ارشيف من :أخبار اليوم
مختارات من صحافة العدو لهذا الاسبوع: العالم العربي سينتج أمواج تسونامي سياسية قد تُغرق ايضا فروضنا الأساسية وصراعاتنا
مقالات تظهر التوجهات في كيان العدو الغاصب هذه الايام سيما بعد ما جرى في مصر وتحديداً في الموضوع العسكري والجانب الاقتصادي
في صفقة الغاز، بالاضافة الى تأثيرات استعمال البدائل القديمة لوقود محطات توليد الطاقة الكهربائية على البيئة في كيان العدو.
وهي كما وردت من دون تدخل:
"الغاز المصري في دائرة الشك
المصدر: "اسرائيل اليوم"
" التزود بالغاز المصري لم يتجدد ـ ونتيجة لذلك ستضطر شركة الكهرباء إلى استخدام الوقود الملوث في نهاية الأسبوع.
وفق بيان شركة الغاز الإسرائيلي ـ المصري EMG ، فإن نقل الغاز إلى إسرائيل كان من المفترض أن يتجدد أمس بعد توقف زهاء الشهر ـ
ولكن علم أمس أن موعد إعادة التزويد أجّل مرة أخرى إلى وقت غير محدد. ونتيجة لذلك أثير أمس جو من عدم الثقة فيما يخص قدرة شركة
الكهرباء على تلبية الحاجة، وأعلنت إدارة الشركة أنه من الممكن أن تحصل ارتباكات في تزويد الكهرباء.
وأثيرت خشية من حصول نقص في الكهرباء، على أعقاب بيان شركة "نوبل" التي تزود الغاز من الخزان الإسرائيلي "يم تتيس"، وفي الشهر
الأخير تتستر على نقص الغاز المصري، لأن عليها أن توقف التزويد من أجل تحسين أجهزتها. إلى ذلك، تهتم نوبل بإدخال ضاغط هواء آخر
إلى العمل سيؤمن الضغط والتزويد بالغاز الطبيعي كاستجابة للطلبات التي تزايدت مع اندلاع الأزمة في أرض النيل. وقد دحضت هذه الخشية
أمس بعدما وافقت وزارة حماية البيئة بشكل مؤقت لشركة الكهرباء على استخدام الوقود الملوث مثل السولر (الديزل) والمازوت المستخدمَين في
إسرائيل في أوقات الطوارئ. وفي الرسالة التي بعث بها نائب المدير العام للشركة عاموس لسكر، إلى وزير حماية البيئة، جلعاد اردن، ادعى
أن القدرة على عدم تزويد الغاز تصل إلى ما يقارب 5800 مغاوات، وإن الطلبات في نهاية الأسبوع من المتوقع أن تصل إلى ما يقارب 7100
مغاوات.
"قواعد اللعبة تغيرت"
في المقابل، رد الوزير اردن على الطلب بغضب. وأعلن أن "شركة الكهرباء التي كانت معتادة لسنوات على حرق الوقود الملوث في أوقات
الاضطرابات من دون النظر إلى تأثيره على البيئة والصحة يجب أن تدرك أن قواعد اللعبة تغيرت. ليس في نيتي منحها شيكا مفتوحا لتلويث
البيئة لأنه ارخص بكثير". وفي وزارته أكدوا أن في نيتهم المصادقة على إنتاج الكهرباء من الوقود الملوث "فقط إن لم يكن أي بديل في متناول
اليد ولأوقات قصيرة فقط".
مع ذلك حتى الآن ليس من الواضح إن كان سيتجدد التزويد بالغاز المصري ومتى ـ لأن بعض التقديرات تتحدث عن أن قرار عدم تجديد الغاز
ناجم من عوائق سياسية لدى الحكومة المؤقتة في القاهرة. في الأسابيع الأخيرة قدر عدد من المحللين الدوليين في قطاع الطاقة أن لدى النظام
الجديد في مصر مصلحة بعدم تجديد تدفق الغاز إلى إسرائيل.
