ارشيف من :أخبار اليوم
المقتطف العبري ليوم الأحد: الدور على السعودية في الثورة القادمة
عناوين الصحف وأخبار وتقارير ومقالات مترجمة من صحافة العدو
"يديعوت احرونوت":ـ ابتداء من هذا الصباح: لا توجد خدمات اجتماعية.
ـ مليون ونصف شخص بدون مساعدة.
ـ فؤاد (بن اليعازر) يدخل غرفة العناية المكثفة.
ـ نتنياهو يفكر بتقديم موعد عرض خطته السياسية.
ـ نهاية المسار في مغارة المكفيلا (الحرم الابراهيمي).
ـ المصنع ينتقل الى النقب – اقالة 250 عامل.
"معاريف":
ـ ينزعن القفازات.. ابتداء من اليوم: العاملون الاجتماعيون في اضراب.
ـ يرفع الرأس (القذافي).
ـ الرفاه الاجتماعي يخرج الى الشارع.
ـ "الجيل القادم" ينضم الى الكفاح.
ـ زمن الرد (نتنياهو).
ـ تغيير الاتجاه لدى اوباما.
ـ في السعودية يخشون: نحن التالون في الدور.
"هآرتس":
ـ العاملون الاجتماعيون يبدأون بالاضراب.
ـ حرب اهلية في ليبيا: معارك شديدة بين المتمردين وقوات القذافي حول مدينة الزاوية.
ـ طرد اطفال الاجانب ينطلق على الدرب في الاسابيع القريبة القادمة.
ـ الوزراء يقررون اليوم اذا كانوا سيلغون لجان الاجهاض.
ـ الاستقرار في العلاقات مع مصر سيستمر، الصداقة في خطر.
ـ رئيس السلطة ابو مازن: لن اوافق على دولة فلسطينية في حدود مؤقتة.
"اسرائيل اليوم":
ـ هجوم القذافي.
ـ عن الرفاه، وعن قسيمة الراتب.
ـ التفافة حدوة حصان أمريكية.
ـ ليبيا: حرب أهلية.
ـ نتنياهو سيطالب بتواجد اسرائيلي في غور الاردن.
أخبار وتقارير ومقالات مترجمة من صحافة العدو
نتنياهو يفكر بتقديم موعد عرض خطته السياسية..
المصدر: يديعوت أحرونوت – ايتمار آيخنر"
" بسبب السقوط السياسي الذي تعيشه اسرائيل يفكر رئيس الوزراء نتنياهو بتقديم موعد السفر الى الولايات المتحدة في غضون اسبوعين – ثلاثة اسابيع وذلك لعرض مبادرته السياسية، التي لا تزال قيد التبلور.
في القدس ينتظرون الان رد الادارة الامريكية على المكان الذي يفضلون ان يعرض فيه نتنياهو خطته. احدى الامكانيات هي أن تقدم الخطة في خطاب خاص يلقيه نتنياهو – "خطاب بار ايلان 2" – أمام مجلسي النواب في تلة الكابيتول. امكانية اخرى هي أن يعرض نتنياهو خطته في شهر ايار في مؤتمر "ايباك" في واشنطن.
وتقول مصادر سياسية ان اسرائيل ملزمة بان تتقدم بمبادرة سياسية بعيدة الاثر تراها الاسرة الدولية مصداقة وتوقف الانهيار السياسي الذي تعيشه اسرائيل قبيل الخطة الفلسطينية الكبرى في شهر ايلول في الامم المتحدة: اعتراف بدولة فلسطينية في حدود 67. من تقارير تصل الى القدس يتبين أن الفلسطينيين سيحظون باغلبية هائلة اذا ما جاءوا بمثل هذا الاقتراح.
وتحفظ الامريكيون في الاونة الاخيرة من نية نتنياهو عرض خطة تقوم على أساس تسوية انتقالية بعيدة المدى مع اعتراف بدولة فلسطينية في حدود مؤقتة. ويفهم الامريكيون بان الفلسطينيين لن يكتفوا بذلك. وعليه فقد انطلقت في مكتب نتنياهو أمس اصوات مختلفة. وحسب مصادر في المكتب، يفضل نتنياهو "صفقة شاملة" تؤدي الى نهاية النزاع وحل كل المواضيع الجوهرية.
في أحاديث مغلقة يقول نتنياهو ان بالذات التطورات في العالم العربي تشكل فرصة للتقدم في المسيرة السلمية. من جهة اخرى، ما يحصل حولنا يلزم اسرائيل بالوقوف على احتياجاتها الامنية وعدم التنازل عنها. وحسب اقواله، فان كل تسوية سلمية يجب أن تتضمن تواجدا عسكريا لجنود الجيش الاسرائيلي على الارض – وعدم الاعتماد على الاسناد الدولي. وحسب نتنياهو، لا يدور الحديث عن ذريعة أو رغبة في عرقلة المفاوضات بل عن تعلم من اخفاقات الماضي. بالنسبة لغور الاردن، يتحدث نتنياهو عن تواجد عسكري اسرائيلي في عدة نقاط ولكن دون سيادة اسرائيلية. تواجد كهذا وحده سيمنع تهريب السلاح وسيطرة عناصر معادية على يهودا والسامرة.
