ارشيف من :أخبار اليوم
بانوراما اليوم:تفاهم الـ"سين سين" ناجز وينتظر التنفيذ بحسب الحريري..وحديث عن فوضى خلاقة في المنطقة من بوابة الاعتداء على المسيحيين
لطيفة الحسيني
توزعت اهتمامات الصحف العربية اليوم بين التركيز على موقفي رئيسي مجلس النواب نبيه بري والحكومة سعد الحريري لجهة التقدم الحاصل على مستوى التسوية السعودية السورية المرتقب ، وبين تناول لقاء الرئيس المصري حسني مبارك ورئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو أمس في منتجع شرم الشيخ في محاولة لضخّ جرعات "إنعاش" للمفاوضات بين السلطة الفلسطينية والكيان الصهيوني.
صحيفة "الحياة" نقلت عن الحريري قوله إن "التفاهم السعودي - السوري المتعلق بلبنان ناجز وينتظر التنفيذ"، معلنا أن "الجهود السعودية - السورية وصلت الى نتائج محددة قبل أشهر عدة"، وأن هذا "الموضوع أنجز منذ فترة طويلة".
وذكر الحريري الذي عاد الى بيروت من الرياض فجر أمس، في رده على أسئلة "الحياة" أمس في مكتبه في "بيت الوسط"، أنه سيزور نيويورك ثانية لمقابلة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز "والبحث في دفع الجهود السعودية - السورية الى الأمام وحماية هذا المسار الذي يشكل ضمانة لاستقرار لبنان".
وأكد الحريري أن "المسار السعودي - السوري يتطلب خطوات إيجابية عدة لم يقم الطرف الآخر بأي منها حتى الآن... ولا يتذرعن أحد بأن خادم الحرمين الشريفين موجود في نيويورك، لأن ما تم الاتفاق عليه حصل قبل شهر من الوعكة الصحية التي ألمّت به"، وأضاف الحريري "ليكن مفهوماً بكل صراحة أن أي التزام من جانبي لن يوضع موضع التنفيذ قبل أن يقوم الطرف الآخر بتنفيذ ما التزم به. هذه هي القاعدة الأساس في الجهود السعودية - السورية". وكان الحريري قاطعاً في رده على أسئلة "الحياة" حول المخاوف من ألا يظهر الاتفاق السعودي - السوري بحجة انتظار اللمسات الأخيرة عليه، فقال مرة إن "هذا غير صحيح"، ومرة أخرى أن "هذا المسار لن يتراجع. وأنا أقول هذا الكلام لحمايته لأنه يتعرض لحملة تشويش كبرى". وأضاف: "التزمت الصمت طوال أشهر والآن كسرت حلقة الصمت فقط لأنني مسؤول ومعني بحماية هذا المسار لما فيه مصلحة البلد واستقراره".
رئيس الحكومة أوضح أن الجهود السعودية - السورية "تتناول عدداً من النقاط لتثبيت الاستقرار في لبنان. وهي ثمرة لمسار أطلقته القمة في بيروت بين خادم الحرمين الشريفين والرئيس بشار الأسد والرئيس سليمان ومن هنا لا يجوز لأحد أن يخطئ في تحديد هذا المسار الذي تم التوصل إليه بفضل حكمة خادم الحرمين الشريفين وبعد نظره وحرصه على لبنان".
وتابع الحريري "الجهود السعودية - السورية وصلت الى نتائج محددة قبل أشهر عدة وهي سابقة لانتقال خادم الحرمين الشريفين للعلاج في نيويورك"، واكتفى الحريري رداً على سؤال عن الخطوات المطلوبة من الفريق الآخر بالقول: "يكفي أنها معروفة من الطرف الآخر... المطلوب خطوات محددة من الجهة الأخرى... ولو نفذوا ما التزموا به لما كنا نتحدث عن سباق مع الوقت". وعن الأنباء بأن البحث يتناول تغيير الحكومة وإعادة توزيع الحقائب فيها، قال "هذا الموضوع خارج البحث كلياً في المسار السعودي - السوري. ومن يعتقد أن بإمكان أي حكومة غير حكومة الوحدة الوطنية أن تنهض بهذا البلد عليه أن يعيد التفكير ملياً بموقفه... لا يعتقدن أحد أنني متمسك بالحكم أو بالسلطة أو بالكرسي. أما كل ما يستحضر لإقحام المسار السعودي - السوري في محاصصات حكومية وغير حكومية فإنه يسعى الى تحويله الى مسار ينتج مشاكل داخلية جديدة بينما هو في الواقع مسار لإنتاج الحلول وتثبيت الاستقرار".
