ارشيف من :ترجمات ودراسات
الثورة المصرية بعيون إسرائيلية: قلق وخشية، وأمل بعمر سليمان
حسان إبراهيم
تداعيات الثورة المصرية على الكيان الإسرائيلي لا تُحدّ، تبدأ مع الإخفاق والفشل الاستخباري في توقع مآلات ساحة أساسية يفترض بالاستخبارات الإسرائيلية أن تتابعها، ولا تنتهي بتغيير البيئة الإستراتيجية لـ"إسرائيل"، التي ستفرض عليها إعادة بناء وتشغيل القوة العسكرية لديها، بما يتماشى مع الخطر المقبل، الذي بدء يتشكل أمامها في الساحة المصرية.
وبالعودة إلى خبراء ومتخصصين صهاينة حيال الثورة الشعبية في مصر وتقديراتهم حول التهديد المصري، من الواضح أن التطورات المتسارعة في مصر، ستدفع الجيش الإسرائيلي إلى تكييف نفسه مع واقع جديد، مهما كانت نتيجة الثورة المصرية، مع الأمل، إسرائيليا، كما يرد في مجلة "بمحانيه" الناطقة باسم المؤسسة العسكرية في الكيان، بان "اتفاقية كامب دايفيد التي سادت معطيات المنطقة وموازين القوى طوال الثلاثين عام المقبل، ستبقى على حالها".
ويشير نائب رئيس مركز بحوث الأمن القومي في جامعة حيفا, الدكتور "دان شيفتان", أنه في حال خرجت الثورة المصرية إلى نتائج، وحظي محمد البرادعي بالسلطة, فان منظمة "الأخوان المسلمين" ستُعزز قبضتها على الجيش المصري. ويُحذر "شيفتان" من أنه "في حال تحققت الثورة في مصر, فان تهديد حزب الله ولبنان لن يقاس بما لدى مصر من تهديد، إذ أن الجيش الإسرائيلي سيضطر للقيام من جديد كجيش أكبر بكثير, مع موازنة ضخمة جدا".
أما الدكتور هلال باريش، فيعزز أقوال الدكتور شيفتان, وهو باحث في مركز دراسات الشؤون الإستراتجية في جامعة "بار إيلان"، إذ يقول "الانعكاس الفوري في حال نجاح الثورة المصرية هو قطار تحت الأرض لتهريب وسائل قتالية, وعملاء وعناصر من القاعدة لتوسيع قوى الإرهاب في غزة"، مشيرا إلى أن "الجبهة الجنوبية ستتحول إلى نقطة ذات خطورة عالية جدا, أكثر من القطاع اللبناني. ويكفي أن المصريين سينقلون الجيش إلى سيناء بشكل دائم, ونحن سنعود إلى وطأة أيام الاحتياط كما في السنوات السابقة لحرب الستة أيام. وأنا لا أعرف إلى أي مدى المجتمع الإسرائيلي قادر على البقاء في وطأة كهذه". ويقول باريش بأن الأخوان المسلمين سيحظون أيضا بالسلطة, فهم لن يستعجلوا في خرق اتفاقية السلام مع إسرائيل, لكنهم سيُساعدون قدر الإمكان حماس على السيطرة وتعزيز وضعها في قطاع غزة.
رئيس مركز موشيه دايان للدراسات في جامعة تل أبيب, البروفسور إيال زيسر، والمتخصص في تاريخ الشرق الأوسط والساحتين السورية واللبنانية، يقول : "نحن ذاهبون إلى فترة من عدم الاستقرار. ففي الثلاثين سنة الأخيرة كانت مصر جزيرة الاستقرار, واليوم نتجه نحو نظام مصري, في أحسن الحالات، سيُقلل من التعاون مع إسرائيل, وسيسمح لجهات إرهابية بالعمل على أرضه. وفي أسوأ الحالات, سيُشكل النظام الجديد تهديدا حقيقا لدولة إسرائيل".
كذلك بحسب أقوال شيفتان, يوجد في الشرق الأوسط أربع دول هي إيران, تركيا, مصر و"إسرائيل". ويشرح "إيران دولة راديكالية, تركيا تجتاز مرحلة الراديكالية, وفي حال تحولت مصر إلى ذلك، ستكون كل مصادر القوة في المنطقة تحت تأثير إسلاميين متطرفين. وتغيير الحكم باستطاعته أيضا أن يُغير موقف مصر ضد استخدام سلاح غير تقليدي".
يضيف شيفتان، أن السلام مع مصر في الحقيقة هو ""سلام بارد" منذ سنوات، لكنه يبقى مكسبا استراتيجيا لن يتخلى عنه احد، وقال إن ابتعاد إسرائيل في السنوات الأخيرة عن سيناريوهات الحرب ضد قوة نظامية، والتركيز بشكل أساسي على مواجهة تنظيمات عصابية، قد يشكّل حاليا تحديا عمليا. وأوضح قائلا "الأمر يتعلق بتغيير عميق في مختلف التهديدات وفي مركز ثقل الجيش". وأضاف "التهديد المصري، الذي كان منخفض جدا، قد يرتفع وحينها سيتغيّر كل شيء".
