ارشيف من :خاص
الجيش المصري والثورة القائمة.. الدور الحالي والآتي
أحمد شعيتو
في حمأة الأحداث المصرية ويوميات الثورة ضد نظام حسني مبارك يجتذب الجيش المصري وتصرفه الكثير من الانظار، وتدور حول تعاطيه سواء مع المتظاهرين او المعتدين عليهم او ارتباطه بالنظام وقراره واستمرار هذا الارتباط الكثير من التحليلات..
والمعروف ان الجيش يلعب دورا كبيرا في تنفيذ انقلابات عندما ينقلب ضباط كبار منه على النظام القائم، او عندما يتخذ قرار وقف حماية النظام، او عندما يساند علناً ثورة شعبية..
لكن ـ في الحالة المصرية ـ لا يزال الوضوح في تأييد الجيش للثورة غائبا كما ان كامل الولاء للنظام القائم غير محسوم ايضاً .. اذاً هو يقف في موقع وسطي ينادي اغلبية المتظاهرين بأن يغادرها نحو الانحياز للثورة وزيادة الضغط على النظام..
وفي نظرة على تصرف الجيش منذ اندلاع الثورة نقف على ما يلي:
ـ عند خروج المتظاهرين طالبوا فورا الجيش بدعمهم لا سيما عندما تعرضت قوات الامن لهم لكن لم يحصل ذلك..
ـ بعدها طلب النظام تدخل الجيش في الاحداث ولم يكن معروفا مدى التدخل الذي كان مطلوبا لكن ما حصل ان الجيش لم يواجه المتظاهرين او يضيّق عليهم..
ـ رأينا المتظاهرين يلتحمون "بالمعنى الايجابي للكلمة" مع الجيش ومتظاهرين يعتلون دبابات وملالات الجيش او يكتبون عليها "يسقط مبارك" دون ان يتصدى الجيش لذلك..
ـ صدرت بيانات عن الجيش تلاها الناطق باسمه وحملت بعض التناقضات فتارة اكدت انها تتفهم المطالب المشروعة للشعب وتارة اخرى دعت المتظاهرين الى العودة لمنازلهم لأن رسالتهم قد وصلت.
ـ برزت انتقادات واسعة لعدم تدخل الجيش ضد "بلطجية" النظام المعتدين على المتظاهرين رغم ان الاعتداءات كانت واضحة للعيان..
أما في التحليلات لموقف الجيش فقد أجمع كثير من المتابعين على انه في موقف حرج مردّه الى انه لا يزال "حامي النظام" ويتعرض لضغوطات من النظام ومن ضباط كبار لكي لا يغادر هذه التسمية التقليدية، وفي الوقت عينه هو لا يريد ان يقمع المتظاهرين لكي لا يقع حمام دم في ظل هذه الاعداد المليونية..
وفد اتت زيارة وزير الدفاع محمد حسين طنطاوي الى "ميدان التحرير" لتعطي زخما لقول القائلين بأن هناك دورا مقبلا للجيش في الفترة الانتقالية او قد يكون هناك شخصيات عسكرية او ذات طابع عسكري يمكن ان تلعب دورا في المرحلة الانتقالية وتكون مقبولة من المتظاهرين ومن الخارج.
الجيش سيحمي القرار الذي يبرز ويطفو على سطح الأحداث
لفهم دور الجيش الحالي والمستقبلي ينبغي العودة – بحسب الخبير العسكري والاستراتيجي العميد امين حطيط ـ لطبيعة الجيش القائم..
ويقول حطيط لـ"الانتقاد" ان هذا الجيش في جذوره التاريخية وعقيدته العسكرية هو نفس جيش جمال عبد الناصر والذي به حارب انور السادات علم 1973 وبه حقق اجتياز السويس.. هذا الجيش خلال 35 عاما اي فترة "كامب دايفيد" تعرض لـ3 مسائل رئيسية:
1ـ القيود التي فرضتها عليه اتفاقية "كامب دايفيد" بالابتعاد عن حدود الصراع
2ـ نمو طبقة عسكرية ملتصقة بالنظام ومستفيدة مباشرة من هذا النظام وهي الطبقة ذات الرتب العليا وتعتبر الحضن الحاضن للقائد الاعلى للقوات المسلحة اي حسني مبارك.