الحريري يتشاور هاتفيا مع سليمان وبري
وفي السياق نفسه ، أشارت صحيفة "المستقبل" الى أن الحريري فور عودته إلى بيروت من السعودية، اتصل بكل من رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس مجلس النواب نبيه بري، وتشاور معهما في آخر التطورات.
وهاب : فريق واحد قد يتضرر من التسوية
بدورها، تطرقت صحيفة "الشرق الاوسط" الى ما صدر على لسان رئيس حزب التوحيد العربي الوزير السابق وئام وهاب عن حصول تسوية للوضع اللبناني من خلال الورقة السعودية - السورية، معتبرا أن "بعض السياسيين اللبنانيين ليسوا في أجواء هذه التسوية التي أصبحت في نهايتها وتحتاج إلى بعض الرتوشات".
وعن موعد إعلانها، توقع وهاب أن "يصدر عن الحريري موقف جديد هذا الشهر يكون مؤشرا لإتمام هذه التسوية". وردا على سؤال حول إمكان أن يتقلص عدد حلفاء وأصدقاء الحريري بعد إعلان هذا الموقف، اعتبر وهاب أنه "على العكس سيزيد عدد أصدقائه وهذا الموقف سيسهل وجوده في الحكم"، مشيرا إلى أن "فريقا واحدا قد يتضرر هو (القوات اللبنانية) في حال رفضوا هذه التسوية، معتبرا أن "فريق (14 آذار) لن يكون متضررا منها".
لقاء مبارك ونتنياهو
في سياق منفصل ، وعلى صعيد الشأن الفلسطيني ، ذكرت صحيفة الانباء الكويتية أن الرئيس المصري حسني مبارك أكد "لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال اجتماعهما أمس في شرم الشيخ ضرورة اتخاذ اسرائيل اجراءات ملموسة لبناء الثقة مع الفلسطينيين".
وأضافت الصحيفة أن "مباحثات مبارك ونتنياهو تناولت "المأزق الراهن لعملية السلام، وتوقف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي نتيجة لاستمرار النشاط الاستيطاني في الاراضي المحتلة بما في ذلك القدس الشرقية". وقالت الصحيفة ان "مبارك اكد مجددا ضرورة مراجعة اسرائيل لمواقفها وسياساتها والمبادرة باتخاذ اجراءات ملموسة لبناء الثقة مع السلطة الوطنية الفلسطينية".
ووفقا لـ"الانباء"، فان الرئيس المصري شدد على ان المطلوب هو "الوصول لتسوية نهائية - وليس مرحلية أو مؤقتة - تنهي الاحتلال وتقيم الدولة الفلسطينية المستقلة".
"ويكيليكس": الهدف من الحصار الإسرائيلي على غزة كان إبقاء اقتصاد القطاع على حافة الانهيار
فلسطينيا أيضا ، أشارت "الانباء" الى أن موقع "ويكيليكس" المتخصص في نشر الوثائق السرية كشف استنادا الى وثيقة سرية ديبلوماسية أميركية حصل عليها، النقاب عن أنه في الفترة التي سبقت عملية الرصاص المصبوب أي العدوان على غزة، قال مسؤولون إسرائيليون ان الهدف من الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة كان إبقاء اقتصاد غزة على حافة الانهيار دون دفعه عن هذه الحافة.
ونقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية امس عن الوثيقة ـ التي تم إصدارها في 3 تشرين الثاني / نوفمبر 2008 ـ أن وكالات الاستخبارات والساسة في "إسرائيل" قالوا ان الخطة كانت للحفاظ على سير الاقتصاد في غزة إلى أدنى مستوى ممكن دون التسبب في وقوع أزمة إنسانية.