الخطة التي يبلورها نتنياهو تقدم للفلسطينيين تنازلات اقليمية فورية مثل نقل مناطق توجد اليوم تحت السيطرة الاسرائيلية الى السيادة الفلسطينية، تحرير سجناء، ازالة حواجز وتسهيلات اخرى للسكان. الوزراء الذين تحدثوا مع نتنياهو أخذوا الانطباع بان خطابه سيتضمن ايضا عنصرا يتنازل تجميد البناء في المستوطنات. احدى الصيغ التي يفكر بها نتنياهو هي اعلان عن تجميد البناء حتى اشعار آخر في المستوطنات المنعزلة او في المناطق موضع الخلاف. من جهة اخرى، من المتوقع لنتنياهو ان يعلن عن بناء واسع في القدس، وفي الكتل الاستيطانية الكبرى التي ستبقى في السيادة الاسرائيلية في التسوية الدائمة. من يضغط على نتنياهو تبني هذه الصيغة هما الوزيران دان مريدور وميكي ايتان".
ـــــــــــــــــــــــــ
زمن الرد (نتنياهو)..
المصدر: "معاريف – ايلي بردنشتاين"
"الضغط الامريكي بالاستئناف الفوري بالمفاوضات مع الفلسطينيين آخذ في التعاظم، وفي نهاية الاسبوع تلقى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تلميحا بالاتجاه المرغوب فيه من الرئيس براك اوباما. "التزامنا بأمن اسرائيل مقدس ولكن محظور علينا الخوف من الامكانيات في المستقبل"، قال في المؤتمر لمتبرعين ديمقراطيين في ميامي. اقوال مشابهة قالها ايضا في لقائه مع زعماء يهود من مؤتمر الرؤساء.
نتنياهو على علم بالضغط السياسي الدولي ويعرف بانه ملزم بان يبكر قدر الامكان بـ "خطاب بار ايلان 2"، حيث سيفصل خطته السياسية. يوجد للخطاب موعدان محتملان: في المؤتمر السنوي للوبي اليهودي من أجل اسرائيل (ايباك) في ايار، أو امام الكونغرس الامريكي في الاسابيع القريبة القادمة، كما سبق ان نشر في "معاريف".
لسيناريو الخطاب المبكر يوجد عائقان. الاول، المبادرة السياسية ليست واضحة بعد. مع ان نتنياهو سعى الى الشروع في تكوين خطته مع الامريكيين، حيث أن المبادىء الاساسية هي اقامة دولة فلسطينية في حدود مؤقتة في ظل اعطاء ضمانات في أنه يلتزم بمواصلة البحث مع الفلسطينيين في التسوية الدائمة. ومع ذلك، تشرح محافل ذات صلة بالعلاقات الاسرائيلية – الامريكية بان "ليس مؤكدا على الاطلاق ان يكون البيت الابيض يوافق على مثل هذه الخطة، وحقيقة أن نتنياهو عرض ذلك كخطة اسرائيلية هي وصفة مؤكدة للفشل: فقد أعلن الفلسطينيون بانهم سيرفضوها". عائق آخر امام الخطاب المبكر هو اللقاء مع اوباما. نتنياهو يعرف بانه لا يمكنه ان يسافر الى واشنطن دون ان يلتقي الرئيس، ولكن لقاءا كهذا، على خلفية علاقاتهما المعقدة وغياب الخطة السياسية، لا يزال موضع علامة استفهام.
ساعة توقف سياسية
قبيل استئناف المفاوضات يلوح ان نتنياهو سيكون مطالبا بتنفيذ عدة بادرات طيبة اضافية، مثل انسحاب ما من مناطق ب والوصول الى اتفاق مع الامريكيين عن طبيعة القيود التي ستفرض على البناء في المستوطنات. احدى ساعات التوقف السياسية التي تخشاها اسرائيل هي انعقاد الرباعية الدولية للشرق الاوسط بعد اسبوع ونصف في بروكسل. في القدس يخشون من أن تستجيب الرباعية لمطلب الفلسطينيين الذين يطالبون بمقاييس جديدة، اكثر تطرفا من الماضي، للمفاوضات فتقرر بان الاساس للدولة الفلسطينية هو حدود 67. ويوم الاربعاء القريب القادم سيصل الى اسرائيل ممثلو الرباعية وسيلتقون بمبعوث نتنياهو للمفاوضات، المحامي اسحق مولكو.
في القدس يأملون في ان الخطة السياسية التي تتبلور بالتشاور مع الامريكيين ستمنع اعلانا حازما من الرباعية.
خلفية الخروج المحتمل من الجمود السياسي الطويل هي الفيتو الذي استخدمته الولايات المتحدة في مجلس الامن ضد شجب البناء في المستوطنات. بعد استخدام الفيتو جرى حديث غير بسيط بين نتنياهو ووزيرة الخارجية الامريكية كلينتون والتقدير هو أنها طلبت من نتنياهو "دفع ثمن" الفيتو. وتقول مصادر سياسية ان "الفيتو كلف الامريكيين دماءا. كلينتون أوضحت لنتنياهو بان اسرائيل ملزمة بان تمنع وضعية اخرى كهذه".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في السعودية يخشون: نحن التالون في الدور..
المصدر: "معاريف – عميت كوهين"
"تلقت قوات الامن السعودية الاذن باستخدام "كل الوسائل" لقمع محاولات الاحتجاج في أرجاء المملكة بعد المظاهرات التي جرت في نهاية الاسبوع من جانب الاقلية الشيعية في الدولة.
في الاسابيع الاخيرة بدأت في السعودية موجة من الاضطرابات، ولا سيما من جهة الاقلية الشيعية في الدولة. وبالتوازي نشر رجال المعارضة السعوديون دعوات في الفيس بوك لخوض ايام غضب في 11 و 20 اذار. كما استمرت المظاهرات أيضا في نهاية الاسبوع في الاجزاء الشرقية من السعودية، في منطقة الحدود مع البحرين، حيث يسكن الشيعة. هذه المناطق حساسة على نحو خاص بالنسبة للسعودية من حيث أن هناك توجد حقول النفط الاساسية في المملكة. ويطالب الشيعة بالافراج عن السجناء السياسيين ومنحهم حقوقا سياسية أكبر.