وأمس ترددت شائعات أن إعادة التدفق منع على أعقاب عمليات إطلاق نيران حصلت على ما يبدو بالقرب من أنبوب في الأراضي المصرية
ولكن امتنعوا في مجموعة منطقة يوسي ميمان إحدى المشاركين البارزين في EMG ، عن التطرق إلى الموضوع. المتحدث باسم بمجموعة
EMG يعترف أنه حتى الآن ليس من الواضح متى يعاود التزود. وأعلن أن "أصحاب الأسهم في EMG توجهوا إلى حكوماتهم في الولايات
المتحدة تايلاند وأوروبا من أجل أن يحثوا حكومة مصر على إعطاء توجيهات لتعجيل تجديد التدفق".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رياح تغيير: ليست ثورات فيس بوك
المصدر: "اسرائيل اليوم ـ يورام ميتال"
" أصبح واضحا الآن أن الشرق الاوسط في ذروة "لحظة ثورية". نحن في بداية فصل كامل جديد يمكن أن يُحدث تغييرات انظمة حكم وسياسة
ذات شأن. أبرز الخصائص في هذا الفصل أن الانتفاضة قادتها قوى من المجتمع المدني على نظم حكم مستبدة وأحدثت مسارا لا عودة عنه الى
الوراء في تقديري. نحن أمام تغيير من جهة خصائص نظام الحكم والسياسة. يبدو لي هذا الحراك مشابها جدا لما حدث في مركز اوروبا
وشرقيها في السنتين 1989 – 1990، أي تلك الانتفاضة للمجتمعات المدنية حيث تم اسقاط نظم الحكم الشيوعية التي دامت عشرات السنين.
تذكرون انه نشأ على أعقاب ذلك نظام جديد في اوروبا كانت له تأثيرات جماعية ايضا تتجاوز الحياة في القارة نفسها. مع ذلك، وبرغم التشابه
ما زال من السابق لأوانه الحديث عن خصائص نظام جديد في الشرق الاوسط لأننا في منتصف المسار فقط كما قلنا آنفا.
أعتقد انه يوجد في التصور السائد مبالغة تتعلق بالأهمية التي ينسبونها الى وسائل الاعلام الجديدة في هذه الثورات. بحسب زعمي وكما أرى
الامور، تسرعت جهات الاعلام جدا عندما سمّت الأحداث ثورات فيس بوك أو تويتر أو يو تيوب. يوجد في الحقيقة تأثير للانترنت وبخاصة
قنوات تلفاز الاقمار الصناعية ونحن نتحدث خاصة عن "الجزيرة"، لكن يجب أن نذكر ان الثورات كانت ممكنة فقط عندما انضمت الى الشبان
القطاعات الأكثر شعبية في المجتمعات العربية، وفيهم ملايين الناس ممن لا قدرة لهم على استعمال الانترنت أو حتى الهاتف المحمول. هذه
الجماهير التي حسمت مصير انظمة الحكم وأدارت الصراعات الشديدة في الشوارع التي رأيناها في التلفاز في صالونات بيوتنا، وهذا ما
سيحدث في ليبيا ايضا: فمن سيحسم مصير القذافي هم الناس الذين سيُديرون صراعا قاسيا شديدا وأصيب منهم حتى الآن عدد كبير سيزداد في
المستقبل. ستتم هذه الثورة بفضل وسائل تقليدية للانتفاضة لا تتعلق بالتقنيات الجديدة.
أرى بحسب ما يتوصل اليه علمي الضئيل ان الديمقراطية نوع مسار وهي تختلف بذلك عن حادثة لمرة واحدة مثل انتفاضة أو انتخابات. إن ما
نشهده الآن هو فرصة لا مثيل لها للمجتمعات العربية ان تُحدث تغييرات مهمة اذا نضجت فستستيقظ تلك الشعوب على واقع في عالم ديمقراطي
سيضطرون الى ترسيخه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحملات الصليبية
المصدر: "اسرائيل اليوم ـ حامي شيلو"
" قد لا تكونون سمعتم بذلك، لكن حكومات اسرائيل تقوم منذ سني جيل بحرب عالمية على الكلمة الانجليزية (crux) التي هي المصدر اللاتيني
للكلمة الانجليزية (cross) وعلى اسم مجموعة النجوم المعروفة باسمها الأصلي cross australis. ليس لهذا النضال أي صلة بالتوترات بين
الأديان ولا بالرمز المسيحي المعروف، وهو موجه فقط على الاستعمال المقبول اليوم للكلمة باللغة الانجليزية، والتي يُستمد معناها من نقطة
الوصل المركزية بين ذراعي الصليب والتي تعني: الشيء الرئيس أو لب الموضوع أو العامل الذي لا يمكن الاستغناء عنه أو مفتاح الحل أو
نقطة أرخميدس.
