ارشيف من :ترجمات ودراسات
الخليج الإماراتية : غطاء أوروبي للإرهاب
افتتاحية صحيفة الخليج الاماراتية
تبذل "إسرائيل" جهوداً حثيثة لتبييض صورتها الإجرامية ووجهها البشع على مستوى الرأي العام العالمي، بسبب ما ارتكبته من محارق في فلسطين وكذلك في لبنان، وتوطئة لما تعدّ له من محارق ضد العرب حيثما كانوا، وبرعاية ودعم وحماية من الولايات المتحدة الأمريكية، أياً كان العهد المسيطر على البيت الأبيض، ديمقراطياً أم جمهورياً .
في هذا الوقت يصل إلى فلسطين المحتلة أربعمئة نائب أوروبي، ممن يسمون أنفسهم "أصدقاء إسرائيل"، لتقديم صك براءة لها من آثامها الماثلة للعيان، والتي تقر هي بها، ولذلك تسعى إلى اختراع مساحيق توزعها في عواصم الغرب، وخصوصاً في أوروبا، من أجل تجميل صورتها، والحصول على غطاء جديد لإرهابها الذي لا تعيش من دونه .
"أصدقاء إسرائيل" هؤلاء، بفعلتهم هذه، وبعد كل ما ارتكبه الاحتلال الصهيوني، في فلسطين وخارج فلسطين في دنيا العرب، لا يمكن النظر إليهم إلا باعتبارهم شركاء في الجريمة، خصوصاً أنهم يأتون إلى بلد محتل، شعبه محاصر، وطنه سليب، مقدساته مهددة، إلى بلد حوّله "أصدقاؤهم" إلى سجن كبير، في داخله معازل عنصرية، تمارس عليهم أساليب نازية وفاشية على مرأى من العالم كله .
هؤلاء النواب الأوروبيون القادمون من قارة يفترض أنها تراعي الحضارة وحقوق الإنسان والشرعية الدولية، يبدو أنهم خارج هذا كله، إذ لا يمكن أن توصف زيارتهم لمجرمي الحرب في الكيان الصهيوني إلا في إطار منحهم الضوء الأخضر للمضي في سياساتهم وممارساتهم العنصرية الإجرامية ضد شعب فلسطين الرازح تحت نير الاحتلال منذ أكثر من ستين عاماً .
كيف يمكن لنواب من "قارة النور" الإقدام على خطوة كهذه، في وقت يواصل الاحتلال الصهيوني الاستيطان والتهويد واقتلاع الفلسطينيين من منازلهم وأراضيهم، وإحضار مستوطنين جدد من أقصى أقاصي الأرض للسطو عليها، ويمضون في الوقت نفسه في حصار قطاع غزة والتنكيل بالشعب الفلسطيني أينما كان، في غزة وفي الضفة، وفي الأراضي المحتلة عام 1948؟
فعلة النواب الأوروبيين هذه جريمة . لكن يبدو أن أحداً لا يسائل ولا يحاسب، لأن العرب هم الذين سمحوا بمثل هذه الجرائم بسبب خلافاتهم وتشتتهم، ولو كانوا موحدين متضامنين لما تجرأ أحد على هذا التحدي السافر لهم . ولهذا يترحم المرء على زمن المقاطعة التي أحرق العرب أوراقها على مذبح التسوية ومساوماتها وتنازلاتها .