ارشيف من :ترجمات ودراسات

"تشرين": ما حصل في مصر وتونس يؤكد أن أميركا مستعدة لأن ترفس أي تابع لها

"تشرين": ما حصل في مصر وتونس يؤكد أن أميركا مستعدة لأن ترفس أي تابع لها

رأت صحيفة "تشرين" السورية، أن "ما حدث في تونس ومن بعده في مصر أعاد ترتيب الأولويات وأكد بالأدلة القاطعة أن رهانات بعض أنظمة الحكم العربية على الولايات المتحدة لتوفير الحماية والأغطية السياسية لها عند اللزوم ليست خاطئة فحسب بل مشينة أيضاً"، مشيرة إلى أن "الولايات المتحدة لا تهتم إلا بمصالحها وبمصالح "إسرائيل"، ومستعدة لأن ترفس أي تابع لها أو مراهن على استجرار الحماية منها عندما ترى أن هذا التابع لم يعد قادراً على التأثير في توفير الدعم للمصالح الأميركية والإسرائيلية، أو عندما يصبح عبئاً سياسياً وأخلاقياً". ‏

ولفتت الصحيفة الى أن "هذه القاعدة لم تفاجئ الإدارة الأميركية أحداً من المطلعين عندما تخلت عن النظام المصري ومن قبله النظام التونسي، وكان من الممكن أن تكون المفاجأة لو فعلت عكس ذلك"، معتبرة أن "هذا لا يعني بالتأكيد أن الولايات المتحدة تدافع عن الديمقراطية في هذا البلد العربي أو ذاك، ولا أنها تحرص على تحقيق ما يريده الشعب، فالمسألة مغايرة تماماً، ولها أبعادها وأهدافها الأخرى المتعلقة بالمشروعات الأميركية والإسرائيلية، وبالوسائل البديلة القادرة على توفير تلك المشروعات، وأضافت "وبالمناسبة هنا لا بدّ من الإشارة إلى أن الولايات المتحدة، وعلى الرغم من كل ما أعلنته عن الثورة المصرية، لا تمانع في أن يقضي نصف الشعب المصري موتاً إذا كان ذلك يكفل الاستمرار بتنفيذ مشروعاتها، والدليل على ذلك أنها قتلت أو تسببت بقتل مليون وثلاثمئة ألف عراقي وشردت سبعة ملايين آخرين، ودمرت كل بنية الدولة العراقية، من أجل السيطرة على نفط العراق، وتدعيم أمن إسرائيل، أي من أجل تحقيق بعض مصالحها". ‏

وأوضحت "تشرين"، أنه "وبالعودة إلى الرهانات العربية على الولايات المتحدة فقد شاهد الجميع وسمع رأسي نظامي مصر وتونس قبيل خلعهما وهما يقولان بوضوح إنهما فهما الرسالة الآن، وأدركا ما يريده الشعب، وكأنهما يريدان أن يقولا: لقد أخطأنا بتجاهلنا إرادة الشعب، وبرهاننا على الخارج"، مؤكدة أنه "لا حماية لأي حاكم سوى من شعبه، ولا رهانات حقيقية له سوى على الشعب وكوادره وخاصة الطبقة الفقيرة منه، ولا عصمة له سوى عصمة إرادة الشعب، ولعل ما حدث في مصر وتونس يكون درساً لبقية المراهنين". ‏

وختمت بالقول "إضافة إلى ذلك فالخطأ الأكبر الذي وقعت به بعض الأنظمة العربية المراهنة على حماية الخارج وأميركا بالتحديد هو أنها حاولت الدخول في تنافس مع "إسرائيل" وهي تتقرب من الأميركيين، متناسية أن أميركا هي التي تتقرب من "إسرائيل" وليس العكس، وأن منافسة كهذه هي قمة الغباء والجهل السياسي، وهي أحط درجات العمالة والارتهان والاستهانة بالعروبة والكرامة العربية". ‏



المصدر: "تشرين" السورية

2011-02-15