ارشيف من :أخبار لبنانية
بانوراما اليوم: رقعة التظاهر تتوسع في العالم العربي ولبنان مستمر في رحلة التأليف رغم العقبات
في ظل التطورات السياسية التي تشهدها مصر لليوم الخامس على التوالي بعد نجاح المعارضة في إسقاط الرئيس المصري حسني مبارك، وفي آخرها تشكيل لجنة برئاسة طارق البشري لتعديل الدستور في مهلة أقصاها عشرة أيام وسط إستمرار الإضرابات والإعتصامات، تواصلت التحركات الشعبية في المملكة البحرينية للمطالبة بإصلاحات سياسية وإقتصادية وقد زاد من حدتها بالأمس سقوط شهيدين خلال قيام القوى الأمنية بتفريق آلاف المتظاهرين.
وفي حين تتوسّع رقعة التظاهر في العالم العربي، لا يزال لبنان يسير في رحلة التأليف الحكومية في ظل توقعات زمنية متفاوتة عن موعد إنطلاق الحكومة الجديدة، حيث يواصل الرئيس المكلف نجيب ميقاتي جهوده لإنجاز مهمته وسط العراقيل المحلية والدولية وآخرها ما أوردته صحيفة "الوطن السورية" عن أن رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري "أجرى اتصالات دولية بغية التأثير في الجهود التي يبذلها ميقاتي لتشكيل الحكومة".
وفي السياق نفسه، لفتت الصحيفة الى أن "ثمة مجموعات ضغط لبنانية في واشنطن وفي عواصم أخرى تحرض علناً على ميقاتي وتحض على التخريب السياسي من خلال العمل لدى الكونغرس الأميركي على إصدار عقوبات اقتصادية وسياسية على لبنان".
كما لم تستبعد أوساط معنية في حديث للصحيفة نفسها أن "يكون لهذه المجموعات دور في التشهير بأحد المصارف اللبنانية الذي حظرت وزارة الخزانة الأميركية التعامل معه"، لافتة الى أن "فريق المعارضة الجديدة سارع إلى الإستثمار في القرار الأميركي معتبراً أنه صورة عما ينتظر لبنان في حال نجحت الجهود في تشكيل الحكومة الجديدة".
بدورها، إستبعدت مصادر مقرّبة جداً من الرئيس المكلّف ميقاتي أن تتأخر عملية تأليف الحكومة الى الأسبوع المقبل، معتبرة في حديث لصحيفة "الحياة" أن الأمور أصبحت واضحة في ضوء المواقف التي أعلنتها قيادات "14 آذار" أول من أمس، و"بالتالي لم يعد من مبرر للتأجيل أو التريّث، لأن منطق الأمور لا يشجع على الدخول معها في مفاوضات جديدة".
وتابعت الصحيفة نقلاً عن المصادر نفسها "من الأفضل أن تأتي الحكومة من الموجود، أي من الأطراف السياسية المنتمية الى الأكثرية الجديدة، شرط أن تكون مقبولة ولا تشكل استفزازاً لأحد"، مضيفة ان قيادات "14 آذار" وعلى رأسها رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري "قالت كلمتها في مسألة الاشتراك في الحكومة على قاعدة مطالبة ميقاتي بموقف من السلاح والمحكمة الدولية واحترام الدستور وعدم المساس بالثوابت الوطنية، لما يترتب عليها من إخلال بالتوازن العام في البلد".
كما لفتت المصادر نفسها الى أن "السرعة باتت مطلوبة لتأمين ولادة طبيعية للحكومة العتيدة"، فيما المشاورات التي يجريها ميقاتي مع الكتل الرئيسة في البرلمان اقتربت من التصفية النهائية، وأصبحت بحاجة الى وضع اللمسات الأخيرة على التركيبة الوزارية".
أما صحيفة "الإتحاد الإماراتية"، فقد أوردت بحسب مصادر مقربة من ميقاتي أن الأخير "حسم خياراته بتشكيل حكومة تكنوقراط تتم فيها مراعاة التوازن الطائفي، وتضم اختصاصيين في المجالات كافة لتكون حكومة إنقاذ حقيقية".
ولفتت المصادر نفسها إلى أنه "أصبح من المؤكد وبما لا يدع مجالاً للشك أن فريق 14 آذار يماطل وليس لديه نية في المشاركة، خصوصاً بعد أن أعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري في البيال خروجه الى المعارضة".
وفي سياق ما أوردته الصحف العربية الصادرة اليوم حول الملف اللبناني، توقعت مصادر صحيفة "الخليج" الإماراتية أن "يكون هذا الأسبوع حاسماً على صعيد الكشف عن التشكيلة الحكومية العتيدة"، وأشارت الى أن ميقاتي "بصدد الشروع في وضع اللمسات الأخيرة على تشكيلته بعدما قطع أي أمل بإمكانية مشاركة 14 آذار".
وأضافت المصادر نفسها ان ميقاتي "يميل لأن تكون حكومته مؤلّفة من 24 وزيراً يكون له ولرئيس الجمهورية ميشال سليمان ولقوى المعارضة السابقة وأشخاص تكنوقراط ومستقلين الحصص الوزارية بشكل تتأمّن فيه المشاركة الكاملة، وأن يكون الفريق الحكومي متجانساً حتى تكون له القدرة على الإنتاج بفاعلية على مستوى معالجة الملفات الداخلية من جميع جوانبها، إضافة إلى مواجهة الإستحقاقات الخارجية وما قد يطرأ من تحديات داخلية وخارجية".
