ارشيف من :مقاومة
"ويكيليكس" حرب تموز/صحيفة الأخبار 15 آذار/: عندما وقعت اسرائيل في حب السنيورة
محمد بدير
حين بكى رئيس الوزراء اللبناني السابق فؤاد السنيورة، أمام وزراء الخارجية العرب الذين اجتمعوا في بيروت في الأسبوع الأخير من عدوان تموز 2006، جاء رد تل أبيب عليه مزيجاً من القسوة السياسية والتهكم. دعت تسيبي ليفني وزيرة الخارجية الاسرائيلية آنذاك السنيورة الى كفكفة دموعه و"التحرك من أجل إيجاد حياة افضل للمدنيين الذين يبكيهم" معتبرة أن "مستقبل المنطقة يعتمد في المقام الاول عليه وعلى القرارات التي سيتخذها".
ما لم تشأ ليفني التصريح به لأسباب مفهومة، هو الموقف الاسرائيلي غير المعلن من السنيورة. موقف تكشف وثائق ويكيليكس أن الافصاح عنه كان مقتصراً على الجلسات المغلقة، حيث الحديث عن شراكة موضوعية بنظر تل أبيب مع رئيس الوزراء اللبناني في مواجهة حزب الله، يمكن أن يمر دون ارتدادات سلبية على السنيورة.
شراكة لا تستند فقط الى وجود "مصالح مشتركة" تجعل من دعم حكومة السنيورة وقوى الرابع عشر من آذار سياسة رسمية لاسرائيل وترى في محاولة اسقاطها تهديداً لها، بل ايضاً الى مشاعر ايجابية تصل حد "الحب" يكنها قادة تل أبيب حيال الرجل.
"الفلفشة" في البرقيات الصادرة عن السفارة الأمريكية في تل أبيب تبين حيزاً مهماً حجزه السنيورة في المداولات التي أجراها المسؤولون الإسرائيليون مع زملائهم الأمريكيين ضمن إطار التنسيق المشترك في إدارة الحرب والمرحلة التي تلتها. تنسيق بدأ منذ اليوم الأول للحرب مع إبلاغ السفير الأمريكي في تل أبيب ريتشارد جونز وزير السياحة الإسرائيلي اسحاق هرتسوغ ضرورة أن "يتركز الرد على حزب الله لا على الحكومة اللبنانية". ورداً على تساؤل هرتسوغ "عما يمكن ان تجنيه اسرائيل من هذه المقاربة" أوضح جونز أن "مهاجمة الحكومة والبنية التحتية اللبنانيتين يمكن أن تصعد الدعم الشعبي اللبناني لحزب الله وتقلص دعم المجتمع الدولي لإسرائيل" (الوثيقة الرقم 2728/ 2006).
طلب جونز، كما توضح الوثيقة رقم 2788/2006، كان يستند إلى معلومات تفيد بأن "الحكومة اللبنانية ستعقد اجتماعاً في اليوم نفسه وأن رئيسها فؤاد السنيورة سيدلي بتصريح ينتقد فيه عمليات حزب الله". وبناء على ذلك عاد السفير الأمريكي وشدد أمام رئيسة الكنيست داليا ايتسيك أن "من المهم ان لا تتخذ اسرائيل خطوات تجعل من الصعب على السنيورة استجماع الدعم لتصريح قوي يضع حزب الله تحت الضغط".
ما لم يكشف عنه جونز بشأن استراتيجية السنيورة تكفل به مستشار وزيرة الخارجية فيليب زيليكو، الذي عقد في 29 تموز 2006 اجتماعاً تنسيقياً مع رئيس الدائرة السياسية الأمنية في وزارة الدفاع الاسرائيلي عاموس جلعاد. وبحسب الوثيقة رقم 2961/2006 فإن زيليكو في سياق مطالعة قدمها لمحاوره الاسرائيلي حول القوة الدولية المزمع نشرها في لبنان بعد انتهاء الحرب، قال إن "فؤاد السنيورة (راجع الوثائق المتعلقة بتشكيل القوة الدولية) لديه استراتيجية هي نزع ذريعة حزب الله في السياسة اللبنانية الداخلية وعزله سياسياً".
