرها إيلاماً.
إضافة إلى سوء السمعة التي يتلطخ بها المسلمون في وقت تبذل فيه قوى الهيمنة جهوداً معلنة لتشويه سمعة الإسلام والمسلمين.
وشأن العراق، لا تحتاج مصر إلى فتنة بين المسلمين والمسيحيين الأقباط، في وقت تحتاج فيه إلى ما لا يحصى من الأعمال والمبادرات الإصلاحية، وهي التي تعاني، على الأقل، منذ تخليها عن دورها القيادي في احتضان قضايا الأمة، من تراجع وزنها السياسي، الإقليمي والدولي، ومن مؤامرات تستهدف عصب حياتها المتمثل بماء النيل، كما تستهدف أمنها ووحدتها بمقدار ما ينعكس عليها سلباً كل ما ينال من أمن السودان ووحدته.
ناهيكم عن الألم والامتهان الذي يشعر به المصري وهو يرى الإسرائيليين وجواسيس الموساد يرتعون في مفاصل مصر الأمنية والاتصالاتية والاقتصادية والثقافية. وهو يرى قادته وهم يعانقون أو يصافحون المسؤولين الإسرائيليين وينسقون معهم سياسات لا تليق بسيادة مصر وبالمكانة التي تحتلها في قلوب العرب والمسلمين.
وناهيكم أيضاً عما تعانيه مصر من مشكلات اقتصادية واجتماعية في ظل استشراء الفقر وتدني الأجور وتحول المقابر إلى مساكن لملايين المصريين...
وسواء تعلق الأمر بالعراق أو بمصر، فإن استضعاف المسيحيين أمر لم تعرفه أية واحدة من الدول الإسلامية التي تعاقبت في تاريخ الإسلام. بل العكس هو الصحيح، حيث كانت العلاقات بين الطرفين قائمة، وإن شابتها أحياناً بعض الشوائب، على الاحترام والاحتضان والتعاون والتسامح. وليس بوسع عتاة الحاقدين على الإسلام والحريصين على الإساءة إليه.
ولا يمكن للعرب والمسلمين أن ينسوا الإسهامات الجليلة والخدمات الكبرى التي قدمها مسيحيو الشرق للحضارة العربية الإسلامية. يكفي مثلاً أن نعيد التذكير بالمسيحي السوري جول جمال الذي تطوع واستشهد دفاعاً عن مصر خلال العدوان الثلاثي، البريطاني الفرنسي الإسرائيلي، على مصر في العام 1956.
أو أن ينسوا ما لا يحصى من الأسماء اللامعة لمسيحيين كان لهم أبلغ الأثر في الدفاع عن القضية الفلسطينية وسائر قضايا التحرر في الوطن العربي.
ولا يمكن لهم أن يتجاهلوا أن الكنيسة القبطية في مصر قد اتخذت مواقف مشرفة من قضية القدس، في وقت تتميز فيه مواقف الكثيرين من العرب والمسلمين، تجاه القدس وفلسطين، بكل ما يتنافى مع الشرف.
ولا أن يتجاهلوا أن رسول الله (ص) لم يوص المسلمين بقوم كما أوصاهم بأقباط مصر.
على ذلك، لا يمكن لما يرتكب من جرائم بحق المسيحيين في العراق ومصر، أن يرتكب بأيدي مسلمين.
وإذا كان بعض المسلمين يعتقدون، في الوقت الذي تعصف فيه بالعالم الإسلامي رياح الغزو الأطلسي والإسرائيلي، وما يرافقها من رزايا، بأن مشكلتهم مع مواطنيهم المسيحيين أو المنتمين إلى طوائف ومذاهب وإتنيات إسلامية، فإن هذا الاعتقاد هو ببساطة اعتقاد خاطيء، وغير نابع من رؤية إسلامية صائبة.
وإذا كان عملاء أجهزة المخابرات الأطلسية والإسرائيلية وما يرتبط بها من أجهزة تابعة وشركات أمنية لا تعوزهم الوسائل لتجنيد عناصر قصيرة النظر ودفعها لارتكاب هذه الجرائم، بهدف تأجيج العداء للإسلام في الغرب، وتوظيف ذلك في محاولات التأثير على الشارع الغربي الذي يتزايد رفضه لحروب الغرب وتدخلاته في شؤون العالم العربي والإسلامي، فإن علاج هذه المشكلة لا يمكن إلا أن يمر بالتقارب والتلاحم بين المسلمين، وبينهم وبين مواطنيهم المسيحيين، كشرط لكشف تلك العناصر وعزلها وإبطال فاعليتها.
ولا يمكن لذلك أن يتم إلا من خلال مشروع توحيدي يتصدى لهجمة قوى الهيمنة التي لا تخفي مساعيها الفتنوية والتفكيكبية ضمن إطار استراتيجيتها القائمة على الفوضى الخلاقة.
مشروع توحيدي يتصدى أيضاً لحالة الغيبوبة، المقصودة أو غير المقصودة، من قبل الأنظمة، عن التوجه نحو وضع حلول للمشاكل الكبرى التي تشترك في مكابدتها شعوب المنطقة، دونما فرق بين مسلم ومسلم، ومسلم ومسيحي، وعربي وغير عربي....
أعمال ومبادرات إصلاحية لا تحصى يحتاج إليها العراق النازف، على الأقل منذ الانتداب البريطاني، تحت وطأة هذا الانتداب، وبعده تحت وطأة أكثر الأنظمة الانقلابية التي حكمته، وأوهنته بمغامراتها وحروبها الظالمة، ومساعيها التغريبية، ومشاريعها النابعة من هوس العظمة، وصولاً إلى رزوح العراق تحت الاحتلال وجيوشه وآلته العسكرية وشركاته الأمنية وما يرتبط به من أجهزة استخباراتية وتنظيمات تخريبية.