يتحدث البروفسور باريش عن السيناريو الجيد لـ"إسرائيل"، ويقول "إن كانت النخبة المصرية ستبقى على حالها، فإن التغيير سيكون على المستوى الاستخبارات السرية وليس على المستوى التنفيذي". "من الممكن أن وضعا كهذا سيكون جيدا لـ"إسرائيل". فلطالما لعب المصريون معنا لعبة قذرة نوعا ما ـ فمن جهة رؤوا في العلاقة بين الإخوان المسلمين وحماس مشكلة، ومن جهة أخرى كانوا على احتكاك كبير على المستوى السياسي. اعتقد انه إن حافظ عمر سليمان المعيّن نائبا للرئيس، على موقعه، سيقلل من اللعب معنا، ويفضّل المشاركة".
تداعيات الثورة المصرية على الكيان الإسرائيلي لا تُحدّ، تبدأ مع الإخفاق والفشل الاستخباري في توقع مآلات ساحة أساسية يفترض بالاستخبارات الإسرائيلية أن تتابعها، ولا تنتهي بتغيير البيئة الإستراتيجية لـ"إسرائيل"، التي ستفرض عليها إعادة بناء وتشغيل القوة العسكرية لديها، بما يتماشى مع الخطر المقبل، الذي بدء يتشكل أمامها في الساحة المصرية.
وبالعودة إلى خبراء ومتخصصين صهاينة حيال الثورة الشعبية في مصر وتقديراتهم حول التهديد المصري، من الواضح أن التطورات المتسارعة في مصر، ستدفع الجيش الإسرائيلي إلى تكييف نفسه مع واقع جديد، مهما كانت نتيجة الثورة المصرية، مع الأمل، إسرائيليا، كما يرد في مجلة "بمحانيه" الناطقة باسم المؤسسة العسكرية في الكيان، بان "اتفاقية كامب دايفيد التي سادت معطيات المنطقة وموازين القوى طوال الثلاثين عام المقبل، ستبقى على حالها".
ويشير نائب رئيس مركز بحوث الأمن القومي في جامعة حيفا, الدكتور "دان شيفتان", أنه في حال خرجت الثورة المصرية إلى نتائج، وحظي محمد البرادعي بالسلطة, فان منظمة "الأخوان المسلمين" ستُعزز قبضتها على الجيش المصري. ويُحذر "شيفتان" من أنه "في حال تحققت الثورة في مصر, فان تهديد حزب الله ولبنان لن يقاس بما لدى مصر من تهديد، إذ أن الجيش الإسرائيلي سيضطر للقيام من جديد كجيش أكبر بكثير, مع موازنة ضخمة جدا".
في أحسن الحالات أي نظام مصري جديد سيُقلل من التعاون مع "إسرائيل"
|
رئيس مركز موشيه دايان للدراسات في جامعة تل أبيب, البروفسور إيال زيسر، والمتخصص في تاريخ الشرق الأوسط والساحتين السورية واللبنانية، يقول : "نحن ذاهبون إلى فترة من عدم الاستقرار. ففي الثلاثين سنة الأخيرة كانت مصر جزيرة الاستقرار, واليوم نتجه نحو نظام مصري, في أحسن الحالات، سيُقلل من التعاون مع إسرائيل, وسيسمح لجهات إرهابية بالعمل على أرضه. وفي أسوأ الحالات, سيُشكل النظام الجديد تهديدا حقيقا لدولة إسرائيل".
كذلك بحسب أقوال شيفتان, يوجد في الشرق الأوسط أربع دول هي إيران, تركيا, مصر و"إسرائيل". ويشرح "إيران دولة راديكالية, تركيا تجتاز مرحلة الراديكالية, وفي حال تحولت مصر إلى ذلك، ستكون كل مصادر القوة في المنطقة تحت تأثير إسلاميين متطرفين. وتغيير الحكم باستطاعته أيضا أن يُغير موقف مصر ضد استخدام سلاح غير تقليدي".
يضيف شيفتان، أن السلام مع مصر في الحقيقة هو ""سلام بارد" منذ سنوات، لكنه يبقى مكسبا استراتيجيا لن يتخلى عنه احد، وقال إن ابتعاد إسرائيل في السنوات الأخيرة عن سيناريوهات الحرب ضد قوة نظامية، والتركيز بشكل أساسي على مواجهة تنظيمات عصابية، قد يشكّل حاليا تحديا عمليا. وأوضح قائلا "الأمر يتعلق بتغيير عميق في مختلف التهديدات وفي مركز ثقل الجيش". وأضاف "التهديد المصري، الذي كان منخفض جدا، قد يرتفع وحينها سيتغيّر كل شيء".
يتحدث البروفسور باريش عن السيناريو الجيد لـ"إسرائيل"، ويقول "إن كانت النخبة المصرية ستبقى على حالها، فإن التغيير سيكون على المستوى الاستخبارات السرية وليس على المستوى التنفيذي". "من الممكن أن وضعا كهذا سيكون جيدا لـ"إسرائيل". فلطالما لعب المصريون معنا لعبة قذرة نوعا ما ـ فمن جهة رؤوا في العلاقة بين الإخوان المسلمين وحماس مشكلة، ومن جهة أخرى كانوا على احتكاك كبير على المستوى السياسي. اعتقد انه إن حافظ عمر سليمان المعيّن نائبا للرئيس، على موقعه، سيقلل من اللعب معنا، ويفضّل المشاركة".