ارشيف من :آراء وتحليلات
بلطجة إعلامية
بثينة عليق
تعرّف اللبنانيون على ظاهرة "البلطجة" من خلال مواكبتهم لثورات العالم العربي، ويبدو أن هذه الظاهرة هي سلوكٌ متنوّع تلجأ إليه قوّة ما عندما تشعر بأنها توشك على فقدان السلطة أو أنها بالفعل قد خرجت لتوّها منها. وعلى رغم تعدد أشكال البلطجة إلا أن هدفها الأساسي هو إحباط وإرهاب أي حراكٍ شعبي أو وطني عبر إنتاج الإنقسام داخل هذه المجتمعات. إن غاية البلطجة إذاً، هو وضع الشعوب أمام خيارين لا ثالث لهما، إمّا التخلّي عن مطالبها المشروعة أو الإنحدار الى الاقتتال والفوضى وبالتالي خراب بلدها.
في لبنان حلّت البلطجة على وسائل إعلام حلفاء واشنطن وخصوصاً وسائل حزب المستقبل الإعلامية التي لم تجد دعايةً سياسية للإنتقام لخروجها من السلطة سوى تقليب الشعب اللبناني بعضه على بعض. فقد وجّهت وسائل الإعلام هذه سهامها إلى الشعار الجامع الذي توحّد حوله اللبنانيون من خلال البيانات الوزارية المتعاقبة وخطاب القسم لرئيس الجمهورية وأوامر اليوم لقائد الجيش، وهذا الشعار هو التكامل بين الجيش والشعب والمقاومة.
لقد عمدت وسائل إعلام الحريري إلى إعداد مجموعةٍ من الفلاشات الدعائية تظهر فيها مشاهد لجنودٍ من الجيش اللبناني في مهام مختلفة ثمّ مشاهد للمقاومة في عروض يوم القدس لينتهي الفلاش بعبارة: "ما منّا جيش بلبنان إلا الجيش اللبناني". بطبيعة الحال لا المقاومة ولا الجيش سوف يتأثّران بمثل هذه الأساليب، فهما عمّدا علاقتهما بالدماء عبر محطاتٍ عديدة أبرزها مواجهة جبل الريحان عام 1997 حيث إستشهد نجل قائد المقاومة مع كوكبةٍ من ضباط وجنود الجيش اللبناني على رأسهم إبن جزين الملازم جواد عازار. هذه العلاقة تمّ تثبيتها أيضاً عقيدةً في الجيش اللبناني ولا يمكن أن يغيّرها شيء خاصةً بعد أن تحدّت الضغوطات المتواصلة من واشنطن. لقد أُحبطت كلّ هذه المواجهات، وخير شاهدٍ مواجهة العديسة الأخيرة.
المستهدف إذاً من محاولات المستقبل الإعلامية، هو الضلع الثالث في المعادلة الذهبية أي الشعب، هذا الشعب الذي يجب أن ينقسم ويتشظّى في كلّ الإتجاهات لأن زعيم الأغلبية السابقة لم يبق على كرسيّ الحكم ولم يعد يتمتّع بمنافع السلطة! إنّ البلطجة التي بدأت في يوم الغضب الطرابلسي سافرةً، تقنّعت في وسائل الإعلام لتمرّ إلى النفوس بمكرٍ ودهاءٍ وحقد. إلا أن هذا الفريق الذي أوغل في أخطائه السياسية إلى حد أنه جلد نفسه أكثر ممّا جلده الآخرون وخرّب على نفسه أكثر من ما يمكن للآخرين أن يخربوا عليه. هذا الفريق يخوض الآن محاولةً يائسةً أخرى، مثله مثل الأنظمة في مصر وتونس التي كانت البلطجة خيارها، المؤشّر الأقوى على قرب إنهيارها.
إن الشعب الذي شهد للمرة الأولى في الصراع العربي الإسرائيلي أرضه تعود إليه بعزّة وكرامة ودون منّةٍ من أحد بفضل دماء وجهاد وسواعد المقاومين يؤازرهم جيشٌ وطني يحمي الجبهة الداخلية من العابثين، إن هذا الشعب الذي عاش لحظات إنكسار ألوية النخبة الصهيونية تحت أقدام المجاهدين في عيتا الشعب وبنت جبيل، إن هذا الشعب لن يسقط السلاح ولا المقاومة ولا أعلامها ولا رموزها، لا بل سوف يحمي معادلة الجيش والشعب والمقاومة برموش العين، وسوف تشهد الأيام إنهيار بلطجية مشروع الفتنة أسرع مما يتوقعون.
