ارشيف من :أخبار لبنانية
كبار الحاخامات يفتون بإقامة معسكرات ابادة جماعية للفلسطينيين
المصدر: موقع الملف/ نواف الزرو
قتل آلاف الفلسطينيين جيد ولكن قتل ستة ملايين فلسطيني سيكون افضل بكثير..!
حدث ذلك في الثالث والعشرين من شهر شباط الماضي، حيث اقدم اربعة من المستعمرين اليهود تتراوح اعمارهم بين 16 17و عاما، على طعن الشاب المقدسي الشهيد حسام الرويضي من سكان سلوان حتى الموت. وقد وجهت النيابة العامة الاحتلالية لهم تهمة "القتل غير المتعمد"، اذ زعمت الشرطة الإسرائيلية" ان عراكاً اندلع بين الأربعة وعدد من الشبان المقدسيين طعن خلالها الشاب الرويضي".
واليوم وبعد مرور نحو اسبوعين تكشف صحيفة يديعوت احرونوت النقاب عن الحقيقة الموثقة في الاعترافات لدى المحققين، فتقول:"ان الشاب اليهودي الذي طعن وقتل المقدسي الرويضي قال لامه: امي..طاب لي ان اقتل عربيا فقتلته..." ـ وتضيف الصحيفة العبرية على لسان امه :": انه ـ اي القاتل ـ لا يحب العرب ويكرههم".
تصوروا...العنصرية الصهيونية الحاقدة في ذروة تجلياتها السيكولوجية..، والحكاية هنا لا تقتصر عند هذا القاتل بدم بارد الذي طاب له ان يقتل عربيا، وانما تمتد مساحة الذين يطيب لهم ان يقتلوا عربا لتشمل الحكومة والاحزاب والمؤسسات الامنية والعسكرية والاستخبارية ووحدات المستعربين، وصولا الى كتائب المستعمرين اليهود في انحاء الاراضي المحتلة....، لذلك ان اردنا ان نتحدث عن الذين يطيب لهم ان يقتلوا عربا ويستمتعون بذلك فهم لا حصر لهم، ويتوزعون على مختلف طبقات المجتمع الصهيوني، ويعششون في مختلف مؤسسات الدولة الصهيونية، بل ان ثقافة هذا القتل العنصري تعشش في كل مكان صهيوني.
فالعنصرية هى السمة المميزة للدولة الصهيونية منذ أقامتها في فلسطين، فتلك الظاهرة التى تضرب المجتمع الإسرائيلى منذ احتلالهم لفلسطين أصبحت حالياً مشكلة ضخمة تجتاح المدارس والمؤسسات التعليمية المختلفة فى المجتمع الاسرائيلي، حيث تزداد العنصرية المتفشية بين الطلبة يوماً بعد الآخر ضد العرب، بل ارتفعت الأصوات بتدمير الدول العربية.
الموت لكل العرب
فنقلت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية فى تقرير لها ـ الأربعاء 19 ـ 01 ـ 2011 ـ، عن العاملين وبعض المدرسين فى قطاع التعليم تأكيدهم أنهم يواجهون ظاهرة مقلقة للغاية وواقعاً عنيفاً يزداد تطرفاً، وضربت الصحيفة مثالاً على هذه الظاهرة بأنه فى إحدى المرات "كتب طالب فى المرحلة الإعدادية على ورقة الامتحان "الموت للعرب"، وفى حادث آخر قام أحد طلبة المرحلة الثانوية، وفاجأ المدرس وصرخ بأعلى صوته "حلمى الذى أتمنى أن يتحقق، هو أن ألتحق بحرس الحدود بالجيش الإسرائيلي من أجل إبادة الدول العربية"، وذلك قبل أن يصفق له زملاؤه فى الفصل على كلماته ضد العرب.
وأشارت الصحيفة العبرية إلى أن بعض المعلمين فى الفصول الدراسية وجدوا على الجدران شعارات كان قد نطق بها الحاخام الأمريكى العنصرى المتطرف مائير كاهانا، عندما قال "إن العربى الجيد والعاقل هو العربى الميت"، بالإضافة لعبارات التحريض الأخرى التى تشكل إشارة حمراء لما هو قادم من تفشى العنصرية داخل الأوساط التعليمية الإسرائيلية.
وقالت إحدى معلمات مادة التربية الوطنية الإسرائيلية إنه عندما يتم الحديث عن المساواة وغيرها من القيم سرعان ما تخرج الأمور عن دائرة السيطرة، ويبدأ الطلبة بمهاجمتها ونعتها بالأوصاف البذيئة.
وفي حالة اخرى ذكرت الصحف العبرية ان الشرطة الاسرائيلية تجري ـ وكالعادة ـ تحقيقا قضائيا ـ صوريا ـ بطلب من مكتب المدعي العام ضد موقعين إلكترونيين في الفيس بوك يدعوان لقتل العرب ـ يديعوت 6 ـ 1 ـ 2011 ".
وحمل الموقع الأول عنوان "الموت لكل العرب"، ويضم مائة وسبعين عضوا، وجاء فيه"اقتلوهم فردا فردا، العربي الجيد هو فقط العربي الميت، العرب حيوانات ضالة"،
أما الموقع الثاني فدعا للتظاهر في أم الفحم ضد الحركة الإسلامية، وكتبوا فيه :"محمد خنزير، الموت للعرب"،
ولعل الاخطر دائما هي تلك الفتواى الابادية التي يطلقها الحاخامات، اذ رأى احد حاخامات الصهيونية الدينية رئيس معهد "تسومت" في غوش عتسيون الحاخام يسرائيل روزن انه "لو كان زمام الدولة بأيدْ يهودية، ليست بالضرورة من مرتدي القلنسوات، لكان ينبغي السماح لشبان سديروت وأشكلون (عسقلان) والنقب الغربي او كل شاب قادر على حمل السلاح بالرد على الحرب في اطار ميليشيا غير خاضعة للسيطرة"، وذلك في تعليقه على سقوط صواريخ المقاومة الفلسطينية على القرى والبلدات الإسرائيلية في فلسطين المحتلة عام 1948 ـ 25 ـ 11 ـ 2006". وقال روزن" إن الرد الأبدي على الارهاب هو الارهاب المضاد، العين بالعين والنفس بالنفس". واعتبر أنه ليس هناك خيار الا الاسلوب اليعقوبي وهو "ان يرتدي الجدي ثياب النمر ويكسو ايديه بثياب مكسوة بالشعر".
فتوى بإقامة معسكرات إبادة للفلسطينيين
كذلك دعت مجلة صادرة عن التيار الديني الصهيوني في إسرائيل إلى إقامة "معسكرات إبادة" للفلسطينيين. وذكر موقع "واي نت" الإخباري التابع لصحيفة "يديعوت أحرونوت ـ 17 ـ 1 ـ 2011 ـ أن مجلة أسبوعية صادرة عن هذا التيار يتم توزيعها في الكنس اليهودية في جميع أرجاء إسرائيل نشرت فتوى وقع عليها عدد من كبار الحاخامات تدعو إلى إقامة هذه المعسكرات، باعتبارها فريضة شرعية.
