ارشيف من :ترجمات ودراسات
ليبيا ما بعد الثورة: اي مصير ينتظرها؟
عبد الحسين شبيب
كيف يمكن ان تنتهي الامور في ليبيا؟
يعتبر هذا هو السؤال الاكثر الحاحاً، وتعد الاجابة عليه نوعا من المجازفة حتى لا يسجل على اي متوقع يعمل في الحقل السياسي، بمختلف فروعه الاعلامية والامنية والبحثية، انه وضع علامة سوداء في قدراته التحليلة، وانه ربما مبتلي بالاستعجال او بقصر النظر او بعدم الاحاطة بادوات التحليل والربط التي يمكن ان تكون مختلفة مع بلد مثل ليبيا ومع نظام مثل نظام معمر القذافي ومع بيئة اقليمية ودولية متغيرة بوتيرة ربما تكون اسرع من وتيرة التغيير في حروب كبيرة كالحربين الكونيتين الاولى والثانية.
ليبيا بلد مختلف ليس بسبب طبيعة شعبه، فهو كبقية الشعوب، لكن احدا على هذه المعمورة لم يكوّن تصورا كافيا عن هذا الشعب بسبب السياج الحديدي الذي فرضه معمر القذافي، بعد ثورته على الملكية وقبضه على السلطة ومصادرته حقيقة الثورة الليبية بقيادة عمر المختار التي حررت ليبيا من الاستعمار الايطالي. ويكاد الرأي العام في مختلف انحاء العالم لا يعرف عن ليبيا سوى هذه الحادثة التاريخية، ربما لانه جرى نشرها عن طريق فيلم سينمائي نال شهرة واسعة وحظي باعجاب شعبي، اما ما هو منشور خارجيا فيتعلق بالقذافي وخيمته وخطاباته الغوغائية وحارساته من النساء وسيرة ابنائه القذرة.
الحظر على الشعب الليبي هو الذي دفع بجميع من تتبع ويتتبع مجريات الثورة الليبية الى التفاجؤ بمنسوب الغضب الجماهيري الكبير الذي باغت الجميع، بقدر لم تباغته فيه ثورتا تونس ومصر السابقتين. في الاولى كان هناك نظام ديكتاتوري يمارس القمع والفساد لكنه يقوم بعمليات تجميلية، ومنها تشكيل زين العابدين بن علي معارضة صورية بعدما نفى المعارضة الحقيقية واودع قادتها السجون.، لكنه سرعان ما تهاوى نظامه بعدما فر الرئيس الى السعودية، في وقت قياسي نسبة الى المدى الزمني الذي تحتاجه الثورات، وبعدما حاول ان يستجدي التونسيين بعملية اصلاح عاجلة، لكن تودده لم يكن له اي مكان لدى الشعب التونسي فمضى في ثورته حتى النهاية مقدما عددا من الشهداء يستحقون التمجيد على مدى التاريخ.
في مصر كان هناك حراك سياسي واعلامي للمعارضة رغم منسوب القمع المرتفع، وكان هناك كم كبير من الفساد، ومن منسوب الاجرام الذي انزله النظام الى الشارع مقابل الشارع المعترض، لكن الوقت الزمني كان قصيرا جداً امام مبارك الذي اخفقت كل خطاباته وطقوس الاحترام التي حاول ممارستها امام الشاشة لمطالب المعترضين، فلم تثنهم عن الاستمرار، ولا يزالون كما هي حال التوانسة، مستمرون في الثورة حتى انجاز مطالبها، ولم ينخدعوا باي من التغييرات التي حصلت حتى لا يلدغوا من جحر مرتين.
