ارشيف من :أخبار لبنانية
دراسة صهيونية تُرجح أن "إسرائيل" لا زالت مكشوفة أمام هجمات الصواريخ
مركز الناطور للدراسات والابحاث(*)
وأكدت الدراسة الصادرة عن مركز "بيغن- السادات" للأبحاث الإستراتيجية في جامعة "بار ايلان" أن الحكومات "الإسرائيلية" لم تقم خلال السنوات الماضية بما يكفي من أجل الدفاع عن الإسرائيليين وحمايتهم من مخاطر هجوم صاروخي، بل وقللت من شأن الخطر الصاروخي الذي يتهدد إسرائيل، مما سمحوا له بالتحول إلى خطر استراتيجي، فيما اتجهت لاعتبار الهجمات الصاروخية التي تتعرض لها مناطق جنوب إسرائيل، كمصدر "إزعاج" وليس "تهديداً" للأمن القومي.
وأضاف "روبين" الذي يعتبر مؤسس منظومة صاروخ "حيتس" المضادة للصواريخ، والرئيس السابق لإدارة مشروع "حوماه " المسؤول عن تطوير وسائل اعتراض الصواريخ في وزارة الدفاع، أن جذور التهديد الصاروخي تعود إلى نهاية ثمانينيات القرن الماضي، حين بدأت بمواجهة صواريخ "سكود" السورية ذات الرؤوس الحربية الكيماوية، وفي بداية التسعينيات حيث شرع حزب الله بإطلاق صواريخ الكاتيوشا، مما دفع في حينه رئيس الحكومة "اسحاق رابين" ووزير الدفاع "موشيه آرنس" لتطوير "حيتس" رغم المعارضة الشديدة التي أبداها الجيش، والانتقادات الحادة التي أطلقها العسكريون لعدم ثقتهم بالقدرات التكنولوجية.
الأخطر من ذلك، أن الجيش "الإسرائيلي" الذي استعد للتضحية بجنوده في أعمال هجومية لم يكن بذات الاستعداد للاستثمار وتخصيص الموارد الخاصة بتطوير منظومات لا تهدد حياتهم.
وفي يوم 16/4/ 2001، أطلق أول صاروخ من قطاع غزة، ورغم التهديد الجديد، فقد جزم مدير عام وزارة الدفاع في حينه "عاموس يارون" بان الجيش لم يحقق أي تقدم قد يؤدي لتدمير الصواريخ الفلسطينية أثناء تحليقها، ولا يوجد لدى الوزارة أية نية في استثمار مبالغ مالية هائلة لن تؤدي في النهاية لتحقيق أي تقدم في هذا المجال.
وقد استمرت شكوك الجيش في جدوى قدراته على اعتراض وإسقاط الصواريخ، ورفضه تخصيص الموارد المالية من ميزانية الدفاع لتطوير هذه المنظومات.
وأورد "روبين" ما قاله مدير مكتب رئيس الوزراء السابق "دوف فايسغلاس" حين وصف الصواريخ المنطلقة من غزة بـ"الأشياء المتطايرة"، فيما فضلت الجهات الأمنية إتباع سياسية "الاستهانة والتقليل من خطر صواريخ غزة والهجمات الصاروخية وتأثيراتها وأبعادها الواسعة"، حيث وصف مدير عام وزارة الدفاع اللاحق "كوبي تورون" صواريخ غزة بـ"التهديد النفسي" فقط، كونها أوقعت عدداً قليلاً جداً من الإصابات.
ويوجه "روبين" سهام انتقاداته للجيش وقيادته قائلاً: "رغم التهديد الصاروخي الذي تتعرض له "إسرائيل" شمالاً وجنوباً، فإن الجيش لم يقتنع حتى الآن بالحاجة لدفاع صاروخي على مستوى الدولة، لهذا من المنطقي الافتراض في حال تجدد إطلاق النار، وسقوط صواريخ حماس وإصابتها لأهداف مدنية وعسكرية وسط إسرائيل، بما في ذلك تل أبيب ومطار بن غوريون وقواعد سلاح الجو، وما بدأ كعمل "إزعاج" بداية العقد الحالي، سيتحول إلى تهديد استراتيجي حقيقي نهاية العقد".
