ارشيف من :أخبار لبنانية
بانوراما اليوم: "ويكيليكس" تكشف فصولاً جديدة من التآمر على المقاومة خلال حرب تموز وتوقعات بإعلان الحكومة نهاية الأسبوع
ضمن سلسلة برقيات "ويكليكس" الصادرة عن السفارة الأميركية والتي لم تنشر سابقاً، واصلت صحيفة "الأخبار" الصادرة اليوم مسلسل فضائح حرب تموز عام 2006 كاشفة عن مؤامرات ومفاوضات كانت تحوكها بعض أطراف الداخل تحت وطأة الحصار الإسرائيلي والدولي للبنان، وفي جديدها اليوم برقية تكشف أن رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري (زعيم الأكثرية النيابية آنذاك) كان طالب في لقاء مع السفير الأميركي جيفري فيلتمان بالتخلص من رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان (قائد الجيش حينها) بحجة "تواطؤه مع سوريا وحزب الله"، ووثيقة سرية أخرى يدعو فيها وزير العمل في حكومة تصريف الأعمال بطرس حرب (كان يشغل منصب نائب ماروني في تحالف "14 آذار") "إسرائيل" لإحتلال بنت جبيل ومارون الرأس قبل وقف إطلاق النار، فضلاً عن نشرها مضمون وثيقة سرية يبرز فيها موقف مغاير لرئيس "تكتل التغيير والإصلاح" ميشال عون أمام فيلتمان فحواه أن جميع اللبنانيين ملزمون بالدفاع عن المقاومة.
وفي حين خصصت معظم الصحف المحلية الصادرة اليوم مساحة من إفتتاحياتها لتفاصيل عملية إنتخاب المطران بشارة الراعي بطريركاً لإنطاكية وسائر المشرق وما تبعها من ردود فعل، فهي أشارت الى أن سعد الحريري نقل "معركته" الى طرابلس ليواصل من الشمال حملته التصعيدية ضد سلاح المقاومة، بينما توزعت تحليلاتها على صعيد الملف الحكومي بين قرب ولادة حكومة الرئيس نجيب ميقاتي ودخول عقدها طور المعالجة النهائية من جهة ومراوحتها مكانها من جهة ثانية.
فقد أكدت صحيفة "السفير" في هذا السياق، بحسب مصدر رسمي واسع الإطلاع، أن المؤشرات التي تجمعت أمس أوحت بأن عقد الملف الحكومي دخلت في طور المعالجة النهائية، كاشفة عن أن نهاية الأسبوع الحالي ستشهد تطوراً نوعياً على صعيد مساعي تأليف الحكومة، من شأنه أن يفتح الباب واسعاً أمام صدور مرسوم التأليف بعدما تكون كل العقد قد ذللت، متوقعة إعلان حكومة ستكون خليطاً من السياسيين والتكنوقراط والشخصيات المستقلة الوازنة، منتصف الأسبوع المقبل.
وأشار المصدر نفسه في حديثه للصحيفة الى أن حركة الموفدين بين فردان (منزل ميقاتي) والرابية قائمة على قدم وساق، ولفت الإنتباه الى التداول بصيغ عدة للتعامل مع مطالب النائب ميشال عون، تتوافق مع التوجه العام للتشكيلة الحكومية المرتقبة، مرجحاً إنعقاد لقاء قريب بين ميقاتي وعون، بعد أن تتبلور نتائج المشاورات الجارية بينهما عبر الموفدين.
وفي حديث لـ"السفير"، قال رئيس مجلس النواب نبيه بري إن "المطلوب الإسراع في تشكيل الحكومة، أمس قبل اليوم، واليوم قبل الغد، لأن الوقت ثمين والإستمرار في إهداره ليس مقبولاً"، واعتبر أن الأمر "لم يعد يتعلق بمعارضة وموالاة، وإنما أصبح يمس مباشرة مصالح الناس المهملة"، مؤكداً أن "هناك حاجة ملحة للإنتهاء من تشكيل الحكومة كي تنصرف الى الإهتمام بقضايا المواطنين العالقة".
كما رأى بري أن ملف التنقيب عن النفط هو "من ضحايا الفراغ الحكومي الحاصل، في حين أن سوريا بدأت بإجراء المناقصات اللازمة لحماية حقوقها، وإسرائيل أنجزت إتفاقها مع قبرص"، مشدداً على أهمية "أن نطلق في لبنان آلية إجراء المناقصات لإستدراك ما فاتنا حتى الآن".
الى ذلك، أفادت الصحيفة نفسها أن رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري وصل عند العاشرة من ليل أمس الى فندق "كواليتي إن" في طرابلس التي من المفترض أن يقيم فيها ثلاثة أيام، لافتة الى أنه فور وصوله عقد إجتماعاً مع قيادة التيار في المدينة بحضور عدد من الكوادر المحلية، على أن يباشر لقاءاته السياسية والشعبية إعتباراً من صباح اليوم، حيث سيلتقي تباعاً أنصار تيار "المستقبل" في كل الأقضية الشمالية.