اما في ليبيا، فكل شيء مختلف. لم يسبق ان خاطب زعيم شعبه ووصفه بالنعوت القبيحة التي اطلقها معمر القذافي على الثوار، "شذاذ الافاق والجرذان والمهلوسين ومتعاطي المخدرات واتباع بن لادن"، وقال كل ما لم يقله ديكتاتور سياسي حكم اي بلد طيلة القرون الماضية. اما العنف واستباحة الدم فليس بعدها لغة في القبح والارهاب، ابداً، لكن رغم ذلك لم تتوقف الثورة واستمرت ولم يرتعب الثوار من الطائرات التي قصفتهم والقذائف التي انهمرت عليهم والاشلاء التي تشظت اليها اجساد رفاقهم واهلهم، وكانت تلك ولا تزال المفاجأة الكبرى التي عرّفت العالم على شعب لم يكن يعرفه بعدما اختصره "ملك الملوك" طيلة اثنين واربعين عاما ناسباً نفسه الى هؤلاء الناس ومصادراً كل شيء لهم، حتى الثروة التي تقول الان كل التقارير الغربية ان الحطوط الفاصلة فيها بين ما هو للقذافي وعائلته وما هو للدولة والشعب غير واضحة بتاتاً، لذا يصعب تحديد رقم حقيقي لما سرقه القذافي وابناءه من ثروة ليبيا.
اذا كان الشعب الليبي على هذا القدر من الجسارة والشجاعة فبقي في الشارع، واذا كان القذافي على هذا القدر من الوحشية ولا يزال، واذا كان المجتمع الدولي على هذا النحو من الصمت والتواطؤ، فكيف يمكن تخيل مشهد ما بعد الثورة في ظل انعدام اي مؤسسات جاهزة لادارة دولة اللادولة؟ قرر القذافي ان يحرق ليبيا وشعبه وهو لن يغادرها لانه لا يمكن لاحد ان يستقبله في اي مكان في العالم، حتى اولئك الذين اغدق عليهم من مال الشعب الليبي من الدول الافريقية المجاورة، ممن يدين لحم حكامها الى "خيره"، فهم لا يجرؤن على دعوته للهرب اليهم. وفي المقابل قرر الثوار الليبيون الاستمرار حتى الرمق الاخير، اذ لم يبق شيء يخسرونه طالما ان هذا الطاغية اباح دمهم واعراضهم وطلب من اتباعه ان يبيدوهم وقال ما يفيد هذا المعنى على شاشات التلفزة ونقلت الفضائيات العربية والدولية هذا الكلام الذي يكفي ليحكم بالمؤبد، كل من يقوله، فكيف من يمارسه؟
غدا ربما يخرج من يقول ان الشعب الليبي غير مهيأ لادارة نفسه بنفسه، وان هذا الشعب لم يعش اي حياة سياسية ولم يعرف دولة القانون والمؤسسات طيلة العقود الاربعة من حكم القذافي، وقبلها كان واقعا في حكم ملكي، وقبلها تحت استعمار ايطالي، وبالتالي فانه لم يعش تجربة في الممارسة السياسية تؤهله لكي يقبض على مستقبله فوراً، ما يعني انه يحتاج الى مرحلة انتقالية لكي يعبر الى بر الامان.