وأشار "واي نت" إلى أن الموقع اعتبر" أن إقامة هذه المعسكرات مهمة "اليهود الأطهار". وهاجمت الفتوى بشدة الحاخامات الذين يتحفظون على إقامة هذه المعسكرات للفلسطينيين، الذين وصفهم بأنهم "العمالقة"، في إشارة إلى العمالقة الذين تروي المصادر الدينية "أن الرب أمر بني إسرائيل بذبحهم وذبح أطفالهم ونسائهم وشيوخهم وحتى بهائمهم قبل ألفي عام".
وحسب ما قاله الحاخامات في مجلتهم، فإن التوراة تلزم اليهود بمحو أي أثر للعمالقة في هذا العصر، في إشارة للفلسطينيين، وأوضحوا أنه حتى الحاخامات الذين يرفضون التوقيع على هذه الفتوى يؤيدون جوهرها.
وتعقيبا على هذه الفتوى الجديدة، اعتبر المفكر الإسرائيلي "أودي ألوني" أن الدعوة للقضاء على الفلسطينيين يتم التعبير عنها بشكل صريح وعلني في الكنس اليهودية، على اعتبار أن التخلص من الفلسطينيين بات خيارا عمليا، واستهجن ألوني أن أحدا لم يعترض على كل من الحاخام شلومو إلياهو، الحاخام الأكبر لمدينة صفد، والحاخام شلومو أفنير، الحاخام الأكبر لمستوطنة "بيت إيل"، اللذين كانا من بين الموقعين على الفتوى.
"عرب اسرائيل" ليسوا أكثر من ضيوف..
من ناحية ثانية، أعلن العشرات من الحاخامات أن "عرب اسرائيل" ليسوا أكثر من ضيوف في إسرائيل. وخلال جولة قام بها وفد من الحاخامات أمس في المدن التي يقطنها اليهود والفلسطينيون في شمال فلسطين المحتلة، قال الحاخام زلمان ملميد، أحد أبرز المرجعيات الدينية اليهودية في "إسرائيل"، الذي ترأس الوفد: "إن حرص الفلسطينيين على الوجود في المدن الإسرائيلية يمثل محاولة إرهابية للمس بالحلم الذي راود اليهود منذ ألفي عام"، وحذر ملميد من "محاولة العرب المس بالهوية اليهودية لإسرائيل، عبر الدعوة لجعل إسرائيل "دولة لكل مواطنيها"، معتبرا "أن قيام العرب بشراء أو استئجار منازل يمثل محاولة مكشوفة لتعريب الأحياء اليهودية".
وقال الحاخام شموئيل إلياهو" إن الأغلبية الساحقة من اليهود في إسرائيل تؤيد الفتوى"، مضيفا: "لا تعبر هذه الفتوى عن العنصرية، بل عن حب إسرائيل، وعلى العرب أن يعلموا أنهم مجرد ضيوف هنا، وفي حال قام أحد بالتآمر على هذه الدولة، فليس له مكان هنا".
يذكر من جهة اخرى، أن ثلاثين حاخامة، وقعن على عريضة تدعو الفتيات اليهوديات إلى عدم الاحتكاك بالشباب العرب. وجاء في العريضة التي أورد نصوصا منها موقع "واللا" الإخباري: "من أجلك أيتها الفتاة اليهودية، من أجل الأجيال المقبلة، وكي لا تجتازين المعاناة الفظيعة، نتوجه إليك بطلب، برجاء، بصلاة. لا تخرجي مع الأغيار (المصطلح الذي يطلقه المتدينون اليهود على العرب وغير اليهود عامة)، لا تعملي في أماكن يوجد فيها أغيار، ولا تفعلي خدمة وطنية مع الأغيار، كما جاء في العريضة، وأضافت العريضة: "الأخت العزيزة.. أنت ابنة ملك، تنتمي إلى شعب مختار، شعب مقدس وعزيز، شعب ملك ملوك الملوك، .. فلا تقعي في أيدي الأغيار". وبادرت إلى التوقيع على العريضة منظمة "لهفا"، التي تصف نفسها بأنها تعمل على إنقاذ بنات إسرائيل، مما تسميه الزواج المختلط.
تراث من الادبيات الايديولوجية والتوراتية
فلا مبالغة او تهويل اذن في مضامين العناوين اعلاه... فالذي نشاهده ونتابعه هناك في فلسطين المحتلة وفي المجتمع الاسرائيلي ـ الصهيوني على نحو حصري، يمكن تكثيفه حقا بالعبارات اعلاه، فنحن امام ما يمكن ان نسميه مجازا"انفلونزا الصقور "التي باتت تمتد وتنتشر وتتكرس وتتغذى في مستنقعات العنصرية وايديولوجيا الارهاب المجازري المتعاظم ضد كل شيء عربي فلسطيني هناك ...ويمكن تكثيف كل ذلك ايضا بالتأكيد على ان هناك ما يمكن ان نطلق عليه كذلك"لوثة النزعة الابادية وسياسة قطع رؤوس العرب" التي على ما هو واضح بين اخذت تسطو بدورها على المشهد السياسي الاسرائيلي برمته امتدادا من اقصى يمينه المتشدد المتطرف العنصري الدموي وصولا الى اقصى يساره المزعوم متمثلا على سبيل المثال بوزير الدفاع او الحرب عمير بيرتس الذي انتقل من زعامة نقابة العمال ـ الهستدروت ـ ومن زعامة العمل من موقع الحمائمية الى موقع الصقورية والحربية العدوانية ...هكذا ما بين عشية وضحاها ....؟
ان كل ذلك بالتأكيد ليس صدفة او عفويا وانما يندرج في سياق تاريخي ايديولوجي ـ سياسي ـ استراتيجي صهيوني مضامينه وترجماته الحقيقية غدت واضحة ملموسة ...
ولذلك يمكن القول في ضوء كل ما يجري في هذه الايام من تصعيد حربي ارهابي دموي صهيوني ضد الشعب العربي الفلسطيني، ان ذلك التراث الضخم من الادبيات الايديولوجية السياسية والتوراتية على حد سواء هو الذي يحكم ويدير الاستراتيجية الاسرائيلية في عملية الصراع (مع أمة العرب والاسلام على نحو عام ومع الشعب العربي الفلسطيني هناك على ارض الوطن المستوطن والمهود على نحو خاص) الى حد كبير الى جانب تلك الاجندة السياسية ـ الاستراتيجية المدججة بافكارومشاريع واجراءات الاستيطان والجدران والاجتياحات والاغتيالات ومعسكرات الاعتقال الجماعية التي تقع كلها وغيرها الكثير ..الكثبر من التفاصيل اليومية على الارض في اطار عقلية ومنهجية احادية الجانب التي هي في الصميم والجوهر حالة الهجوم الصهيوني احادي الجانب المتصل المستمر المتكامل مع سبق التخطيط والتبييت والاستهداف .
