ارشيف من :أخبار عالمية

إنكار للحق الفلسطيني في تقرير المصير: الفيتو الأميركي على قرار تجميد الاستيطان الصهيوني يؤكد دعم أوباما للصهاينة

إنكار للحق الفلسطيني في تقرير المصير: الفيتو الأميركي على قرار تجميد الاستيطان الصهيوني يؤكد دعم أوباما للصهاينة
استخدمت الولايات المتحدة الأميركية نهار الجمعة الماضي 18/2/ 2011 حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار أعدته مجموعة الدول العربية في الأمم المتحدة، وقدمته إلى لمجلس الأمن الدولي يدين فيه البناء الاستيطاني الصهيوني في الأراضي الفلسطينية، وفي حين صوت الأعضاء الأربعة عشر الآخرون لصالح مشروع القرار، صوتت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما ضد القرار وأسقطته.

وتأتي هذه الخطوة لتؤكد مجدداً انحياز الولايات المتحدة الأميركية الكامل للاحتلال الصهيوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ودعم الإدارة الأميركية "لإسرائيل" على حساب عملية التسوية والاستقرار في المنطقة، وهذا التصرف أتى خلافا لتصريحاتها عن الاستيطان والتي تدعو "إسرائيل" لوقفه.
وتجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن، الفيتو الأميركي استخدم 51 مرة 45 منها لإفشال مشاريع قرارات تدين "إسرائيل" في مجلس الأمن منها وتتعلق بالقضية الفلسطينية.

ومن أبرز استخدامات الفيتو الأمريكي ضد الفلسطينيين كان في عام 1973 عندما اعترضت الولايات المتحدة على مشروع قرار تقدمت به عدد من الدول يؤكد على حق الفلسطينيين في الأرض ويطالب الاحتلال بالانسحاب منها وفي عام 1982 استخدمت الولايات المتحدة الفيتو ضد مشروع قرار عربي بإدانة حادث الهجوم على المسجد الأقصى وصوتت في عام 1983 ضد قرار يستنكر مذابح الاحتلال بحق اللاجئين الفلسطينيين في مخيمي صبرا وشاتيلا بلبنان.
أما في عام 1986 فكان فيتو أمريكي جديد ضد مشروع قانون لمجلس الأمن يدين انتهاكات الاحتلال "الإسرائيلي" لحرمة المسجد الأقصى ويرفض مزاعمه باعتبار القدس عاصمة له.

وفي عام 1988 اعترضت الولايات المتحدة بالفيتو على قرار يستنكر سياسة القبضة الحديدية و تكسير عظام الأطفال الذين يرمون الحجارة خلال الانتفاضة الأولى.

وفي عام 1995 فشل مجلس الأمن بالتوصل إلى قرار يطالب الاحتلال بوقف قراراته بمصادرة الاحتلال لأراضي الفلسطينيين في شرق القدس ووقف الأنشطة الاستيطانية فيها.

واستخدمت الولايات المتحدة ايضاً الفيتو في عام 2003 ضد قرار يطالب بإزالة جدار الفصل العنصري الذي يقيمه الاحتلال ويقطع الأراضي الفلسطينية وينتهك حقوق الفلسطينيين.

وفي عام 2004 صوتت الولايات المتحدة لإسقاط مشروع قرار يدين الاحتلال لاغتياله أحمد ياسين مؤسس حركة المقاومة الوطنية الفلسطينية حماس واغتياله عبد العزيز الرنتيسي القيادي في الحركة.

وفي عام 2006 فشل مجلس الأمن في تبني قرار يطالب بإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال ووقف الحصار "الإسرائيلي" وتوغل قوات الاحتلال في قطاع غزة وذلك بسبب تصويت الولايات المتحدة ضد القرار.
أما الفيتو الجديد فيعتبر الأول منذ وصول باراك اوباما الى البيت الابيض، وهذ القرار يحمل دلالات عدة:
1ـ إنكار حق الشعب الفلسطيني في التحرر والحق في تقرير المصير الذي يؤكد عليه ميثاق الأمم المتحدة وبناء وطن مستقل.
2ـ تثبيت النظرية الأميركية الصهيونية "بحق إسرائيل في دولة في فلسطين".
3ـ تأكيد دعم أوباما للاحتلال الصهيوني
4ـ توجيه صفعة قوية للدبلوماسية العربية.

