ارشيف من :ترجمات ودراسات
انشقاق "العمل" لمصلحة رئيس حزب "الليكود"
كتب محرر الشؤون العبرية
قد يكون هناك تشابه، في الشكل، بين انشقاق رئيس حزب "العمل" إيهود باراك وتشكيله كتلة جديدة باسم "الاستقلال"، وبين إنشقاق رئيس الوزراء السابق أرييل شارون عن حزب "الليكود" عندما كان يترأسه وتشكيل حزبا جديدا باسم "كديما". إلا انه على مستوى الجوهر هناك تباين واسع بين الحالتين.
ففي الحالة الثانية كان شارون صانع للقرار السياسي ويحظى بتأييد شعبي واسع وكان انشقاقه لامتلاك هامش وقدرة على تنفيذ مشروعه في تلك الفترة المتمثل بالانسحاب الأحادي من قطاع غزة، الذي تحقق، ومن الضفة الغربية الذي تعرقل. أما بالنسبة لـ"إيهود باراك" فقد انشق قبل أن يلفظه حزبه، كما كان من المفترض أن يتم بعد أسابيع، حيث من المقرر أن يعقد مركز الحزب جلسة لمناقشة اقتراح بتقديم موعد الانتخابات التمهيدية لرئاسة الحزب. ولحسابات سياسية تتصل بمصلحة نتنياهو من اجل تثبيت حكومته التي في حال انسحب منها حزب "العمل"، كما كان من المفترض أن يتم في الأشهر المقبلة، ستتقلص القاعدة النيابية للحكومة من 74 عضو كنيست إلى 61. وفي تلك الحالة أي خلاف مع كتلة نيابية صغيرة في معسكر اليمين قد يؤدي إلى إسقاط الحكومة ويفرض انتخابات مبكرة كما حصل مع نتنياهو نفسه في العام 1999.
أما لجهة أبعاد وتداعيات هذه الخطوة على حزب "العمل" نفسه، يمكن القول:
إن مرحلة الحضيض التي بلغها حزب "العمل" أتت تتويجا لمسار انحداري تراكمي تسارعت خطواته منذ العام 2000، في أعقاب التراجع الشعبي والتمثيلي بفعل فشل محاولة التوصل لاتفاقية سلام شامل مع سوريا وتحديدا خلال لقاء كلينتون – الاسد في اذار من العام نفسه، ولتسوية نهائية مع السلطة الفلسطينية برئاسة ياسر عرفات خلال قمة كامب ديفيد وانطلاقة انتفاضة الأقصى وما رافقها من عمليات جهادية واستشهادية... وصولا إلى كتلة يبلغ عدد أعضاءها 13 عضو كنيست (في انتخابات العام 2009) لتتراجع الآن إلى ثمانية أعضاء، بعد انشقاق كتلة "الاستقلال" برئاسة باراك (بخمسة أعضاء) بعدما سيطر لعقود على المنظومة الحزبية والحكومية في "إسرائيل".
ما ساهم في تعميق أزمة حزب "العمل"، انه مع تراجع شعبيته تحول إلى حزب رديف لحزب "الليكود"، أولا، ومن ثم لحزب "كديما" اذ شارك في كل الحكومات التي تشكلت منذ العام 2001، وفقد دوره كحزب بديل لحزب السلطة. الأمر الذي أفسح المجال أمام "كديما" كي يفرض نفسه على الخارطة السياسية والحزبية كحزب منافس لليكود وبذلك اختطف راية التسوية من يد حزب "العمل" الذي تحول حزبا من الأحجام الصغيرة.
أما فيما يتعلق بمستقبل حزب "العمل"، قد يكون من السابق لأوانه التقدير كيف ستتبلور الأطر السياسية قُبيل الانتخابات القادمة. هل سيبقى حزب "العمل" قائماً في صورته الحالية، أم ستتواصل الانشقاقات داخله؟، نعم يمكن القول انه في ضوء المستجدات يوجد أرضية لتشكيل كتلة نيابية لمعسكر اليسار، الذي يعاني من ضحالة التمثيل، قد تشكل عامل دعم لحزب "كديما" في مواقفه.
