ارشيف من :أخبار اليوم
مسلسل فضائح "ويكليكس" حول تآمر 14 اذار على المقاومة في حرب تموز 2006 يتوالى فصولا
مسلسل فضائح "ويكليكس" حول تآمر 14 اذار على المقاومة في حرب تموز 2006 يتوالى فصولا
الحريري : سليمان متواطئ مع سوريا وحزب الله ويجب التخلص منه .. حرب : لا يمكن لنصر الله ان يصبح "رامبو" .. سلامة : لمنع أي إحتمال لإعادة تسليح حزب الله.. عون : جميعنا ملزمون بالدفاع عن المقاومة
الحريري : سليمان متواطئ مع سوريا وحزب الله ويجب التخلص منه .. حرب : لا يمكن لنصر الله ان يصبح "رامبو" .. سلامة : لمنع أي إحتمال لإعادة تسليح حزب الله.. عون : جميعنا ملزمون بالدفاع عن المقاومة
يتوالى مسلسل كشف فضائح تآمر فريق 14 أذار على المقاومة وسلاحها خلال حرب تموز 2006 ، ومراهنة هذا الفريق الكاملة على الدعم الأميركي ووقوفه الى جانب "اسرائيل" في حربها على لبنان ومحاولتها التخلص من حزب الله ومن كل حليف لهذا الحزب. وفي جديد فضائح "ويكليكس" وبعد ما كشفته صحيفة "الأخبار" أمس عن دور رئيس الحكومة الاسبق فؤاد السنيورة في المؤامرة الدولية على المقاومة، تتكشف اليوم فصول جديدة من هذه المؤامرة أبطالها رئيس حكومة تصريف الأعمال الحالي سعد الحريري والوزير بطرس حرب وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة.
الحريري: حزب الله ورغم إدعائه النصر "تضرر كثيراً" وسيخرج من هذا الصراع أضعف عسكرياً وسياسياً
نقلت صحيفة "الأخبار" وثيقة سرية تعود لفترة حرب تموز، وهي كناية عن لقاء جمع رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري مع السفير الأميركي السابق في لبنان جيفري فيلتمان ودبلوماسي في السفارة الأميركية، في منزل الحريري بوجود وزير الإعلام آنذاك غازي العريضي، تظهر حجم التواطؤ والتآمر الداخلي على حزب الله، في الوقت الذي كان الأخير يقود أشرس المعارك مع العدو الصهيوني حفاظاً على سيادة لبنان وإستقلاله.
ففي وثيقة تحمل رقم 06BEIRUT2602 بتاريخ 12 آب 2006 الساعة 13:38 تحدث زعيم الأكثرية النيابية سعد الحريري عن أهدافه الرئيسية في الفترة التي تلت وقف إطلاق النار بين "اسرائيل" وحزب الله.
وإذ بدا أثناء الأجتماع مقتنعاً بأن الحكومة اللبنانية ستوافق على قرار مجلس الأمن 1701 خلال جلستها في الخامسة من بعد ظهر اليوم نفسه، حذر الحريري من أن المجتمع الدولي يجب أن يستمر في إبقاء سوريا وإيران في حالة فقدان للتوازن.
كما أن الحريري كان ينوي أن يدفع من جديد بموضوع إزاحة الرئيس العماد إميل لحود وكبار قادة الجيش اللبناني ومن ضمنهم قائد الجيش آنذاك ميشال سليمان، متوقعاً أن يكون حزب الله قد ضعف عسكرياً وسياسياً نتيجة لهذا الصراع وأن رئيس مجلس النواب نبيه بري سيستفيد من ذلك ليعيد تأكيد وضع حركة أمل بوصفها أبرز مجموعة شيعية في لبنان، على أن تكون إعادة الإعمار عاملاً أساسياً في تقرير ما إذا كانت الحكومة المركزية، مع الدعم الدولي ستتمكن من تعزيز تأثيرها في الجنوب أو أن الفراغ سيملأه مرة أخرى المال الايراني عبر قناة حزب الله، لا الحكومة.