في أعقاب الاحداث ادعت أمس مصادر سعودية رسمية بان المظاهرات كانت صغيرة ولم تحمل طابعا سياسيا. ومع ذلك، ففي الاسبوع الاخير أفرجت السعودية عن عدد من السجناء الشيعة في محاولة للمصالحة قليلا مع المتظاهرين وتهدئة الخواطر. بالتوازي، أمر عبدالله، ملك السعودية، بتخصيص 37 مليار دولار في صالح مشاريع في مجال السكن، العمل والتعليم".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نتنياهو: ما يفكر به، يقوله ويفعله؟
المصدر: " يديعوت أحرونوت ـ ايتان هابر"
" لا يوجد في العالم منصب صعب، مركب ومعقد أكثر من منصب رئيس وزراء في اسرائيل. من جهة، صلاحياته أعلى أكثر، كما يقال، من صلاحيات الرئيس الامريكي. من جهة اخرى، لا يمكنه أن يتحرك حتى ولا سنتمتر واحد الى أي جهة دون قول او على الاقل صمت من "البيت الابيض". في يده، وفي يده فقط تقريبا، الحياة والموت، الحرب والسلام في الشرق الاوسط. وهو، اذا ما تصرف بعدم حذر، من شأنه أن يضرم نارا كبرى من أول العالم حتى آخره. مشوق أن نخمن ونعرف ماذا يفكر، ماذا يقول وماذا يفعل او سيفعل، اذا ما فعل على الاطلاق.
نتنياهو يفكر، اولا وقبل كل شيء، بان التغطية الاعلامية ترفع انجازاته وانجازات حكمه: عدد القتلى في العمليات المعادية هو الادنى منذ عشر سنوات، يقام جدار في الجنوب، النمو الاقتصادي اعلى من كل دول الـ OECD، البطالة قلت، زاد الاستثمار في التعليم العالي، خصص 30 مليار شيكل للبنى التحتية.
نتنياهو يفكر بانه في ضوء "عصف المحيط" مؤخرا، عليه ان يشدد الشروط الامنية في كل اتفاق متوقع مع الفلسطينيين. وان علينا، في كل اتفاق، ان نحافظ على غور الاردن كفاصل بين النهر، الدولة الفلسطينية واسرائيل. أن علينا الخوف من سيطرة ايرانية على العراق وتسلل من هناك الى الاردن، الى خط النهر بل حتى الى داخل الدولة الفلسطينية. قوات ناتو على خط الاردن؟ الناتو انسحب من كل مكان كان فيه، وفقط خط فاصل مثلما يوجد في كوريا ومثلما كان في المانيا يمكنه أن يوفر الامن. أن صد ايران، بما في ذلك قوتها النووية، يسبق كل تسوية. ان كل الدول المحبة للحرية تحتاج الى التحالفات بينها وبين نفسها. ان في نيته أن يدفع المزيد من المال نحو جهاز الامن، المزيد من المنظومات الدفاعية، للدفاع عن النفس في وجه التهديد الايراني وتضعضع النظام في الشرق الاوسط. انه يجب الفحص بسبع عيون التأهب والاستعدادات في قيادة المنطقة الجنوبية وفي قيادة المنطقة الوسطى.
نتنياهو يفكر بان سلم اولويات دولة اسرائيل يجب أن يكون الان كالتالي: 1. ايران وفروعها. 2. الاستعداد الامني. 3. استمرار النمو الاقتصادي. 4. ترتيبات مع الولايات المتحدة تمهيدا للسلام مع الفلسطينيين. وهو، بالمناسبة، فخور جدا بالحلف الجديد مع اليونان والذي كان عقده في اللقاء مع رئيس وزراء اليونان.
وماذا يقول نتنياهو؟ كخبير ومجرب فانه يعرف بان كل قول له يفحص بالمجهر في كل مكان في العالم، وعلى الرغم من ذلك فانه (لا يزال علامة استفهام) مدمن على الاعلام كمن هو مدمن على المخدرات. الاهم بالنسبة له: "ماذا سيقولون؟" عنه، بالطبع. مهم له الحذر في كل خطوة فعلها وسيفعلها. في مقابلة مع "الجارديان" البريطانية في نهاية شباط روى بانه عندما كان طالبا معماريا، عُرض على الطلاب جسر كبير، مثير جدا للانطباع. فقط عندما فحصوا جيدا مبنى الجسر، لاحظوا الشقوق المجهرية في جدرانه. في النهاية، انهار الجسر. والمشبه به؟ واضح جدا.
نتنياهو يقول ان معظم الحروب اندلعت من حالة السلام، أن فقط أو تقريبا فقط المصالح هي التي تبقي الدول، وأن فقط الترتيبات الامنية تمنحنا الهدوء والسكينة. وعليه، وبالتأكيد، في اعقاب الاحداث الاخيرة حولنا، فانه يرى اهمية عليا في الحاجة الى التجريد من السلاح وقدرات الحماية اذا ما وعندما نصل الى اتفاق مع الفلسطينيين. من ناحيته، الاردن هو دولة فاصلة حيال ايران مثلما هي صحراء سيناء حيال مصر، واقامة دولة فلسطينية في الاردن، لا سمح الله، هي خطر كبير علينا. وقد عجب من الامريكيين لعدم مسارعتهم الى اقتراح "مشروع مارشل" على المصريين وبتعبيره: "وورن بافت وبل غيتس يتبرعان بالمليارات للادوية – والوضع الان حولنا هو مرض". خلاصته: "العاصفة حولنا ستصيبنا".