منذ حرب الايام الستة جُندت أذرع دعاية اسرائيل لمواجهة مقولتين مع كلمة Crux، أصبحتا كليشيهي سياسة حديدية وهما أن الصراع
الاسرائيلي الفلسطيني هو الـ " crux" أي المفتاح المركزي لحل الصراع العربي – الاسرائيلي، وان الصراع العربي – الاسرائيلي من جهته
هو الـ crux ، أي نقطة أرخميدس التي يمكن ان يعتمد عليها السلام والسكون في الشرق الاوسط كله. أعلن الرئيس المصري انور السادات
من فوق منصة الكنيست في 20 تشرين الثاني 1977 انه "لا أحد يستطيع إنكار ان الفلسطينيين هم " crux " المشكلة"، لكن اسرائيل لم تقتنع
واستمرت في الإنكار.
إن وضعنا التاريخي في ظاهر الامر غير سيء على الاطلاق. فعداوة الدول العربية، لا الشأن الفلسطيني، هي التي كانت في مركز الحروب
الكبيرة التي قامت بها اسرائيل من حرب الاستقلال الى سيناء الى الايام الستة ثم يوم الغفران، وليس من الصعب ان نبرهن على ان الزعماء
العرب استخفوا بالفلسطينيين وداسوا كرامتهم وهم يرددون حقوقهم.
لا يستطيع أحد ايضا أن يُنكر حقيقة ان الشرق الاوسط مفجر على نحو مفرط بحروب وصراعات ليس لها أي صلة باسرائيل، من حرب ايران
مع العراق في الشرق الى الصراعات في سهارة في الغرب، مرورا بالحروب الأهلية في لبنان وكردستان في الشمال حتى المواجهات في
الصومال والسودان واليمن في الجنوب. لا تخطئوا في أوهام ان حل الصراع الاسرائيلي الفلسطيني أو حتى الاسرائيلي العربي سيفضي الى
هدوء في الشرق الاوسط، زعمت اسرائيل، لان الحرب راسخة في المنطقة دونما صلة باليهود ودولتهم.
يحلمون بحطين
استمر هذا الصراع اللغوي بكامل قوته حتى بداية التسعينيات تقريبا، ما ظلت اسرائيل تصد عنها الهوية الفلسطينية، لكنه خفت تماما تقريبا
بسبب الانتفاضة واتفاقات اوسلو والاعتراف المتسع بضرورة انشاء دولة للفلسطينيين والحقيقة البسيطة ان هذه الحملة الدعائية قد انتهت بهزيمة.
وهنا في الاسابيع الاخيرة حظيت حركة مقاومة الـ "crux" بحياة جديدة فجأة، على أثر التمرد العربي الكبير في 2011. يقول أناس الدعاية
عندنا مرة اخرى أنظروا الى الجماهير المنتفضة في تونس ومصر واليمن والبحرين وليبيا: انهم لا يتظاهرون بسبب اسرائيل ولا يجعلون
اسرائيل في مقدمة انتفاضتهم، وهذا برهان آخر لكم على ان الصراع مع الفلسطينيين هامشي تماما بالنسبة للتطورات في المنطقة. أتركونا في
هدوء والعاصفة من حولنا، فنحن لسنا المشكلة ولا الحل ايضا.