ورداً على سؤال عن وضع آلية معينة للسيطرة على تهريب السلاح، بدا سعد الحريري غير مطلع وغير مهتم بالتفاصيل، وقال إن الهدف في نهاية المطاف هو إبقاء السوريين والايرانيين مشغولين.
توقع الموافقة على القرار:
ورداً على سؤال في اللقاء عينه عما اذا كانت الحكومة ستوافق على قرار مجلس الأمن في جلستها، قال سعد بثقة "إنه سيمر".
ما بعد وقف إطلاق النار:
أمل الحريري إضعاف نفوذ حزب الله وسوريا وإيران في لبنان، في الفترة التي تلي إنتشار الجيش اللبناني و"اليونيفل" في الجنوب، في مقابل زيادة قوة الحكومة المركزية قدر المستطاع، معرباً عن إعتقاده بأن حزب الله ورغم إدعائه النصر قد "تضرر كثيراً"، وسيخرج من هذا الصراع أضعف عسكرياً وسياسياً.
ووفق الحريري، فإن بري غاضب جداً من حزب الله وإن حلم بري الوحيد هو القضاء على حزب الله وإستعادة مركز أمل في الصدارة الشيعية.
وشدد الحريري على أنه يجب تعزيز قوة بري عبر تحقيق إنتشار ناجح لقوات الجيش اللبناني في الجنوب، وعبر إمرار بعض المساعدات الدولية لإعادة الاعمار عبر آليات يكون فيها دور لبري.
وفي هذا الاطار، طلب الحريري من الولايات المتحدة الاميركية أن "تغري البعض" للتبرع بأموال ومعدات عسكرية للحكومة، محدداً اليابان والسعودية والامارات العربية المتحدة.
واعتبر الحريري أنه إذا كانت ايران ترغب في المساهمة، يمكنها عبر الحكومة المركزية لا عبر حزب الله، كما فعلت في السابق.
وتناول فيلتمان مع الحريري مسألة القلق من ضرورة عدم إستفادة عائلة بري مالياً، وخصوصاً زوجته رندة، كما فعلت مع صناديق تمويل تنموية سابقة في الجنوب.
وبعدما طلب أن تبقى ملاحظاته سرية، همس الحريري قائلاً إنه "يجب علينا إزاحة لحود و(قائد الجيش اللبناني ميشال) سليمان و(رئيس شعبة الاستخبارات في الجيش) جورج خوري، إنهم متواطؤون مع سوريا. إنهم متواطؤون مع حزب الله". وطلب أن يستمر الضغط الدولي على إيران وسوريا دون إنقطاع.
ففي موضوع ايران، حث الحريري على تأمين قراراً جديداً قاسياً في مجلس الأمن يتعلق بالبرنامج النووي الايراني بداية أيلول. وفي موضوع سوريا، شدد على الإنشاء السريع للمحكمة الدولية لمحاكمة المتهمين في إغتيال والده، وقال إنه إن مرر مجلس الأمن قرار المحكمة الآن فستتمكن الحكومة من القبول به وإرساله الى البرلمان للتصديق عليه، فالحريري يريد وجود "سيف مصلت على رقبة ايران وسوريا" لإضعاف وكلائهما اللبنانيين.
تعليق:
وسئل الحريري عن السيطرة على تهريب السلاح، فأعلن أنه مفاجأ من أن مطار بيروت الدولي لا يزال يستخدم في هذه الأهداف الشائنة، معرباً عن إعتقاده بأن حزب الله لم يعد يسيطر على المطار.
