ارشيف من :ترجمات ودراسات
بيت العنكبوت: مدرسة التحرر من "وهم القوة"
كتب محرر الشؤون العبرية
من الأقوال التي أدلى بها رئيس الموساد المغادر قريباً "مائير داغان"، خلال لقاء مغلق مع صحفيين، وصدمت الرأي العام الإسرائيلي، دعوته الصريحة إلى أن "على الدولة ألا تخرج للحرب إلا والسيف موضوع على عنقها بل وعندما يقطع في اللحم الحي".
احتلت هذه الفقرة اهتماماً لدى المراقبين في كيان العدو ودفعت المعلق الأساسي في صحيفة "معاريف"، "عوفر شيلح"، إلى تناول المعاني والأبعاد التي تنطوي عليها، مشيرا إلى أن "داغان" "لم يقصد بطبيعة الأمر عملية محددة مثل الرصاص المصبوب" في إشارة إلى العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وانما تحدث عن استعمال كبير للقوة العسكرية. ولفت "شيلح" إلى أن "داغان" هو من الوحيدين في القيادة الأمنية الذين يتذكرون كيف يبدو هذا الاستعمال "ففي هيئة اركان يوآف غالنت لا يوجد شخص حارب في يوم الغفران، (عام 1973) والقليل فقط رأوا عن قرب حرب لبنان الأولى"، في المقابل لفت ايضا إلى ان "د"غان| "كان قائد سرية في سلاح المظليين في حرب الأيام الستة، (1967)، حارب في فرقة شارون في يوم الغفران وتولى قيادة لواء مدرع في لبنان، وجُرح مرتين في أثناء خدمته. وأكثر من ذلك انه عرف جيدا حدود القوة العسكرية وكم هو مهم الحذر في استعمالها".
وتوقف "شيلح" عند أهمية موقف "داغان" لجهة كونه ينتمي إلى "آخر أبناء الجيل الذي نشأ على مقولة "نحيا بسيفنا"، من أولئك الذين مضوا إلى هذه المدرسة بهراوة مثل شارون" واصفا إياهم بأنهم "أكبر المتنبهين من وهم القوة".
ودعا "شيلح" إلى تذكر هذه الجملة، "لا تخرج الدولة للحرب إلا والسيف موضوع على عنقها"، كونها موجهة إلى "الإسرائيلية الواثقة بنفسها التي أخذت تختفي في ظل الخطاب المتباكي المدعي بأننا ضحية في السنين الأخيرة" ونتيجة لذلك يتم وصف "خطاب كل عدو فيها على انه هتلر، وكل تحرش بنا أو عملية علينا خطر وجودي" ودعا شيلح إلى تذكرها في ظل حقيقة أن "الرجال العسكريين هم الصوت صاحب القرار في الغرف التي تتخذ فيها القرارات، وإذا وُجد في الغرفة مدنيون فإنهم يحاولون في أحيان كثيرة أن يبرهنوا على أنهم أكثر حبا للقوة من رجال القوة".
وتوقف "شيلح" عند نموذج اخر، من المتنبهين من "وهم القوة"، هو صديق "داغان"، رئيس الوزراء السابق اريئيل شارون الذي جسد بأفعاله تصور القوة الإسرائيلية لكن "حرب لبنان الأولى كانت ذروة فكرة أننا نستطيع أن نصوغ صورة المنطقة بالقوة، وأن نستعمل قوة الجيش الإسرائيلي لا لأهداف دفاعية فحسب بل لإحراز أهداف سياسية بعيدة المدى".
ورغم ان شارون "لم يقل قط صراحة انه تعلم الدرس، لكن سلوكه بعد عشرين سنة عندما تولى رئاسة الحكومة شاهد على ذلك. وللتأكيد على أن شارون تحرر من "وهم القوة" ينقل شيلح عن وزراء بعد حرب لبنان الثانية أن "الرد على اختطاف حزب الله عند شارون ما كان ليتدهور البتة الى 34 يوم قتال، وربما كانت إسرائيل تلوح بسيف عملية عسكرية في ايران، لكن الطائرات ما كانت لتُقلع".
