ارشيف من :خاص
تقدير صهيوني أولي حول ما يجري في مصر: تراجع في البيئة الاستراتيجية وخشية من الآتي
حسان إبراهيم
تشير تقديرات الكيان الصهيوني للتحوّل الذي طرأ على بيئته الاستراتيجية، نتيجة ما آلت إليه الامور في هذه المرحلة على الساحة المصرية وانتفاضة المصريين على نظامهم، يقر بترد في مكانة الكيان الغاصب وزيادة حجم التهديدات عليه، مع تقليص ملحوظ لحجم الفرص التي كانت تتحدث عنها استخباراته في السنوات الماضية.
ففي الوقت الذي كانت تعتبر استخبارات العدو ان اتجاه الدول العربية نحو "إقرار وجود اسرائيل"، والتعامل معها على هذا الاساس على انه واقع قائم لا يمكن تغييره رغم علو شأن قوى الممانعة والمقاومة، باتت الان في موقع اخر تماما، اقل ما يقال فيه، ان البيئة الاستراتيجية للكيان الاسرائيلي، تحمل من الامكانات السلبية ما يمكن ان يؤدي الى واقع لا يعود بعده هذا الكيان قادر على الاستمرار والوجود.
صدر منذ ايام، تقدير اولي عن "مركز دراسات الامن القومي – جامعة تل ابيب"، حيال التداعيات المرتقبة لما يجري في مصر على الامن القومي الاسرائيلي ومتعلقاته، والمركز كما هو معروف، يعبر عن الرأي السائد لدى نخب الكيان الاسرائيلي واتجاهات التفكير لديه، وبالتالي يمكن اعتبار التقديرات الصادرة عنه، تعبيرا عن هواجس وقلق تل أبيب حيال مصر وما يجري فيها.. علما ان هذا التقدير أولي، ويتعلق فقط في الايام الاولى لانتفاضة المصريين.
بحسب تقدير المركز، يوجد حتى الان، اي حتى هذه المرحلة التي لم تصل الى حد اسقاط الرئيس المصري حسني مبارك، ثلاث تداعيات سلبية على اسرائيل، مرشحة للتوسع، مع توقع تسارع الاحداث في هذا البلد:
ـ تحوّل غير مسبوق في البيئة الاستراتيجية لـ"اسرائيل"، بما يخالف تطور الاحداث والوقائع في الثلاثين عاما الماضية. فحتى مع بقاء الحكم في مصر على حاله، واقتصار التداعيات على رحيل مبارك وحلول رئيس شبيه به لجهة التوجهات والارتباط مع الغرب واسرائيل، يمكن الاقرار بان مصر فقدت مكانتها في احلاف الاعتدال المؤيدة للولايات المتحدة، وفقدت دورها في تثبيت هذه الاحلاف وتأمين استمرارها وقدرتها، ما يعني تراجعا في مكانة الاعتدال العربي مقابل تعزز مكانة "محور الشر" واتباعه في المنطقة، الامر الذي يعني بطبيعة الحال، تراجعا في مكانة اسرائيل نفسها.
ضمن هذا السياق، يلاحظ تقدير المركز ان اي رئيس سيحل مكان مبارك، على فرض ان التداعيات اقتصرت فقط على تغيير الرئيس دون النظام، فانه سيكون مضطرا شاء ام ابى، الى مراعاة الشارع المصري وتطلعاته وتأثره بما يجري حوله، سواء في لبنان او سوريا او قطاع غزة، ما يعني انه لن يعمد (الرئيس الجديد) الى اتباع نفس سياسة مبارك تجاه اسرائيل، خوفا من تداعيات مواقفه المؤيدة لها، على مكانته في الداخل المصري نفسه، الامر الذي يؤثر سلبا على تل ابيب، ويقيد هامش المناورة لديها في ساحات المواجهة مع اعدائها.
ـ ثانيا، ايضا على فرض لملمة النظام لنفسه، والاكتفاء برحيل مبارك، سيستلزم من النظام نفسه، عدة سنوات لملمة ما كسر في الداخل، واعادة تعزيز المكانة التي فقدها، بعد غياب رهبة النظام عن الوعي العام في مصر. وفي ظل التطورات القائمة اساسا في المنطقة، اي تراجع الحضور والتأثير الاميركي فيها، يعتبر الانكفاء المصري نحو الداخل، تهديدا مركزيا لاسرائيل، لا يقل عن تاثيرا عن التهديد العسكري المباشر.
ـ ثالثها: وأحد أهم التداعيات المحصلة الى الان، هو انكفاء اسرائيلي عن المبادرة، وضرورة ان تتريث تل ابيب كثيرا حيال اي فعل قد تقدم عليه، سواء اقتضت المصلحة الاسرائيلية ذلك ام لا. ما يعني في المقابل حرية حركة لاعداء تل ابيب، بناء على الانكفاء الاسرائيلي نفسه.
وهذه الاستنتاجات، الاولية بطبيعتها، تشير بوضوح الى حجم القلق والارباك الاسرائيلي المحصل الى الان، رغم انها مرشحة لمزيد من التداعيات السلبية على كيان العدو، تبعا للتطورات في الساحة المصرية، بل وغيرها من الاماكن ايضا. علما ان سيناريو رحيل مبارك مع بقاء النظام قائما، هو افضل السيناريوهات السيئة للكيان الغاصب، رغم انه مشبع بدوره بالسوء والسلبية..