ولذلك ليس مفاجئا ان يستانف الاحتلال في اي وقت سياسة الاغتيالات والقصف والهدم والتدمير تحت عناوين متعددة بدأت ب" اول الغيث"وتستمرالى اليوم تحت عنوان كبير مصطنع تضليلي هو"العمل من اجل وقف اطلاق صواريخ القسام بكل الوسائل" ....، وسنتابع لاحقا بالتاكيد ثاني وثالث ورابع الغيث ربما ...؟ او غير ذلك من مصطلحات ذرائعية مخادعة ...؟
ولذلك ليس مفاجئا على الاطلاق اليوم مثلا ان تجمع المؤسسة الاسرائيلية لتعلن "من اجل وقف القسام فان كل شيء مشروع ـ ويقصد بذلك طبعا الاغتيالات والمجازر وقتل الاطفال ..." وان "تتوعد الفلسطينيين بضربات اشد ايلاما "مؤكدة في الوقت ذاته "استحالة ايجاد حل شامل لمشكلة القسام ـ لتبرير استمرار الاغتيالات والمجازر ـ " . وفي السياق الارهابي نفسه كان وزير البنى التحتية الاسرائيلية بنيامين بن اليعازر قد برر سياسة قتل الاطفال الفلسطينيين قائلا:"هذه حرب ..اعتقد اننا فعلنا الشيء الصواب وسنواصل ذلك...؟"المصادر العبرية"، وبينما كان اطل علينا اولمرت في عهده مؤكدا سنستمر بالاغتيالات حتى لو كان سقوط الابرياء هو الثمن ..فان سديروت اهم من غزة"، لحق به حمامة العمل المزعومة على مدى عقود من الزمن "حاييم رامون" الذي اشغل موقع وزير العدل في حكومة اولمرت ـ تصوروا...؟ ـ ليشرع نهج المجازر والجرائم قائلا :"ان اطلاق صواريخ القسام هي جريمة الحرب ـ يديعوت "...وصولا آخرا وليس اخيرا الى عدد من "جنرالات جيش الاحتلال الذين عقدوا اجتماعا خاصا في محاولة لايجاد التبريرات لجرائم الحرب التي ينفذها الطيران الاسرائيلي في قطاع غزة ـ معاريف ـ " وصولا ايضا الى ذروة التصعيد الاغتيالي الصهيوني بتصريحات اولمرت في لندن التي اعلن فيها :"ليس لاي كان حصانة من الاستهداف ـ وكان يقصد رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية ـ وكالات "...
قطع رؤوس الفلسطينيين
نقول..ليس مفاجئا اليوم كل ذلك كما لم يكن مفاجئا ذلك بالامس القريب او البعيد على حد سواء ...فاليوم هو استمرار للامس عندهم ولكن بادوات احدث واشد بشاعة وارهابية ...
تحملنا هذه اللغة الحربية العدوانية الارهابية الدموية الاغتيالية مرة اخرى لنتوقف وننعش الذاكرة بتلك الادبيات التي تشكل جذور البلطجة الارهابية الاسرائيلية المتصاعدة يوما عن يوم ...وجذوراللوثة المجازرية الابادية وسياسة قطع رؤوس الفلسطينيين والعرب ...
ونعود هنا الى ذلك الوقت حينما طلب شارون من وزير حربه بن اليعازر في بدايات حكومته الاولى تصعيد الحرب ضد الفلسطينيين مطالبا اياه بمنتهى الوضوح بـ "قطع رؤوس الفلسطينيين بغية اجبارهم على الاستسلام"لم يكن ذلك الشارون فريد نوعه ونزعته الدموية..
وحينما تبنت الحكومة الاسرائيلية آنذاك بالاجماع الخطط "الشوكية ـ حقل الاشواك ـ "و"الجحيمية" و"المتدحرجة" و"الواقية" وغيرها وصولا الى "اول الغيث" لم تكن تلك الخطط في الحقيقة الا ترجمة مكثفة للادبيات الارهابية والدموية الصهيونية ضد عرب فلسطين.
وحينما انطلقت حملات الاجتياحات و التدمير الشامل للبنى التحتية المجتمعية المدنية والامنيةالفلسطينية، والقتل المكثف والاعتقالات والعقوبات الجماعية ضد الفلسطينيين، في اطار اجتياحات "السور العراقي" التي لم تتوقف على مدار الساعة منذ ذلك الوقت، لم تكن هذه الحملات في الحقيقة الا تصعيدا محموما وهستيريا لحرب اجرامية لم تتوقف اصلا منذ النكبة قبل ثمانية وخمسين عاما".
مضاعفة اعمال القتل والابادة الجماعية
والاهم من ذلك ان فكر ومخططات وتطبيقات الارهاب والتدمير والقتل ضد الشعب الفلسطيني كله بشيبه وشبانه ونسائه واطفاله لها امتدادات وجذور فكرية عنصرية عدائية حتى النخاع.
الامر الذي عبرت عنه جملة من ردود الفعل والتعليقات الاسرائيلية على تقرير لوزارة الصحة الفلسطينية مثلا حول التصعيد الدموي الاسرائيلي ضد الفلسطينيين وحول حصاد الشهداء والجرحى منهم.
فبينما جاء في التقرير الفلسطيني ـ في حينه ـ "ان قرابة 4500 فلسطيني استشهدوا في حين اصيب حوالي 44 الف فلسطيني آخرين بجروح منذ بداية الانتفاضة، انهالت ردود الفعل والتعليقات من مختلف المحافل والمستويات المجتمعية الاسرائيلية غير مصدقة هذه الارقام ومطالبة بمضاعفة اعمال القتل والابادة الجماعية ضد الفلسطينيين.
فيما يلي نماذج من ردود الفعل والتعليقات تلك، كما جاءت على موقع صحيفة "معاريف" العبرية على الانترنت:
« قليل جدا، فلو كان الرقم 44 الف قتيل فلسطيني وليس جريحا، لتركوا طريق الارهاب، حتى لو استغرق الامر سنوات.
ـ لا يكفي ـ ان شاء الله يرتفع الرقم الى 30000 قتيل.
ـ يبدو ان هذا الرقم لا يكفي.
ـ فقط 4000 قتيل..؟، يجب ان نفعل شيئا ما في الامر.
ـ ليقُضى على كل اعداء "اسرائيل"، واتمنى ان يرتفع العدد الى عشرات الآلاف.
ـ كان يجب ان نقتل الف فلسطيني في الاسبوع الاول، فلو فعلنا ذلك لوفرنا قتل الاسرائيليين.
ـ مؤسف ان الرقم ليس اكثر من ذلك، ان شاء الله يرتفع الى اكثر من 50000 الف قتيل.
ـ جيد اننا لم نقتل بني آدم..؟،
ـ ان الرحم الفلسطيني سيعوض النقص في اسبوع.
ـ خطأ في الارقام..؟،
ـ فقط هذا الرقم، اعتقدت انه اكبر بكثير لا يصدق..،
ـ هذا الرقم جيد، ولكن قتل ستة ملايين فلسطيني سيكون افضل بكثير..،
ـ ان "اسرائيل" لا تقوم بالعمل كما يجب..،
ـ يجب ان تعلن "اسرائيل" ان من يقتل فلسطينيا سيحظى ببطاقة سفر على حساب السلطة الفلسطينية.