على سؤال هل ومتى ستستأنف المفاوضات مع الفلسطينيين، يجيب رئيس الوزراء بالقول: "الفلسطينيون دوما يريدون شيئا اضافيا". الفلسطينيون يقولون الان لانفسهم: نحن لا حاجة بنا الى عمل شيء. دوما سيتهمون اسرائيل. وهو يذكر مطالبتهم الاخيرة بمعاليه ادوميم وحي هار حوما، ويبتسم. نتنياهو يقول ان العالم ينقض علينا بمقاييس تختلف عن الماضي: "دولة اسرائيل بقيادة نتنياهو. الرأي العام الدولي يبحث الان تحت الفانوس – والفانوس هو نحن، دولة اسرائيل. لا يصدق"، يقول، "ليبيا كانت ضوا في مجلس الامن لحقوق الانسان. ليبيا؟" العالم موحد ضدنا؟ العالم كان موحدا ضد اليهود قبل الكارثة ايضا.
وماذا يفعل نتنياهو؟ انه يفهم بان العالم يتوقع منه "توفير البضاعة"، ولكن ليس في نيته "ان يتخلص من الفلسطينيين باتفاق، كي يحصل هنا على الايرانيين". في نيته كان القاء خطاب امام المجلسين، مجلس النواب ومجلس الشيوخ، في واشنطن ولكن: 1. هو غير مقتنع بان الامريكيين سيسمحون له بالوصول الى المكانة عظيمة الصدى هذه دون أن يعرفوا مسبقا مضمون خطابه الذي يجب – برأيهم – ان يسير شوطا بعيدا نحو الفلسطينيين. 2. موعد الخطاب هو بعد نحو ثلاثة اشهر وفي الشرق الاوسط العاصف، الكثير يمكن أن يتغير حتى ذلك الحين.
نتنياهو يفهم بان عليه أن يتحدث قبل ذلك، قبل ذلك بكثير. غدا، ان لم يكن أمس. وماذا سيقول؟
أوه، عدنا الى سؤال: ماذا يفعل نتنياهو؟".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البابا معنا: براءة لليهود
المصدر: "اسرائيل اليوم ـ آفي بكّار"
" ثمة من سيقولون إن البابا بندكت السادس عشر لم يجدد شيئا بأن رفض كتابه الجديد فرية أن اليهود باعتبارهم شعبا، مذنبون بموت المسيح. وثم من سيقولون أن من المؤسف ان الكنيسة الكاثوليكية انتظرت ألفي سنة لتُبعد مصدر التحريض الذي أفضى الى كراهية عميقة، ومطاردات وقتل لليهود لا يُعد. على كل حال، يصعب ألا نبالغ بمعنى هذا الاجراء. فهذا تغير لاهوتي في التصور العام للمسيحية ولا سيما في التيار الكاثوليكي الذي يبلغ عدد مؤمنيه في أنحاء العالم نحوا من مليار.
جرى في هذه النقطة اللاهوتية الصراع الكبير حول الفيلم المليء بالعنف للمخرج والممثل ميل غبسون "شعور المسيح". الفيلم الذي تم بثه في 2004 ويستعرض الاثنتي عشرة ساعة الاخيرة للمسيح بحسب نصوص العهد الجديد – أثار ضجيجا. ولا سيما بسبب المشهد الدامي الذي ألقى فيه الكاهن الأكبر اليهودي تهمة صلب المسيح (الذي قتله الحاكم الروماني بيلاطوس مثل آلاف كثيرين آخرين) على اليهود على اختلاف أجيالهم، بل أعلن بقوله: "سيكون دمه علينا وعلى أبنائنا". بحسب العقيدة المسيحية، انتقل تاج "الشعب المختار" في اثناء الساعات الاخيرة للمسيح الى المسيحيين وذلك بسبب رفض اليهود الاعتراف بأن المسيح إبن الله. وافق غبسون، بعد نضال اعلامي مشحون بالاتهامات، في نهاية الامر على مصالحة أبقت الصيغة الحرفية بالآرامية بلا ترجمة، بعد أن زعم انه لا يمكن تغيير نص الكتاب المقدس المسيحي.
كُتب الكثير عن معنى تمسك غبسون بالنص المعادي لليهود. وقد تبين انه مع أبيه الذي ضُبط ينطق بتعبيرات معادية للسامية وبانكار للمحرقة، أنه عضو في تيار صغير محافظ للكنيسة الكاثوليكية في الولايات المتحدة تعارض الاصلاحات العقائدية التي تمت في مؤتمر الفاتيكان الثاني في 1965 ومُنح فيه اليهود البراءة.
إن الصراع على اسم "الشعب المختار" يصحب المسيحية والاسلام منذ فجر أيامهما. وإن زعم أن الله غيّر شعبه المختار بسبب خطاياه وعناده، الى المسيح ومؤمنيه المسيحيين، يقوم في صلب واقع الاعتقاد المسيحي. لهذا نشأ "العهد الجديد" – ليحل محل القديم من جبل سيناء، ولهذا انتقل اسم الشعب المختار الى المسيحية التي حصلت على اسم "اسرائيل الحقيقي" (فيروس اسرائيل).
تحدث هرتسل في يومياته كيف رفض البابا بيوس العاشر أن يؤيد الفكرة الصهيونية في لقائهما في 1904. فقد رفض البابا الوجود الشرعي لليهودية وعودتها الى صهيون ايضا لانه معارض للعقوبة التي تقررت على اليهود بسبب تنكيلهم بالمسيح. وبسبب هذا التوجه قُضي عليهم ان يكونوا مُبعدين أذلاء بلا وطن.