وهذه الخطوة الأميركية تعد فضيحة لسياسة أميركا، فهي تكشف عن ازدواجية التعامل مع حق الشعوب في تقرير مصيرها، وتؤكد أن واشنطن لاتزال حتى الآن غير قادرة على التخلي بتاتاً عن "إسرائيل" التي تعتبر عقدة بالنسبة لأميركا .
وهي فضيحة واضحة لأميركا التي ما برحت في الآونة الأخيرة تستخدم خطاب دعم المسيرات السلمية ودعوة الأنظمة للاستماع إلى شعوبها. فهذه الفضيحة تؤكد ضعف الإدارة في التعامل مع الاحتلال الإسرائيلي وعجزها عن الضغط على حكومة العدو سواء على مستوى رفع الحصار عن قطاع غزة أو على مستوى منع الاحتلال من توسيع رقعة الاستيطان أفقياً وعمودياً.

وأمام هذا الفشل المستمر في استصدار أي قرار في مجلس الأمن لضمان حقوق الشعب الفلسطيني المهجر والمغتصبة أرضه والمنتهكة حقوقه ارتفعت العديد من الأصوات في المجتمع الدولي لتقف مع الجانب الفلسطيني وإقامة الدولة الفلسطينية، وعلت الأصوات الدولية الرافضة للاستيطان "الإسرائيلي" والمستنكرة لاستخدام الفيتو الأمريكي ضد إدانته حيث عارضت الصين بشدة استمرار سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" بسياستها الاستيطانية التوسعية في الأراضي الفلسطينية المحتلة وأكدت شرعية مطالب الشعب الفلسطيني في استرجاع حقوقه المغتصبة حيث قال لى باو دونغ مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة إن مواصلة إسرائيل بناء المستوطنات أمر يشكل عقبة رئيسية أمام الثقة المتبادلة واستئناف محادثات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين معرباًُ عن أسفه لعدم تمرير مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يدين النشاطات الإسرائيلية الاستيطانية.

كما أدانت روسيا الأنشطة الاستيطانية "الإسرائيلية" غير الشرعية في الأراضي الفلسطينية المحتلة مؤكدة تأييدها لمشروع القرار الذي تقدمت به حول هذا الموضوع مجموعة من الدول العربية إلى مجلس الأمن الدولي وحظي بتأييد أكثر من 130 دولة في العالم باستثناء الولايات المتحدة التي صوتت ضده.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان لها إن روسيا أيدت مشروع القرار انطلاقا من موقفها المبدئي بعدم جواز القيام بأي خطوة أحادية الجانب تسبق المفاوضات حول مسائل الوضع النهائي داعية إلى مواصلة بذل الجهود لتحريك المفاوضات الفلسطينية "الإسرائيلية".
من جهتها أعربت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون عن أسفها لعدم "التوصل الى اجماع في مجلس الامن الدولي حول مشروع القرار العربي الذي يدين الاستيطان الاسرائيلي".

واشارت اشتون الى انه "لم يكن من الممكن التوصل الى اجماع على القرار حول المستوطنات" بدون ان تذكر صراحة الولايات المتحدة التي مارست حق الفيتو ضد مشروع القرار".
وقالت اشتون ان "موقف الاتحاد الاوروبي حول المستوطنات بما في ذلك في القدس الشرقية واضح: انها غير شرعية بنظر القانون الدولي وتشكل عقبة في وجه السلام وتهدد حل الدولتين".

