ارشيف من :آراء وتحليلات
المعارضة المصرية واستحقاقات الثورة.. وما بعدها؟؟
أحمد شعيتو
بغضّ النظر عما اذا كان التحرك المصري شعبيا بحتا بانطلاقته ولحقته احزاب المعارضة وتبنته او العكس ـ لانه قيل الكثير حول الدعوات للتظاهر التي تداولتها الجماهير على فايسبوك وما شاكل ـ لكن لا شك ان للمعارضة المصرية احزابا وتنظيمات دور كبير، ليس فقط في تنظيم التحركات بل في تلقف واصدار المواقف السياسية والتخطيط لكل مرحلة من مراحل الثورة وما بعدها، لأن ليس فقط المهم اسقاط النظام بل ادارة ما بعد الاسقاط.
وفي هذا المجال أيضاً ليس من العدل تجاهل دور المعارضة المصرية على مدى سنوات، رغم ان بعضها حظره النظام والبعض الاخر اعتقل قادته وقيد حركة مظاهرات المعارضة التي كانت في شارع او منطقة محددة وتظللها غمامة قانون الطوارئ الذي كان يشكل فزاعة لكل من اراد التعبير عن نفسه..
يمكن ان نذكر هنا : حزب الوفد ـ الحزب الناصري ـ حزب التجمع ـ الجبهة الديمقرطية ـ حزب الغد ـ حركة الإخوان المسلمين ـ حزب العمل المصري ـ حركة كفاية ـ حركة 6 أبريل..
كانت هناك نجاحات جزئية للمعارضة في التمثيل النيابي والسياسي وفي الوصول لتعديلات دستورية بعد سنوات طويلة وكذلك في الحراك السياسي الذي كان يقول "لا" في كثير من الاحيان لحسني مبارك وسياساته..
في النشاط السياسي نرى زعيم حزب "الغد" أيمن نور خاض الانتخابات الرئاسية عام 2005 لكنه اعتقل بعد ذلك ووضع في السجن بتهمة تزوير توكيلات.
كما ان حركة "الإخوان المسلمين" كانت ناشطة وتعرضت في العقود الماضية للكثير من الاعتقالات والمحاكمات وغير ذلك. هذه الجماعة التي تعتبر اكبر الحركات المعارضة وافضلها تنظيما حصدت 88 مقعدا في مجلس الشعب اي 20% من المقاعد في الانتخابات التشريعية التي جرت في 2005 الا انها اختفت من البرلمان الجديد المنبثق عن انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر 2010 والتي اتهمت المعارضة فيها النظام بالتزوير والضغوط.
اما حركة "كفاية" فقد نظمت منذ تأسيسها حركات احتجاجية كبيرة وقد أسسها مثقفون بينهم المحامون وأساتذة الجامعات وكان من أبرز عناوينها رفض توريث الحكم.
وقد اكدت المعارضة اثناء الاحتجاجات مرارا ان لا انقسام في صفوفها واشار ائتلافها الى ان مطالبها مشتركة وهي: تنحي مبارك ـ حكومة وطنية ـ حل المجالس المنتخبة التي شاب انتخابها التزوير ـ انتخاب جمعية تأسيسية لوضع دستور جديد للبلاد.
ورغم انه جرى اتفاق على تكوين اللجنة الوطنية لتحقيق مطالب الشعب عبر عدد من الشباب و10 شخصيات وطنية هي محل توافق عام فإن هناك تخوفا اثاره خبراء في حال تصاعدت الصعوبات ان تنقسم المعارضة او ان لا تكون لها رؤية واضحة لمرحلة ما بعد سقوط النظام وكيفية ادارتها السياسية المشتركة.
ومع تعيين نائب رئيس لمبارك هو عمر سليمان او تشكيل حكومة جديدة او خطاب الرئيس الاخير كانت تؤكد المعارضة رفض الوعود والاجراءات وتؤكد على مطالبها الاساسي بتنحي مبارك.. لكن برز بعد ذلك انقسام حول مرحلة ما بعد مبارك وامكانية التفاوض مع عمر سليمان او عدمه.