من المناسب أن نذكر أن البابا الحالي ايضا صدرت عنه في الماضي عدة تصريحات حاولت ان تؤكد فضل المسيحيين على اليهود أمام الله. قد يكون بندكت السادس عشر، الذي هو في صراع مع العالم الاسلامي بل أثار اضطرابات عندما اقتبس آراء تاريخية تتحدث عن عنف الاسلام، قد يكون معنيا بقصد أن يؤكد الجذور اليهودية للمسيحية وأن يذكر ما تم اخفاؤه مدة مئات السنين وهو ان المسيح وكل من حوله كانوا يهودا. إن منح البابا اليهود البراءة حتى وإن لم يكن الحديث عن ايام المسيح، وباعتبار البابا ذا سلطة عليا، يشير الى تحول تجب مباركته".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انذار في محطات الوقود
المصدر: "هآرتس ـ ألوف بن"
" الدرس الناشيء عن الثورة العربية في الاسابيع الاخيرة هو أن العالم ملزم بالتحرر من التعلق بالنفط. التحذيرات المتكررة، من أن الاقتصاد العالمي يعتمد على مقدرات آخذة في النفاد توجد تحت أعماق اراضي دول غير مستقرة تتجسد امام ناظرينا. فالانتفاضات الشعبية في مصر والحرب الاهلية في ليبيا رفعت الى الاعلى اسعار الوقود. وهذا لا شيء مقابل الخوف المتزايد من ان تشتعل السعودية أيضا، وهي الضلع الاهم في اقتصاد الطاقة العالمي، بنار الثورة. اذا ما علقت صناعة النفط السعودية في أزمة وفي انعدام لليقين، فان الارتفاع في الاسعار من شأنه ان يضعضع النظام العالمي.
هذه هي اللحظة الكبرى لانبياء الغضب مثل توماس فريدمان، كاتب الرأي في "نيويورك تايمز" والذي يحذر منذ سنين من الادمان الامريكي على النفط المستورد". او مثل مستثمر السيارات الكهربائية شاي اغاسي، الذي ينشغل بتطوير بديل للذهب الاسود. ولكن لا تكفي مقالات الرأي او حتى مشاريع الطاقة. سلم اولويات الدول المتطورة يجب أن يتغير. عليها أن تضع في رأس هذا السلم تقليص الاستخدام للنفط. لا يوجد خطر أكبر على امنها القومي وازدهارها من المبنى الحالي لاقتصاد الطاقة.
عصر النفط بدأت قبل نحو 150 سنة، في أعمال تنقيب جرت في بنسلفانيا في الولايات المتحدة. ومنذ ذلك الحين اتسع الاستهلاك فقط – وهو يواصل الاتساع.
النفط سهل على الانتاج، النقل والاستغلال، اكثر من أي مصدر طاقة آخر. لا توجد مصلحة تجارية أكبر أو اهم من نهله وتوريده. من الشركات العشر الاكبر في العالم، خمس هي شركات النفط. لا يتأثر أي منتج آخر مثل النفط بالتحركات السياسية، او يؤثر مثله على ميزان القوى العالمي.
جدول بيان اسعار النفط في الاربعين سنة الاخيرة يصف بالضبط علاقات القوة بين القوى العظمى. هناك نسق واضح بين الحركات الحادة في أسعار النفط، الى فوق او الى تحت، وبين وضع العلاقات بين القوى العظمى.
ارتفاع الاسعار في السبعينيات في اعقاب حرب يوم الغفران وفي وقت لاحق الثورة في ايران مس شديد المساس بمكانة الولايات المتحدة – كبرى مستوردات النفط – وعزز قوة الاتحاد السوفييتي الذي يعتمد اقتصاده على تصدير الطاقة. ساعة الحساب حانت في العقد التالي: انهيار الاسعار في نهاية الثمانينيات دفع الاتحاد السوفييتي الى الانهيار. اقتصاده لم ينجح في الصمود امام عبء الاحتفاظ بالامبراطورية السوفييتي دون تدفق دولارات البترول.
سعر النفط ارتفع مرة اخرى في 2008 وبشر بالازمة المالية العالمية، التي أوقعت الى الارضية الولايات المتحدة وهزت ثقتها بنفسها. الرابح الاكبر هذه المرة كانت الصين التي هي ايضا مستوردة نفط ولكن تعلقها الاقتصادي به لا يزال اقل من التعلق الامريكي. الازمة الاقتصادية أدت الى تحول سياسي رفع الى الحكم براك اوباما.
اسعار النفط انخفضت في هذه الاثناء مرة اخرى، وانتعشت من جديد مع ارتفاع الطلب في السنة الماضية. ضعف الولايات المتحدة اضر في نهاية المطاف بالدول المصدرة للنفط: الاصداء التي احدثتها الازمة الاقتصادية تسقط الان الانظمة في الدول العربية، التي كانت تحت رعاية واشنطن وتتمتع بحمايتها.
متعلقون بالنفط
التعلق بالنفط ينبع من سيطرته على المواصلات. السيارات، السفن والطائرات، وقسم كبير من القطارات تدور محركاتها بالبنزين وبالسولار. نمط الحياة الحديث يعتمد تماما على ادوات المواصلات هذه. غال لوفت، باحث اسرائيلي يتحدث للامريكيين عن "امن الطاقة" يعطي في محاضراته نموذجا يفهمه كل انسان: في دولة ضواحي مثل الولايات المتحدة لا يمكن شراء الخبز دون الدخول في السيارة والسفر الى البقالة. هذا يعني أنه بدون نفط متوفر فان سكان "الضواحي" ببساطة سيجوعون. في المدن الكبرى مثل نيويورك وشيكاغو توجد قطارات كهربائية، ولكن توريد الغذاء من القرية الى المدينة متعلق بالنفط.
