ارشيف من :أخبار لبنانية
الصحف العربية تحذر من التآمر الاميركي على منجزات الثورة الليبية
مع مرور الاسبوع الثالث على الثورة الليبية، يشتد الخناق الداخلي والدولي على الرئيس الليبي معمر القذافي، المتمترس خلف أزلام النظام والافارقة المرتزقة، في حصنه في باب العزيزية، وسط استخدام أجهزة الأمن الليبية المروحيات والمدافع في ملاحقة المتظاهرين العزل، في وقت بدا الثوار أكثر تماسكاً وتشبتاً بمطالبهم حتى إسقاط القذافي ونظامه، بالتزامن مع مخاوف داخلية من استثمار واشنطن للدماء الليبية للهيمنة على الثروة النفطية وفرض ترتيبات سياسية تقفز فوق إرادتهم وطموحاتهم.
هذه الاحداث طغت على صفحات الصحف العربية الصادرة لهذا اليوم، حيث رأت صحيفة "الثورة " السورية، أن "ملامح الرغبة الأميركية المحمومة بالتدخل المباشر في ليبيا، يتضح بعد سلسلة من الخطوات المواربة التي فتحت الباب على مصراعيه أمام شهية مكبوتة في استعادة الدور الذي شكل على الدوام حجر زاوية في المصالح الأميركية"، مشيرة إلى أنه "أمام تسارع التحضيرات اللوجستية والتهيئة الإعلامية والسياسية والدبلوماسية، تتحرك الدوافع والغايات لتطفو على السطح دفعة واحدة، في حين تقف على الضفة الأخرى الموازية لها عملية الشحن الدعائي للذرائع والأسباب، مفسحة في المجال أمام سيل من الشعارات الأخرى".
وقالت "لا أحد يجادل في أن ما يجري في ليبيا.. هو وضع مأساوي يدفع الشعب الليبي ثمنه، ولا أحد يشك بأن السيناريوهات الأكثر تشاؤماً لم تكن تتوقع أن حصاد كل السنوات الماضية هذه المشاهد المؤلمة لكل عربي على امتداد الساحة العربية، وأن الجميع متفق على أن المخارج من الأزمة تبدو كارثية باحتمالاتها المختلفة".
وأكدت الصحيفة أن "القضية لم تعد مجرد اصطفاف سياسي على هذه الضفة أو تلك، يؤيد ما يجري أو يتحفظ عليه، إنما هي أبعد من ذلك وأخطر.. وهي في المحصلة تنفيذ عملي لبرنامج إعادة هيكلة للمنطقة، لتكون أكثر ملاءمة للمصالح الأميركية وربيبتها "إسرائيل"، وأكثر التصاقاً بالغايات الأميركية.. وهنا كلمة السر، وقد تكون أيضاً الإجابة على الكثير من الأسئلة التي عجزت الأشهر الماضية بأحداثها وتطوراتها وتداعياتها عن الإجابة عليها".
بدورها، أشارت صحيفة "البعث" إلى أن "الاستنفار الأمريكي تجاه التطورات الليبية يفضح قلقاً مضمراً إزاء مصير الأوضاع في ذلك البلد وتهديده للمصالح الأمريكية ومخاوف جدية على إمدادات النفط الليبية البالغة نحو 1.6 مليون برميل يومياً وبالتالي ترجيح حدوث اضطرابات في السوق النفطية تهدد خطط إنعاش الاقتصاد الأمريكي والأوروبي الهش"، مؤكدة أن أميركا تسعى الى النفط "وليس حماية الثورة الليبية أو محاسبة القذافي رغم العقوبات القاسية التي فرضها الغرب عبر تجميد عشرات مليارات الدولارات من الأرصدة والبحث في إنشاء حساب خاص لعائدات النفط الليبية بما يعيد عهود الوصاية ويذكّر ببرنامج النفط مقابل الغذاء الذي استخدم إبان حصار العراق قبل الغزو عام 2003".
ورأت أن "الوضع الليبي المتدهور وسيطرة حالة الفوضى العارمة لا تكفي للأسف لترجمة ذلك الوعي رفضاً للمطامع الأمريكية والأوروبية ما يفرض مساعدة عربية ولو بالموقف السياسي حفاظاً على وحدة التراب الليبي ورفض كل أشكال التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية للدول العربية".
وتحت عنوان "وقف النزف الليبي"، سألت صحيفة "الخليج" الاماراتية، "هل يعقل أن النظام الليبي لم يعد يدري ما يجري حوله، سواء في داخل ليبيا أم على مستوى العالم، من تآكل سلطته على أرض الواقع، وسحب الاعتراف به شعبياً وعربياً ودولياً، أو أن العجرفة هي التي مازالت تتحكم بمواقفه وقراراته بعد مضي قرابة أسبوعين على انطلاقة "ثورة 17 فبراير"، التي بدأت إصلاحية ثم تطورت، بعد المجازر ضدها، إلى العلاج الجراحي وهو إسقاط النظام؟".
