ارشيف من :أخبار اليوم
"تشرين" السورية: الدلائل تشير إلى أن المسعى العربي للحل قد استكمل ولم يبق إلا اللمسات اللبنانية
استبعدت صحيفة "تشرين" السورية أن يكون هناك شيء ملموس قد تحقق على صعيد ملفي المحكمة الدولية والقرار الاتهامي رغم الشلل الكامل الذي أصاب الدولة اللبنانية ومؤسساتها كنتيجة طبيعية وذلك لعدم قدرة الحكومة على إيجاد حل يرضي كل الأطراف المشاركة فيها بالنسبة لإحالة ملف شهود الزور إلى المجلس العدلي كخطوة لا بد منها لكشف الحقيقة وإقرار العدالة بعيداً عن التسييس وبمعزل عن استخدام المحكمة كأداة ضغط على المقاومة تنفيذا للمشروع الأميركي-الصهيوني الذي يستهدف المنطقة".
واذ أشارت الصحيفة الى أن "المفارقة هي أن الرغبة السورية-السعودية في إلباس الحل المنشود طابعاً لبنانياً يجعل من التوافق اللبناني-اللبناني المدخل الطبيعي لمنع الفتنة وحماية السلم الأهلي، ما جعل القوى المتضررة من الحل تعمل على إجهاض كل المساعي الخيّرة مستندة إلى رغبة أميركية في استخدام الساحة اللبنانية كأداة ضغط للحصول على بعض المكاسب في ملفات وساحات أخرى"، لفتت الى أنه "باستثناء الجهد السوري والتجاوب الصادق من قبل الملك السعودي والتفهّم القطري-التركي-الإيراني لأهميته وبعض الاستيعاب الفرنسي لمضمونه فإن أي أمر عملي لم يبرز، حتى الآن على الأقل"، ورأت أنه "لا بد من الاعتراف أننا ما كنا لنصل إلى هذا الانحدار على الصعيد السياسي لو لم تصبح ازدواجية المعايير نهجاً بحيث أصبحت الخيانة مجرد وجهة نظر".
وأكدت صحيفة "تشرين" أن هناك جهداً حقيقياً يبذل في سبيل الوصول إلى حل جدي ما زالت تعوقه حسابات محلية ضيقة تعكس حرصاً على الاحتفاظ بمكاسب اقتنصتها في غفلة من الزمن واعتبرتها حقاً شرعياً لها، وما يهم المواطن أن لا يتحول الحل إلى مشروع مقايضة برعت الطبقة السياسية في توفير الظروف الملائمة لإنضاجه ولو على حساب المصلحة الوطنية العليا للبلاد التي يجب الحفاظ على وحدتها أرضاً وشعباً ومؤسسات"، ولفتت الصحيفة الى أنه "في الوقت الذي كان رئيس الحكومة سعد الحريري يزور الولايات المتحدة للاطمئنان على صحة الملك عبد الله بن عبد العزيز بعد خروجه من المستشفى والاطلاع على آخر ما توصل إليه المسعى السعودي-السوري الذي بدأ مع القمة الثلاثية التي عقدت في قصر بعبدا وما زال مستمراً رغم كل العراقيل التي واجهته، ظهر سيء الذكر جون بولتون الذي اعتبر أحد أعمده ثورة الأرز التي انتقلت كل رموزها يوماً إلى واشنطن لتكريمه وإهدائه درع "ثورتها"، والإشادة بالخدمات التي قدمها لفريق 14 آذار ليؤكد أن القرار الاتهامي سيصدر قريباً وأنه يتضمن اتهاماً مباشراً لكوادر من حزب الله بجريمة اغتيال رفيق الحريري وأن عدوان تموز سيستأنف لإكمال ما عجزت عن تحقيقه عام 2006، وعلى الرغم من أن بولتون كان وما زال يفاخر بصهيونيته إلا أن أبطال "الحرية والسيادة والاستقلال" طمسوا تلك الحقيقة وفاخروا بصداقته إلى جانب فيلتمان".
وأوضحت "تشرين" أن الرئيسين السوري بشار الأسد واللبناني ميشال سليمان "انتهزا مناسبة الأعياد للتشاور في المستجدات والتأكيد على ضرورة منع الفتنة والحرص على استمرار أجواء الهدوء والاستقرار، كما أجرى الرئيس الأسد اتصالاً مطوّلاً مع الملك عبد الله اطمأن فيه على صحته وتبادلا وجهات النظر حول ما تم التوصل إليه على صعيد المسعى السوري - السعودي الذي تباطأ قليلاً بسبب انتقال الملك إلى الولايات المتحدة لاستكمال العلاج، وإن كانت كل الدلائل تشير إلى أن المسعى العربي قد استكمل وإنه لم يبق إلا اللمسات اللبنانية التي ستجعل الحل المنتظر موضع توافق بين اللبنانيين حول الوسائل الكفيلة بمنع تسييس المحكمة ورفض أي قرار ظني من شأنه أن يفجّر الفتنة الطائفية-المذهبية التي تدمّر لبنان باعتباره الهدف الأساسي الذي يسعى إليه المشروع الصهيوني، وليس كشف الحقيقة ومعرفة المجرمين الحقيقيين الذين اغتالوا الحريري".
وسألت الصحيفة "هل تنتصر إرادة الوفاق وتغليب المصلحة اللبنانية العليا المنطلقة من رفض الفتنة والتمسّك بالسلم الأهلي أم تنجح القوى المتضررة الحريصة على مصالحها الفئوية الضيقة في تعطيل مسيرة الوفاق خدمة للمشروع الصهيوني".