ولفتت الصحيفة بحسب المصادر عينها الى أنه "في حال تمت حلحلة العقدة العونية المتمثّلة بالمطالبة بحقيبة الداخلية التي يجهد الرئيس سليمان لكي تبقى من حصته، فإن ميقاتي سيحمل قبل نهاية الأسبوع التشكيلة الحكومية ويصعد بها إلى رئيس الجمهورية على أن يتم بعد ذلك إصدار مراسيم التأليف، أما إذا لم تنجح الاتصالات الجارية لتحقيق هذه الغاية، فإنه من الممكن تأجيل الولادة الحكومية إلى الأسبوع المقبل ريثما يُصار إلى تدخل إقليمي في سبيل تسهيل مهمة التأليف".
وفي افتتاحية عددها الصادر اليوم، كتبت صحيفة "الخليج": "جميل كلام باراك أوباما بعد نجاح ثورة 25 يناير في مصر عن الحرية والديمقراطية واستذكار ثورة الإندونيسيين ضد سوهارتو، وسقوط جدار برلين، وثورة المهاتما غاندي، وحلم مارتن لوثر كينغ، وحديثه عن شيء في الروح يصرخ من أجل الحرية، وصرخات شباب مصر في ميدان التحرير من أجل التغيير"، معتبرة أن هذا الكلام "يبقى في الشكل وفي إطار محاولة أوباما، ربما، التعبير عن مكنون داخله، وليس عمّا يقوى على فعله، في ضوء مواقف بلاده وسياساتها المعروفة تجاه الشعوب الراغبة في التغيير والحرية والتحرر، وثمة نماذج لا تحصى عن كبحها مباشرة أو بشكل غير مباشر الكثير من التطلعات التحررية في غير مكان من هذا العالم".
وأضافت الصحيفة "قال شعب مصر كلمته: الشعب يريد إسقاط النظام، وناضل وصبر وقاسى طيلة 18 يوماً، وكان له ما أراد، من دون أية معونة من أحد، بعيداً من سيل الكلام وأحياناً الثرثرة حول دعم هذا الحق، خصوصاً من دول الغرب تتقدمها أميركا التي لم تحسم مواقفها إلا بعدما ظهر أن الثورة ماضية إلى حيث قطف الثمار التي أينعت سريعاً".
وختمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول "عذراً أوباماً، ثمة قول وثمة فعل مواز، لكن السياسة الأميركية تجاه العرب وطموحاتهم وتطلعاتهم وحقوقهم وقضاياهم تنقصها الصدقية، والقول والفعل متضادان، خصوصاً عندما تقترب من مطلب الحرية والتحرير، وفلسطين ستبقى نموذجاً واختباراً، سقطت فيه أمريكا، ولن تقوم إلا بتصحيحه فعلاً لا قولاً".
وتحت عنوان "لا عودة لأوضاع ما قبل 25 يناير"، أشارت صحيفة "الأهرام" المصرية الى أن "أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة أكدوا أنهم يعملون على تسليم السلطة لرئيس منتخب قبل إنتهاء فترة ستة أشهر، وحذّروا من صعوبة الوضع الإقتصادي ومن أن استمرار الخسائر الناتجة عن الإعتصامات والإحتجاجات قد يؤدي إلي انهيار اقتصادي يستحيل معه تلبية مطالب المحتجين".
وأفادت الصحيفة أن أعضاء المجلس ذكروا في إجتماع مع رؤساء مجالس إدارات الصحف المصرية القومية والخاصة والحزبية ورؤساء تحريرها أن كل بيان يصدر عن المجلس تتم دراسته بدقة، وإعترفوا بأن المهمة الحالية التي تواجه البلاد ليست سهلة، مؤكدين أن القوات المسلحة "لا تسعى إلى سلطة، ولا تتمنى الإستمرار فيها، وهي تدرك تماماً أن الوضع الحالي فرض نفسه عليها دون إرادة منها".
وفي الصدد نفسه، لفتت "الأهرام" الى أن أعضاء المجلس الأعلى "يأملون في أن ينهي مهمته ويسلّم الدولة إلى رئيس منتخب بصورة سليمة وحرة تعبّر عن توجهات الشعب، وإلى سلطة تشريعية وتنفيذية منتخبة من الشعب بشكل سليم حتى تكوين جمهورية ديمقراطية".
كما أفادت الصحيفة أن أعضاء المجلس كشفوا عن أن هناك ضوابط مشددة لتحرك الطائرات الخاصة، وضوابط أخرى تمنع تهريب الأموال، وأضافوا "إننا لا نملك عصا سحرية للقضاء على الفساد، ولكننا لن نسمح بأي فساد جديد".
بدورها، ذكرت صحيفة "المصري اليوم" أن مصادر مقربة من الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك كشفت أن الأخير "رفض عروضاً باستضافته من أربعة رؤساء عرب، عقب تنحيه، وأكد لمن حوله أنه لن يموت إلا على أرض مصر"، وأوضحت أن "مبارك يعيش مع ابنه علاء في شرم الشيخ، وتعرض لوعكة صحية صباح الأحد الماضي، ولا تزال حالته تزداد سوءاً".
وأشارت المصادر، بحسب الصحيفة نفسها، الى أن "مبارك يعتزم مواصلة كتابة مذكراته، لكنه أرجأ الفكرة كي لا يتعرض للإرهاق مجدداً"، لافتة الى أن "هذه المذكرات ستحمل الكثير من المفاجآت، خصوصاً بشأن السنوات الخمس الأخيرة من حكمه"، وأن الرئيس المخلوع "كان قد بدأ تسجيل مذكراته صوتياً فى الفترة الأخيرة لكنه لم يكملها".