وأضافت "وهل كل الذين سقطوا برصاص النظام منذ 17 فبراير إلى الآن، على الأقل في طرابلس وبنغازي والبيضاء ومصراتة والزاوية ودرنة وغيرها من المدن الليبية، كانوا من أجل حماية النظام؟ وماذا عن القبائل التي ابتعدت في معظمها عن النظام وأعلنت انحيازها لإرادة الشعب؟".
وأكدت الصحيفة ان "حقن دماء الليبيين هو المقياس الآن، إن كان هناك أدنى شعور بالمسؤولية تجاه شعب عمر المختار، مع مراعاة التمسك بوحدة التراب الليبي ووحدة الشعب والمؤسسات، وعدم السماح بأي تدخل عسكري غربي، لأنه سيكون توطئة لاستعمار جديد هدفه النفط ثم النفط ثم النفط"، وختمت بالقول "حمى الله ليبيا وشعبها وقرّب موعد الانفراج، وقد آن لهذا البلد أن يستقر ويتوقف نزفه، وينعم شعبه بالأمن والأمان وبما فيه من خير ونِعم ".
من جهتها، نقلت صحيفة "الحياة" عن مصادر دبلوماسية أنه "ثمة اقتراحات بإرسال وفد عربي إلى ليبيا للتفاوض مع الزعيم الليبي وأسرته على تأمين خروجهم إلى المنفى"، مشيرة الى "أن هناك عدداً من الاقتراحات العربية في شأن إيجاد مخرج للأزمة الليبية، وأن هناك اقتراحاً بأن يتشكل وفد من مصر والجزائر يسافر إلى ليبيا لفتح حوار مع الرئيس الليبي وأولاده من أجل إيجاد مخرج آمن للرئيس الليبي يضمن سلامة شعبه وأسرته".
على خط مواز، رأى سيف الإسلام نجل العقيد معمر القذافي، في حديث لصحيفة "الشرق الأوسط"، أن "المجلس الوطني الذي أعلن منشقون على نظام حكم أبيه تشكيله في بنغازي لا يمثل الليبيين ولا يعبر عنهم في أي من مدنها"، زاعماً "أنه لو جرت انتخابات نزيهة في ليبيا لحصل نظام القذافي على نحو 80% من أصوات الناخبين"، وأضاف "حين كانت الامور بخير كنت معارضا واصلاحيا، ولكن عندما يدوس الناس الخطوط الحمر فأنا اضربهم بالجزمة واضرب ابوهم كمان بالجزمة".
وشدد سيف الإسلام على أن عائلة القذافي لن تغادر ليبيا، وسخر من إمكانية احتفاظه أو عائلته بأي أرصدة مالية في مصارف خارج ليبيا، قائلاً "إذا وجدتم أموالا لنا فهي حلال عليكم، فكرة وجود أموال لنا في سويسرا التي بيننا وبينها ما صنع الحداد نكتة"، على حد زعمه.
صحيفة "القدس" العربي، رأت "ان رحيل العقيد معمر القذافي من السلطة في ليبيا سيتأجل لاسابيع وربما لأشهر مع دخول ثورة معارضيه اسبوعها الثالث، فقد تلقت هذه الثورة ضربتين موجعتين يوم امس، الاولى من الولايات المتحدة الامريكية والثانية فجاءت من اجتماع وزراء الخارجية العرب الذين نسوا خلافاتهم واصدروا بيانا "مائعا" ناشدوا فيه القيادة الليبية حقن الدماء والتجاوب مع مطالب شعبها المشروعة في احترام حقوق الانسان.
وأشارت الى أن "مخاوف الادارة الامريكية من التدخل العسكري مفهومة، فلا يوجد اي تأييد عربي، رسمي او شعبي، لمثل هذا التدخل، بما في ذلك معظم قيادات ورموز الثورة الليبية، فلا أحد يريد "جنرال بريمر" آخر في ليبيا، وتكرار التجربتين الامريكيتين الكارثيتين في العراق وافغانستان، فحتى هذه اللحظة لم يبرز "كرزاي ليبي" تدعمه الولايات المتحدة، ويتولى قيادة دفة البلاد، لان ثورة الليبيين ليست ثورة انطلقت بتخطيط امريكي في الغرفة السوداء التي تحدث عنها الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، وانما من رحم المعاناة والظلم، ولوضع حد للفساد، والقهر، ومصادرة الحريات، ومن اجل بناء ليبيا عصرية حديثة".
الى ذلك، قالت صحيفة "الانباء" الكويتية، "القذافي ولد في جهنم" هذا ليس عنوان رواية خيالية، ولا عنوان مقال صحافي للإثارة، بل إن الحقيقة المستقاة من السيرة الذاتية للعقيد معمر القذافي، تفيد بأنه ولد في قرية بضواحي مدينة "سرت" تسمى "جهنم"، مشيرة الى أن "القذافي استحضر اسم قريته الغريب، في رواية ألفها قبل سنوات، تحمل عنوان "الهروب إلى جهنم".
إعداد: ليندا عجمي