ارشيف من :ترجمات ودراسات
"تشرين": السودان يدفع ثمن التشرذم العربي.. ويبقى الأمل بنهج المقاومة
رأت صحيفة "تشرين" أن "العرب دفعوا ويدفعون هذه الأيام غالياً ثمن تشرذمهم وعدم مبالاتهم وتقصيرهم في الدفاع عن كياناتهم وأرضهم وسيادتهم، وفي حماية عروبتهم التي لا وجود حقيقي وعزيز لهم دونها، لأنها الأصل والرابط والموئل والدافع للتضحية من أجل الدفاع عن الأرض والسيادة والثروة، ومن أجل استرداد ما اغتصب من حقوق".
وفي افتتاحيتها، أكدت الصحيفة أن "الحال العربية هذه الأيام لا تسرّ سوى خواطر الأعداء والطامعين والشامتين والمتربصين، فالفرقة إلى تزايد، والأنانية سيدة الموقف، واللامبالاة بالشأن القومي باتت أقل من عادية، والتقرب من الكيان الإسرائيلي العدو الأول الذي يحتل الأرض ويغتصب الحقوق أصبح جزءاً من سياسات ومواقف بعض العرب"، مضيفة "ليس من المبالغة القول والتأكيد أن هذا الوضع العربي يحمل من الأخطار ما يمكن أن يدمر الأمة مرتين إذا ما استمر الحال على ما هو عليه، وإذا ما أصاب نهج المقاومة والممانعة أي مكروه لا سمح الله".
وتابعت الصحيفة "هذه فلسطين كلها وأجزاء أخرى من الأرض العربية تحت وطأة الإحتلال العنصري الذي لم يشهد التاريخ له مثيلاً، والذي يهدد قادته صباح مساء كل العرب بالمزيد من الاحتلالات وجرائم الحرب، ويعلنون على الملأ أن العرب حشرات أخطأ الله عندما خلقهم، وهذا العراق كله أيضاً تحت الإحتلال الأميركي الذي دمّر كل مقوّمات الدولة العراقية، وقتل أو تسبب بقتل أكثر من مليون عراقي، وهجّر نحو خمسة ملايين في الداخل العراقي وإلى الخارج، وأقام نحو خمسين قاعدة عسكرية على أرض العراق، ونكّل بمن تبقى من السكان وجوّعهم".
وفي السياق نفسه، لفتت "تشرين" الى أن "اليمن يعاني من الإرهاب والعنف اللذين يهددان مصيره، بينما لبنان ينتظر حدثاً خطيراً يضاف إلى ما تعرّض له من عدوانية همجية إسرائيلية، ومصر الشقيقة الكبرى يعتدى على أمنها بأحط الوسائل وأقذرها، أما الصومال فلا وجود للدولة فيه"، معتبرة أن "السودان هو الأحدث في دفع ثمن التشرذم العربي، ذلك أن ما يحدث له الآن وفي وضح النهار، هو أنه يقسم إلى دولتين والكل يتفرج، ليس هذا فحسب، فهذا البلد الشقيق الأكثر مساحة بين البلدان العربية والذي سمي يوماً سلة غذاء الوطن العربي بانتظار تطورات أخرى قد لا تقلّ خطورة عما يجري له الآن".
وختمت الصحيفة بالقول "تلك بعض فواتير التشرذم العربي والآتي أعظم، ويبقى الأمل بنهج المقاومة والممانعة وبقادة هذا النهج وقواعده التي تتسع يوماً بعد يوم في أنحاء الوطن الكبير".