ـ ميزان القتلى الفلسطينيين يجب ان يتضاعف على الاقل عشرة اضعاف ـ انتهت النماذج ـ .
نصوص "العهد القديم"
واستتباعا ... تحملنا هذه التعليقات والردود الدموية الاسرائيلية الى استحضار ادبياتهم في عهدهم القديم والحديث التي تشرع لهم ممارسة شتى اشكال الارهاب الدموي تحت تسمية "العنف المقدس ضد الاغيار".
فكثيرة هي نصوص "العهد القديم" التي تتحدث عن الحرب والقتل والتدمير والابادة كأساس لاخلاقياتهم في التعامل مع "الاغياز" وهنا (الجبابرة) عرب فلسطين، وهي نصوص تحمل مضمون الوصايا والتوجيهات لما يجب ان يكون عليه سلوك الغزاة اليهود، حيث تحض على الحقد والكراهية والقتل والابادة.
وترتقي نزعة العنف والقتل والارهاب لديهم الى مستوى فلسفي مع جابوتنسكي وتلاميذه من امثال بيغن وشارون ونتنياهو وباراك وموفاز ويعلون وغيرهم حيث جاء في ادبيات هؤلاء مثلا: "ان قوة التقدم في التاريخ ليست للسلام بل للسيف" و"انا احارب اذن انا موجود"، و"اولا وقبل كل شيء يجب ان نقوم بالهجوم عليهم ـ اي على العرب"، و"لا يمكن الوثوق بالعربي باي حال من الاحوال، وبالتالي فان الطريقة الوحيدة للتعامل معه هي قتله".
ولذلك لم تكن فتوى حاخامهم الكبير عوباديا يوسف حينما قال: "ان العرب يتكاثرون كالنمل وبالتالي فليذهبوا الى الجحيم" و"تمنى للمستوطنين النصر على الفلسطينيين الاغيار المجرمين ـ عن القدس المقدسية
"غريبة ومفاجئة، ولم تكن مطالبة البرلماني الليكودي ميخائيل كلاينرمثلا بـ "قصف المدن والقرى الفلسطينية وقتل عشرة الاف فلسطيني دفعة واحدة، وقتل الف فلسطيني مقابل كل يهودي يقتل ـ من رسالته الى مؤتمر الكونغرس الصهيوني ال 34 ـ عن الصحف العبرية والقدس المقدسية "" الا من صميم ادبياتهم وتراثهم الارهابي.
وفي هذا الصدد كذلك تحديدا كان الجنرال موفاز وزير الحرب الاسبق قد اطل علينا ايضا معربدا : "ان غزة ستهتز وترتعد تحت وقع "اول الغيث"، و "ان الزهار وهنية سيلحقون بالشيخ ياسين والرنتيسي" وخاطب ضباط وجنرالات الجيش موجها :" لا ترحموا احدا من العرب لان امن اسرائيل فوق كل شيء ـ يديعوت ـ " ثم ليأتي "آفي ايتام" المتشدد عن حزب "هئيحود هليؤومي" ليطالب مجددا ب"قطع رؤوس الفلسطينيين وفي مقدمتهم قادة حماس.عن موقع عرب 48 ـ ".......يضاف الى ذلك سلسة لا حصر لها من التهديدات والعربدات الحربية على لسان كبار جنرالات الجيش والسياسة في"اسرائيل"في سياق الحرب الاولمرتية ـ البيرتسية الراهنة ضد الشعب الفلسطيني ...
.. الى ان وصلت فتواهم الدموية الى مستوى تشريع "قتل الاطفال والاجنة الفلسطينيين حتى وهم في بطون امهاتهم".
ما يبين لنا اننا امام مجتمع ارهابي متعطش للدماء العربية وملوث بالعنصرية والنزعة الدموية الاجرامية، التي لخصتها لنا الباحثة النرويجية "آن كريستين" حينما اكدت في وقت مبكر من الانتفاضة : "ان اكثر من %70 من افراد الجيش الاسرائيلي هم مجرمو حرب وفقا للمعايير الدولية".
وهي الحقيقة الدامغة التي يؤكدها "د.يحيعام شورك"الكاتب والمؤرخ والمحاضرالاسرائيلي في" بيت بيرل"في دراسة حملت عنوان"جذور البلطجة والقوة في المجتمع الاسرائيلي" حيث قال :"ان نزعة القوة في المجتمع الاسرائيلي ليست وليدة الامس فهي ترجع الى زوايا الماضي المعتمة قبل تجسيد الفكرة الصهيونية ..."..ويؤكد :"لقد تجندت كتب التعليم من جهة وبرامج العمل من جهة اخرى لصالح تحسين وتنمية ال"نحن" وتحطيم الـ "هم" او شرعنةال"نحن" وشيطنة ال"هم"(الفلسطينيون والعرب) .."ويختتم المؤرخ الاسرائيلي شورك بحثه مؤكدا ايضا :"اذا كانت الحال كذلك ..لماذا لا نفهم بذور البلطجة الكامنة داخلنا وبين ظهرانينا ...؟،..واذا اضفنا الى كل ذلك تدخل الصهيونية الدينية في السياسة وهي التي تقدس العمل الصهيوني فان الامر يعني تلقائيا اعطاء المبررات لكل عمليات سلب الارض ومكان العمل وتسويغ كل عدوانية واستعلاء تجاه البيئة المحيطة ـ ان كانت فليسطينية او عربية ـ ...الا يكفي ذلك ...؟، ـ عن موقع المشهد الاسرائيلي ـ "....؟
ولذلك نتساءل في الخلاصة المفيدة باندهاش كبير :
لماذا يتهافت العرب في ضوء كل ذلك اذن على التطبيع الشامل مع تلك الدولة ومع ذلك المجتمع الذي لا يرى فيهم سوى نمل وديدان يجب سحقها ...؟،،،
ولماذا يلتزمون الصمت والفرجة على تصعيدات "الابادة الجماعية"والاغتيالات والمجازر الدموية ضد الفلسطينيين ..؟
ثم اي" تسوية سياسية"سوية يمكن ان تقوم اذن مع هكذا مؤسسة سياسية ـ امنية ـ عسكرتارية اسرائيلية مدججة بمثل تلك الادبيات والفتاوى والتشريعات العنصرية الارهابية الدموية، وبذلك الكم من مجرمي الحرب..؟
فهم يخططون ويبيتون ويعملون من اجل قطع رؤوس العرب والغاء الكيانات العربية سياديا واراديا ومعنويا و عسكريا و سياسيا..؟
فلا يتوقعن احد اذن ان يخرج الجابوتنسكيون والشارونات الذين فرخهم الفكر والنهج الجابوتنسكي والشاروني مثل باراك ونتنياهو واولمرت وموفاز ويعلون وغيرهم من جلدهم وعن طبيعتهم ...