وأبدى الحريري رغبة شديدة في التخلص من لحود وسليمان بالتحديد، معتمدا على الضغط الدولي على سيديهما سوريا وايران. ولكن الحريري قال إنه لا يعرف من يجب أن يخلف لحود وسليمان. ورأى الحريري أن " أصدقاءنا الموارنة" لم يرتبوا بيتهم الداخلي بما يكفي لكي يتفقوا على بديلين لهذين المنصبين.
الى ذلك، أشاد الحريري بصدق واضح بأداء رئيس الوزراء فؤاد السنيورة خلال هذه الأزمة، وأضاف بصوت خافت وهو يهز رأسه "لو إخترت بهيج (طبارة، وزير عدل سابق) منذ عام"، في إشارة الى أن ذلك إعتراف واضح من الحريري بأن النصيحة التي أسديت له منذ عام من الأميركيين والفرنسيين له لإختيار السنيورة عوضاً عن إختياره الأصلي، أي طبارة، كانت الخيار المناسب.
من جهته، أعرب فيلتمان أن السنيورة قام بعمل أفضل حين لم يكن مضطرا بشأن تشكيك سعد، الأقل خبرة ولكن الأقوى سياسياً، به، معرباً عن إعتقاده أنه من الجيد أن سعد في البلاد.
حرب: لا يمكن نصرالله أن يصبح "رامبو" المنطقة
ففي وثيقة مصنفة صادرة عن السفير الاميركي في لبنان جيفري فيلتمان بتاريخ ا أب 2006 ( رقم البرقية: 06BEIRUT 2513 - التاريخ: 16:10 )، وصف النائب الماروني في تحالف 14 أذار بطرس حرب الهجوم الاسرائيلي على لبنان بأنه مثقل بالضحايا، متوقعا أن تفوز اسرائيل بسرعة في الحرب على حزب الله وأن يطبق وقف إطلاق نار، معربا عن قلقه من أن يخرج حسن نصرالله وحزب الله من الحرب كأبطال لأنهم يكسرون اسطورة الجيش الاسرائيلي" ويكسبون التعاطف الدولي".
وقال حرب إنه لم يلاحظ خطوات جدية تشي بغزو اسرائيلي حقيقي للبنان. وأشار الى أن العرب غير معتادين على حروب تطول أكثر من 6 أيام مع اسرائيل ومع دخول الحرب يومها العشرين يبدو أن حزب الله يحقق إنتصارات في وجه "اسرائيل". وهذا قد يعطي انطباعا للعالم العربي بأن اسرائيل هشة ويمكن تدميرها من خلال هجوم عربي(...).
وحذر حرب من أن دائرة التعاطف مع حزب الله تكبر تحديدا على ضوء الهجوم على قانا وهو ما يسهم في تعزيز صورة حزب الله البطل ويتغذى هذا الشعور من واقع أن اللبنانيين الذين يؤمنون بأن حزب الله لا يكترث لحماية الحياة البشرية لا يمكنهم التعبير عن أنفسهم لأنه سينظر إليهم على أنهم يعارضون المقاومة لمصلحة الحياة البشرية.
لا يمكنهم التعبير عن أنفسهم لأنه سينظر إليهم على أنهم يعارضون المقاومة لمصلحة العدو الاسرائيلي. وفيما أسف حرب لكون حزب الله لا يبدو أنه ضعف جديا، شدد على أن وقفا لإطلاق النار مطلوب لمنع نصرالله من أن يتحول الى "رامبو المنطقة".
حزب الله قوي هو كارثة
وتضيف الوثيقة المنشورة في صحيفة "الاخبار" اليوم أنه رغم إنتقاداته لاسرائيل، توقع حرب أن يواجه لبنان والمنطقة كارثة إذا خرج حزب الله من الحرب أقوى مما كان عليه، مشددا على أنه داخل طائفته المارونية ليس هناك تأييد لأن تزداد قوة حزب الله في لبنان، ورغم أن حرب "معهم" في مواجهة الغزو الاسرائيلي، فهو بالمستوى نفسه" ضدهم" في أن تزداد قوتهم في لبنان ، ولفت الى أن حزب الله معززا قد يفرض أيديولوجيا الشريعة الاسلامية في لبنان والعالم العربي، ويطلق شرارة مواجهة سنية-شيعية تختمر عناصرها أصلا.