قادة تل أبيب، على ما تظهر الوثائق، لم يحوجوا حلفاءهم الامريكيين الى التشدد في التوصية بالسنيورة. فوفقاً لوزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني (وثيقة تنشرها الاخبار لاحقاً) كانت الحكومة الاسرائيلية تدرك أن الحكومة اللبنانية تمثل انجازاً بالنسبة للمجتمع الدولي وهي تعتقد أن حكومة السنيورة هي خطوة في اتجاه مستقبل افضل للبنان. ولذلك ميزت الحكومة الاسرائيلية بين الحكومة اللبنانية وحزب الله وركزت هجماتها على حزب الله".
لكن ليفني، التي كانت تتحدث الى ممثلي البعثات الدبلوماسية الأجنبية في اسرائيل في السابع من آب، شددت على ضرورة تطبيق قرار مجلس الأمن 1559 مشيرة الى أن "الحكومة الاسرائيلية تقر بضعف حكومة السنيورة" لافتة الى "حاجة المجتمع الدولي الى قواعد للتعامل مع حالات مماثلة للحالة الراهنة". وإذ رأت "ان الضغط الخارجي يمكن أن يساعد الآخرين على اتخاذ قرارات غير شعبية" اعتبرت ان "المجتمع الدولي يمكنه أن يساعد السنيورة على أفضل وجه عبر اتخاذ قرارات من دون انتظار موافقته بحيث لن يكون بمقدوره المزيد من التسويف".
ويتضح أن "ضعف" السنيورة كان النقطة التي خابت عندها ظنون الاسرائيليين به. فهذا الضعف، بحسب شكوى ليفني لعضو الكونغرس الأمريكي روبرت فيكسلر (الوثيقة الرقم 2950/2006) "يأتي على حساب اسرائيل". وفي اجتماع آخر مع عضو الكونغرس توم لانتوس (الوثيقة الرقم 3433/2006) رأت ليفني ان "بعض الضغط الخارجي قد يساعد السنيورة لفعل الأمر الصائب". أضافت "ندرك أن السنيورة ضعيف. نحن كذلك (الحكومة الاسرائيلية)، ومن المستحيل بالنسبة لنا ان نقدم مبادرات حسن نية له في الوقت الراهن إلا أن هناك جملة أمور يمكنه القيام بها لدفع الوضع قدماً".
النغمة نفسها عزفها رئيس الوزراء في حينه ايهود اولمرت أمام لانتوس (الوثيقة نفسها). إلا أن اولمرت كان أكثر وجدانية في التعبير عن الموقف السياسي قائلاً "أنا احب رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة، وسأكون سعيداً بلقائه في أي وقت". تضيف الوثيقة أن "اولمرت اوضح أنه يتفهم ضعف حكومة السنيورة ويدرك أن هذا الضعف هو ما يحول دون وضع يدها على الجنديين الاسرائيليين الاسيرين للتفاوض معها على اطلاق سراحهما"، ثم يقول "ثقوا بي. أنا اعرف كل شيء عن الضعف الحكومي. أتمنى لو ان بعض من يطلبون مني دائماً المساعدة على تقوية رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس او السنيورة يدركون مدى ضعفي".
غير أن الوضعية السياسية للسنيورة في موازين القوى الداخلية لم تحل دون تغيير تل أبيب نظرتها إليه.هذا على الأقل ما أكده المدير العام لوزارة الدفاع في لقاء مع السفير الأمريكي ريتشارد جونز بتاريخ 24 آب. قال أشكينازي (الوثيقة الرقم 3440/2006) "إن رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة يتشارك مع اسرائيل المصالح نفسها، اكثر مما يمكن الآخرين أن يدركوه".
أشكينازي الذي أشار إلى أنه أمضى شخصياً سنوات في جنوب لبنان، شدد على ضرورة ان تساعد اسرائيل السنيورة "لأن اي شخص آخر لا يمكنه أن يأخذ لبنان في الاتجاه الصحيح". وفي اجتماع مع مساعد الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب فرانس فراغوس تاونسند (الوثيقة 4605/2006) عاود أشكينازي تأكيد موقف تل أبيب من حكومة السنيورة موضحاً أن "سياسة اسرائيل هي تعزيز حكومة السنيورة وقوى 14 آذار من أجل تمكينهم من الوقوف في مواجهة حزب الله".