الشعب الليبي برهن ان لديه رغبة قوية في التغيير وان لم يكن لديه احزاب وقوى سياسية تقوده. واذا كان المطلوب وقف حمام الدم باي طريقة ممكنة، فان هناك حتما من يرسم خلف هذا المطلب الانساني المحق والملح والمستعجل ملامح خطة مستعجلة لكي يكون له شأن في هذا البلد في المرحلة المقبلة. وهذا طبعا ينطبق على الاميركيين الذين يمكن ان يقودوا اي قرار صادر عن الامم المتحدة بعنوان انقاذ الشعب الليبي من بطش القذافي، ومن ثم يرسون وجوداً عسكريا وامنيا وسياسياً لهم، بدعوى مساعدة الشعب الليبي على تولي السلطة تماما كما فعلوا مع افغانستان ثم العراق، وهو ما تم استشفافه من بيان مكتب الأمن الدبلوماسي في وزارة الخارجية الأميركية الذي تحدث عن سلسلة إجراءات، زعم أنها لحماية مواطني الولايات المتحدة المتواجدين في ليبيا، وتحديداً في العاصمة طرابلس الغرب، مشيرا الى ان الولايات المتحدة ستعين قوة حماية لمساعدة أي مواطن أميركي بقي في ليبيا وللإشراف على الممتلكات الخاصة به. وهذه العبارات تتضمن بوضوح رغبة في انزال قوات عسكرية تبدأ مهمتها بحماية الاميركيين في ليبيا بدل اجلائهم، ومن ثم حماية ممتلكاتهم، من دون ان يعرف احد ما هية هذه الممتلكات، وهل تستدعي حضوراً عسكرياً مباشراً لهذه الغاية، ولا يعرف كيف ستنتهي هذه المهمة؟
ليبيا بلد مهم بثرواته ومنها النفطية التي تحتاجها الولايات المتحدة واوروبا اليوم ربما اكثر من اي وقت مضى، وهي مهمة ايضا بموقعها الاستراتيجي في القارة الافريقية حيث تتاخم مناطق نزاع عديدة، ويمكن لاي حضور عسكري اميركي فيها ان يكمل الخطة الاميركية بتقسيم السودان بعد فصل جنوبه عن شماله واقامة دولة اداة لها في جنوب السودان، ووقوع ليبا على حدود اقليم دارفور يوفر فرصة لتعزيز النزعة الانفصالية التي يمكن ان تُسوّق كحل اخير للنزاع في هذه المنطقة تماما كما حصل مع الجنوب السوداني.
هل يتواطأ القذافي مع الاميركيين لتنفيذ لعبة قذرة تقود الى تقسيم ليبيا ووضعها تحت سلطة استعمار جديدة بعدما قرر ان يحرقها عن بكرة ابيها او تبقيه في السلطة؟ لعل في دعوة الصحافي البريطاني الشهير روبرت فيسك في مقالته الاربعاء الماضي في صحيفية "الاندبندنت" البريطانية الثوار الليبيين الى عدم حرق الوثائق وارشيف الدولة الذي يقدر بثمن لان هذه الوثائق ستكشف علاقة القذافي بقادة الغرب، ما يمكن ان يساهم في الاجابة على السؤال الاول.
كيف يمكن ان تنتهي الامور في ليبيا؟
يعتبر هذا هو السؤال الاكثر الحاحاً، وتعد الاجابة عليه نوعا من المجازفة حتى لا يسجل على اي متوقع يعمل في الحقل السياسي، بمختلف فروعه الاعلامية والامنية والبحثية، انه وضع علامة سوداء في قدراته التحليلة، وانه ربما مبتلي بالاستعجال او بقصر النظر او بعدم الاحاطة بادوات التحليل والربط التي يمكن ان تكون مختلفة مع بلد مثل ليبيا ومع نظام مثل نظام معمر القذافي ومع بيئة اقليمية ودولية متغيرة بوتيرة ربما تكون اسرع من وتيرة التغيير في حروب كبيرة كالحربين الكونيتين الاولى والثانية.
ليبيا بلد مختلف ليس بسبب طبيعة شعبه، فهو كبقية الشعوب، لكن احدا على هذه المعمورة لم يكوّن تصورا كافيا عن هذا الشعب بسبب السياج الحديدي الذي فرضه معمر القذافي، بعد ثورته على الملكية وقبضه على السلطة ومصادرته حقيقة الثورة الليبية بقيادة عمر المختار التي حررت ليبيا من الاستعمار الايطالي. ويكاد الرأي العام في مختلف انحاء العالم لا يعرف عن ليبيا سوى هذه الحادثة التاريخية، ربما لانه جرى نشرها عن طريق فيلم سينمائي نال شهرة واسعة وحظي باعجاب شعبي، اما ما هو منشور خارجيا فيتعلق بالقذافي وخيمته وخطاباته الغوغائية وحارساته من النساء وسيرة ابنائه القذرة.