انها حقبة تمر على الكيان الاسرائيلي، لتحل مكانها حقبة سيئة، وهذه حتمية تاريخية يواجهها المحتل، ولا مفر منها.
تشير تقديرات الكيان الصهيوني للتحوّل الذي طرأ على بيئته الاستراتيجية، نتيجة ما آلت إليه الامور في هذه المرحلة على الساحة المصرية وانتفاضة المصريين على نظامهم، يقر بترد في مكانة الكيان الغاصب وزيادة حجم التهديدات عليه، مع تقليص ملحوظ لحجم الفرص التي كانت تتحدث عنها استخباراته في السنوات الماضية.
ففي الوقت الذي كانت تعتبر استخبارات العدو ان اتجاه الدول العربية نحو "إقرار وجود اسرائيل"، والتعامل معها على هذا الاساس على انه واقع قائم لا يمكن تغييره رغم علو شأن قوى الممانعة والمقاومة، باتت الان في موقع اخر تماما، اقل ما يقال فيه، ان البيئة الاستراتيجية للكيان الاسرائيلي، تحمل من الامكانات السلبية ما يمكن ان يؤدي الى واقع لا يعود بعده هذا الكيان قادر على الاستمرار والوجود.
صدر منذ ايام، تقدير اولي عن "مركز دراسات الامن القومي – جامعة تل ابيب"، حيال التداعيات المرتقبة لما يجري في مصر على الامن القومي الاسرائيلي ومتعلقاته، والمركز كما هو معروف، يعبر عن الرأي السائد لدى نخب الكيان الاسرائيلي واتجاهات التفكير لديه، وبالتالي يمكن اعتبار التقديرات الصادرة عنه، تعبيرا عن هواجس وقلق تل أبيب حيال مصر وما يجري فيها.. علما ان هذا التقدير أولي، ويتعلق فقط في الايام الاولى لانتفاضة المصريين.
بحسب تقدير المركز، يوجد حتى الان، اي حتى هذه المرحلة التي لم تصل الى حد اسقاط الرئيس المصري حسني مبارك، ثلاث تداعيات سلبية على اسرائيل، مرشحة للتوسع، مع توقع تسارع الاحداث في هذا البلد:
ـ تحوّل غير مسبوق في البيئة الاستراتيجية لـ"اسرائيل"، بما يخالف تطور الاحداث والوقائع في الثلاثين عاما الماضية. فحتى مع بقاء الحكم في مصر على حاله، واقتصار التداعيات على رحيل مبارك وحلول رئيس شبيه به لجهة التوجهات والارتباط مع الغرب واسرائيل، يمكن الاقرار بان مصر فقدت مكانتها في احلاف الاعتدال المؤيدة للولايات المتحدة، وفقدت دورها في تثبيت هذه الاحلاف وتأمين استمرارها وقدرتها، ما يعني تراجعا في مكانة الاعتدال العربي مقابل تعزز مكانة "محور الشر" واتباعه في المنطقة، الامر الذي يعني بطبيعة الحال، تراجعا في مكانة اسرائيل نفسها.
ضمن هذا السياق، يلاحظ تقدير المركز ان اي رئيس سيحل مكان مبارك، على فرض ان التداعيات اقتصرت فقط على تغيير الرئيس دون النظام، فانه سيكون مضطرا شاء ام ابى، الى مراعاة الشارع المصري وتطلعاته وتأثره بما يجري حوله، سواء في لبنان او سوريا او قطاع غزة، ما يعني انه لن يعمد (الرئيس الجديد) الى اتباع نفس سياسة مبارك تجاه اسرائيل، خوفا من تداعيات مواقفه المؤيدة لها، على مكانته في الداخل المصري نفسه، الامر الذي يؤثر سلبا على تل ابيب، ويقيد هامش المناورة لديها في ساحات المواجهة مع اعدائها.
ـ ثانيا، ايضا على فرض لملمة النظام لنفسه، والاكتفاء برحيل مبارك، سيستلزم من النظام نفسه، عدة سنوات لملمة ما كسر في الداخل، واعادة تعزيز المكانة التي فقدها، بعد غياب رهبة النظام عن الوعي العام في مصر. وفي ظل التطورات القائمة اساسا في المنطقة، اي تراجع الحضور والتأثير الاميركي فيها، يعتبر الانكفاء المصري نحو الداخل، تهديدا مركزيا لاسرائيل، لا يقل عن تاثيرا عن التهديد العسكري المباشر.
ـ ثالثها: وأحد أهم التداعيات المحصلة الى الان، هو انكفاء اسرائيلي عن المبادرة، وضرورة ان تتريث تل ابيب كثيرا حيال اي فعل قد تقدم عليه، سواء اقتضت المصلحة الاسرائيلية ذلك ام لا. ما يعني في المقابل حرية حركة لاعداء تل ابيب، بناء على الانكفاء الاسرائيلي نفسه.
وهذه الاستنتاجات، الاولية بطبيعتها، تشير بوضوح الى حجم القلق والارباك الاسرائيلي المحصل الى الان، رغم انها مرشحة لمزيد من التداعيات السلبية على كيان العدو، تبعا للتطورات في الساحة المصرية، بل وغيرها من الاماكن ايضا. علما ان سيناريو رحيل مبارك مع بقاء النظام قائما، هو افضل السيناريوهات السيئة للكيان الغاصب، رغم انه مشبع بدوره بالسوء والسلبية..
انها حقبة تمر على الكيان الاسرائيلي، لتحل مكانها حقبة سيئة، وهذه حتمية تاريخية يواجهها المحتل، ولا مفر منها.