ورأى حرب أن العنف بين المسلمين الشيعة والسنة في لبنان يختمر. فالنازحون الشيعة الذين كانوا مسلحين" إحتلوا" بيروت بحثا عن مأوى، هم يأتون بغرور حاملين أعلام حزب الله ويرفضون تلقي المساعدات الانسانية التي تقدمها مؤسسة الحريري السنية، ويعتقد حرب بأنه إن لم يحل النزاع سريعا فإن المهجرين الشيعة سينتشرون على كامل الأراضي اللبنانية وستقع أحداث مشابهة للهجوم الذي حصل في 31 تموز ضد مقر الامم المتحدة في بيروت "الاسكوا" . وشدد على أن هذا الهجوم كان رسالة من مناصري حزب الله تفيد بـ"اصبحنا عند بوابات سوليدير"(..) ان المناطق غير التابعة لسيطرة حزب الله تتعرض لتهديد الأشخاص اللذين لحق بهم الأذى والمتحمسين للرد. ان حزب الله قويا سيحرر ويدعم رد الفعل العنيف هذا.
الاستراتيجبا المقترحة
وعرض حرب بعض الاقتراحات. مشددا على أن المطلوب هو خروج من الصرع بنحو لا يسمح لحزب الله بأن يبدو منتصرا ( وهو أمر يسهل قوله ويصعب تحقيقه. بإعتراف حرب نفسه). إعترف بأنه لا يمكن هزم حزب الله لأنه لا يملك مركزا رئيسيا أو مجموعات متمركزة في مكان واحد. آملا إضعاف حزب الله عسكريا، رغم أنه وافق على ان أي هزيمة عسكرية لحزب الله ستعوضها شعبيته الاجتماعية.
ونصح حرب بأن يحصل تقدم اسرائيلي كبير يسيطر على معاقل حزب الله في مارون الراس وبنت جبيل، ما سيمنح الولايات المتحدة فرصة بوقف إطلاق النار في الوقت الذي يظهر فيه حزب الله مغلوبا.
وساند حرب دعوة رئيس الوزارء السنيورة لإعادة مزارع شبعا الى لبنان. معربا عن اعتقاده بأنه إذا أعطيت مزارع شبعا للبنان، فسيتضاءل سبب وجود سلاح حزب الله بما أن الاراضي" اللبنانية " المحتلة ستصبح محررة( ...)
فرض اتفاق
وحينما سئل عن قدرة الحكومة اللبنانية على فرض شروط اتفاق وقف اطلاق النار، لم يتحدث حرب بثقة النفس.
وافق على أنه لم يعد ممكنا السماح لحزب الله بجر لبنان الى حرب، وانه يجب تهميش حسن نصرالله .
لكنه شدد على أنه لا يمكن ذلك قبل التوصل الى وقف لاطلاق النار، وربما بعده. وسط الموت والدمار الذي يحصل في لبنان على يد اسرائيل، ان الحكومة اللبنالنية ليست في موقف تتحدى فيه حزب الله.
يصح ذلك خاصة بعد الاعتداء على قانا وفي الوقت الذي ينتشر فيه المهجرون الشيعة الذين قد يثيرون عنفاً في مناطق ليست تابعة لحزب الله، في كل المناطق في البلاد، حيث قد يرفع السياسيون المناهضون لحزب الله الصوت عالياً أضاف "ان المفتاح للتوصل الى اتفاق مع حزب الله هو في أيدي الايرانيين. لكن حرب تابع ان ايران لن تكون جزءا من الحل. وشدد أيضا على أن رئيس مجلس النواب نبيه بري، الحليف المتردد لحزب الله سيصبح الضحية السياسية لحزب الله(....)