3ـ عدم قدرة القيادة العسكرية الميدانية على المساس بالعقيدة العسكرية للجيش التي تعتبر الكيان الصهيوني عدوا، من هنا يعتبر حطيط ان "الجيش واقع تحت تأثير هذه العوامل مما يجعله غير قادر على إحداث انقلاب عسكري يمسك بالسلطة على طريقة ثورة عام 1985 وتجعله غير قادر على مواجهة الشعب الذي يرفض استمرار النظام وهذا يفقد الجيش دوره الريادي ليصبح العنصر المقرر".
ويضيف حطيط "بسبب هذه التشابكات والتعقيدات يبقى للجيش دور مختلف هو دور الحماية للقرار الذي يبرز ويطفو على سطح الأحداث، فإذا انتصر النظام وقمع الثورة بوسائله غير العسكرية يستمر الجيش مع النظام، واذا استطاعت الثورة ان تفرض ما تريد فإن الجيش سيحمي انجازها، اذاً سيكون الجيش حامياً لمن يربح لكن لن يحدد هو بذاته من سيربح فهو لن يقوم بانقلاب ولن يمنع التغيير ولن يفرض على حسني مبارك الرحيل، فالجيش لا يعول عليه كعنصر اساسي في التغيير".
ويؤكد حطيط ان "هناك صراعا بين ارادة الشعب وبين الارادة الثانية التي هي ارادة "اسرائيل" واميركا التي تريد استمرار النهج حتى مع تغيير الاشخاص" ويخلص الى ان "من يستطع ان يصمد اكثر ينتصر واحتمالات صمود الشعب وانتصاره هي الطاغية حتى الآن"..
إذا احتدم الصراع فالجيش الى جانب الثورة
ويؤكد وزير الداخلية اللبناني السابق بشارة مرهج من جهته لـ"الانتقاد" ان "الجيش المصري في وضع دقيق جدا خصوصا ان المبادرة اصبحت بيد الجماهير الشعبية وبالتالي اصبح لزاما عليه احترام هذه الارادة، ومن جهة اخرى فهو ملزم ايضا بحماية المؤسسات، من هنا هو يسعى لاتخاذ المواقف التي تجعله في موقع غير مناقض لدوره التاريخي ولذلك كان قرار عدم الاصطدام بالمتظاهرين وفي الوقت نفسه حماية الرئاسة المصرية"..
ويعتبر مرهج ان الجيش بانتظار حل سياسي ويوضح "بما ان الرئيس لم يتراجع وليس هنا اشارات لتراجع الثورة لذا فالجيش يزداد وضعه حرجا وبالتالي هو بانتظار حل سياسي بحيث اذا حصل حل سيخرج الجيش المصري بوضع جيد حيث يكون قد حمى الناس والمؤسسات اما اذا نشب صراع كما يريد مبارك ونظامه فالجيش ليس له خيار سوى الانضمام الى الناس واعتقد انه اذا احتدم الصراع فسيكون الى جانبها"..
وردا على سؤال حول عدم التصدي لـ"البلطجية" يقول مرهج "عدم الدفاع بوجه البلطجية كان ثغرة كبيرة في موقف الجيش لأنه كان يفترض ان يتصدى لأن البلطجية اساؤوا لسمعة مصر لكن بما ان الحركة حصلت على حين غرة ولم تأخذ طويلا فبمجرد ان تنبه للامر اتخذ تدابير"..
انسداد الافق قد يؤول الى تدخل الجيش فجأة لاستلام مقاليد الأمور
الخبير في العلاقات الدولية الدكتور غسان العزي يشير لـ"الانتقاد" الى مدى القبول الاميركي لتولي الجيش للسلطة ويقول ان "الجيش من جهة جيش النظام وهو تعاطف مع المتظاهرين ولم يقمعهم، وبالتالي قد يشكل الحل الوسط للمرحلة الانتقالية بنظر كثيرين وبنظر اميركا وجزء مهم من المتظاهرين"..
ويلفت الى انه "اذا تبين ان هناك انسدادا في الافق السياسي واستمرار المظاهرات لم يؤد الى دفع مبارك للتنحي فثمة امكانية ان يستلم الجيش...ويبدو ان هناك شخصيات غير سليمان مقبولة شعبيا واميركيا"..
ويرى العزي ان "انسداد الافق قد يؤول الى تدخل الجيش فجأة لاستلام مقاليد الأمور والاشراف على حكومة انتقالية، او ان التفاهم قد يحصل على ان ينقل صلاحياته لسليمان على ان يبدأ باصلاحات فورية مع تقديم ضمانات".
ويؤكد العزي ان "الجيش المصري كونه لم يتدخل في المظاهرات فهذا زاد من رصيده والجيش اليوم يتمتع بسمعة حسنة لدى المتظاهرين.. هو وقف مع المتظاهرين وفي الوقت نفسه هو جيش النظام"..