الحريري: الفيتو الأميركي على مشروع قرار رفض إستمرار الاستيطان يضع جهود التسوية أمام جدار مسدود 

وصف رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، "استعمال الولايات المتحدة الأميركية حق النقض الفيتو ضد مشروع القرار العربي الرافض لاستمرار سياسة الاستيطان الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بأنه خطوة تسيء إلى إرادة التسوية وتضع كل الجهود المبذولة في هذا السبيل أمام جدار مسدود من شأنه أن يدفع المنطقة نحو مزيد من التوتر وأعمال العنف".

وقال في تصريح مساء أمس، إن "الفيتو الأميركي يمثل تحديا للمشاعر العربية وللإجماع العربي الذي تجسد بمشروع القرار الذي تقدمت به المجموعة العربية إلى مجلس الأمن الدولي، ولمبادرة السلام العربية التي انطلقت من القمة العربية في بيروت"، لافتا إلى أن "اعتماد الإدارة الأميركية سياسة الدعم المطلق للممارسات الإسرائيلية غير الشرعية وتجاهل الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني يزيد من الشكوك حول الدور الأميركي الراعي، لإعادة إطلاق عملية السلام في الشرق الأوسط، ويشجع إسرائيل على التمادي في اعتداءاتها على الفلسطينيين والبلدان العربية، وقضم المزيد من أراضيهم".
وأهاب الحريري "بالقيادات العربية أن تعبر عن أعلى درجات التضامن في هذه المرحلة الاستثنائية من تاريخ أمتنا ضمانا للحقوق العربية وخصوصا حق الشعب الفلسطيني في قيام دولته المستقلة ومواجهة سياسات تهويد القدس الشريف".

الأردن: من شأن هذا الموقف ان يرسل رسالة سلبية فيما يخص مصداقية الولايات المتحدة ازاء عملية التسوية
أما عربيا فقد أعرب الاردن الاحد عن "أسفه لاستخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) في مجلس الامن ضد مشروع القرار العربي الذي يدين الاستيطان الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية المحتلة، معتبرا ان من شأن هذا الموقف ان "يرسل رسالة سلبية فيما يخص مصداقية الولايات المتحدة ازاء عملية التسوية".
وقال وزير الخارجية الاردني ناصر جودة ان "استخدام الولايات المتحدة الاميركية لحق النقض، وبالتالي عدم اعتماد مشروع القرار العربي الذي تبناه عدد كبير من المجموعات الاقليمية الاخرى وعدد كبير من الدول الاعضاء في منظمة الامم المتحدة هو موقف مؤسف كون الولايات المتحدة الاميركية تعلن باستمرار بان استمرار الاستيطان الاسرائيلي غير شرعي".
مصر تنتقد الموقف الاميركي من عملية الاستيطان

من جهتها انتقدت مصر استخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) معتبرة انه سيلحق "المزيد من الضرر بمصداقية" واشنطن كوسيط في عملية التسوية في المنطقة.
وجاء في بيان لوزارة الخارجية المصرية السبت ان الموقف الاميركي "مخيب لامال الجماهير ليس فقط الفلسطينية والعربية بل ايضا على المستوى الدولي".
ورأى البيان ان استخدام حق النقض "يتناقض مع الموقف الاميركي المعلن الرافض لسياسة الاستيطان"، وانه "سيلحق المزيد من الضرر بمصداقية الولايات المتحدة كوسيط في جهود تحقيق السلام".