وفي وثيقة اخرى صادة عن فيلتمان في 22 تموز 2006 ( رقم 06 Beirut 2441 )، قال النائب حرب إن وقفا لاطلاق النار بدون تقليص جوهري لقوة حزب الله سيعطي هذا الاخير ببساطة موقعا مهمنا في الساحة السياسية اللبنانية وسيفتح المجال لتجدد اعمال القتال في المستقبل القريب.
واعترف حرب بأن لدى رئيس مجلس النواب بري الكثير ليجنيه شخصيا وهو يطمح للمزيد من السلطة، لكنه قال ان الوصول الى وقف لاطلاق النار سيكون في منتهى الصعوبة بدون بري .
ووجه نصيحة الى كل من الولايات المتحدة والامم المتحدة والاتحاد الاوروبي بالتعامل معه بدقة لانه وان كان يخدم كصلة الوصل مع نصر الله فإنه لن يستطيع "تسليم" حزب الله . كذلك نصح المفاوضين بعد التشديد على الاشارة الى قرار مجلس الامن 1559 واستخدام لغة اتفاق الطائف عام 1989 عوضا عن ذلك.
وعلى الرغم من أن من المبكر ذكرها في العملية افاد حرب ان باستطاعته توقع حوار بين الحكومتين اللبنانية والاسرائيلية كإحدى افضل نتائج الوضع الحالي.
وفي ختام اجتماعه بالسفير عبر النائب حرب عن قلقه العميق ازاء السلامة الجسدية للسنيورة .
ويختم فيلتمان وثيقته بالقول "كان حرب متأكدا من ان النظام السوري لا يريد شيئا اكثر من التخلص من الصوت الفصيح للبنان الديمقراطي وقائده الوطني الاكثر جماهيرية".
سلامة: نصرالله كذب علينا
في لقاء مع السفير الأميركي يوم 7 أب (البرقية رقم 06beirut2551, منشورة على الموقع الالكتروني لـ"الاخبار")، قال حاكم مصرف لبنان رياض سلامة إن الأمين العام لحزب الله حسن "نصرالله كذب علينا" لقد قال إنه لن يقوم بأي عمل يؤذي الاقتصاد خلال الصيف".
وإنتقد سلامة "نقص العضلات" لدى الطبقة السياسية، وبينها الرئيس فؤاد السنيورة،" ما سمح لحزب الله بفرض شروطه على الشعب اللبناني".
وقال سلامة إن بإمكانه الضغط على الحكومة عبر رجال الأعمال، من أجل السماح لليونيفيل بمراقبة المعابر الحدودية لمنع أي إحتمال لإعادة تسليح حزب الله".
وبعد ما سأل فيلتمان حاكم المصرف عن الوظيفة المستقبلية للرئيس لحود أجاب "أن بإمكانه" إجراء حوارات تلفزيونية".
في تعليقه على البرقية، قال فيلتمان إن الصورة الوردية التي رسمها حاكم مصرف لبنان للوضع المالي اللبناني مخصصة للاستهلاك اللبناني.
فيلتمان : حسابات عون ستؤدي الى تبخره كقوة سياسية في لبنان
في برقية صادرة عن السفارة الاميركية في بيروت يوم 14 تموز 2006 قال السفير جيفري فيلتمان ان "الازمة" العميقة التي وجد لبنان نفسه فيها نتيجة اعمال حزب الله "المشينة" ربما تحمل بعض التأثيرات الجانبية القابلة للاستخدام يضيف فيلتمان ان افضل ما يمكن تحقيقه هو اجبار ميشال عون بضغط من الرأي العام على اعادة النظر في حلفه غير المناسب مع حزب الله ويقول فيلتمان ان الرئيس فؤاد السنيورة اخذ المبادرة واتصل بعون مرتين خلال الازمة ووضعه في اجواء ما يجري طالبا دعمه . واعاد فيلتمان مبادرة السنيروة الى كونه يعتقد بوجود احتمال لاعادة ترتيب العلاقة مع عون وختم فيلتمان ملاحظته بالقول :"كم سيكون بديعا لو ان الازمة الحالية تؤدي الى وضع عون امام خيارين : إما ان يبقى ملتصقا بحزب الله ويخسر الدعم المسيحي ، او ينقل تحالفه الى قوى 14 اذار وتايلا حشر حزب الله في الزاوية .