او عن ذلك الثراث الارهابي الدموي وعن ذلك المجتمع العنصري الملوث بالنصوص التوراتية الابادية وتفريخاتها الارهابية ...؟
قتل آلاف الفلسطينيين جيد ولكن قتل ستة ملايين فلسطيني سيكون افضل بكثير..!
حدث ذلك في الثالث والعشرين من شهر شباط الماضي، حيث اقدم اربعة من المستعمرين اليهود تتراوح اعمارهم بين 16 17و عاما، على طعن الشاب المقدسي الشهيد حسام الرويضي من سكان سلوان حتى الموت. وقد وجهت النيابة العامة الاحتلالية لهم تهمة "القتل غير المتعمد"، اذ زعمت الشرطة الإسرائيلية" ان عراكاً اندلع بين الأربعة وعدد من الشبان المقدسيين طعن خلالها الشاب الرويضي".
واليوم وبعد مرور نحو اسبوعين تكشف صحيفة يديعوت احرونوت النقاب عن الحقيقة الموثقة في الاعترافات لدى المحققين، فتقول:"ان الشاب اليهودي الذي طعن وقتل المقدسي الرويضي قال لامه: امي..طاب لي ان اقتل عربيا فقتلته..." ـ وتضيف الصحيفة العبرية على لسان امه :": انه ـ اي القاتل ـ لا يحب العرب ويكرههم".
تصوروا...العنصرية الصهيونية الحاقدة في ذروة تجلياتها السيكولوجية..، والحكاية هنا لا تقتصر عند هذا القاتل بدم بارد الذي طاب له ان يقتل عربيا، وانما تمتد مساحة الذين يطيب لهم ان يقتلوا عربا لتشمل الحكومة والاحزاب والمؤسسات الامنية والعسكرية والاستخبارية ووحدات المستعربين، وصولا الى كتائب المستعمرين اليهود في انحاء الاراضي المحتلة....، لذلك ان اردنا ان نتحدث عن الذين يطيب لهم ان يقتلوا عربا ويستمتعون بذلك فهم لا حصر لهم، ويتوزعون على مختلف طبقات المجتمع الصهيوني، ويعششون في مختلف مؤسسات الدولة الصهيونية، بل ان ثقافة هذا القتل العنصري تعشش في كل مكان صهيوني.
فالعنصرية هى السمة المميزة للدولة الصهيونية منذ أقامتها في فلسطين، فتلك الظاهرة التى تضرب المجتمع الإسرائيلى منذ احتلالهم لفلسطين أصبحت حالياً مشكلة ضخمة تجتاح المدارس والمؤسسات التعليمية المختلفة فى المجتمع الاسرائيلي، حيث تزداد العنصرية المتفشية بين الطلبة يوماً بعد الآخر ضد العرب، بل ارتفعت الأصوات بتدمير الدول العربية.
الموت لكل العرب
فنقلت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية فى تقرير لها ـ الأربعاء 19 ـ 01 ـ 2011 ـ، عن العاملين وبعض المدرسين فى قطاع التعليم تأكيدهم أنهم يواجهون ظاهرة مقلقة للغاية وواقعاً عنيفاً يزداد تطرفاً، وضربت الصحيفة مثالاً على هذه الظاهرة بأنه فى إحدى المرات "كتب طالب فى المرحلة الإعدادية على ورقة الامتحان "الموت للعرب"، وفى حادث آخر قام أحد طلبة المرحلة الثانوية، وفاجأ المدرس وصرخ بأعلى صوته "حلمى الذى أتمنى أن يتحقق، هو أن ألتحق بحرس الحدود بالجيش الإسرائيلي من أجل إبادة الدول العربية"، وذلك قبل أن يصفق له زملاؤه فى الفصل على كلماته ضد العرب.
وأشارت الصحيفة العبرية إلى أن بعض المعلمين فى الفصول الدراسية وجدوا على الجدران شعارات كان قد نطق بها الحاخام الأمريكى العنصرى المتطرف مائير كاهانا، عندما قال "إن العربى الجيد والعاقل هو العربى الميت"، بالإضافة لعبارات التحريض الأخرى التى تشكل إشارة حمراء لما هو قادم من تفشى العنصرية داخل الأوساط التعليمية الإسرائيلية.
وقالت إحدى معلمات مادة التربية الوطنية الإسرائيلية إنه عندما يتم الحديث عن المساواة وغيرها من القيم سرعان ما تخرج الأمور عن دائرة السيطرة، ويبدأ الطلبة بمهاجمتها ونعتها بالأوصاف البذيئة.
وفي حالة اخرى ذكرت الصحف العبرية ان الشرطة الاسرائيلية تجري ـ وكالعادة ـ تحقيقا قضائيا ـ صوريا ـ بطلب من مكتب المدعي العام ضد موقعين إلكترونيين في الفيس بوك يدعوان لقتل العرب ـ يديعوت 6 ـ 1 ـ 2011 ".
وحمل الموقع الأول عنوان "الموت لكل العرب"، ويضم مائة وسبعين عضوا، وجاء فيه"اقتلوهم فردا فردا، العربي الجيد هو فقط العربي الميت، العرب حيوانات ضالة"،
أما الموقع الثاني فدعا للتظاهر في أم الفحم ضد الحركة الإسلامية، وكتبوا فيه :"محمد خنزير، الموت للعرب"،
ولعل الاخطر دائما هي تلك الفتواى الابادية التي يطلقها الحاخامات، اذ رأى احد حاخامات الصهيونية الدينية رئيس معهد "تسومت" في غوش عتسيون الحاخام يسرائيل روزن انه "لو كان زمام الدولة بأيدْ يهودية، ليست بالضرورة من مرتدي القلنسوات، لكان ينبغي السماح لشبان سديروت وأشكلون (عسقلان) والنقب الغربي او كل شاب قادر على حمل السلاح بالرد على الحرب في اطار ميليشيا غير خاضعة للسيطرة"، وذلك في تعليقه على سقوط صواريخ المقاومة الفلسطينية على القرى والبلدات الإسرائيلية في فلسطين المحتلة عام 1948 ـ 25 ـ 11 ـ 2006". وقال روزن" إن الرد الأبدي على الارهاب هو الارهاب المضاد، العين بالعين والنفس بالنفس". واعتبر أنه ليس هناك خيار الا الاسلوب اليعقوبي وهو "ان يرتدي الجدي ثياب النمر ويكسو ايديه بثياب مكسوة بالشعر".
فتوى بإقامة معسكرات إبادة للفلسطينيين
كذلك دعت مجلة صادرة عن التيار الديني الصهيوني في إسرائيل إلى إقامة "معسكرات إبادة" للفلسطينيين. وذكر موقع "واي نت" الإخباري التابع لصحيفة "يديعوت أحرونوت ـ 17 ـ 1 ـ 2011 ـ أن مجلة أسبوعية صادرة عن هذا التيار يتم توزيعها في الكنس اليهودية في جميع أرجاء إسرائيل نشرت فتوى وقع عليها عدد من كبار الحاخامات تدعو إلى إقامة هذه المعسكرات، باعتبارها فريضة شرعية.