الجامعة العربية: "الفيتو" أمر خطير
وعبرت الأمانة العامة للجامعة العربية، عن إدانتها الشديدة لقيام الولايات المتحدة باستخدام حق النقض "الفيتو" ضد مشروع القرار العربي- الفلسطيني المدين للاستيطان.
وحول هذا الموضوع، قال السفير محمد صبيح الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة في تصريح له "هذه خطوة أميركية مستهجنة، وغير مبررة، وتصب في تشجيع المعتدي الإسرائيلي لانتهاك قرارات الشرعية الدولية، وقرارات الأمم المتحدة التي تعتبر الاستيطان والأعمال أحادية الجانب امورا غير مشروعة.
وأضاف: استخدام الفيتو يظهر مدى الإجحاف الذي تمارسه الولايات المتحدة بحق القضية الفلسطينية، ويثبت بأن سياستها تقوم على أساس الكيل بمكيالين.
وتساءل كيف تتحدث واشنطن عن بذل مساع جادة لإحلال السلام وهي تدعم الاستيطان بهذا الشكل، مع أن استمراره يؤدي إلى تعذر تطبيق حل الدولتين.
وقال: بهذه السياسة تظهر واشنطن مرة أخرى عجزها أمام مطالب إسرائيل، وأنها لا يمكن أن تعطي دفعة فعلية لعملية السلام إلى الأمام، لأن ما نجده على أرض الواقع هو تقاعس وتواطؤ كبير لصالح دولة الاحتلال.
وتابع: إن هذا الموقف يضع شعبنا أمام تحد واضح ومطلوب الآن الرد بأسرع ما يمكن على هذا الموقف بوحدة وطنية فلسطينية وأن ينتهي هذا الانقسام فورا.
وشدد على أن شعبنا متمسك بحقوقه الثابتة، ولن تخيفه مثل هذه الإجراءات، مضيفا: على المجتمع الدولي الإقرار بأن السلطة الوطنية قامت بكل ما هو ممكن لإحلال السلام، وما يتحمل مسؤولية المأزق الراهن الذي تواجهه عملية السلام إسرائيل، وسياسة الكيل بمكيالين والانحياز الأميركي.
الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي: يشجع إسرائيل على الاستمرار في انتهاكاتها

كما أدان الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو استخدام الولايات المتحدة الأمريكية لحق النقض الفيتو ونقلت وكالة الانباء السعودية واس عن إحسان أوغلو قوله إن الفيتو الأمريكي يزيد من تعقيد الأمور في المنطقة ويشجع إسرائيل على التهرب من التزاماتها الدولية ومن استحقاقات عملية السلام التي توقفت بسبب أنشطتها الاستيطانية ويوجه ضربة قاصمة لمصداقية الجهود الدولية الرامية لاستئناف هذه العملية .
واكد إحسان أوغلو ان الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس يجب أن يتوقف وأن يكون محل إدانة دولية باعتباره غير شرعي ويشكل انتهاكا جسيما للقانون الدولي ويقوض فرص إقامة الدولة الفلسطينية ويحول دون التوصل إلى حل يقوم على أساس إقامة الدولتين .
فصائل فلسطينية: استهتار بالمجتمع الدولي ويشجع إسرائيل على سياستها العنصرية
من جهتها أكدت فصائل وقوى فلسطينية أن استخدام الولايات المتحدة الأمريكية حق النقص الفيتو ضد مشروع القرار الذي يدين الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة استهتار بالمجتمع الدولي عامة وبحقوق الشعب الفلسطيني خاصة ويؤكد حقيقة انحياز الإدارة الأمريكية ودعمها لسياسة الاستيطان والعدوان على الفلسطينيين رغم ادعائها كذبا معارضتها له داعية إلى وقف المراهنة على الإدارة الأمريكية المنحازة.
فياض: تصويت الولايات المتحدة بالفيتو ضد مشروع القرار هو تصويت مجحف

بدوره أعرب رئيس حکومة تصريف الأعمال الفلسطينية سلام فياض اليوم الأحد عن رفضه للتهديدات الأمير کية بتقليص المساعدات المالية للسلطة الفلسطينية.
وقال فياض، للصحفيين خلال زيارته قرية (الجلمة) شرقي جنين في الضفة الغربية، ان "حقوقنا ليست للمساومة والمقايضة عليها من أجل حفنة دولارات".
وأضاف"نرفض الابتزاز لأننا لسنا معنيين بالدعم من جهة تلوح بقطع المساعدات بدوافع سياسية".
وقال مسئولون فلسطينيون ان الادارة الأميركية هددت بفرض عقوبات مالية ردا على اصرار السلطة الفلسطينية على طرح مشروع قرار مناهض للاستيطان على مجلس الأمن الدولي. وأمام الاصرار الفلسطيني على طرح مشروع القرار استخدمت واشنطن حق النقض الفيتو لاسقاطه مساء الجمعة الماضية.
واعتبر فياض أن تصويت الولايات المتحدة بالفيتو ضد مشروع القرار هو تصويت مجحف.