إن ادعاءاتنا مع ذلك تقع الآن على آذان أشد صمما مما كانت قط. يستعد زعماء الغرب لمعركة مصيرية لا يمكن الاقلال من أهميتها، على
مستقبل الشرق الاوسط ومصير احتياطي النفط. لا يجب أن نُذكرهم – برغم أن هذا لن يمنعنا لذتنا – بأن الحديث عن صراع حياة أو موت مع
ايران والاسلام المتطرف. لان فكرة ان تقع الشواطيء الجنوبية للبحر المتوسط من مصر الى ما يليها غربا في أيدي منفذي أوامر آيات الله من
طهران – هو أكبر كابوس لزعماء الغرب، وخطر وجودي حقيقي على القارة الاوروبية التي تملك كما يجب أن نُذكر، ذكريات تاريخية أكثر
فظاعة مما عندنا، منذ ايام احتلال الأمويين في القرن الثامن لاسبانيا ثم بعد ذلك الحملات الصليبية ومعركة حطين التي هزم فيها صلاح الدين
الصليبيين الاوروبيين في القرن الثاني عشر الميلادي، ثم الى ما يقرب من 500 سنة احتلال وحرب وصراع دائم مع الدولة العثمانية حتى
هُزمت في مطلع القرن الماضي.
يستعد الامريكيون والاوروبيون الآن لجهد سياسي واقتصادي مكثف لمحاولة الاستيقان من ان الدول العربية "المحررة" ستتحول قدر المستطاع
الى نظم حكم شبه ديمقراطية تهتم بالحفاظ على الاستقرار وتحسين حياة مواطنيها حتى لو لم تتبنَ كلها سياسة موالية للغرب واضحة بل سارت
إثر النموذج التركي وهذا أخف الضرر. قد لا يكون الصراع الاسرائيلي الفلسطيني لب الصراع في نظرهم ايضا لكنه عضو حيوي مع كل
ذلك. قد لا يكون الملك فوق لوحة الشطرنج لكنه ملكة تستطيع ان تحسم المعركة أو تثبط على الأقل احتمال الدمار والخراب على أيدي
الحركات الجهادية التي تطمح الى الحكم.
أصبح العاجل الآن عند الاوروبيين مُلحاً بذعر، وتحول الحيوي الى ضرورة حياة أو موت، وبيت الجيران يشتعل ومفتاح اطفائه كما يعتقدون
في يد الحكومة في القدس. فضلا عن ذلك، يوجد من اجل تسوية الصراع الاسرائيلي الفلسطيني خريطة طريق مرسومة وحل ثمنه معروف
سلفا، وكل ما بقي هو "قرع الرؤوس معا"، كما قال ذات مرة الرئيس الراحل عيزرا وايزمن حتى يخرج الدخان الابيض.
نحو الخطبة الثالثة
كانت اسرائيل معزولة حتى قبل الاضطرابات الاخيرة، ولم يعد لاوروبا صبر علينا حتى قبل ان يحتل المتظاهرون تونس والقاهرة وبنغازي،
لكن ما كُتب في الجدار أخذ يزداد حدة الآن، والرسالة لا تشجع من يريد الحفاظ على الوضع الراهن. فحتى لو كان الرئيس اوباما قد أراد ان
يدع الشرق الاوسط وشأنه كما ظن بعض المحللين، فان الاوروبيين يستعملون ضغطا ثقيلا وقد تغيرت الظروف من النقيض الى النقيض،
وكذلك العجلة والإلحاح على تحصين المواقف والتوصل الى انجازات. ينوي اوباما ان يخطب في الفترة القريبة في "العالم الاسلامي" خطبة
ثالثة بعد الكلام الذي قاله قبل سنتين في اسطنبول والقاهرة، وبدأت تُسمع في القدس صافرات تحذير تعلو وتنخفض لا بسبب عُطل هذه المرة.
تحدث موظف رفيع المستوى هذا الاسبوع عن نية رئيس الحكومة أن يعرض خطة لتسوية بينية، لكنه بحسب المزاج السياسي الذي أخذ ينشأ في
واشنطن أو خاصة في عواصم اوروبا، فمن المحتمل افتراض ان تُستقبل هذه الخطة اذا عُرضت باعتبارها قليلة جدا ومتأخرة جدا خصوصا. لا
يجب ان تكون عبقريا في الجيولوجيا كي تدرك ان الزلزال في العالم العربي سيُنشيء في نهاية الامر أمواج تسونامي سياسية قد تُغرق ايضا
فروضنا الأساسية وصراعاتنا. هذا هو "crux" المسألة الآن".