الولايات المتحدة لا تزال مستهلكة النفط الاكبر، فهي ترضع نحو ربع الانتاج العالمي. الصين تغلق بسرعة الفارق: في السنة الماضي اجتاز الصينيون لاول مرة الامريكيين في الاستهلاك العام للطاقة (من كل المصادر وكل الاستخدامات). بقدر ما ينتقل فيه الصينيون من القرية الى المدينة ومن الدراجة الى السيارة، فانهم يحتاجون أكثر فأكثر للبنزين والسولار. الصين تستهلك اليوم نحو عُشر انتاج النفط في العالم. وحسب توقعات الشركة البريطانية للبترول، فان استهلاكها سيتضاعف وفي العام 2030 ستتجاوز الولايات المتحدة.
الطلب الصيني على النفط سيملي، اكثر من أي عامل آخر، التطورات في سوق الطاقة العالمية وبالضرورة ايضا ميزان القوة بين القوى العظمى. منذ اليوم يصدر معظم النفط من الشرق الاوسط الى آسيا، ولا سيما الى اليابان والصين. حتى اليوم، الولايات المتحدة سيطرت على معظم مصادر التوريد، بفضل اتفاقات الدفاع مع السعودية وامارات الخليج، والاحتلال العسكري للعراق. في السنوات القادمة ستحتدم المنافسة على السيطرة على ابار النفط بين الولايات المتحدة والصين، التي تدعم اليوم ايران. الانظمة الجديدة التي ستنشأ في الدول العربية لا بد ستحاول ان تنفض عن نفسها العناق الامريكي وان تلعب بين القوى العظمى كي تزيد نفوذها ومكاسبها الاقتصادية.
استهلاك النفط العالمي هو الان في ذروة نحو 88 مليون برميل نفط في اليوم. المنتجان الاكبر هما روسيا والسعودية، اللذان يزودان معا نحو ربع السوق. للسعودية توجد أهمية خاصة، وذلك لانها وحدها لديها قدرة على الانتاج الزائد وهي يمكنها أن تسد النقص اذا ما علقت احدى الدول المصدرة الصغرى في مشكلة – مثلما حصل الان مع ليبيا. كل الموردات الاخرى تنهل نفطا بكامل قدرتها.
في السعودية توجد ايضا الاحتياطات المثبتة الاكبر. مثل كل شيء تقريبا في سوق النفط، فان حجم الاحتياجات وقدرة الانتاج السعودية موضع شك ومليئة بالنظريات. ولكن المعطيات اقل أهمية من التوقعات التي تملي الثمن والسلوك على المستهلكين. عندما تسعل السعودية فان الاقتصادات في الغرب وفي آسيا تهتز.
أزمة الطاقة في السبعينيات أدت الى وقف استخدام النفط كمصدر طاقة لانتاج الكهرباء. واحتل مكانه الفحم والغاز الطبيعي. وكان التغيير أسهل في اقتصاد الكهرباء حيث ينبغي تغذية عدة محطات ثابتة لتوليد الطاقة فقط، وليس ملايين السيارات التي تسير في الطرقات. اما الان فحان دور التغيير في المواصلات.
تنوع المصادر
للبنزين والسولار يوجد ثلاثة بدائل محتملة: الوقود التي تنتج من النبات، الغاز الطبيعي الذي يحول الى وقود للسيارات والمحرك الكهربائي. استخدام الكهرباء يمنح المرونة الاكبر، وذلك لان الشبكة تصل الى كل مكان والطاقة يمكن توليدها من عدة مصادر – من وقود نفايات مثل الفحم والغاز الطبيعي، النووي، وفي المستقبل الريح والشمس.
الميزة السياسية للسيارة الكهربائية تكمن في تنوع مصادر التوريد: احتياطات الفحم، الغاز الطبيعي واليورانيوم. وبالطبع ايضا اشعة الشمس والريح، لا تتركز في بضع دول معظمها غير ديمقراطية وتعاني من عدم الاستقرار، مثل احتياطات النفط. اذا ما سافرنا في سيارات كهربائية، لن نخاف على كراسي ملك السعودية ورفاقه في الكويت، قطر، البحرين واتحاد الامارات. وتغيير الحكم في الرياض لن يهز زبائن السوبرماركت في اريزونا.
السيارات الكهربائية، او تلك التي تتحرك بالغاز الطبيعي، لن تحل مشاكل جودة البيئة، تلوث الهواء والاحتباس الحراري للارض. بالاغلب ستنقل الدخان والرائحة الكريهة من شوارع المدن المكتظة الى أقبية محطات توليد الطاقة. منفعتها ستكون سياسية واستراتيجية وليس بيئية. فقط حين تصل الى اختراق تكنولويا في تنمية الطاقة المتجددة من الشمس والريح، يمكن للكهرباء أيضا ان تكون خضراء. نحن لسنا هناك بعد. الان ينبغي معالجة السياسة في الطاقة وليس الخيال عن عالم عديم التلوث.
رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو شخص جيدا الحاجة الى تحرير العالم من النفط وبادر الى خطة وطنية لتطوير البدائل. بعد تأخيرات وصراعات بيروقراطية صودق على الخطة في الحكومة في الشهر الماضي. في المجلس الوطني للاقتصاد، برئاسة البروفيسور يوجين كندل، اقيمت مديرية مشروع صغير، مدير المشروع سجي دغان يبحث عن مستثمرين صغار يمكنهم ان يحدثوا تغييرا كبيرا. يوجد لهذا سابقة في عالم الانترنت، حيث حظيت شركات اسرائيلية بالنفوذ وبنصيب كبير في السوق في مجالات حيوية مثل التشفير. في المجلس الوطني للاقتصاد يؤمنون بانه مع دفعة ومساعدة من الحكومة سينهض هنا المزيد من شاي اغاسي.
التحدي هائل: حسب توقعات الشركة البريطانية للبترول فان السيارات الكهربائية ستؤثر على سوق الكهرباء بعد عشرين سنة فقط. هذه فترة انتقالية، سيصل فيها نفوذ الدول المنتجة للنفط الى ذروته امام الطلب المتصاعد. امريكا وحلفاؤها، بما فيهم اسرائيل يتعين عليهم أن يجتازوا ايام الغضب هذه وهم اقوياء قدر الامكان، والامل بان في نهاية الفترة سيستقر ميزان القوى بحيث يكون لهم فيه تفوق. بقدر ما تأتي بدائل النفط بشكل اسرع الى السوق ليزيحوه عن القمة، يكون أفضل. الثورات في الدول العربية هي صافرة انذار لتحريك التغيير الايجابي جدا في اقتصاد الطاقة".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جوقة سفراء اسرائيل
المصدر: "هآرتس ـ جدعون ليفي"
كان هذا منذ زمن: أردت أن أُقبل في دورة مبتدئين لوزارة الخارجية. كانت اسرائيل مختلفة وكانت آرائي فيها مختلفة وكان كل سفير ما يزال "سفيرا". تدفق الكثير من الشمبانيا منذ ذلك الحين في حفلات الكوكتيل، ولم أُقبل لحسن حظي؛ ولا يوجد أي احتمال بطبيعة الامر أنني كنت سأستطيع أن أُبين اليوم اعلاميا اجراءات دولتي. وبتأخر ما، لم يعد حتى السفير ايلان باروخ يستطيع فعل ذلك ايضا، ولهذا كتب في الاسبوع الماضي رسالة استقالته المدوية: يجب تعليم هذه الوثيقة المدهشة في دورة المبتدئين القادمة.
رأى السفير باروخ وهو حاد النظر باحدى عينيه – فقد جُرح في حرب الاستنزاف – ما يفضل أكثر نظرائه عدم رؤيته وهو "الحراك السياسي الخبيث" لاسرائيل كما قال و"التلتلة المزعزعة"، اللذين استجمع بسببهما الشجاعة لاستنتاج استنتاجه الشخصي. وهو لذلك يستحق التقدير.
إن استقالة باروخ وصمت زملائه الجبان أبرزا فقط مهانة واستخذاء جوقة سفراء اسرائيل فقط. إن فريقنا الدبلوماسي اليوم هو في الأساس جيش دعائيين ليس له عمود فقري ضميري أو قيمي. من المؤكد انه يوجد بينهم من يُناصرون جميع اجراءات الحكومة الحالية، بل ربما سلوك وزير خارجيتها الفاضح. لكن الحقيقة كما يبدو أكثر اعوجاجا: إن جزءا كبيرا منهم يعارض سلوك الدولة التي يمثلها. وليسوا أكثر من دمى في واجهة عرض قبيحة، أو مُنشدين في جوقة تصاحب افيغدور ليبرمان.
ربما يعلمون، أكثر من كل اسرائيلي آخر، ما الذي يعتقدونه اليوم في العالم بالنسبة لاسرائيل ولماذا في الأساس؛ ويعلمون أن وزارتهم تحولت تحت ادارة ليبرمان من وزارة الخارجية الى وزارة الغضب على العالم كله؛ ويعلمون أنه لم ينشأ بعد السفير القادر على أن يُفسر اعلاميا قسوة عملية "الرصاص المصبوب" والقتل الباطل فوق "مرمرة"؛ ويعلمون انه لا توجد دولة في العالم تقبل الاحتلال، وسلوك اسرائيل وعلامات التمييز العنصري؛ ويعلمون انه لم ينشأ الدعائي الذي يستطيع أن يقنع بأن اسرائيل تتجه الى سلام عادل؛ ويعلمون انه يوجد في الخارج عالم جديد لن يقبل بعد نظم استبداد مثل الاحتلال الاسرائيلي. انهم يعلمون كل هذا ويسكتون. كان عندنا في الماضي طيارون رافضون، وجنود رافضون ايضا – ولم يكن عندنا دبلوماسي رافض واحد حتى قام الوطني باروخ.
صحيح أن عمل السفير في العصر الجديد قد فرغ من أكثر محتواه. إن الصلة بين مكانته المنفوخة بالأهمية الذاتية وبين عمله الحقيقي قد ضعفت. بقي (تقريبا) المنصب والمكانة والسيارات الفارهة والمنازل الفخمة، وهي بقايا ايام الامبراطوريات الكبيرة والأبعاد العظيمة بين البلدان. لم يعد أكثر السفراء اليوم سوى محامي اعلام.
لكن السفراء بخلاف المحامين الذين يمثلون الجُناة، بضرورة لا تُعاب، يجب عليهم بقدر كبير مشايعة من يفوضونهم. ويجوز لنا افتراض ان هذا غير موجود عند كثير منهم وهم صامتون. يريد كثيرون منهم أن يخدموا بلدهم باخلاص وولاء ولهذا يحاولون الترويج لـ "اسرائيل جميلة" برغم كل شيء. قد تكون النتيجة عاطفية. رأيت في موقع احدى القنصليات الاسرائيلية في الولايات المتحدة في نهاية الاسبوع مقابلة صحفية مع الاسرائيلي الذي انشأ كليب "زنغا زنغا" عن معمر القذافي، وطعاما اسرائيليا يُعد من الباذنجان. حسن أيها السفراء.
