نشرت الصحف المصرية مقتطفات من خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الذي ألقاه أمس خلال إحتفال أقيم في بيروت دعما لثورة الشعب المصري، ورأى فيه أن "ثورة الشعب المصري توازي إنتصار المقاومة في 2006 وصمود غزة في 2008، متوجها للشباب المصري بالقول "شعوبنا المظلومة تعلّق عظيم الآمال عليكم وعلى ثباتكم وعلى إنتصاركم الحاسم".

"الوفد": نصر الله: الثوار أحرار ومبارك عميل"

فتحت عنوان "نصر الله: الثوار أحرار ومبارك عميل"، أشارت صحيفة الوفد المصرية الى أن "السيد نصر الله، زعيم حزب الله اللبناني، هاجم النظام السياسي المصري واصفا إياه بأنه عميل للأمريكان وينفّذ أجندة أمريكية وصهيونية في المنطقة"، وقال "إن النظام الحاكم يعمل على حماية مصالح أمريكا في الشرق الأوسط وتنفيذ مشروعها في العالم".

وتابعت الصحيفة "أضاف نصر الله خلال خطاب له بقناة العربية الإخبارية أن القاده الأمريكان في الحزبين الجمهوري والديمقراطي يسعيان الى مدح رأس النظام ومساندته باستمرار مما إنعكس على السياسات المصرية تجاه الصراع العربي الاسرائيلي".

ووصف نصر الله، تضيف "الوفد"، ثورة شباب مصر بأنها نتاج إرادة شعبية وهي تمثّل ثورة كاملة في المضمون والجوهر وثورة فقراء وأحرار وطالبي الحرية ورافضي المهانة والخضوع والإستسلام، موضحا أن الثوار المصريين يرفضون الظلم والفساد والجوع.

وشبّه نصر الله، بحسب الصحيفة نفسها، الثورة المصرية بنظيرتها الايرانية، موضحا أن الاتهامات التي يروجّها البعض حول أن الثوار المصريين مدعومون من الخارج عارية عن الصحة وتم ترديد هذه الاتهامات أيام الثورة الايرانية عام 1979 كما تم إتهام الامام "الخميني "بأنه عميل لأمريكا التي تدير الثورة وثبت العكس بمرور الأيام بأن الامام الخميني صادق ومخلص.

"المصري اليوم" : حسن نصرالله: أمريكا تحسِّن صورتها البشعة باحتواء الثورة المصرية

وتحت عنوان "حسن نصرالله: أمريكا تحسِّن صورتها البشعة بإحتواء الثورة المصرية"، ذكرت صحيفة "المصري اليوم" أن "الأمين العام لحزب الله أكد تضامنه مع الحركة الإحتجاجية في مصر، التي ستغيّر وجه المنطقة، معتبرًا أن "الولايات المتحدة تحاول تحسين صورتها البشعة عبر إحتواء الثورة المصرية".

وقال نصرالله، في كلمة ألقاها عبر شاشة عملاقة ضمن مهرجان، دعت إليه أحزاب وطنية ويسارية وإسلامية دعمًا لعروبة مصر وتعزيزًا لنهج المقاومة، متوجهًا إلى شباب مصر بحديثه: "يشهد الله أني أتلهف لو أستطيع أن أكون معكم لأقدم دمي وروحي من أجل هذه الأهداف الشريفة للثورة"، بحسب ما قالت "المصري اليوم"، التي أشارت الى أن خطاب السيد نصر الله جاء على وقع تصفيق المئات من المناصرين والقيادات، الذين تجمعوا في صالة مقفلة في حديقة الغبيري جنوب بيروت، وأضاف "باسم حزب الله وفصائل المقاومة والتيارات السياسية الوطنية اللبنانية والمحتشدين في مهرجان اليوم، نضع كل إمكاناتنا بتصرف شعب مصر وشبابها، وكلنا دعاء وأمل أن ينصركم الله".

ولفتت الصحيفة الى أن نصرالله تقدم بالإعتذار لشعبي تونس ومصر على التأخير في تنظيم مهرجان التضامن، مبررًا ذلك بحماية "الثورة الكاملة" من الاتهامات، وقال إنه لو عقد المهرجان من قبل كان سيقال "إن المعتصمين في ميدان التحرير والمتظاهرين في مدن مصر العديدة تحركهم خلايا تابعة لحزب الله أو لحماس أو للحرس الثوري الإيراني، وسيتحوّل هذا التحرك الوطني الأصيل الحقيقي إلى متهم بخدمة أجندة خارجية".