وأشار "واي نت" إلى أن الموقع اعتبر" أن إقامة هذه المعسكرات مهمة "اليهود الأطهار". وهاجمت الفتوى بشدة الحاخامات الذين يتحفظون على إقامة هذه المعسكرات للفلسطينيين، الذين وصفهم بأنهم "العمالقة"، في إشارة إلى العمالقة الذين تروي المصادر الدينية "أن الرب أمر بني إسرائيل بذبحهم وذبح أطفالهم ونسائهم وشيوخهم وحتى بهائمهم قبل ألفي عام".
وحسب ما قاله الحاخامات في مجلتهم، فإن التوراة تلزم اليهود بمحو أي أثر للعمالقة في هذا العصر، في إشارة للفلسطينيين، وأوضحوا أنه حتى الحاخامات الذين يرفضون التوقيع على هذه الفتوى يؤيدون جوهرها.
وتعقيبا على هذه الفتوى الجديدة، اعتبر المفكر الإسرائيلي "أودي ألوني" أن الدعوة للقضاء على الفلسطينيين يتم التعبير عنها بشكل صريح وعلني في الكنس اليهودية، على اعتبار أن التخلص من الفلسطينيين بات خيارا عمليا، واستهجن ألوني أن أحدا لم يعترض على كل من الحاخام شلومو إلياهو، الحاخام الأكبر لمدينة صفد، والحاخام شلومو أفنير، الحاخام الأكبر لمستوطنة "بيت إيل"، اللذين كانا من بين الموقعين على الفتوى.
"عرب اسرائيل" ليسوا أكثر من ضيوف..
من ناحية ثانية، أعلن العشرات من الحاخامات أن "عرب اسرائيل" ليسوا أكثر من ضيوف في إسرائيل. وخلال جولة قام بها وفد من الحاخامات أمس في المدن التي يقطنها اليهود والفلسطينيون في شمال فلسطين المحتلة، قال الحاخام زلمان ملميد، أحد أبرز المرجعيات الدينية اليهودية في "إسرائيل"، الذي ترأس الوفد: "إن حرص الفلسطينيين على الوجود في المدن الإسرائيلية يمثل محاولة إرهابية للمس بالحلم الذي راود اليهود منذ ألفي عام"، وحذر ملميد من "محاولة العرب المس بالهوية اليهودية لإسرائيل، عبر الدعوة لجعل إسرائيل "دولة لكل مواطنيها"، معتبرا "أن قيام العرب بشراء أو استئجار منازل يمثل محاولة مكشوفة لتعريب الأحياء اليهودية".
وقال الحاخام شموئيل إلياهو" إن الأغلبية الساحقة من اليهود في إسرائيل تؤيد الفتوى"، مضيفا: "لا تعبر هذه الفتوى عن العنصرية، بل عن حب إسرائيل، وعلى العرب أن يعلموا أنهم مجرد ضيوف هنا، وفي حال قام أحد بالتآمر على هذه الدولة، فليس له مكان هنا".
يذكر من جهة اخرى، أن ثلاثين حاخامة، وقعن على عريضة تدعو الفتيات اليهوديات إلى عدم الاحتكاك بالشباب العرب. وجاء في العريضة التي أورد نصوصا منها موقع "واللا" الإخباري: "من أجلك أيتها الفتاة اليهودية، من أجل الأجيال المقبلة، وكي لا تجتازين المعاناة الفظيعة، نتوجه إليك بطلب، برجاء، بصلاة. لا تخرجي مع الأغيار (المصطلح الذي يطلقه المتدينون اليهود على العرب وغير اليهود عامة)، لا تعملي في أماكن يوجد فيها أغيار، ولا تفعلي خدمة وطنية مع الأغيار، كما جاء في العريضة، وأضافت العريضة: "الأخت العزيزة.. أنت ابنة ملك، تنتمي إلى شعب مختار، شعب مقدس وعزيز، شعب ملك ملوك الملوك، .. فلا تقعي في أيدي الأغيار". وبادرت إلى التوقيع على العريضة منظمة "لهفا"، التي تصف نفسها بأنها تعمل على إنقاذ بنات إسرائيل، مما تسميه الزواج المختلط.
تراث من الادبيات الايديولوجية والتوراتية
فلا مبالغة او تهويل اذن في مضامين العناوين اعلاه... فالذي نشاهده ونتابعه هناك في فلسطين المحتلة وفي المجتمع الاسرائيلي ـ الصهيوني على نحو حصري، يمكن تكثيفه حقا بالعبارات اعلاه، فنحن امام ما يمكن ان نسميه مجازا"انفلونزا الصقور "التي باتت تمتد وتنتشر وتتكرس وتتغذى في مستنقعات العنصرية وايديولوجيا الارهاب المجازري المتعاظم ضد كل شيء عربي فلسطيني هناك ...ويمكن تكثيف كل ذلك ايضا بالتأكيد على ان هناك ما يمكن ان نطلق عليه كذلك"لوثة النزعة الابادية وسياسة قطع رؤوس العرب" التي على ما هو واضح بين اخذت تسطو بدورها على المشهد السياسي الاسرائيلي برمته امتدادا من اقصى يمينه المتشدد المتطرف العنصري الدموي وصولا الى اقصى يساره المزعوم متمثلا على سبيل المثال بوزير الدفاع او الحرب عمير بيرتس الذي انتقل من زعامة نقابة العمال ـ الهستدروت ـ ومن زعامة العمل من موقع الحمائمية الى موقع الصقورية والحربية العدوانية ...هكذا ما بين عشية وضحاها ....؟
ان كل ذلك بالتأكيد ليس صدفة او عفويا وانما يندرج في سياق تاريخي ايديولوجي ـ سياسي ـ استراتيجي صهيوني مضامينه وترجماته الحقيقية غدت واضحة ملموسة ...
ولذلك يمكن القول في ضوء كل ما يجري في هذه الايام من تصعيد حربي ارهابي دموي صهيوني ضد الشعب العربي الفلسطيني، ان ذلك التراث الضخم من الادبيات الايديولوجية السياسية والتوراتية على حد سواء هو الذي يحكم ويدير الاستراتيجية الاسرائيلية في عملية الصراع (مع أمة العرب والاسلام على نحو عام ومع الشعب العربي الفلسطيني هناك على ارض الوطن المستوطن والمهود على نحو خاص) الى حد كبير الى جانب تلك الاجندة السياسية ـ الاستراتيجية المدججة بافكارومشاريع واجراءات الاستيطان والجدران والاجتياحات والاغتيالات ومعسكرات الاعتقال الجماعية التي تقع كلها وغيرها الكثير ..الكثبر من التفاصيل اليومية على الارض في اطار عقلية ومنهجية احادية الجانب التي هي في الصميم والجوهر حالة الهجوم الصهيوني احادي الجانب المتصل المستمر المتكامل مع سبق التخطيط والتبييت والاستهداف .