"الثورة" السورية : الفوضى الخلاقة .. من عين الرمانة إلى كنيسة القديسين
صحيفة "الثورة" السورية تناولت موضوع تفجير كنيسة الاسكدنرية في مصر ، ورأت أن الصهاينة لم يكونوا في سذاجة للمجاهرة بالغبطة حيال مأساة مصر 1/1/2011، مثلما لم يكونوا سذجاً للرقص في 13/4/1975 ، لكن قراءاتهم في المسافة الممتدة بين عين الرمانة 1975 وبين كنيسة القديسين 2011 ، مدعاة للغبطة والرقص فرحاً بالاهتلاك السياسي للممانعة القومية الذي يتمأسس طرداً والزمن.
وأضافت الصحيفة السورية "الذي حدث في كنيسة القديسين، كالذي حدث في عين الرمانة: زردة عقدها مجنون وهات مئة عاقل لحلها. وفي المآزق المسبقة الصنع، كما يعز الأصدقاء في الضائقات نحتاج الى مجهر لرؤية عاقل، وليس أضمن للتهرب من المسؤولية حيال كارثة سياسية من الدعوة الى تحقيق ومحكمة دولية، وتحت الفصل السابع!!! كارثة الإسكندرية ومصر كلها، والعرب أجمعين، يجب ألا تمر في الزواريب التي سلكها التعاطي مع كارثة عين الرمانة".
ولفتت "الثورة" الى أنه "قبل 36 عاما، علا الضجيج الصادر من مهربي الفتنة إلى حيث يجب أن تفتن. وقد نجح المهربون وهشمت مخالب الفتنة لبنان وكان يراد بها أن تهشم سورية والعرب.يومئذ استبد الارتباك بالناس. وقبل أن تجزم دمشق أمرها للخروج من دائرة المتفرجين بحيادية صماء على التداعيات الدموية للفخ في عين الرمانة، وتستجيب في أيار 1976 لطلب رئاسي محمول على استغاثة شعبية وحزبية، للتدخل عسكرياً، لوقف النزف، اتضحت معالم الارتباك حتى لدى دهاقنة السياسة اللبنانية . ففي 11/3/1976، التقى الزعيمان كمال جنبلاط وبيار الجميل وسط عشرات من أهل الحل والعقد اللبنانيين، في مؤتمر عام، وتشاكيا كلاهما من طرف ثالث خرق اتفاق وقف إطلاق النار الحادي عشر.وأقسم كل منهما الأيمان المغلظة بأنه ليس مسؤولاً عن خرق ذلك الاتفاق. وكان كلاهما صادقاً. ووقعا الاتفاق الثاني عشر لوقف النار، ولكن الاتفاق خرق قبل أن يجف حبره!".
واذ تنطلق الصحيفة في حديثها عن الفوضى الخلاقة من أحداث اغتيال الملك فيصل وبوسطة عين الرمانة في لبنان، تعتبر أن "لا بد من أن تدور مدحلة الفوضى الخلاقة مجدداً. يجب تخليق البيئة المناسبة. الاعتداءات على المسيحيين في العراق ومصر، مقدمة لنار تضرم في عموم المحيط العربي، وخاصة في أضعف حلقاته: لبنان ، حيال غول الإرهاب الذي أطعمته الـ C.I.A بيديها ضد السوفييت في أفغانستان، بداعي الجهاد ضد الإلحاد تنطلق الدعوات لحماية المسيحيين في مصر والعراق ولبنان و.... الأسماء يمكن أن تتوالى . مع استدراك أن مسيحيي فلسطين يستثنون ويتناسون!".
وترى أن "المطلوب لدى القتلة في كنيسة سيدة النجاة 2010 في العراق، وفي كنيسة القديسين 2011، كما لدى القاتل الحقيقي للملك فيصل ولمطلقي النار على البوسطة في عين الرمانة 1975، تخفي الطرف الثالث وراء التوابع الزلزالية للمأساة.
وتختم صحيفة "الثورة" بالقول "الوقت لما يفت لممارسة المسؤولية في إحباط المؤامرة قبل أن يكتوي بها الجميع".