ارشيف من :ترجمات ودراسات
"إسرائيل" تنكفئ.. مع تمدد الثورات الشعبية
كتب محرر الشؤون العبرية
شهدت الأيام الماضية سقوط صاروخ "غراد" في مدينة بئر السبع الواقعة في منطقة النقب جنوبي فلسطين المحتلة، وآخر في محيط المدينة، انطلاقا من قطاع غزة. لكن اللافت هو أن الجيش الإسرائيلي لم يرد على هذا الاستهداف الصاروخي غير المسبوق منذ انتهاء عملية الرصاص المسكوب الإسرائيلية في قطاع غزة، مطلع العام 2009، بما يتناسب مع مواجهة حدث يشكل تجاوزا حادا للخطوط الحمراء الإسرائيلية.
بالرغم من أن وزير الحرب ايهود باراك أكد انه "لا ولن نسمح بإدخال مدينة بئر السبع في دائرة الصواريخ، بأي حال من الأحوال". إلا أن ردة الفعل العسكرية العملانية كانت اقل بكثير من حجم الحدث ودلالاته، غارات مدروسة بدقة حتى لا تؤدي إلى ردات فعل قاسية. حتى أن وزير الجبهة الداخلية متان فيلنائي اضطر إلى تبرير إحجام الجيش عن الرد كما يتوقع منه الجمهور الإسرائيلي، بالقول "لا يمكن أن نعتبر كل صاروخ وقذيفة تصعيدا عسكريا". هذا فضلا عن التقارير الإعلامية التي وصفت الدافع لإطلاق الصواريخ بأنه عاطفي وان الخلية المسؤولة عن إطلاق الصواريخ قامت بذلك ردا على اغتيال قائدها...
لكن الحقيقة أن القيادة الإسرائيلية وجدت في مواجهة أنه في حال قام بالجيش بالرد بما يتناسب مع طبيعة ودلالة الحدث، فإن ذلك سيتحول إلى مادة تفجير إضافية للساحات العربية وخاصة الشارعين المصري والأردني. وفي حال امتنع نهائيا عن الرد فإن ذلك سيشكل رسالة ضعف إزاء الطرف الفلسطيني واستدراج ضمني للقيام بضربات إضافية.
بين هذين الخيارين اختار العدو الصهيوني الرد بحذر شديد، وبما لا يدفع الطرف الفلسطيني إلى القيام بردات فعل قاسية تستوجب بدورها ردود وردود مضادة. لكن المشكلة بالنسبة الإسرائيلي انه قد يكون تجنب الوقوع في فخ الخيار الأول، إلا انه لم يتمكن من تبديل صورته كدولة مقيدة في ردات فعلها فضلا عن خياراتها الابتدائية.
وعليه يمكن القول أن ما شهدته الساحة الفلسطينية يشكل ترجمة عملية لحقيقة أن التطورات العربية الأخيرة أضافت عاملا إضافيا جديدا على عوامل الردع الإسرائيلي.
قدرات المقاومة في العام 2008.. أحد الصوريخ على مستوطنة في بئر السبع
|
بالرغم من أن وزير الحرب ايهود باراك أكد انه "لا ولن نسمح بإدخال مدينة بئر السبع في دائرة الصواريخ، بأي حال من الأحوال". إلا أن ردة الفعل العسكرية العملانية كانت اقل بكثير من حجم الحدث ودلالاته، غارات مدروسة بدقة حتى لا تؤدي إلى ردات فعل قاسية. حتى أن وزير الجبهة الداخلية متان فيلنائي اضطر إلى تبرير إحجام الجيش عن الرد كما يتوقع منه الجمهور الإسرائيلي، بالقول "لا يمكن أن نعتبر كل صاروخ وقذيفة تصعيدا عسكريا". هذا فضلا عن التقارير الإعلامية التي وصفت الدافع لإطلاق الصواريخ بأنه عاطفي وان الخلية المسؤولة عن إطلاق الصواريخ قامت بذلك ردا على اغتيال قائدها...
لكن الحقيقة أن القيادة الإسرائيلية وجدت في مواجهة أنه في حال قام بالجيش بالرد بما يتناسب مع طبيعة ودلالة الحدث، فإن ذلك سيتحول إلى مادة تفجير إضافية للساحات العربية وخاصة الشارعين المصري والأردني. وفي حال امتنع نهائيا عن الرد فإن ذلك سيشكل رسالة ضعف إزاء الطرف الفلسطيني واستدراج ضمني للقيام بضربات إضافية.
بين هذين الخيارين اختار العدو الصهيوني الرد بحذر شديد، وبما لا يدفع الطرف الفلسطيني إلى القيام بردات فعل قاسية تستوجب بدورها ردود وردود مضادة. لكن المشكلة بالنسبة الإسرائيلي انه قد يكون تجنب الوقوع في فخ الخيار الأول، إلا انه لم يتمكن من تبديل صورته كدولة مقيدة في ردات فعلها فضلا عن خياراتها الابتدائية.
وعليه يمكن القول أن ما شهدته الساحة الفلسطينية يشكل ترجمة عملية لحقيقة أن التطورات العربية الأخيرة أضافت عاملا إضافيا جديدا على عوامل الردع الإسرائيلي.