وفي برقية اخرى صادرة يوم 18 تموز 2006 يرجح فيلتمان ان يكون عون "بالتأكيد احد الخاسرين في الصراع الجاري "، وبرأي السفير سيكون من المثير ان يرى عون ان "الحسابات الخاطئة التي اجراها يوم 6 شباط ( وثيقة التفاهم مع حزب الله) "ستؤدي الى تبخره كقوة سياسية في لبنان"، او ان يحاول اعادة التقاط "بخاره السياسي" من خلال بناء تحالف مع قوى 14 اذار.
اضاف فيلتمان :" من جانبنا نحن نحافظ على التواصل مع مستشاريه الاقربين . نظريا لا احد يزوره في هذه الايام وهذا سيمنحه الوقت الكامل للتفكير بالقرارات التي اتخذها سابقا". لكن فيلتمان عاد وزار عون بعد 12 يوا ليعبر عن خيبة امل من راهنوا على ابتعاده عن حزب الله.
عون لفيلتمان : جميع اللبنانيين ملزمون بدعم من يقاتل "اسرائيل"
رقم الوثيقة: 06BEIRUT2508
التاريخ: الأول من آب 2006 12:34
الموضوع: عون يردد مع ( المطربة الفرنسية إديت) بياف: non, je ne regrette rien ( لا لست نادماً على شيء )
مصنّف من: السفير جيفري فيلتمان.
1. أظهر قائد الجيش السابق ميشال عون رفضاً متعنتاً لمواجهة حالة الإنشقاق التي يمثلها حزب الله في لبنان. بعيداً عن إعتبار حسن نصرالله مسؤولاً عن العنف الذي بدأ مع هجوم حزب الله في 12 تموز، قال عون إنه ما دام القتال مستمراً، كل لبنا يجب أن يتوحد خلف القوة المتصدية للإسرائيليين. منح زعيم التيار الوطني الحرَ الدعم لخطة النقاط السبع التي طرحها رئيس الوزراء السنيورة بخصوص مفاوضات وقف إطلاق النار، إلا أنه ادعى أنه سبق التطرق إلى أكثر القضايا حساسية في وثيقة التفاهم التي أعلنت بتاريخ 6 شباط مع حسن نصرالله، في محاولة غريبة لأن يكون غير ملتزم بأي موقف، أصرّ عون على أنه ليس فعلياً في حلف مع حزب الله، لكنه عاد لينتقد قياديي 14 آذار " المتقلبين" ـ السنيورة، وليد جنبلاط، سعد الحريري ـ الذين برأيه لا يستحقون "ثقة" الشعب اللبناني. الإيحاء كان ( رغم أنه لم يعلن قط بصراحة )، إن نصرالله أكثر جدارة بالثقة كشريك. وحين طلب منه تفسير أحداث 12 تموز على وجه التحديد اعترف ببساطة بأنه لم يفهم كيف حدث كل ذلك. ( نهاية الملخص )
قصة كاتبين
2. خلال اجتماع عقد في الأول من آب مع السفير وديبلوماسي سياسي (من السفارة)، حاول زعيم التيار الوطني الحر ميشال عون أن يفسر كيف تمكن من كتابة مقالين في غاية التباين ظهرا بفارق 24 ساعة في "وول ستريت جورنال" وفي صحيفة السفير، المؤيدة لسوريا، قال عون إن آراءه الداعمة بقوة لحزب الله كما عبّر عنها في "السفير" يوم 30 تموز وشرحه الموزون لأسباب الصراع الحالي في "وول ستريت جورنال" يوم 31 تموز هي في الواقع متسقة بعضها مع بعض، إذا ما فهم إلتزامه كمواطن لبناني.