ولذلك ليس مفاجئا ان يستانف الاحتلال في اي وقت سياسة الاغتيالات والقصف والهدم والتدمير تحت عناوين متعددة بدأت ب" اول الغيث"وتستمرالى اليوم تحت عنوان كبير مصطنع تضليلي هو"العمل من اجل وقف اطلاق صواريخ القسام بكل الوسائل" ....، وسنتابع لاحقا بالتاكيد ثاني وثالث ورابع الغيث ربما ...؟ او غير ذلك من مصطلحات ذرائعية مخادعة ...؟
ولذلك ليس مفاجئا على الاطلاق اليوم مثلا ان تجمع المؤسسة الاسرائيلية لتعلن "من اجل وقف القسام فان كل شيء مشروع ـ ويقصد بذلك طبعا الاغتيالات والمجازر وقتل الاطفال ..." وان "تتوعد الفلسطينيين بضربات اشد ايلاما "مؤكدة في الوقت ذاته "استحالة ايجاد حل شامل لمشكلة القسام ـ لتبرير استمرار الاغتيالات والمجازر ـ " . وفي السياق الارهابي نفسه كان وزير البنى التحتية الاسرائيلية بنيامين بن اليعازر قد برر سياسة قتل الاطفال الفلسطينيين قائلا:"هذه حرب ..اعتقد اننا فعلنا الشيء الصواب وسنواصل ذلك...؟"المصادر العبرية"، وبينما كان اطل علينا اولمرت في عهده مؤكدا سنستمر بالاغتيالات حتى لو كان سقوط الابرياء هو الثمن ..فان سديروت اهم من غزة"، لحق به حمامة العمل المزعومة على مدى عقود من الزمن "حاييم رامون" الذي اشغل موقع وزير العدل في حكومة اولمرت ـ تصوروا...؟ ـ ليشرع نهج المجازر والجرائم قائلا :"ان اطلاق صواريخ القسام هي جريمة الحرب ـ يديعوت "...وصولا آخرا وليس اخيرا الى عدد من "جنرالات جيش الاحتلال الذين عقدوا اجتماعا خاصا في محاولة لايجاد التبريرات لجرائم الحرب التي ينفذها الطيران الاسرائيلي في قطاع غزة ـ معاريف ـ " وصولا ايضا الى ذروة التصعيد الاغتيالي الصهيوني بتصريحات اولمرت في لندن التي اعلن فيها :"ليس لاي كان حصانة من الاستهداف ـ وكان يقصد رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية ـ وكالات "...
قطع رؤوس الفلسطينيين
نقول..ليس مفاجئا اليوم كل ذلك كما لم يكن مفاجئا ذلك بالامس القريب او البعيد على حد سواء ...فاليوم هو استمرار للامس عندهم ولكن بادوات احدث واشد بشاعة وارهابية ...
تحملنا هذه اللغة الحربية العدوانية الارهابية الدموية الاغتيالية مرة اخرى لنتوقف وننعش الذاكرة بتلك الادبيات التي تشكل جذور البلطجة الارهابية الاسرائيلية المتصاعدة يوما عن يوم ...وجذوراللوثة المجازرية الابادية وسياسة قطع رؤوس الفلسطينيين والعرب ...
ونعود هنا الى ذلك الوقت حينما طلب شارون من وزير حربه بن اليعازر في بدايات حكومته الاولى تصعيد الحرب ضد الفلسطينيين مطالبا اياه بمنتهى الوضوح بـ "قطع رؤوس الفلسطينيين بغية اجبارهم على الاستسلام"لم يكن ذلك الشارون فريد نوعه ونزعته الدموية..
وحينما تبنت الحكومة الاسرائيلية آنذاك بالاجماع الخطط "الشوكية ـ حقل الاشواك ـ "و"الجحيمية" و"المتدحرجة" و"الواقية" وغيرها وصولا الى "اول الغيث" لم تكن تلك الخطط في الحقيقة الا ترجمة مكثفة للادبيات الارهابية والدموية الصهيونية ضد عرب فلسطين.
وحينما انطلقت حملات الاجتياحات و التدمير الشامل للبنى التحتية المجتمعية المدنية والامنيةالفلسطينية، والقتل المكثف والاعتقالات والعقوبات الجماعية ضد الفلسطينيين، في اطار اجتياحات "السور العراقي" التي لم تتوقف على مدار الساعة منذ ذلك الوقت، لم تكن هذه الحملات في الحقيقة الا تصعيدا محموما وهستيريا لحرب اجرامية لم تتوقف اصلا منذ النكبة قبل ثمانية وخمسين عاما".
مضاعفة اعمال القتل والابادة الجماعية
والاهم من ذلك ان فكر ومخططات وتطبيقات الارهاب والتدمير والقتل ضد الشعب الفلسطيني كله بشيبه وشبانه ونسائه واطفاله لها امتدادات وجذور فكرية عنصرية عدائية حتى النخاع.
الامر الذي عبرت عنه جملة من ردود الفعل والتعليقات الاسرائيلية على تقرير لوزارة الصحة الفلسطينية مثلا حول التصعيد الدموي الاسرائيلي ضد الفلسطينيين وحول حصاد الشهداء والجرحى منهم.
فبينما جاء في التقرير الفلسطيني ـ في حينه ـ "ان قرابة 4500 فلسطيني استشهدوا في حين اصيب حوالي 44 الف فلسطيني آخرين بجروح منذ بداية الانتفاضة، انهالت ردود الفعل والتعليقات من مختلف المحافل والمستويات المجتمعية الاسرائيلية غير مصدقة هذه الارقام ومطالبة بمضاعفة اعمال القتل والابادة الجماعية ضد الفلسطينيين.
فيما يلي نماذج من ردود الفعل والتعليقات تلك، كما جاءت على موقع صحيفة "معاريف" العبرية على الانترنت:
« قليل جدا، فلو كان الرقم 44 الف قتيل فلسطيني وليس جريحا، لتركوا طريق الارهاب، حتى لو استغرق الامر سنوات.
ـ لا يكفي ـ ان شاء الله يرتفع الرقم الى 30000 قتيل.
ـ يبدو ان هذا الرقم لا يكفي.
ـ فقط 4000 قتيل..؟، يجب ان نفعل شيئا ما في الامر.
ـ ليقُضى على كل اعداء "اسرائيل"، واتمنى ان يرتفع العدد الى عشرات الآلاف.
ـ كان يجب ان نقتل الف فلسطيني في الاسبوع الاول، فلو فعلنا ذلك لوفرنا قتل الاسرائيليين.
ـ مؤسف ان الرقم ليس اكثر من ذلك، ان شاء الله يرتفع الى اكثر من 50000 الف قتيل.
ـ جيد اننا لم نقتل بني آدم..؟،
ـ ان الرحم الفلسطيني سيعوض النقص في اسبوع.
ـ خطأ في الارقام..؟،
ـ فقط هذا الرقم، اعتقدت انه اكبر بكثير لا يصدق..،
ـ هذا الرقم جيد، ولكن قتل ستة ملايين فلسطيني سيكون افضل بكثير..،
ـ ان "اسرائيل" لا تقوم بالعمل كما يجب..،
ـ يجب ان تعلن "اسرائيل" ان من يقتل فلسطينيا سيحظى ببطاقة سفر على حساب السلطة الفلسطينية.