ويختم شيلح بالتساؤل عما دفع رئيس الموساد كي "يشعر بضرورة مُلحة لذكر هذه الحقيقة البسيطة قبل أن يترك المنصة. هل يعني هذا انه يعلم شيئا يجب ان نعلمه عمن يمسك اليوم بمفاتيح القوة في يده؟".
من الأقوال التي أدلى بها رئيس الموساد المغادر قريباً "مائير داغان"، خلال لقاء مغلق مع صحفيين، وصدمت الرأي العام الإسرائيلي، دعوته الصريحة إلى أن "على الدولة ألا تخرج للحرب إلا والسيف موضوع على عنقها بل وعندما يقطع في اللحم الحي".
احتلت هذه الفقرة اهتماماً لدى المراقبين في كيان العدو ودفعت المعلق الأساسي في صحيفة "معاريف"، "عوفر شيلح"، إلى تناول المعاني والأبعاد التي تنطوي عليها، مشيرا إلى أن "داغان" "لم يقصد بطبيعة الأمر عملية محددة مثل الرصاص المصبوب" في إشارة إلى العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وانما تحدث عن استعمال كبير للقوة العسكرية. ولفت "شيلح" إلى أن "داغان" هو من الوحيدين في القيادة الأمنية الذين يتذكرون كيف يبدو هذا الاستعمال "ففي هيئة اركان يوآف غالنت لا يوجد شخص حارب في يوم الغفران، (عام 1973) والقليل فقط رأوا عن قرب حرب لبنان الأولى"، في المقابل لفت ايضا إلى ان "د"غان| "كان قائد سرية في سلاح المظليين في حرب الأيام الستة، (1967)، حارب في فرقة شارون في يوم الغفران وتولى قيادة لواء مدرع في لبنان، وجُرح مرتين في أثناء خدمته. وأكثر من ذلك انه عرف جيدا حدود القوة العسكرية وكم هو مهم الحذر في استعمالها".
"لا تخرج الدولة للحرب إلا والسيف موضوع على عنقها" |
ودعا "شيلح" إلى تذكر هذه الجملة، "لا تخرج الدولة للحرب إلا والسيف موضوع على عنقها"، كونها موجهة إلى "الإسرائيلية الواثقة بنفسها التي أخذت تختفي في ظل الخطاب المتباكي المدعي بأننا ضحية في السنين الأخيرة" ونتيجة لذلك يتم وصف "خطاب كل عدو فيها على انه هتلر، وكل تحرش بنا أو عملية علينا خطر وجودي" ودعا شيلح إلى تذكرها في ظل حقيقة أن "الرجال العسكريين هم الصوت صاحب القرار في الغرف التي تتخذ فيها القرارات، وإذا وُجد في الغرفة مدنيون فإنهم يحاولون في أحيان كثيرة أن يبرهنوا على أنهم أكثر حبا للقوة من رجال القوة".
وتوقف "شيلح" عند نموذج اخر، من المتنبهين من "وهم القوة"، هو صديق "داغان"، رئيس الوزراء السابق اريئيل شارون الذي جسد بأفعاله تصور القوة الإسرائيلية لكن "حرب لبنان الأولى كانت ذروة فكرة أننا نستطيع أن نصوغ صورة المنطقة بالقوة، وأن نستعمل قوة الجيش الإسرائيلي لا لأهداف دفاعية فحسب بل لإحراز أهداف سياسية بعيدة المدى".
ورغم ان شارون "لم يقل قط صراحة انه تعلم الدرس، لكن سلوكه بعد عشرين سنة عندما تولى رئاسة الحكومة شاهد على ذلك. وللتأكيد على أن شارون تحرر من "وهم القوة" ينقل شيلح عن وزراء بعد حرب لبنان الثانية أن "الرد على اختطاف حزب الله عند شارون ما كان ليتدهور البتة الى 34 يوم قتال، وربما كانت إسرائيل تلوح بسيف عملية عسكرية في ايران، لكن الطائرات ما كانت لتُقلع".
ويختم شيلح بالتساؤل عما دفع رئيس الموساد كي "يشعر بضرورة مُلحة لذكر هذه الحقيقة البسيطة قبل أن يترك المنصة. هل يعني هذا انه يعلم شيئا يجب ان نعلمه عمن يمسك اليوم بمفاتيح القوة في يده؟".