3. أصرّ على أن جميع اللبنانيين ملزمون الآن بدعم هذه القوى (حزب الله) التي تواجه إسرائيل نتيجة لذلك، قرر القائد العسكري السابق أنه يستطيع أن يحلل بنزاهة السبب الجذري للصراع، بينما يستمر في التعبير عن دعمه لحزب الله في ظل الجرائم الإسرائيلية، لم يكن لديه، ببساطة خيار آخر.
النتائج السياسية بالنسبة لحزب الله
4. حين سئل عما إذا كان موقف نصر الله الساخر أمام زملائه في الحوار الوطني قبل أيام قليلة من إندلاع القتال يفسر النتائج، تفادى عون الإجابة عن السؤال، بدل أن يدلي بجواب بسيط، سلّم عون بأنه كان من الممكن تجنب القتال -- لو أن الزعماء السياسيين في لبنان كانوا قد إلتفتوا إلى خلاصات نقاشاته المبكرة مع حزب الله ( التي أفضت إلى وثيقة التفاهم في 6 شباط ) واستوعبوا ثلاث قضايا أساسية، ولكانت مقاربة موحدة تجاه حكومة إسرائيل قد تمخضت عن نتائج ترسي الإستقرار.
5. كما يفعل في مناسبات عديدة، أشار عون إلى الطريقة التي عالجت بها وثيقة التفاهم مزارع شبعا، أسيرة الوصاية الإسرائيلية، وأسلحة حزب الله. أصرّ على أن القضايا الضمنية تظل هي ذاتها، ملمّحاً إلى أن النقاط السبع التي طرحها السنيورة هي مجرد تكرار لمواقفه السابقة.
6. حين أصر السفير على معرفة إذا كان هو والتيار الوطني الحر قد يواجهون قرار نصرالله المتعمد والأحادي في توريط لبنان في حرب مؤلمة أجاب عون بكل بساطة بأنه بعد توقف القتال سوف يطرح الأسئلة الضرورية على زعيم حزب الله، أعلن عون عرضاً بأن "للجميع الحق في طرح الأسئلة"، ليضيف بعدها مجادلاً أنه بينما يستمر القتال، يجب وضع جميع الإعتبارات الأخرى جانباً.
يدعم عمل الأمم المتحدة، لم ينتقد 14 آذار
7. قالباً سؤالاً إضافياً رأساً على عقب، قال عون إنه يحب النظر إلى "تحالفه التعاوني" مع حزب الله من المنظور ذاته لتفاعل السياسيين الآخرين مع الحزب، ففي النهاية، كما أشار، كان السنيورة هو من دعا حزب الله ليكون جزءاً من حكومته، بينما أودع التيار الوطني الحر العزلة السياسية في شهر حزيران الماضي حين ألفت الحكومة، في السياق ذاته، شدد عون على أن سعد الحريري هو من قضى ساعات طويلة في نقاشات مغلقة مع قائد حزب الله، بينما أفضت خلاصات نقاشاته هو إلى وثيقة رسمية في 6 شباط. وفي النهاية روى عن العلاقة المتقلبة مع زعيم الدروز جنبلاط.
8. قال عو إنه في مرحلة أو في أخرى، سعى جميع دعاة الإصلاح من قادة 14 آذار، لإيجاد قاعدة مشتركة مع حسن نصرالله، مع ذلك كان هو السياسي الوحيد الذي دفع الثمن. إستعان عون بذلك المنطق ليستنتج أن زعماء 14 آذار لم يتمتعوا بـ"ثقة" الشعب اللبناني، وذلك سيعوق جهود الحكومة في التوصل إلى وقف عادل لإطلاق النار.