صحيح ليس سهلا ان تكون اليوم سفير اسرائيل – بسبب التنديد وبسبب السياسة. لانه ما الذي سيقوله السفير عن جهود دولته السلمية عندما يقول وزير خارجيته في الامم المتحدة انه ليس لها أي احتمال؟ وماذا سيقول الدبلوماسي عن ديمقراطية دولته في الوقت الذي يعيش فيه الفلسطينيون بلا أي حقوق؟ وليس من السهل ايضا الحكم على الآخرين والطلب منهم التخلي عن حياة مهنية وعن مجد للحظة. لكنه ليس من المفرط أن نتوقع منهم إسماع صوت أعلى. أو اظهار شجاعة أكبر أو استقامة أكبر قليلا. أنظروا الى زميلكم المبارك باروخ".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تمت التضحية بـ "حفات جلعاد.. فهل شتبع الغولة (أميركا)
المصدر: "هآرتس ـ كارمي الداد"
"في سن الخامسة عشرة طردوا اليسيف اورباخ من بيته في غوش قطيف. حصل على شيء من التعويض فاتجه الى حفات جلعاد في السامرة وبنى هناك بيتا صغيرا مساحته 90 مترا مربعا، يكفيه حتى يتزوج ويولد له اولاد. وفي اثناء ذلك والى أن ينتهي من بناء البيت يسكن في "خيمة الأعزاب" المجاورة.
جاءت الشرطة في الرابعة فجرا يوم الاثنين الماضي. يقول المستوطنون انهم اعتقلوا كل من نام ذلك الوقت في الخيمة بتهمة التشويش على شرطي والتآمر على تنفيذ جريمة وامتلاك سكين (يزعم المستوطنون أن الحديث عن سكين عادي كالموجود في كل بيت). كيف يشوش النوم على شرطي، وكيف يمكن التآمر في الحلم على تنفيذ جريمة – ما زال هذا غير واضح لي. لكن الحقيقة ان كل من ارتابت الشرطة في انه قد يقف في طريقها تم اعتقاله بلا سبب منطقي. وزُج به في الزنزانة ببساطة. وفي طريقه الى الزنزانة وهو مقيد سمع كيف تهدم الجرافة بيته. مرة اخرى بعد خمس سنين من الهدم السابق.
نُقل المعتقلون الخمسة الى اريئيل وأُفرج عنهم في الحادية عشرة صباحا. لم يُفتح لهم ملف جنائي. يبدو أن التآمر الذي تآمروه لم يكن قويا بقدر كاف أو ان جريمتهم الوحيدة التي أجرموها كانت الحلم ببناء البلاد.
بنى الخيمة التي ناموا فيها شمعون فايسمان، وهو جندي في الخدمة النظامية يخدم في لواء كفير. في تلك الليلة نام عند والديه كي يستطيع الوصول الى الجيش في الوقت. وعندما سمع عن الهدم رحل الى "حفات جلعاد" وأبلغ الجيش انه يصعب عليه أن يخدم من هدم بيته وأنه سيعود للخدمة في اللحظة التي يُتم فيها اعادة بناء الأنقاض.
هاجت الشرطة وماجت في ذلك اليوم. فعلى حسب شهادات من الميدان أطلق نحو من 300 شرطي من الوحدة الخاصة مقنعي الوجوه الرصاص المطاطي على الناس من بعد قصير. وأُطلق الرصاص ايضا على محارب غولاني اليساف غوري. وهو يعالج وهو غاضب. قال إن وحدته لم يُسمح لها قط باستعمال سلاح من هذا النوع لتفريق المظاهرات.
لا شك عندي في أن هذا الهياج لم يكن عفويا. فقد وجه من أعلى. علم وزير أمننا ايهود باراك أن "حفات جلعاد" مثل يتسهار هي "بؤرة استيطانية صلبة" وأن هدم المباني سيُشعل النار. لا أعتقد انه عمل عن رأيه الذاتي. فقد حصل على دعم من بنيامين نتنياهو.
يعلم نتنياهو ان للفيتو الامريكي في الامم المتحدة ثمنا، وانه يجب إطعام الغول. في مراسم عبادة الربيع هذه المرة تمت التضحية ببيت مطرود وجندي. هل سيُشبع هذا جوعها؟.
يتحدث العالم كله عن الديمقراطية ونحن ايضا نريد الديمقراطية؛ العادلة والحقيقية والتي يفون فيها بالعهود. انتُخب نتنياهو بأكثرية الاصوات لان الجمهور في ذلك الوقت المحدد للانتخابات الاخيرة كان يمينيا أكثر من كل شيء آخر. صوت الجمهور معارضا هدم بيوت اليهود. هذه هي الديمقراطية. حصل نتنياهو على القوة ورمى برسالة التخويل. لم يُنتخب من اجل هذا. يجب على الولايات المتحدة أن تفهم هذا أكثر من كل دولة اخرى.
لكن بيبي لا يهمه الامر حقا. لا أمر الديمقراطية ولا العدل. هذان المصطلحان ما يزالان مهمين عندنا نحن المواطنين البسطاء. يفضل نتنياهو أن يُذكر باعتباره سياسيا نجح في السير بين القطرات على أن يُذكر بأنه أصر على آرائه، لكنه لم يُنتخب من اجل هذا. القربان الوحيد الذي يحق له تقريبه هو نفسه ووظيفته لا بيوت مواطنيه".