تعرّف اللبنانيون على ظاهرة "البلطجة" من خلال مواكبتهم لثورات العالم العربي، ويبدو أن هذه الظاهرة هي سلوكٌ متنوّع تلجأ إليه قوّة ما عندما تشعر بأنها توشك على فقدان السلطة أو أنها بالفعل قد خرجت لتوّها منها. وعلى رغم تعدد أشكال البلطجة إلا أن هدفها الأساسي هو إحباط وإرهاب أي حراكٍ شعبي أو وطني عبر إنتاج الإنقسام داخل هذه المجتمعات. إن غاية البلطجة إذاً، هو وضع الشعوب أمام خيارين لا ثالث لهما، إمّا التخلّي عن مطالبها المشروعة أو الإنحدار الى الاقتتال والفوضى وبالتالي خراب بلدها.
في لبنان حلّت البلطجة على وسائل إعلام حلفاء واشنطن وخصوصاً وسائل حزب المستقبل الإعلامية التي لم تجد دعايةً سياسية للإنتقام لخروجها من السلطة سوى تقليب الشعب اللبناني بعضه على بعض. فقد وجّهت وسائل الإعلام هذه سهامها إلى الشعار الجامع الذي توحّد حوله اللبنانيون من خلال البيانات الوزارية المتعاقبة وخطاب القسم لرئيس الجمهورية وأوامر اليوم لقائد الجيش، وهذا الشعار هو التكامل بين الجيش والشعب والمقاومة.
لقد عمدت وسائل إعلام الحريري إلى إعداد مجموعةٍ من الفلاشات الدعائية تظهر فيها مشاهد لجنودٍ من الجيش اللبناني في مهام مختلفة ثمّ مشاهد للمقاومة في عروض يوم القدس لينتهي الفلاش بعبارة: "ما منّا جيش بلبنان إلا الجيش اللبناني". بطبيعة الحال لا المقاومة ولا الجيش سوف يتأثّران بمثل هذه الأساليب، فهما عمّدا علاقتهما بالدماء عبر محطاتٍ عديدة أبرزها مواجهة جبل الريحان عام 1997 حيث إستشهد نجل قائد المقاومة مع كوكبةٍ من ضباط وجنود الجيش اللبناني على رأسهم إبن جزين الملازم جواد عازار. هذه العلاقة تمّ تثبيتها أيضاً عقيدةً في الجيش اللبناني ولا يمكن أن يغيّرها شيء خاصةً بعد أن تحدّت الضغوطات المتواصلة من واشنطن. لقد أُحبطت كلّ هذه المواجهات، وخير شاهدٍ مواجهة العديسة الأخيرة.
المستهدف إذاً من محاولات المستقبل الإعلامية، هو الضلع الثالث في المعادلة الذهبية أي الشعب، هذا الشعب الذي يجب أن ينقسم ويتشظّى في كلّ الإتجاهات لأن زعيم الأغلبية السابقة لم يبق على كرسيّ الحكم ولم يعد يتمتّع بمنافع السلطة! إنّ البلطجة التي بدأت في يوم الغضب الطرابلسي سافرةً، تقنّعت في وسائل الإعلام لتمرّ إلى النفوس بمكرٍ ودهاءٍ وحقد. إلا أن هذا الفريق الذي أوغل في أخطائه السياسية إلى حد أنه جلد نفسه أكثر ممّا جلده الآخرون وخرّب على نفسه أكثر من ما يمكن للآخرين أن يخربوا عليه. هذا الفريق يخوض الآن محاولةً يائسةً أخرى، مثله مثل الأنظمة في مصر وتونس التي كانت البلطجة خيارها، المؤشّر الأقوى على قرب إنهيارها.
إن الشعب الذي شهد للمرة الأولى في الصراع العربي الإسرائيلي أرضه تعود إليه بعزّة وكرامة ودون منّةٍ من أحد بفضل دماء وجهاد وسواعد المقاومين يؤازرهم جيشٌ وطني يحمي الجبهة الداخلية من العابثين، إن هذا الشعب الذي عاش لحظات إنكسار ألوية النخبة الصهيونية تحت أقدام المجاهدين في عيتا الشعب وبنت جبيل، إن هذا الشعب لن يسقط السلاح ولا المقاومة ولا أعلامها ولا رموزها، لا بل سوف يحمي معادلة الجيش والشعب والمقاومة برموش العين، وسوف تشهد الأيام إنهيار بلطجية مشروع الفتنة أسرع مما يتوقعون.