أشار السفير إلى أنه مهما كانت محاولات التقرب من نصرالله التي اضطلع بها جنبلاط والحريري، فإنهما على الأقل يريان الآن بوضوح من هو نصرالله وماذا يمثل. لم يجب عون.
9. رغم الثقة ( بل حتى النظرة الدونية لـ) بحكومة السنيورة وحلفائها السياسيين، أقرّ عون بأنه يدعم الجهود الحالية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار. إلا أنه لم يتمالك نفسه، في تعليق أخير، عن الإشارة إلى أنه كان من الممكن تفادي الوضع الحالي لو أخذ السنيورة والحريري وجنبلاط، الذين هم جميعاً "متشابهون" إقتراحاته السياسية في الإعتبار.
اليوم التالي
10. أعلن عون أنه يتمنى أن تعمل جميع القوى السياسية المتباينة في لبنان معاً لبناء "بلد مصدّع" إلا أنه كرر اقتناعه بأنه لن يستطيع الوثوق بهؤلاء الذين فشلت زعاماتهم ـ يقصد أكثرية 14 آذار ـ في منع "الكارثة " الحالية، أكد عون أنه لطالما سعى لتوفير الشروط التي يدّعي بعض اللبنانيين أنهم يدعمونها: عودة المعتقلين، عودة شبعا، و"دمج" سلاح حزب الله في القوات المسلحة اللبنانية. من هذه الناحية، كما أعلن، ثمة نقطة إلتقاء بينه وبين الحكومة. لكن، في النهاية، عبّر مجدداً عن قلقه من أن الحكومة ليست في الواقع، على مستوى المهمة.
تعليق
11. مثل هذا الإجتماع خيبة أمل لكل الذين كانوا يأملون أن تكون مأساة الأزمة الحالية المحفّز الذي سيضخ بعض الإستقامة في علاقة ميشال عون بحزب الله. في ما كان بالأساس أداءً مفككاً ومكرّراً وفي أغلب الأحيان متناقضاً، أظهر عون الصفات التي تولّد الكثير من النفور والإرتياب بين أفراد الطبقة السياسية في لبنان. نادراً ما يعترف بغلطة أو بحسابات خاطئة، ومن خلال تحريف متقن للمنطق، يدبّر دائماً أمره لإعادة سرد " بطولاته" الدبلوماسية/ السياسية، مفسّراً جهود السياسيين الآخرين بغير الفعّالة والناتجة عن سوء تصوّر.
12. الدعم القوي الذي لا يزال يحظى به (وإن كان أقل من يوم وصوله إلى مطار بيروت الدولي في أيار الماضي وطلبه من جموع مناصريه المتحمسين الغفيرة أن "يخرسوا" ) في أوساط الطائفة المارونية في لبنان، يجعل منه قوة سياسية قد تسهم مادياً في الجهود الداعمة للإصلاح ولكن رفضه الحازم رؤية حزب الله على حقيقته ـ وإنتقاده الرافض لأي زعيم آخر ـ وضعاه في مأزق سياسي يقاوم بعناد أي فرصة للخلاص منه.
13. لاحظنا تكوّن شقوق في التيار الوطني الحر ووجود إعتراضات قوية على سياسات عون بين مستشاريه من الدرجة الثانية، لكن قلة حركة عون بإتجاه الزعماء الآخرين من مناصري الإصلاح توحي بأن المشهد السياسي، في مرحلة ما بعد المعركة، قد يشهد الكثير من الخصام، كما كان عليه في 11 تموز. نحن نتفق معه على أنه لا يمكن تجاهل الطائفة الشيعية في لبنان ولا يمكن إشعارها أنها مهزومة كطائفة. ولكن، بخلاف جنبلاط والحريري، لم يع عون بعد أن نصرالله قد استغله، إنتهى التعليق.