موقف كانت ليفني قد سبقت اليه في اجتماع مع رئيس لجنة الاستخبارات في الكونغرس بيتر هوكسترا (الوثيقة 2950/2006) حين أشارت إلى انه "لا خلافات حدودية ولا سوء فهم بين اسرائيل ولبنان، فكلا البلدين يتشاركان الهدف نفسه وهو نزع سلاح حزب الله والسماح للبنان بممارسة كامل سيادته".
وعن كيفية الوصول لهذا الهدف يشرح رئيس الموساد مئير داغان تصوره لهوكسترا (الوثيقة 2879/2006) قائلاً: "إن الجهات التي تعمل لمصلحة لبنان تسعى الى توحيد المسيحيين حول البطريرك نصر الله صفير، وتوحيد الدروز حول وليد جنبلاط، وتوحيد السنة حول رئيس الوزراء فؤاد السنيورة والنائب سعد الحريري، وتقسيم الشيعة بحيث يكون جزء مهم منهم معارضاً بحزم لحزب الله". ولا يغفل داغان بحسب الوثيقة أن يسجل تفاؤله بشأن مستقبل لبنان "إذا تم نزع سلاح حزب الله".
وعلى نحو مكمل تظهر الوثائق أن رأي داغان موضع تبن من شعبة الاستخبارات العسكرية "امان" فضباط الشعبة الذين انتدبوا ليقدموا عرضاً مفصلاً عن نتائج الحرب أمام وفد من اعضاء لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي، يصفون السنيورة بأنه "مساند جداً ومدرك لأهمية التدخل الدولي في لبنان" (وثيقة تنشرها الاخبار لاحقاً). يضيفون "السنيورة يفعل ما باستطاعته لدعم جهود المجتمع الدولي لتثبيت الوضع في لبنان وتغييره في الاتجاه الايجابي".
وفي عرض آخر يتناول وضع الامن الاقليمي والتهديدات التي تواجهها اسرائيل يرى هؤلاء (الوثيقة 4892/2006) أن "حزب الله لا يزال (في اعقاب الحرب) فاعلا ويعيد بسرعة بناء قدراته العسكرية بمساعدة كل من سوريا وايران. والخطر في الوقت الراهن هو ان حزب الله قد ينجح في رهانه السياسي لاسقاط حكومة رئيس الوزراء اللبناني السنيورة المعتدلة".
حين بكى رئيس الوزراء اللبناني السابق فؤاد السنيورة، أمام وزراء الخارجية العرب الذين اجتمعوا في بيروت في الأسبوع الأخير من عدوان تموز 2006، جاء رد تل أبيب عليه مزيجاً من القسوة السياسية والتهكم. دعت تسيبي ليفني وزيرة الخارجية الاسرائيلية آنذاك السنيورة الى كفكفة دموعه و"التحرك من أجل إيجاد حياة افضل للمدنيين الذين يبكيهم" معتبرة أن "مستقبل المنطقة يعتمد في المقام الاول عليه وعلى القرارات التي سيتخذها".
ما لم تشأ ليفني التصريح به لأسباب مفهومة، هو الموقف الاسرائيلي غير المعلن من السنيورة. موقف تكشف وثائق ويكيليكس أن الافصاح عنه كان مقتصراً على الجلسات المغلقة، حيث الحديث عن شراكة موضوعية بنظر تل أبيب مع رئيس الوزراء اللبناني في مواجهة حزب الله، يمكن أن يمر دون ارتدادات سلبية على السنيورة.
شراكة لا تستند فقط الى وجود "مصالح مشتركة" تجعل من دعم حكومة السنيورة وقوى الرابع عشر من آذار سياسة رسمية لاسرائيل وترى في محاولة اسقاطها تهديداً لها، بل ايضاً الى مشاعر ايجابية تصل حد "الحب" يكنها قادة تل أبيب حيال الرجل.
"الفلفشة" في البرقيات الصادرة عن السفارة الأمريكية في تل أبيب تبين حيزاً مهماً حجزه السنيورة في المداولات التي أجراها المسؤولون الإسرائيليون مع زملائهم الأمريكيين ضمن إطار التنسيق المشترك في إدارة الحرب والمرحلة التي تلتها. تنسيق بدأ منذ اليوم الأول للحرب مع إبلاغ السفير الأمريكي في تل أبيب ريتشارد جونز وزير السياحة الإسرائيلي اسحاق هرتسوغ ضرورة أن "يتركز الرد على حزب الله لا على الحكومة اللبنانية". ورداً على تساؤل هرتسوغ "عما يمكن ان تجنيه اسرائيل من هذه المقاربة" أوضح جونز أن "مهاجمة الحكومة والبنية التحتية اللبنانيتين يمكن أن تصعد الدعم الشعبي اللبناني لحزب الله وتقلص دعم المجتمع الدولي لإسرائيل" (الوثيقة الرقم 2728/ 2006).