وحول التعاطي اثناء الثورة يشير الباحث الاستراتيجي الدكتور طلال عتريسي الى انه "لغاية الان الاحظ انها لا تزال موحدة حول شعار اسقاط الرئيس وهذا امر مهم، والامر الاخر ان المعارضة او الشعب عموما كسر حاجز الخوف وهذا امر مهم ثان لانه كان يقال سابقا انه يستحيل ان ينزل الشعب المصري الى الشارع". لكن هناك تخوفان يسجلهما عتريسي في حديثه لـ"الانتقاد":
ـ مخاوف في حال تاخر مبارك او رفض التنحي كيف ستكون تحركات المعارضة . وهنا يشدد على ان الاهم ان تبقى في الشارع
ـ الهواجس الاخرى هي ما بعد رحيل مبارك لأن المعارضة قد لا يكون لديها برنامج واضح لمرحلة ما بعد مبارك، ويوضح عتريسي ان "الهواجس تتعلق بما اذا كانت المعارضة ستتفاوض مع عمر سليمان كنائب رئيس يتم تكريسه ام سترفض التفاوض وتدعو لحل البرلمان وانتخابات مبكرة".
ويعتبر عتريسي انه "يبدو ان ليس هناك اتفاق حول اليوم التالي لسقوط مبارك لأننا نسمع اطرافا من المعارضة تدعو للتفاوض مع سليمان واطرافا اخرى ترفض هذا الامر وهناك ايضا من رشح نفسه من الان للرئاسة مثل ايمن نور". ويضيف ان "كل هذا قد يسبب قلقا على مرحلة ما بعد مبارك لأن اميركا توافق في اقصى الحالات على رحيل مبارك لكنها لا تريد رحيل النظام"..
بغضّ النظر عما اذا كان التحرك المصري شعبيا بحتا بانطلاقته ولحقته احزاب المعارضة وتبنته او العكس ـ لانه قيل الكثير حول الدعوات للتظاهر التي تداولتها الجماهير على فايسبوك وما شاكل ـ لكن لا شك ان للمعارضة المصرية احزابا وتنظيمات دور كبير، ليس فقط في تنظيم التحركات بل في تلقف واصدار المواقف السياسية والتخطيط لكل مرحلة من مراحل الثورة وما بعدها، لأن ليس فقط المهم اسقاط النظام بل ادارة ما بعد الاسقاط.
وفي هذا المجال أيضاً ليس من العدل تجاهل دور المعارضة المصرية على مدى سنوات، رغم ان بعضها حظره النظام والبعض الاخر اعتقل قادته وقيد حركة مظاهرات المعارضة التي كانت في شارع او منطقة محددة وتظللها غمامة قانون الطوارئ الذي كان يشكل فزاعة لكل من اراد التعبير عن نفسه..
نظرة على المعارضة
يشار هنا الى ان في مصر عشرات الأحزاب والحركات المجتمعية المعارضة المرخصة وغير المرخصة. ورغم ان التجربة الحزبية بلغت من العمر 35 عاما فإننا نرى ان الفصيل المعارض الابرز وهو حركة الإخوان المسلمين تأسس 1928. يمكن ان نذكر هنا : حزب الوفد ـ الحزب الناصري ـ حزب التجمع ـ الجبهة الديمقرطية ـ حزب الغد ـ حركة الإخوان المسلمين ـ حزب العمل المصري ـ حركة كفاية ـ حركة 6 أبريل..
كانت هناك نجاحات جزئية للمعارضة في التمثيل النيابي والسياسي وفي الوصول لتعديلات دستورية بعد سنوات طويلة وكذلك في الحراك السياسي الذي كان يقول "لا" في كثير من الاحيان لحسني مبارك وسياساته..
في النشاط السياسي نرى زعيم حزب "الغد" أيمن نور خاض الانتخابات الرئاسية عام 2005 لكنه اعتقل بعد ذلك ووضع في السجن بتهمة تزوير توكيلات.