وفي الإطار نفسه، أشار مقربون من "المستقبل" الى أن الحريري سيختتم زيارته بعد ظهر الجمعة المقبل بمهرجان شعبي مركزي يقام في معرض رشيد كرامي الدولي.
بدورها، رأت صحيفة "الأخبار" في مشهدها السياسي أن الرئيس ميقاتي "يراوح محله"، من دون أن تنكشف أسباب هذه المراوحة بعد مرور إحتفال "14" آذار وتأجيل صدور القرار الظني، مشيرة الى أن الرئيس بري يكثف في هذا الصدد إتصالاته بالرئيس المكلف وآخرين بحثاً عن رأس الخيط للإنطلاق فعلياً في تأليف الحكومة، في حين بدأ بعض المعارضين السابقين التساؤل عمّا يؤخر ميقاتي.
وأضافت الصحيفة بحسب هؤلاء المعارضين ان مواقف المقربين من دمشق توحي برغبتها في أن تؤلف الحكومة، وإن كانت تصر على عدم التدخل، وهو ما أكده وزير الخارجية السورية وليد المعلم في مؤتمر صحافي أمس، كما أكد أن سوريا لا تتدخل بتأليف الحكومة اللبنانية، مبدياً ثقته بأن "لدى الأكثرية الجديدة في لبنان الوعي الكافي والإيمان المطلق بمصالح لبنان، وهي قادرة على تأليف الحكومة".
وفي مقال تحت عنوان "الجماعة الإسلامية تبتعد عن المستقبل"، أوضح مسؤول في الجماعة السبب الداخلي لإتخاذها قرار الخروج عن تجمع "14 آذار"، معتبراً أن "الجماعة كانت إندمجت مع المدّ العاطفي الذي أعقب إغتيال رفيق الحريري، لكنها بدأت تتلقّى الصدمات يوماً بعد آخر".
وتابعت الصحيفة " لم يظن مسؤولو الجماعة وشبابها أنها ستذوب يوماً في حضن تيّار المستقبل، وستخسر من جمهورها كلّ يومٍ أكثر من الآخر، مضيفة بحسب المصدر نفسه "لقد تعاملوا معنا بنحو إلغائي، وهو ما ظهر بارزاً في الإنتخابات النقابية والبلدية والنيابية"، ويضاف إلى هذا الأمر، ان "إخوانيي لبنان مستاؤون جداً من إضعاف دار الفتوى وحماية الفساد فيها، وتهميش الطائفة السنيّة من طريق تجيير الوظائف للقوات اللبنانيّة وحزب الكتائب".
وقال أحد المسؤولين في الجماعة للصحيفة "نحن نلتقي مع قوى 14 آذار على كثير من الملفّات، لكن نلتقي مع قوى 8 آذار على ملفات مهمّة كثيراً، مثل حقّ المقاومة، وطرح سحب السلاح من دون تحديد أي سلاح، والتحالف مع القوات اللبنانيّة وحزب الكتائب، إشارة خطيرة، إذ إن أجندة هذه القوى معروفة ولا يمكن أن نكون جزءاً من أي مشروع فتنة، أو أي مشروع يتلاقى مع الأهداف الأميركيّة والصهيونيّة".
وبالعودة الى ملف تشكيل حكومة الرئيس ميقاتي، قالت أوساط قريبة من الأخير لصحيفة "النهار" إن "الأمور لا تزال تسير في الإتجاه الايجابي"، وتحدثت عن "تذليل للعقبات والعقد" متوقعة إعلان الحكومة في وقت قريب، فيما لم تستبعد إحتمال أن يكون ذلك قبل نهاية الأسبوع.
وفي حديث للصحيفة، رأى الرئيس بري أنه "يجب أن تولد الحكومة وخصوصاً في ظل الظروف التي تمر بها المنطقة، كما ينبغي التطلع الى مصالح اللبنانيين المعيشية والإقتصادية، وهو أمر أبعد من الموالاة والمعارضة لأن حياة الناس ليست لعبة في يد أحد ومن غير المقبول إهدار الوقت".
وتساءل بري "ماذا فعلنا حتى الآن على سبيل المثال في ملف التنقيب عن النفط، هذه الثروة الوطنية في باطن اليابسة والبحر؟"، مشيراً الى أنه "لا بد في هذا السياق من إتخاذ الإجراءات المناسبة للمناقصات حتى في ظل حكومة تصريف للأعمال بغية الإستفادة من كل دقيقة في هذا المجال وحماية ثرواتنا المهددة من الإسرائيليين، وسيكون هذا الملف بالطبع في مقدم أولويات الحكومة المقبلة".