طلب جونز، كما توضح الوثيقة رقم 2788/2006، كان يستند إلى معلومات تفيد بأن "الحكومة اللبنانية ستعقد اجتماعاً في اليوم نفسه وأن رئيسها فؤاد السنيورة سيدلي بتصريح ينتقد فيه عمليات حزب الله". وبناء على ذلك عاد السفير الأمريكي وشدد أمام رئيسة الكنيست داليا ايتسيك أن "من المهم ان لا تتخذ اسرائيل خطوات تجعل من الصعب على السنيورة استجماع الدعم لتصريح قوي يضع حزب الله تحت الضغط".
ما لم يكشف عنه جونز بشأن استراتيجية السنيورة تكفل به مستشار وزيرة الخارجية فيليب زيليكو، الذي عقد في 29 تموز 2006 اجتماعاً تنسيقياً مع رئيس الدائرة السياسية الأمنية في وزارة الدفاع الاسرائيلي عاموس جلعاد. وبحسب الوثيقة رقم 2961/2006 فإن زيليكو في سياق مطالعة قدمها لمحاوره الاسرائيلي حول القوة الدولية المزمع نشرها في لبنان بعد انتهاء الحرب، قال إن "فؤاد السنيورة (راجع الوثائق المتعلقة بتشكيل القوة الدولية) لديه استراتيجية هي نزع ذريعة حزب الله في السياسة اللبنانية الداخلية وعزله سياسياً".
قادة تل أبيب، على ما تظهر الوثائق، لم يحوجوا حلفاءهم الامريكيين الى التشدد في التوصية بالسنيورة. فوفقاً لوزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني (وثيقة تنشرها الاخبار لاحقاً) كانت الحكومة الاسرائيلية تدرك أن الحكومة اللبنانية تمثل انجازاً بالنسبة للمجتمع الدولي وهي تعتقد أن حكومة السنيورة هي خطوة في اتجاه مستقبل افضل للبنان. ولذلك ميزت الحكومة الاسرائيلية بين الحكومة اللبنانية وحزب الله وركزت هجماتها على حزب الله".
لكن ليفني، التي كانت تتحدث الى ممثلي البعثات الدبلوماسية الأجنبية في اسرائيل في السابع من آب، شددت على ضرورة تطبيق قرار مجلس الأمن 1559 مشيرة الى أن "الحكومة الاسرائيلية تقر بضعف حكومة السنيورة" لافتة الى "حاجة المجتمع الدولي الى قواعد للتعامل مع حالات مماثلة للحالة الراهنة". وإذ رأت "ان الضغط الخارجي يمكن أن يساعد الآخرين على اتخاذ قرارات غير شعبية" اعتبرت ان "المجتمع الدولي يمكنه أن يساعد السنيورة على أفضل وجه عبر اتخاذ قرارات من دون انتظار موافقته بحيث لن يكون بمقدوره المزيد من التسويف".
ويتضح أن "ضعف" السنيورة كان النقطة التي خابت عندها ظنون الاسرائيليين به. فهذا الضعف، بحسب شكوى ليفني لعضو الكونغرس الأمريكي روبرت فيكسلر (الوثيقة الرقم 2950/2006) "يأتي على حساب اسرائيل". وفي اجتماع آخر مع عضو الكونغرس توم لانتوس (الوثيقة الرقم 3433/2006) رأت ليفني ان "بعض الضغط الخارجي قد يساعد السنيورة لفعل الأمر الصائب". أضافت "ندرك أن السنيورة ضعيف. نحن كذلك (الحكومة الاسرائيلية)، ومن المستحيل بالنسبة لنا ان نقدم مبادرات حسن نية له في الوقت الراهن إلا أن هناك جملة أمور يمكنه القيام بها لدفع الوضع قدماً".