في حمأة الأحداث المصرية ويوميات الثورة ضد نظام حسني مبارك يجتذب الجيش المصري وتصرفه الكثير من الانظار، وتدور حول تعاطيه سواء مع المتظاهرين او المعتدين عليهم او ارتباطه بالنظام وقراره واستمرار هذا الارتباط الكثير من التحليلات..
والمعروف ان الجيش يلعب دورا كبيرا في تنفيذ انقلابات عندما ينقلب ضباط كبار منه على النظام القائم، او عندما يتخذ قرار وقف حماية النظام، او عندما يساند علناً ثورة شعبية..
لكن ـ في الحالة المصرية ـ لا يزال الوضوح في تأييد الجيش للثورة غائبا كما ان كامل الولاء للنظام القائم غير محسوم ايضاً .. اذاً هو يقف في موقع وسطي ينادي اغلبية المتظاهرين بأن يغادرها نحو الانحياز للثورة وزيادة الضغط على النظام..
وفي نظرة على تصرف الجيش منذ اندلاع الثورة نقف على ما يلي:
ـ عند خروج المتظاهرين طالبوا فورا الجيش بدعمهم لا سيما عندما تعرضت قوات الامن لهم لكن لم يحصل ذلك..
ـ بعدها طلب النظام تدخل الجيش في الاحداث ولم يكن معروفا مدى التدخل الذي كان مطلوبا لكن ما حصل ان الجيش لم يواجه المتظاهرين او يضيّق عليهم..
ـ رأينا المتظاهرين يلتحمون "بالمعنى الايجابي للكلمة" مع الجيش ومتظاهرين يعتلون دبابات وملالات الجيش او يكتبون عليها "يسقط مبارك" دون ان يتصدى الجيش لذلك..
ـ صدرت بيانات عن الجيش تلاها الناطق باسمه وحملت بعض التناقضات فتارة اكدت انها تتفهم المطالب المشروعة للشعب وتارة اخرى دعت المتظاهرين الى العودة لمنازلهم لأن رسالتهم قد وصلت.
ـ برزت انتقادات واسعة لعدم تدخل الجيش ضد "بلطجية" النظام المعتدين على المتظاهرين رغم ان الاعتداءات كانت واضحة للعيان..
أما في التحليلات لموقف الجيش فقد أجمع كثير من المتابعين على انه في موقف حرج مردّه الى انه لا يزال "حامي النظام" ويتعرض لضغوطات من النظام ومن ضباط كبار لكي لا يغادر هذه التسمية التقليدية، وفي الوقت عينه هو لا يريد ان يقمع المتظاهرين لكي لا يقع حمام دم في ظل هذه الاعداد المليونية..
وفد اتت زيارة وزير الدفاع محمد حسين طنطاوي الى "ميدان التحرير" لتعطي زخما لقول القائلين بأن هناك دورا مقبلا للجيش في الفترة الانتقالية او قد يكون هناك شخصيات عسكرية او ذات طابع عسكري يمكن ان تلعب دورا في المرحلة الانتقالية وتكون مقبولة من المتظاهرين ومن الخارج.
الجيش سيحمي القرار الذي يبرز ويطفو على سطح الأحداث
لفهم دور الجيش الحالي والمستقبلي ينبغي العودة – بحسب الخبير العسكري والاستراتيجي العميد امين حطيط ـ لطبيعة الجيش القائم..
ويقول حطيط لـ"الانتقاد" ان هذا الجيش في جذوره التاريخية وعقيدته العسكرية هو نفس جيش جمال عبد الناصر والذي به حارب انور السادات علم 1973 وبه حقق اجتياز السويس.. هذا الجيش خلال 35 عاما اي فترة "كامب دايفيد" تعرض لـ3 مسائل رئيسية:
1ـ القيود التي فرضتها عليه اتفاقية "كامب دايفيد" بالابتعاد عن حدود الصراع
2ـ نمو طبقة عسكرية ملتصقة بالنظام ومستفيدة مباشرة من هذا النظام وهي الطبقة ذات الرتب العليا وتعتبر الحضن الحاضن للقائد الاعلى للقوات المسلحة اي حسني مبارك.
3ـ عدم قدرة القيادة العسكرية الميدانية على المساس بالعقيدة العسكرية للجيش التي تعتبر الكيان الصهيوني عدوا، من هنا يعتبر حطيط ان "الجيش واقع تحت تأثير هذه العوامل مما يجعله غير قادر على إحداث انقلاب عسكري يمسك بالسلطة على طريقة ثورة عام 1985 وتجعله غير قادر على مواجهة الشعب الذي يرفض استمرار النظام وهذا يفقد الجيش دوره الريادي ليصبح العنصر المقرر".