الحظر على الشعب الليبي هو الذي دفع بجميع من تتبع ويتتبع مجريات الثورة الليبية الى التفاجؤ بمنسوب الغضب الجماهيري الكبير الذي باغت الجميع، بقدر لم تباغته فيه ثورتا تونس ومصر السابقتين. في الاولى كان هناك نظام ديكتاتوري يمارس القمع والفساد لكنه يقوم بعمليات تجميلية، ومنها تشكيل زين العابدين بن علي معارضة صورية بعدما نفى المعارضة الحقيقية واودع قادتها السجون.، لكنه سرعان ما تهاوى نظامه بعدما فر الرئيس الى السعودية، في وقت قياسي نسبة الى المدى الزمني الذي تحتاجه الثورات، وبعدما حاول ان يستجدي التونسيين بعملية اصلاح عاجلة، لكن تودده لم يكن له اي مكان لدى الشعب التونسي فمضى في ثورته حتى النهاية مقدما عددا من الشهداء يستحقون التمجيد على مدى التاريخ.
في مصر كان هناك حراك سياسي واعلامي للمعارضة رغم منسوب القمع المرتفع، وكان هناك كم كبير من الفساد، ومن منسوب الاجرام الذي انزله النظام الى الشارع مقابل الشارع المعترض، لكن الوقت الزمني كان قصيرا جداً امام مبارك الذي اخفقت كل خطاباته وطقوس الاحترام التي حاول ممارستها امام الشاشة لمطالب المعترضين، فلم تثنهم عن الاستمرار، ولا يزالون كما هي حال التوانسة، مستمرون في الثورة حتى انجاز مطالبها، ولم ينخدعوا باي من التغييرات التي حصلت حتى لا يلدغوا من جحر مرتين.
اما في ليبيا، فكل شيء مختلف. لم يسبق ان خاطب زعيم شعبه ووصفه بالنعوت القبيحة التي اطلقها معمر القذافي على الثوار، "شذاذ الافاق والجرذان والمهلوسين ومتعاطي المخدرات واتباع بن لادن"، وقال كل ما لم يقله ديكتاتور سياسي حكم اي بلد طيلة القرون الماضية. اما العنف واستباحة الدم فليس بعدها لغة في القبح والارهاب، ابداً، لكن رغم ذلك لم تتوقف الثورة واستمرت ولم يرتعب الثوار من الطائرات التي قصفتهم والقذائف التي انهمرت عليهم والاشلاء التي تشظت اليها اجساد رفاقهم واهلهم، وكانت تلك ولا تزال المفاجأة الكبرى التي عرّفت العالم على شعب لم يكن يعرفه بعدما اختصره "ملك الملوك" طيلة اثنين واربعين عاما ناسباً نفسه الى هؤلاء الناس ومصادراً كل شيء لهم، حتى الثروة التي تقول الان كل التقارير الغربية ان الحطوط الفاصلة فيها بين ما هو للقذافي وعائلته وما هو للدولة والشعب غير واضحة بتاتاً، لذا يصعب تحديد رقم حقيقي لما سرقه القذافي وابناءه من ثروة ليبيا.
اذا كان الشعب الليبي على هذا القدر من الجسارة والشجاعة فبقي في الشارع، واذا كان القذافي على هذا القدر من الوحشية ولا يزال، واذا كان المجتمع الدولي على هذا النحو من الصمت والتواطؤ، فكيف يمكن تخيل مشهد ما بعد الثورة في ظل انعدام اي مؤسسات جاهزة لادارة دولة اللادولة؟ قرر القذافي ان يحرق ليبيا وشعبه وهو لن يغادرها لانه لا يمكن لاحد ان يستقبله في اي مكان في العالم، حتى اولئك الذين اغدق عليهم من مال الشعب الليبي من الدول الافريقية المجاورة، ممن يدين لحم حكامها الى "خيره"، فهم لا يجرؤن على دعوته للهرب اليهم. وفي المقابل قرر الثوار الليبيون الاستمرار حتى الرمق الاخير، اذ لم يبق شيء يخسرونه طالما ان هذا الطاغية اباح دمهم واعراضهم وطلب من اتباعه ان يبيدوهم وقال ما يفيد هذا المعنى على شاشات التلفزة ونقلت الفضائيات العربية والدولية هذا الكلام الذي يكفي ليحكم بالمؤبد، كل من يقوله، فكيف من يمارسه؟
غدا ربما يخرج من يقول ان الشعب الليبي غير مهيأ لادارة نفسه بنفسه، وان هذا الشعب لم يعش اي حياة سياسية ولم يعرف دولة القانون والمؤسسات طيلة العقود الاربعة من حكم القذافي، وقبلها كان واقعا في حكم ملكي، وقبلها تحت استعمار ايطالي، وبالتالي فانه لم يعش تجربة في الممارسة السياسية تؤهله لكي يقبض على مستقبله فوراً، ما يعني انه يحتاج الى مرحلة انتقالية لكي يعبر الى بر الامان.