لكن ما لا يحتاج إليه العراق في الوقت الذي يكتوي فيه بنيرات الفتن الطائفية والإتنية، إلى فتنتة دينية يستضعف فيها المسيحيون فيقتلون في معابدهم ويتعرضون للإرهاب والتخويف الذي يضعهم أمام خيارات مؤلمة ليست الهجرة أكثرها إيلاماً.
إضافة إلى سوء السمعة التي يتلطخ بها المسلمون في وقت تبذل فيه قوى الهيمنة جهوداً معلنة لتشويه سمعة الإسلام والمسلمين.
وشأن العراق، لا تحتاج مصر إلى فتنة بين المسلمين والمسيحيين الأقباط، في وقت تحتاج فيه إلى ما لا يحصى من الأعمال والمبادرات الإصلاحية، وهي التي تعاني، على الأقل، منذ تخليها عن دورها القيادي في احتضان قضايا الأمة، من تراجع وزنها السياسي، الإقليمي والدولي، ومن مؤامرات تستهدف عصب حياتها المتمثل بماء النيل، كما تستهدف أمنها ووحدتها بمقدار ما ينعكس عليها سلباً كل ما ينال من أمن السودان ووحدته.
ناهيكم عن الألم والامتهان الذي يشعر به المصري وهو يرى الإسرائيليين وجواسيس الموساد يرتعون في مفاصل مصر الأمنية والاتصالاتية والاقتصادية والثقافية. وهو يرى قادته وهم يعانقون أو يصافحون المسؤولين الإسرائيليين وينسقون معهم سياسات لا تليق بسيادة مصر وبالمكانة التي تحتلها في قلوب العرب والمسلمين.
وناهيكم أيضاً عما تعانيه مصر من مشكلات اقتصادية واجتماعية في ظل استشراء الفقر وتدني الأجور وتحول المقابر إلى مساكن لملايين المصريين...
وسواء تعلق الأمر بالعراق أو بمصر، فإن استضعاف المسيحيين أمر لم تعرفه أية واحدة من الدول الإسلامية التي تعاقبت في تاريخ الإسلام. بل العكس هو الصحيح، حيث كانت العلاقات بين الطرفين قائمة، وإن شابتها أحياناً بعض الشوائب، على الاحترام والاحتضان والتعاون والتسامح. وليس بوسع عتاة الحاقدين على الإسلام والحريصين على الإساءة إليه.
ولا يمكن للعرب والمسلمين أن ينسوا الإسهامات الجليلة والخدمات الكبرى التي قدمها مسيحيو الشرق للحضارة العربية الإسلامية. يكفي مثلاً أن نعيد التذكير بالمسيحي السوري جول جمال الذي تطوع واستشهد دفاعاً عن مصر خلال العدوان الثلاثي، البريطاني الفرنسي الإسرائيلي، على مصر في العام 1956.
أو أن ينسوا ما لا يحصى من الأسماء اللامعة لمسيحيين كان لهم أبلغ الأثر في الدفاع عن القضية الفلسطينية وسائر قضايا التحرر في الوطن العربي.
ولا يمكن لهم أن يتجاهلوا أن الكنيسة القبطية في مصر قد اتخذت مواقف مشرفة من قضية القدس، في وقت تتميز فيه مواقف الكثيرين من العرب والمسلمين، تجاه القدس وفلسطين، بكل ما يتنافى مع الشرف.
ولا أن يتجاهلوا أن رسول الله (ص) لم يوص المسلمين بقوم كما أوصاهم بأقباط مصر.
على ذلك، لا يمكن لما يرتكب من جرائم بحق المسيحيين في العراق ومصر، أن يرتكب بأيدي مسلمين.
وإذا كان بعض المسلمين يعتقدون، في الوقت الذي تعصف فيه بالعالم الإسلامي رياح الغزو الأطلسي والإسرائيلي، وما يرافقها من رزايا، بأن مشكلتهم مع مواطنيهم المسيحيين أو المنتمين إلى طوائف ومذاهب وإتنيات إسلامية، فإن هذا الاعتقاد هو ببساطة اعتقاد خاطيء، وغير نابع من رؤية إسلامية صائبة.
وإذا كان عملاء أجهزة المخابرات الأطلسية والإسرائيلية وما يرتبط بها من أجهزة تابعة وشركات أمنية لا تعوزهم الوسائل لتجنيد عناصر قصيرة النظر ودفعها لارتكاب هذه الجرائم، بهدف تأجيج العداء للإسلام في الغرب، وتوظيف ذلك في محاولات التأثير على الشارع الغربي الذي يتزايد رفضه لحروب الغرب وتدخلاته في شؤون العالم العربي والإسلامي، فإن علاج هذه المشكلة لا يمكن إلا أن يمر بالتقارب والتلاحم بين المسلمين، وبينهم وبين مواطنيهم المسيحيين، كشرط لكشف تلك العناصر وعزلها وإبطال فاعليتها.
ولا يمكن لذلك أن يتم إلا من خلال مشروع توحيدي يتصدى لهجمة قوى الهيمنة التي لا تخفي مساعيها الفتنوية والتفكيكبية ضمن إطار استراتيجيتها القائمة على الفوضى الخلاقة.
مشروع توحيدي يتصدى أيضاً لحالة الغيبوبة، المقصودة أو غير المقصودة، من قبل الأنظمة، عن التوجه نحو وضع حلول للمشاكل الكبرى التي تشترك في مكابدتها شعوب المنطقة، دونما فرق بين مسلم ومسلم، ومسلم ومسيحي، وعربي وغير عربي....