النغمة نفسها عزفها رئيس الوزراء في حينه ايهود اولمرت أمام لانتوس (الوثيقة نفسها). إلا أن اولمرت كان أكثر وجدانية في التعبير عن الموقف السياسي قائلاً "أنا احب رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة، وسأكون سعيداً بلقائه في أي وقت". تضيف الوثيقة أن "اولمرت اوضح أنه يتفهم ضعف حكومة السنيورة ويدرك أن هذا الضعف هو ما يحول دون وضع يدها على الجنديين الاسرائيليين الاسيرين للتفاوض معها على اطلاق سراحهما"، ثم يقول "ثقوا بي. أنا اعرف كل شيء عن الضعف الحكومي. أتمنى لو ان بعض من يطلبون مني دائماً المساعدة على تقوية رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس او السنيورة يدركون مدى ضعفي".
غير أن الوضعية السياسية للسنيورة في موازين القوى الداخلية لم تحل دون تغيير تل أبيب نظرتها إليه.هذا على الأقل ما أكده المدير العام لوزارة الدفاع في لقاء مع السفير الأمريكي ريتشارد جونز بتاريخ 24 آب. قال أشكينازي (الوثيقة الرقم 3440/2006) "إن رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة يتشارك مع اسرائيل المصالح نفسها، اكثر مما يمكن الآخرين أن يدركوه".
أشكينازي الذي أشار إلى أنه أمضى شخصياً سنوات في جنوب لبنان، شدد على ضرورة ان تساعد اسرائيل السنيورة "لأن اي شخص آخر لا يمكنه أن يأخذ لبنان في الاتجاه الصحيح". وفي اجتماع مع مساعد الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب فرانس فراغوس تاونسند (الوثيقة 4605/2006) عاود أشكينازي تأكيد موقف تل أبيب من حكومة السنيورة موضحاً أن "سياسة اسرائيل هي تعزيز حكومة السنيورة وقوى 14 آذار من أجل تمكينهم من الوقوف في مواجهة حزب الله".
موقف كانت ليفني قد سبقت اليه في اجتماع مع رئيس لجنة الاستخبارات في الكونغرس بيتر هوكسترا (الوثيقة 2950/2006) حين أشارت إلى انه "لا خلافات حدودية ولا سوء فهم بين اسرائيل ولبنان، فكلا البلدين يتشاركان الهدف نفسه وهو نزع سلاح حزب الله والسماح للبنان بممارسة كامل سيادته".
وعن كيفية الوصول لهذا الهدف يشرح رئيس الموساد مئير داغان تصوره لهوكسترا (الوثيقة 2879/2006) قائلاً: "إن الجهات التي تعمل لمصلحة لبنان تسعى الى توحيد المسيحيين حول البطريرك نصر الله صفير، وتوحيد الدروز حول وليد جنبلاط، وتوحيد السنة حول رئيس الوزراء فؤاد السنيورة والنائب سعد الحريري، وتقسيم الشيعة بحيث يكون جزء مهم منهم معارضاً بحزم لحزب الله". ولا يغفل داغان بحسب الوثيقة أن يسجل تفاؤله بشأن مستقبل لبنان "إذا تم نزع سلاح حزب الله".
وعلى نحو مكمل تظهر الوثائق أن رأي داغان موضع تبن من شعبة الاستخبارات العسكرية "امان" فضباط الشعبة الذين انتدبوا ليقدموا عرضاً مفصلاً عن نتائج الحرب أمام وفد من اعضاء لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي، يصفون السنيورة بأنه "مساند جداً ومدرك لأهمية التدخل الدولي في لبنان" (وثيقة تنشرها الاخبار لاحقاً). يضيفون "السنيورة يفعل ما باستطاعته لدعم جهود المجتمع الدولي لتثبيت الوضع في لبنان وتغييره في الاتجاه الايجابي".
وفي عرض آخر يتناول وضع الامن الاقليمي والتهديدات التي تواجهها اسرائيل يرى هؤلاء (الوثيقة 4892/2006) أن "حزب الله لا يزال (في اعقاب الحرب) فاعلا ويعيد بسرعة بناء قدراته العسكرية بمساعدة كل من سوريا وايران. والخطر في الوقت الراهن هو ان حزب الله قد ينجح في رهانه السياسي لاسقاط حكومة رئيس الوزراء اللبناني السنيورة المعتدلة".