قد يكون هناك تشابه، في الشكل، بين انشقاق رئيس حزب "العمل" إيهود باراك وتشكيله كتلة جديدة باسم "الاستقلال"، وبين إنشقاق رئيس الوزراء السابق أرييل شارون عن حزب "الليكود" عندما كان يترأسه وتشكيل حزبا جديدا باسم "كديما". إلا انه على مستوى الجوهر هناك تباين واسع بين الحالتين.
ففي الحالة الثانية كان شارون صانع للقرار السياسي ويحظى بتأييد شعبي واسع وكان انشقاقه لامتلاك هامش وقدرة على تنفيذ مشروعه في تلك الفترة المتمثل بالانسحاب الأحادي من قطاع غزة، الذي تحقق، ومن الضفة الغربية الذي تعرقل. أما بالنسبة لـ"إيهود باراك" فقد انشق قبل أن يلفظه حزبه، كما كان من المفترض أن يتم بعد أسابيع، حيث من المقرر أن يعقد مركز الحزب جلسة لمناقشة اقتراح بتقديم موعد الانتخابات التمهيدية لرئاسة الحزب. ولحسابات سياسية تتصل بمصلحة نتنياهو من اجل تثبيت حكومته التي في حال انسحب منها حزب "العمل"، كما كان من المفترض أن يتم في الأشهر المقبلة، ستتقلص القاعدة النيابية للحكومة من 74 عضو كنيست إلى 61. وفي تلك الحالة أي خلاف مع كتلة نيابية صغيرة في معسكر اليمين قد يؤدي إلى إسقاط الحكومة ويفرض انتخابات مبكرة كما حصل مع نتنياهو نفسه في العام 1999.
أما لجهة أبعاد وتداعيات هذه الخطوة على حزب "العمل" نفسه، يمكن القول:
إن مرحلة الحضيض التي بلغها حزب "العمل" أتت تتويجا لمسار انحداري تراكمي تسارعت خطواته منذ العام 2000، في أعقاب التراجع الشعبي والتمثيلي بفعل فشل محاولة التوصل لاتفاقية سلام شامل مع سوريا وتحديدا خلال لقاء كلينتون – الاسد في اذار من العام نفسه، ولتسوية نهائية مع السلطة الفلسطينية برئاسة ياسر عرفات خلال قمة كامب ديفيد وانطلاقة انتفاضة الأقصى وما رافقها من عمليات جهادية واستشهادية... وصولا إلى كتلة يبلغ عدد أعضاءها 13 عضو كنيست (في انتخابات العام 2009) لتتراجع الآن إلى ثمانية أعضاء، بعد انشقاق كتلة "الاستقلال" برئاسة باراك (بخمسة أعضاء) بعدما سيطر لعقود على المنظومة الحزبية والحكومية في "إسرائيل".
ما ساهم في تعميق أزمة حزب "العمل"، انه مع تراجع شعبيته تحول إلى حزب رديف لحزب "الليكود"، أولا، ومن ثم لحزب "كديما" اذ شارك في كل الحكومات التي تشكلت منذ العام 2001، وفقد دوره كحزب بديل لحزب السلطة. الأمر الذي أفسح المجال أمام "كديما" كي يفرض نفسه على الخارطة السياسية والحزبية كحزب منافس لليكود وبذلك اختطف راية التسوية من يد حزب "العمل" الذي تحول حزبا من الأحجام الصغيرة.
أما فيما يتعلق بمستقبل حزب "العمل"، قد يكون من السابق لأوانه التقدير كيف ستتبلور الأطر السياسية قُبيل الانتخابات القادمة. هل سيبقى حزب "العمل" قائماً في صورته الحالية، أم ستتواصل الانشقاقات داخله؟، نعم يمكن القول انه في ضوء المستجدات يوجد أرضية لتشكيل كتلة نيابية لمعسكر اليسار، الذي يعاني من ضحالة التمثيل، قد تشكل عامل دعم لحزب "كديما" في مواقفه.