ووفقاً لما جاء في الدراسة: فقد فضلت حكومات "إسرائيل" الاستثمار بالردود الهجومية على الاستثمار في المنظومات الدفاعية، رغم الجدوى المتدنية للعمليات الهجومية المحدودة، متنبئاً بأمر مقلق مفاده: "تسلح سوريا و"حزب الله" وحماس المكثف خاصة في مجال الصواريخ التي باتت تغطي كامل مساحة الدولة، تؤكد بنسبة عالية أن حرب استنزاف محلية على طول قطاع الحدود، وستؤدي إلى تدهور سريع نحو حرب استنزاف تستهدف قلب إسرائيل".
(*) نقلا عن: موقع مركز بيغن السادات للأبحاث الإستراتيجية / ترجمة: مركز دراسات وتحليل المعلومات الصحفية
ما وصف كـ"إزعاج" الصواريخ سيتحول إلى تهديد استراتيجي حقيقي لقلب الدولة
بعد مرور 20 عاماً على حرب الخليج الأولى، وسقوط الصواريخ العراقية في قلب العمق "الإسرائيلي"، لا زالت "إسرائيل" مكشوفة أمام الهجمات الصاروخية، وحين تتجدد المواجهة العسكرية، فمن المنطقي الإفتراض أن صواريخ حماس ستسقط في قلب "تل أبيب" ومطار بن غوريون وقواعد سلاح الجو، وفقاً لما خلصت إليه دراسة قام بها الباحث الإسرائيلي الخبير في شئون التسلح "عوزي روبين".وأكدت الدراسة الصادرة عن مركز "بيغن- السادات" للأبحاث الإستراتيجية في جامعة "بار ايلان" أن الحكومات "الإسرائيلية" لم تقم خلال السنوات الماضية بما يكفي من أجل الدفاع عن الإسرائيليين وحمايتهم من مخاطر هجوم صاروخي، بل وقللت من شأن الخطر الصاروخي الذي يتهدد إسرائيل، مما سمحوا له بالتحول إلى خطر استراتيجي، فيما اتجهت لاعتبار الهجمات الصاروخية التي تتعرض لها مناطق جنوب إسرائيل، كمصدر "إزعاج" وليس "تهديداً" للأمن القومي.
وأضاف "روبين" الذي يعتبر مؤسس منظومة صاروخ "حيتس" المضادة للصواريخ، والرئيس السابق لإدارة مشروع "حوماه " المسؤول عن تطوير وسائل اعتراض الصواريخ في وزارة الدفاع، أن جذور التهديد الصاروخي تعود إلى نهاية ثمانينيات القرن الماضي، حين بدأت بمواجهة صواريخ "سكود" السورية ذات الرؤوس الحربية الكيماوية، وفي بداية التسعينيات حيث شرع حزب الله بإطلاق صواريخ الكاتيوشا، مما دفع في حينه رئيس الحكومة "اسحاق رابين" ووزير الدفاع "موشيه آرنس" لتطوير "حيتس" رغم المعارضة الشديدة التي أبداها الجيش، والانتقادات الحادة التي أطلقها العسكريون لعدم ثقتهم بالقدرات التكنولوجية.
عناقيد الغضب
يواصل "روبين" قائلاً: في منتصف التسعينيات قررت "إسرائيل" القيام بعمليتين عسكريتين، الأولى عام 1993 وحملت اسم " تصفية الحساب"، والثانية عام 1996 باسم "عناقيد الغضب"، واستناداً لمستويات الخطر بدأت أعمال تطوير منظومة "ناوتيليس" القائمة على أساس شعاع ليزر شديد القوة، لكنها كانت خرقاء وصعبة التنفيذ، لذلك توقف تمويل تطويرها عام 2005.الأخطر من ذلك، أن الجيش "الإسرائيلي" الذي استعد للتضحية بجنوده في أعمال هجومية لم يكن بذات الاستعداد للاستثمار وتخصيص الموارد الخاصة بتطوير منظومات لا تهدد حياتهم.