كما ان حركة "الإخوان المسلمين" كانت ناشطة وتعرضت في العقود الماضية للكثير من الاعتقالات والمحاكمات وغير ذلك. هذه الجماعة التي تعتبر اكبر الحركات المعارضة وافضلها تنظيما حصدت 88 مقعدا في مجلس الشعب اي 20% من المقاعد في الانتخابات التشريعية التي جرت في 2005 الا انها اختفت من البرلمان الجديد المنبثق عن انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر 2010 والتي اتهمت المعارضة فيها النظام بالتزوير والضغوط.
اما حركة "كفاية" فقد نظمت منذ تأسيسها حركات احتجاجية كبيرة وقد أسسها مثقفون بينهم المحامون وأساتذة الجامعات وكان من أبرز عناوينها رفض توريث الحكم.
اثناء الثورة وما بعدها
في اثناء الثورة الاخيرة والاحتجاجات الشعبية تشكل الائتلاف الوطني للتغيير وضم معظم أطياف المعارضة بالإضافة إلى شخصيات عامة. وقد أعلن هذا الائتلاف أنه لا حوار إلا بعد رحيل الرئيس الحالي حسني مبارك. وقد اكدت المعارضة اثناء الاحتجاجات مرارا ان لا انقسام في صفوفها واشار ائتلافها الى ان مطالبها مشتركة وهي: تنحي مبارك ـ حكومة وطنية ـ حل المجالس المنتخبة التي شاب انتخابها التزوير ـ انتخاب جمعية تأسيسية لوضع دستور جديد للبلاد.
ورغم انه جرى اتفاق على تكوين اللجنة الوطنية لتحقيق مطالب الشعب عبر عدد من الشباب و10 شخصيات وطنية هي محل توافق عام فإن هناك تخوفا اثاره خبراء في حال تصاعدت الصعوبات ان تنقسم المعارضة او ان لا تكون لها رؤية واضحة لمرحلة ما بعد سقوط النظام وكيفية ادارتها السياسية المشتركة.
ومع تعيين نائب رئيس لمبارك هو عمر سليمان او تشكيل حكومة جديدة او خطاب الرئيس الاخير كانت تؤكد المعارضة رفض الوعود والاجراءات وتؤكد على مطالبها الاساسي بتنحي مبارك.. لكن برز بعد ذلك انقسام حول مرحلة ما بعد مبارك وامكانية التفاوض مع عمر سليمان او عدمه.
وحول التعاطي اثناء الثورة يشير الباحث الاستراتيجي الدكتور طلال عتريسي الى انه "لغاية الان الاحظ انها لا تزال موحدة حول شعار اسقاط الرئيس وهذا امر مهم، والامر الاخر ان المعارضة او الشعب عموما كسر حاجز الخوف وهذا امر مهم ثان لانه كان يقال سابقا انه يستحيل ان ينزل الشعب المصري الى الشارع". لكن هناك تخوفان يسجلهما عتريسي في حديثه لـ"الانتقاد":
ـ مخاوف في حال تاخر مبارك او رفض التنحي كيف ستكون تحركات المعارضة . وهنا يشدد على ان الاهم ان تبقى في الشارع
ـ الهواجس الاخرى هي ما بعد رحيل مبارك لأن المعارضة قد لا يكون لديها برنامج واضح لمرحلة ما بعد مبارك، ويوضح عتريسي ان "الهواجس تتعلق بما اذا كانت المعارضة ستتفاوض مع عمر سليمان كنائب رئيس يتم تكريسه ام سترفض التفاوض وتدعو لحل البرلمان وانتخابات مبكرة".
ويعتبر عتريسي انه "يبدو ان ليس هناك اتفاق حول اليوم التالي لسقوط مبارك لأننا نسمع اطرافا من المعارضة تدعو للتفاوض مع سليمان واطرافا اخرى ترفض هذا الامر وهناك ايضا من رشح نفسه من الان للرئاسة مثل ايمن نور". ويضيف ان "كل هذا قد يسبب قلقا على مرحلة ما بعد مبارك لأن اميركا توافق في اقصى الحالات على رحيل مبارك لكنها لا تريد رحيل النظام"..