وعن الموقف الاسرائيلي، قال "انظروا إلى ما أحدثه 14 يومًا من تحرك الشعب المصري والشباب المصري السلمي.. هناك هلع إسرائيلي حقيقي ودعوات إلى المراجعة الاستراتيجية"، مشيرا إلى أن "إسرائيل تتحدث عن خسارتها آخر حليف استراتيجي قوي في المنطقة وتندب حظها".
وتوجه إلى "المرجعيات الدينية في كل العالم الإسلامي والعربي والأحرار في العالم"، قائلا: "في أي جبهة يجب أن تقفوا؟.. في جبهة إسرائيل أم في جبهة الشعب المصري، الذي يريد إسقاط هذا النظام؟".

"الدستور" : حسن نصرالله: أنتم شعب مصر العظيم الذي يستطيع بإرادته أن يغيّر وجه الدنيا

من جهة ثانية، احتلّ خطاب السيد نصر الله حيّزا كبيرا في صحيفة "الدستور" التي إختارت عنوان "حسن نصرالله: أنتم شعب مصر العظيم الذي يستطيع بإرادته أن يغير وجه الدنيا"، وأشارت الى أن الأمين العام لحزب الله وصف ما يجري في مصر بأنه ثورة حقيقية كاملة ستغيّر وجه المنطقة، وحذّر من محاولة واشنطن إحتواءها، وأضافت "قال نصر الله عبر شاشة عملاقة، في ختام مهرجان أقامته الأحزاب الوطنية اللبنانية تضامنا مع مصر، إن الثورة الشعبية المصرية هي ثورة وطنية حقيقية كاملة يشارك فيها كل المصريين من مسلمين ومسيحيين ومن تيارات علمانية وإسلامية كما يشارك فيها النساء والرجال والأطفال والعلماء، ولكن بالتأكيد فإن الشباب المصري هو العنصر الأول والمحرك الأساس لهذه الثورة".

وقال أيضا، بحسب الصحيفة، إن هذه الثورة هي نتاج إرادة الشعب المصري ومن تصميمه وتنفيذه، فهو الذي يقدّم الشهداء والتضحيات وهو الذي يقرر كل ما يفعل ويقول. وأكد ثقته في قدرة شباب مصر على التغيير "ونتطلع لأن تستعيدوا لمصر موقعها ومكانتها".
وأضاف أمين عام حزب الله، تتابع الصحيفة، أن كل الاتهامات بالتبعية للخارج، أيا كان هذا الخارج صديقا أو عدوا لمصر، هي اتهامات باطلة سقطت أمام إرادة الشباب المصري.

ووصف نصر الله ثورة الشعب المصري بأنها ثورة سياسية لها علاقة بقضايا مصر الداخلية والخارجية بما يتصل بمصير الأمة والمنطقة، كما إتهم الإدارة الأميركية و"إسرائيل" وعددا من دول الغرب بأنها تريد أن تقنع العالم بأن هذه الثورة هي ثورة جوع وخبر وفقر، وأضاف "إنها ثورة كاملة للأحرار ورافضي المهانة والذل في بلد أريد له بفعل الإرادة الأميركية أن يكون تابعا لها وللكيان الإسرائيلي".

وحذّر نصر الله من أن الأميركيين يحاولون ركوب الموجة واستيعاب الثورة وتحسين صورتهم في عالمنا العربي والإسلامي، وإتهم واشنطن بأنها تريد أن تؤمن الانتقال (في مصر) إلى سلطة تحافظ على مشاريعها ومصالحها وليس مهما من يكون في السلطة.

وتحدث نصر الله عن هلع إسرائيلي حقيقي وذعر وقلق كبير مما يجري في مصر، وأن "إسرائيل" تتحدث بحزن شديد عن خسارتها آخر حليف قوي كبير لها في المنطقة.
وقال أمين عام حزب الله: "نحن أمام مشهد واضح وجلي، هناك نظام تريد إسرائيل وتعمل ليلا نهارا من أجل حمايته والحفاظ عليه، وهناك نظام يريد شعبه إسقاطه".

وطالب المرجعيات الدينية والمثقفين بالعالمين العربي والإسلامي بأن يختاروا "في أي جهة تريدون أن تكونوا": في جبهة إسرائيل المدافعة عن النظام أم في جبهة الشعب المصري الذي يريد إسقاط النظام.

ومضى يقول "يا إخواننا وأخواتنا يا شباب مصر الغالي من بعيد من بيروت ماذا يمكن أن نقول لكم: "يا ليتنا نستطيع أن نكون معكم في ميدان التحرير، وأنا واحد من هؤلاء المحتشدين يشهد الله أنني أتلهف لو أستطيع أن أكون معكم لأقدم دمي وروحي كأي شاب في مصر من أجل هذه الأهداف الشريفة والنبيلة".