المئات في رام الله ينددون بالفيتو الاميركي في مجلس الامن

واحتشد المئات من موظفي السلطة الفلسطينية اليوم الاحد وسط مدينة رام الله احتجاجا على استخدام الولايات المتحدة الاميركية حق النقض (الفيتو) في مجلس الامن ضد قرار يدين الاستيطان الصهيوني في الاراضي الفلسطينية.
وردد المشارکون الذين حملوا الاعلام الفلسطينية الشعارات المنددة بالقرار الأميرکي في مجلس الامن وبالرئيس الأميركي باراك اوباما الذي طالبوه بالالتزام بوعوده تجاه الفلسطينيين.
وعبر رئيس السلطة الفلسطينية المنتهية ولايته محمود عباس عن "امتعاضه من الفيتو الأميركي" خلال اتصال هاتفي مع المبعوث الأميرکي لعملية التسوية في الشرق الاوسط جورج ميتشل

ولا بد من الإشارة هنا إلى أن المفارقة بين موقف الإدارة الأميركي إزاء الأحداث التي شهدتها مصر مؤخرًا، وموقفها إزاء انتهاكات "إسرائيل" لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والذي يعتبر الاستيطان في الضفة والقدس أحد مظاهره، تتجلّى أكثر ما تتجلّى في أن العالم كله بدأ يدرك جيدًا بأن انتهاج الولايات المتحدة لسياسة ازدواجية المعايير في مواقفها إزاء عملية التسوية في الشرق الأوسط يفقدها ما تبقى لها من مصداقية، ويجعلها غير مؤهلة للعب دور الوسيط النزيه لعملية التسوية، وأنها ليست جادة في طرحها لمشروع حل الدولتين الذي يفترض اتخاذ الإجراءات العملية نحو إنهاء الاحتلال كخطوة أولى على طريق إقامة دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة على الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 67 بعاصمتها القدس الشريف.
والمنطقة العربية تمر اليوم في حال من الغليان الشعبي وفلسطين ليست بعيدة عنها. فإذا كانت واشنطن جادة في الاستماع وتفهم حركات الاحتجاج السلمية والانتفاضات المدنية في البلدان العربية على حد إدعاءاتها فإنها أيضاً لا تستطيع إلا أن تتخذ الموقف نفسه من تحرك الشارع الفلسطيني المدني والمسالم ضد الاحتلال والاستيطان وجدار الفصل العنصري.

إلا أن هذا الفيتو الأمريكي الجديد ينسف مصداقية كل أحاديث إدارة باراك أوباما عن السعي للحصول من "إسرائيل" على موافقة لتجميد الاستيطان لعدة أشهر فقط بهدف الاستمرار بالتفاوض ويضعها في إطار الفعل المضلل والمستهلك للوقت.

ويبدو الحال أمام هذا التنكر الأميركي لحقوق الشعب الفلسطيني والشعوب المستضعفة سيكون حافز جديد للسعي نحو الوقوف ضد سياسات أميركا وأعوانها في المنطقة، وهذا ما ظهر جلياً في الثورتين التونسية والمصرية، اللتان أسقطتا أخطر عميلين لأميركا و"إسرائيل" في المنطقة زين العابدين بن علي، وحسني مبارك ، وهذا ما يؤشر إلى ان ساعة العمل لإحلال مصالح الشعوب العربية بدلا من المصالح الأميركية في المنطقة قد حان، وان الشعوب المظلومة من جراء السياسة الصهيو أميركية لن تسكت طويلا على استمرار الحال على ما هو عليه.

إعداد: علي مطر

2011-02-21