وفي يوم 16/4/ 2001، أطلق أول صاروخ من قطاع غزة، ورغم التهديد الجديد، فقد جزم مدير عام وزارة الدفاع في حينه "عاموس يارون" بان الجيش لم يحقق أي تقدم قد يؤدي لتدمير الصواريخ الفلسطينية أثناء تحليقها، ولا يوجد لدى الوزارة أية نية في استثمار مبالغ مالية هائلة لن تؤدي في النهاية لتحقيق أي تقدم في هذا المجال.
وقد استمرت شكوك الجيش في جدوى قدراته على اعتراض وإسقاط الصواريخ، ورفضه تخصيص الموارد المالية من ميزانية الدفاع لتطوير هذه المنظومات.
وأورد "روبين" ما قاله مدير مكتب رئيس الوزراء السابق "دوف فايسغلاس" حين وصف الصواريخ المنطلقة من غزة بـ"الأشياء المتطايرة"، فيما فضلت الجهات الأمنية إتباع سياسية "الاستهانة والتقليل من خطر صواريخ غزة والهجمات الصاروخية وتأثيراتها وأبعادها الواسعة"، حيث وصف مدير عام وزارة الدفاع اللاحق "كوبي تورون" صواريخ غزة بـ"التهديد النفسي" فقط، كونها أوقعت عدداً قليلاً جداً من الإصابات.
الاستنزاف القادم
ورغم تطوير منظومة القبة الحديدية التي حصدت النجاحات في كافة التجارب، فإن الجيش "الإسرائيلي" لا ينوي نشرها بشكل دائم للدفاع عن "سديروت"، والبطاريات التي جرى نصبها في قواعد سلاح الجو ستتقدم في أوقات التصعيد الخطير، علماً بأن بطاريتين فقط جرى نصبهما فيما لم يحدد حتى اللحظة حجم عددها. وفيما لو كان الحديث عن شراء طائرات جديدة، يقول "روبين" فلن تجد ضابطاً واحداً في هيئة الأركان يقترح شراء طائرة واحدة للتأكد من قدراتها، ثم يتم تحديد حجم الصفقة.ويوجه "روبين" سهام انتقاداته للجيش وقيادته قائلاً: "رغم التهديد الصاروخي الذي تتعرض له "إسرائيل" شمالاً وجنوباً، فإن الجيش لم يقتنع حتى الآن بالحاجة لدفاع صاروخي على مستوى الدولة، لهذا من المنطقي الافتراض في حال تجدد إطلاق النار، وسقوط صواريخ حماس وإصابتها لأهداف مدنية وعسكرية وسط إسرائيل، بما في ذلك تل أبيب ومطار بن غوريون وقواعد سلاح الجو، وما بدأ كعمل "إزعاج" بداية العقد الحالي، سيتحول إلى تهديد استراتيجي حقيقي نهاية العقد".
ووفقاً لما جاء في الدراسة: فقد فضلت حكومات "إسرائيل" الاستثمار بالردود الهجومية على الاستثمار في المنظومات الدفاعية، رغم الجدوى المتدنية للعمليات الهجومية المحدودة، متنبئاً بأمر مقلق مفاده: "تسلح سوريا و"حزب الله" وحماس المكثف خاصة في مجال الصواريخ التي باتت تغطي كامل مساحة الدولة، تؤكد بنسبة عالية أن حرب استنزاف محلية على طول قطاع الحدود، وستؤدي إلى تدهور سريع نحو حرب استنزاف تستهدف قلب إسرائيل".
(*) نقلا عن: موقع مركز بيغن السادات للأبحاث الإستراتيجية / ترجمة: مركز دراسات وتحليل المعلومات الصحفية