ويضيف حطيط "بسبب هذه التشابكات والتعقيدات يبقى للجيش دور مختلف هو دور الحماية للقرار الذي يبرز ويطفو على سطح الأحداث، فإذا انتصر النظام وقمع الثورة بوسائله غير العسكرية يستمر الجيش مع النظام، واذا استطاعت الثورة ان تفرض ما تريد فإن الجيش سيحمي انجازها، اذاً سيكون الجيش حامياً لمن يربح لكن لن يحدد هو بذاته من سيربح فهو لن يقوم بانقلاب ولن يمنع التغيير ولن يفرض على حسني مبارك الرحيل، فالجيش لا يعول عليه كعنصر اساسي في التغيير".
ويؤكد حطيط ان "هناك صراعا بين ارادة الشعب وبين الارادة الثانية التي هي ارادة "اسرائيل" واميركا التي تريد استمرار النهج حتى مع تغيير الاشخاص" ويخلص الى ان "من يستطع ان يصمد اكثر ينتصر واحتمالات صمود الشعب وانتصاره هي الطاغية حتى الآن"..
إذا احتدم الصراع فالجيش الى جانب الثورة
ويؤكد وزير الداخلية اللبناني السابق بشارة مرهج من جهته لـ"الانتقاد" ان "الجيش المصري في وضع دقيق جدا خصوصا ان المبادرة اصبحت بيد الجماهير الشعبية وبالتالي اصبح لزاما عليه احترام هذه الارادة، ومن جهة اخرى فهو ملزم ايضا بحماية المؤسسات، من هنا هو يسعى لاتخاذ المواقف التي تجعله في موقع غير مناقض لدوره التاريخي ولذلك كان قرار عدم الاصطدام بالمتظاهرين وفي الوقت نفسه حماية الرئاسة المصرية"..
ويعتبر مرهج ان الجيش بانتظار حل سياسي ويوضح "بما ان الرئيس لم يتراجع وليس هنا اشارات لتراجع الثورة لذا فالجيش يزداد وضعه حرجا وبالتالي هو بانتظار حل سياسي بحيث اذا حصل حل سيخرج الجيش المصري بوضع جيد حيث يكون قد حمى الناس والمؤسسات اما اذا نشب صراع كما يريد مبارك ونظامه فالجيش ليس له خيار سوى الانضمام الى الناس واعتقد انه اذا احتدم الصراع فسيكون الى جانبها"..
وردا على سؤال حول عدم التصدي لـ"البلطجية" يقول مرهج "عدم الدفاع بوجه البلطجية كان ثغرة كبيرة في موقف الجيش لأنه كان يفترض ان يتصدى لأن البلطجية اساؤوا لسمعة مصر لكن بما ان الحركة حصلت على حين غرة ولم تأخذ طويلا فبمجرد ان تنبه للامر اتخذ تدابير"..
انسداد الافق قد يؤول الى تدخل الجيش فجأة لاستلام مقاليد الأمور
الخبير في العلاقات الدولية الدكتور غسان العزي يشير لـ"الانتقاد" الى مدى القبول الاميركي لتولي الجيش للسلطة ويقول ان "الجيش من جهة جيش النظام وهو تعاطف مع المتظاهرين ولم يقمعهم، وبالتالي قد يشكل الحل الوسط للمرحلة الانتقالية بنظر كثيرين وبنظر اميركا وجزء مهم من المتظاهرين"..
ويلفت الى انه "اذا تبين ان هناك انسدادا في الافق السياسي واستمرار المظاهرات لم يؤد الى دفع مبارك للتنحي فثمة امكانية ان يستلم الجيش...ويبدو ان هناك شخصيات غير سليمان مقبولة شعبيا واميركيا"..
ويرى العزي ان "انسداد الافق قد يؤول الى تدخل الجيش فجأة لاستلام مقاليد الأمور والاشراف على حكومة انتقالية، او ان التفاهم قد يحصل على ان ينقل صلاحياته لسليمان على ان يبدأ باصلاحات فورية مع تقديم ضمانات".
ويؤكد العزي ان "الجيش المصري كونه لم يتدخل في المظاهرات فهذا زاد من رصيده والجيش اليوم يتمتع بسمعة حسنة لدى المتظاهرين.. هو وقف مع المتظاهرين وفي الوقت نفسه هو جيش النظام"..