ارشيف من :خاص

تدريبات اسرائيلية خاصة لمواجهة "احتلال الجليل"

تدريبات اسرائيلية خاصة لمواجهة "احتلال الجليل"
كتب محرر الشؤون العبرية
تستمر ردود فعل الكيان الصهيوني وجيشه على معادلة الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله، والتهديد باحتلال الجليل في حال شنت تل ابيب حربا على لبنان، بوتيرة متجددة وغير منقطعة. اضافة الى سلسلة المواقف والتعليقات التي اعقبت المعادلة، والتي حاولت قدر الاستطاعة تخفيف وطأة رد الفعل السلبي لدى الجمهور الاسرائيلي، وصولا الى رئيس الحكومة العدو بنيامين نتنياهو.
قبل معادلة "احتلال الجليل"، كشف اكثر من تقرير اسرائيلي، عن قصور في سيناريوهات التدريبات التي تجريها الوحدات العسكرية، استعدادا لاي حرب مقبلة شمالا في لبنان. مراسل صحيفة "معاريف" للشؤون العسكرية، "امير بوحبوط"، كتب عما يشير الى وجود عدم يقين حيال سيناريوهات الحرب المقبلة، إن قدّر للحرب ان تندلع، وقال ان وحدات سلاح المشاة في الجيش الاسرائيلي، يستعدون لاجراء سلسلة من التدريبات الجديدة، التي اطلق عليها تسمية "فوضى في الحرب"، بمعنى ان المناورة لا تحاكي سيناريو معد مسبقا، ويعلم الجنود نهاياته، بل يكون مليئا بالمفاجآت والمسارات غير المعلومة في الاساس. بينما يشير مراسل صحيفة "جيروزاليم بوست"، "يعقوب كاتس"، الى ان التدريبات التي اجراها الجيش الاسرائيلي حتى الان، غير كافية، وهناك "خشية من ان تكون عقيمة"، ونقل عن ضابط اسرائيلي رفيع المستوى قوله "نحتاج الى مزيد من الإصابات والإخفاقات الاستخبارية وصعوبة في المناورة وجعل الخصم أكثر قوة"، واضاف ان "بعد حرب لبنان الثانية، أطلق الجيش الإسرائيلي نظام تدريب غير مسبوق لتأهيل القوات البرية.. لكن، بعد أربع سنوات من التدريب، يشعر بعض القادة بأن السيناريوهات سهلةً جداً وتحدياً غير كاف".
صحيفة "اسرائيل اليوم"، المقربة من رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو، كشفت في ملحق يوم الجمعة الماضي، عن تدريبات خاصة تجريها الوية النخبة في الجيش الاسرائيلي، لمواجهة فرضيات ما بعد المعادلة الجديدة، والتي كما يظهر، كانت حاضرة بالفعل في سيناريوهات الحرب المقبلة المفترضة، بناء على القدرات والجهوزية العسكرية التي باتت موجودة لدى المقاومة في لبنان، المعلن منها والمخفي.
وتعليقا على كلام الامين العام حزب الله، السيد حسن نصر الله والمعادلة الجديدة باحتلال الجليل نقلت صحيفة "اسرائيل اليوم" عن "معلق عسكري رفيع المستوى"، قوله انه "يجب على اسرائيل ان تتخذ قرارها، إن كانت تريد إنهاء كيان حزب الله بشكل نهائي، في هذه الحالة، يجب ان تأخذ في حسابها ان الامر لا يتعلق بضربة وانتهينا، فنماذج افغانستان والعراق قائمة وهي اشارات دالة على وجوب الحذر"، يضيف المعلق العسكري الاسرائيلي الرفيع، بان "الامر لا يتعلق بشهر من القتال وانتهت المسألة، فعلينا ان نحافظ على التواضع اذا قررنا حملة عسكرية جراحية للطرف الاخر، ومن يقول عكس ذلك، فهو مخطىء ومضلل".
يبدو الكيان الصهيوني، بعد اربع سنوات ونصف على حرب عام 2006، كيانا اكبر بكثير من مكوناته، تحاول قدر الاستطاعة ان تظهر المقدرة على مواجهة التحديات، في زمن تكشفت فيه قدراتها الحقيقية.. يحاول الجيش الاسرائيلي ان يظهر بانه استعد جيدا خلال السنوات القليلة الماضية التي اعقبت حرب 2006، وبين الحين والاخر يتحدث عن مناورة هنا وتدريب هناك، اضافة الى وسائل قتالية حديثة وفاعلة لا يُعلم مدى صحتها ونجاعتها، لكن في المقلب الاخر وهو المحدد الاساسي لنتيجة الحرب، فان الجيش الذي يلغي المهمة، لان احد جنوده سقط جريحا او قتيلا، ليس بجيش يجلب الانتصارات. هذه هي حال الجيش الاسرائيلي عام 2006، وهذه هي حاله عام 2011، والكتابات الاسرائيلية حول هذا الواقع قائمة ومتجددة وممتدة.. مهما عملت "اسرائيل" على الاستعداد لمواجهة سيناريوهات الحرب الماضية، فان سيناريوهات الحرب المقبلة مختلفة تماما، سواء كانت تدريباتها "فوضوية" ام "مدروسة"، كما يشير مراسليها العسكريين، بناء روحية القتال والسعي اليه، لدى من لا يريدون القتال اساسا، هو سعي عقيم لا يؤدي الى نتائج، فالفرق الفرق كبير جدا بين من يسعى للالتحام ويطلب الحرب ويعتبرها منتهى اماله، وبين من يهرب منها، انها حال اسرائيل وحال المقاومة، والنتيجة ستكون بشكل اكيد وآكد هزيمة للمحتل، ونصر للمقاومين.
2011-02-26