الشعب الليبي برهن ان لديه رغبة قوية في التغيير وان لم يكن لديه احزاب وقوى سياسية تقوده. واذا كان المطلوب وقف حمام الدم باي طريقة ممكنة، فان هناك حتما من يرسم خلف هذا المطلب الانساني المحق والملح والمستعجل ملامح خطة مستعجلة لكي يكون له شأن في هذا البلد في المرحلة المقبلة. وهذا طبعا ينطبق على الاميركيين الذين يمكن ان يقودوا اي قرار صادر عن الامم المتحدة بعنوان انقاذ الشعب الليبي من بطش القذافي، ومن ثم يرسون وجوداً عسكريا وامنيا وسياسياً لهم، بدعوى مساعدة الشعب الليبي على تولي السلطة تماما كما فعلوا مع افغانستان ثم العراق، وهو ما تم استشفافه من بيان مكتب الأمن الدبلوماسي في وزارة الخارجية الأميركية الذي تحدث عن سلسلة إجراءات، زعم أنها لحماية مواطني الولايات المتحدة المتواجدين في ليبيا، وتحديداً في العاصمة طرابلس الغرب، مشيرا الى ان الولايات المتحدة ستعين قوة حماية لمساعدة أي مواطن أميركي بقي في ليبيا وللإشراف على الممتلكات الخاصة به. وهذه العبارات تتضمن بوضوح رغبة في انزال قوات عسكرية تبدأ مهمتها بحماية الاميركيين في ليبيا بدل اجلائهم، ومن ثم حماية ممتلكاتهم، من دون ان يعرف احد ما هية هذه الممتلكات، وهل تستدعي حضوراً عسكرياً مباشراً لهذه الغاية، ولا يعرف كيف ستنتهي هذه المهمة؟
ليبيا بلد مهم بثرواته ومنها النفطية التي تحتاجها الولايات المتحدة واوروبا اليوم ربما اكثر من اي وقت مضى، وهي مهمة ايضا بموقعها الاستراتيجي في القارة الافريقية حيث تتاخم مناطق نزاع عديدة، ويمكن لاي حضور عسكري اميركي فيها ان يكمل الخطة الاميركية بتقسيم السودان بعد فصل جنوبه عن شماله واقامة دولة اداة لها في جنوب السودان، ووقوع ليبا على حدود اقليم دارفور يوفر فرصة لتعزيز النزعة الانفصالية التي يمكن ان تُسوّق كحل اخير للنزاع في هذه المنطقة تماما كما حصل مع الجنوب السوداني.
هل يتواطأ القذافي مع الاميركيين لتنفيذ لعبة قذرة تقود الى تقسيم ليبيا ووضعها تحت سلطة استعمار جديدة بعدما قرر ان يحرقها عن بكرة ابيها او تبقيه في السلطة؟ لعل في دعوة الصحافي البريطاني الشهير روبرت فيسك في مقالته الاربعاء الماضي في صحيفية "الاندبندنت" البريطانية الثوار الليبيين الى عدم حرق الوثائق وارشيف الدولة الذي يقدر بثمن لان هذه الوثائق ستكشف علاقة القذافي بقادة الغرب، ما يمكن ان يساهم في الاجابة على السؤال الاول.