ـ ميزان القتلى الفلسطينيين يجب ان يتضاعف على الاقل عشرة اضعاف ـ انتهت النماذج ـ .
نصوص "العهد القديم"
واستتباعا ... تحملنا هذه التعليقات والردود الدموية الاسرائيلية الى استحضار ادبياتهم في عهدهم القديم والحديث التي تشرع لهم ممارسة شتى اشكال الارهاب الدموي تحت تسمية "العنف المقدس ضد الاغيار".
فكثيرة هي نصوص "العهد القديم" التي تتحدث عن الحرب والقتل والتدمير والابادة كأساس لاخلاقياتهم في التعامل مع "الاغياز" وهنا (الجبابرة) عرب فلسطين، وهي نصوص تحمل مضمون الوصايا والتوجيهات لما يجب ان يكون عليه سلوك الغزاة اليهود، حيث تحض على الحقد والكراهية والقتل والابادة.
وترتقي نزعة العنف والقتل والارهاب لديهم الى مستوى فلسفي مع جابوتنسكي وتلاميذه من امثال بيغن وشارون ونتنياهو وباراك وموفاز ويعلون وغيرهم حيث جاء في ادبيات هؤلاء مثلا: "ان قوة التقدم في التاريخ ليست للسلام بل للسيف" و"انا احارب اذن انا موجود"، و"اولا وقبل كل شيء يجب ان نقوم بالهجوم عليهم ـ اي على العرب"، و"لا يمكن الوثوق بالعربي باي حال من الاحوال، وبالتالي فان الطريقة الوحيدة للتعامل معه هي قتله".
ولذلك لم تكن فتوى حاخامهم الكبير عوباديا يوسف حينما قال: "ان العرب يتكاثرون كالنمل وبالتالي فليذهبوا الى الجحيم" و"تمنى للمستوطنين النصر على الفلسطينيين الاغيار المجرمين ـ عن القدس المقدسية
"غريبة ومفاجئة، ولم تكن مطالبة البرلماني الليكودي ميخائيل كلاينرمثلا بـ "قصف المدن والقرى الفلسطينية وقتل عشرة الاف فلسطيني دفعة واحدة، وقتل الف فلسطيني مقابل كل يهودي يقتل ـ من رسالته الى مؤتمر الكونغرس الصهيوني ال 34 ـ عن الصحف العبرية والقدس المقدسية "" الا من صميم ادبياتهم وتراثهم الارهابي.
وفي هذا الصدد كذلك تحديدا كان الجنرال موفاز وزير الحرب الاسبق قد اطل علينا ايضا معربدا : "ان غزة ستهتز وترتعد تحت وقع "اول الغيث"، و "ان الزهار وهنية سيلحقون بالشيخ ياسين والرنتيسي" وخاطب ضباط وجنرالات الجيش موجها :" لا ترحموا احدا من العرب لان امن اسرائيل فوق كل شيء ـ يديعوت ـ " ثم ليأتي "آفي ايتام" المتشدد عن حزب "هئيحود هليؤومي" ليطالب مجددا ب"قطع رؤوس الفلسطينيين وفي مقدمتهم قادة حماس.عن موقع عرب 48 ـ ".......يضاف الى ذلك سلسة لا حصر لها من التهديدات والعربدات الحربية على لسان كبار جنرالات الجيش والسياسة في"اسرائيل"في سياق الحرب الاولمرتية ـ البيرتسية الراهنة ضد الشعب الفلسطيني ...
.. الى ان وصلت فتواهم الدموية الى مستوى تشريع "قتل الاطفال والاجنة الفلسطينيين حتى وهم في بطون امهاتهم".
ما يبين لنا اننا امام مجتمع ارهابي متعطش للدماء العربية وملوث بالعنصرية والنزعة الدموية الاجرامية، التي لخصتها لنا الباحثة النرويجية "آن كريستين" حينما اكدت في وقت مبكر من الانتفاضة : "ان اكثر من %70 من افراد الجيش الاسرائيلي هم مجرمو حرب وفقا للمعايير الدولية".
وهي الحقيقة الدامغة التي يؤكدها "د.يحيعام شورك"الكاتب والمؤرخ والمحاضرالاسرائيلي في" بيت بيرل"في دراسة حملت عنوان"جذور البلطجة والقوة في المجتمع الاسرائيلي" حيث قال :"ان نزعة القوة في المجتمع الاسرائيلي ليست وليدة الامس فهي ترجع الى زوايا الماضي المعتمة قبل تجسيد الفكرة الصهيونية ..."..ويؤكد :"لقد تجندت كتب التعليم من جهة وبرامج العمل من جهة اخرى لصالح تحسين وتنمية ال"نحن" وتحطيم الـ "هم" او شرعنةال"نحن" وشيطنة ال"هم"(الفلسطينيون والعرب) .."ويختتم المؤرخ الاسرائيلي شورك بحثه مؤكدا ايضا :"اذا كانت الحال كذلك ..لماذا لا نفهم بذور البلطجة الكامنة داخلنا وبين ظهرانينا ...؟،..واذا اضفنا الى كل ذلك تدخل الصهيونية الدينية في السياسة وهي التي تقدس العمل الصهيوني فان الامر يعني تلقائيا اعطاء المبررات لكل عمليات سلب الارض ومكان العمل وتسويغ كل عدوانية واستعلاء تجاه البيئة المحيطة ـ ان كانت فليسطينية او عربية ـ ...الا يكفي ذلك ...؟، ـ عن موقع المشهد الاسرائيلي ـ "....؟
ولذلك نتساءل في الخلاصة المفيدة باندهاش كبير :
لماذا يتهافت العرب في ضوء كل ذلك اذن على التطبيع الشامل مع تلك الدولة ومع ذلك المجتمع الذي لا يرى فيهم سوى نمل وديدان يجب سحقها ...؟،،،
ولماذا يلتزمون الصمت والفرجة على تصعيدات "الابادة الجماعية"والاغتيالات والمجازر الدموية ضد الفلسطينيين ..؟
ثم اي" تسوية سياسية"سوية يمكن ان تقوم اذن مع هكذا مؤسسة سياسية ـ امنية ـ عسكرتارية اسرائيلية مدججة بمثل تلك الادبيات والفتاوى والتشريعات العنصرية الارهابية الدموية، وبذلك الكم من مجرمي الحرب..؟
فهم يخططون ويبيتون ويعملون من اجل قطع رؤوس العرب والغاء الكيانات العربية سياديا واراديا ومعنويا و عسكريا و سياسيا..؟
فلا يتوقعن احد اذن ان يخرج الجابوتنسكيون والشارونات الذين فرخهم الفكر والنهج الجابوتنسكي والشاروني مثل باراك ونتنياهو واولمرت وموفاز ويعلون وغيرهم من جلدهم وعن طبيعتهم ...
او عن ذلك الثراث الارهابي الدموي وعن ذلك المجتمع العنصري الملوث بالنصوص التوراتية الابادية وتفريخاتها الارهابية ...؟