ارشيف من :آراء وتحليلات
ماكينة لبنانية – أميركية وإعلان طلاق من طرف واحد
سركيس أبو زيد
طويت صفحة المهرجان الخطابي لقوى الردة في ساحة الشهداء في وسط بيروت، والذي جعل سلاح المقاومة هدفاً استراتيجياً له في معركة إسقاطه ونزع الشرعية اللبنانية عنه. وقد جاء التصعيد الاذاري على إيقاع و مواكبة لما تحضر له واشنطن وتل ابيب والعواصم الحليفة والمتعاونة معها. وقد انصرفت القوى السياسية المتصارعة الى تقويم الحدث برسائله وحضوره ومراميه، بعدما اضحى الصراع العمودي مكرسا بين مجموعتين مفروزتين سياسيا بما يوحي ان لا رجعة لكل منهما عن سبيله وخطابه وبرنامجه واهدافه.وهي من اللحظات التاريخية النادرة في لبنان ،حيث وضعت القوى المتبقية من 14 اذار النظام السياسي في مازق لاستحالة التسوية ورفض المصالحة . باختصار , لقد اعلنت المعارضة الجديدة الطلاق من طرف واحد : لا للمصالحة، لا للمشاركـة في الحكم, لا للتوافق على سياسة دفاعية .
من الواضح ان قوى المعارضة الجديدة التي قدّمت في مهرجان الاحد الى واشنطن اوراق اعتمادها القائمة على عنوان واحد مرتبط بمسعى عدد من العواصم الى نزع سلاح المقاومة واراحة تل ابيب من اكثر ما يؤرقها راهنا في صراعها الوجودي مع المحيط العربي.و تنتظر ان تلاقيها هذه العواصم في منتصف الطريق بعدما اسقطت هذه القوى كل المحرمات وتعمّدت المس بأحد ابرز مقومات صمود لبنان واستمراره وسيادته واستقلاله.
ان الصراع العمودي المثبّت سياسيا وشعبيا اثر مهرجان الاحد الصاخب والهادف الى محاولة تعرية قوى الثامن من آذار من خلال استهداف احد ابرز مكوناتها السياسية اي "حزب الله"، بات هو المتحكّم بالمفاصل السياسية وارتباطاتها، بمعنى ان العنواين الاخرى اضحت ثانوية ما خلا العنوان الحكومي، انطلاقا من ان قوى الرابع عشر من آذار تعوّل بسذاجة بالغة على استثمار هجومها وحشدها للضغط على الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي كي يتراجع وينحو في الحد الادنى الى تشكيل حكومة تكنوقراط تحرج قوى الثامن من آذار وتخرجها من الحكم، وهو ما عبّر عنه صراحة رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع، بإعلانه ان على رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والرئيس ميقاتي "الأخذ في الإعتبار رأي أكثر من نصف اللبنانيين" (!)، ودعاهما الى "تشكيل حكومة تكنوقراط من أجل الاهتمام بشؤون الناس طالما ان هناك خلافاً على المواضيع الاستراتيجية".
ان قوى الرابع عشر من آذار التي باتت على يقين ان الرئيس ميقاتي لن يعتذر او يتراجع على رغم كل الضغوط التي مارستها عليه، بدءا ممّا سمّي يوم الغضب والذي كان فعليا يوم شغب مستطير نظمه تيار "المستقبل" كرد فعل على اخراج زعيمه من الحكم اثر تسمية غالبية نواب البرلمان (68 نائبا) ميقاتي لتكليف الحكومة، مرورا بالاستقواء بالادارة الاميركية والتحريض على غالبية اللبنانيين وتهديدهم بأرزاقهم من خلال التلويح بإمكان فرض عقوبات اميركية ودولية سياسية واقتصادية على لبنان، وليس انتهاء بما تحضّر له في الايام المقبلة استكمالا او تقاطعا مع الحملة المسعورة على سلاح "حزب الله".
طويت صفحة المهرجان الخطابي لقوى الردة في ساحة الشهداء في وسط بيروت، والذي جعل سلاح المقاومة هدفاً استراتيجياً له في معركة إسقاطه ونزع الشرعية اللبنانية عنه. وقد جاء التصعيد الاذاري على إيقاع و مواكبة لما تحضر له واشنطن وتل ابيب والعواصم الحليفة والمتعاونة معها. وقد انصرفت القوى السياسية المتصارعة الى تقويم الحدث برسائله وحضوره ومراميه، بعدما اضحى الصراع العمودي مكرسا بين مجموعتين مفروزتين سياسيا بما يوحي ان لا رجعة لكل منهما عن سبيله وخطابه وبرنامجه واهدافه.وهي من اللحظات التاريخية النادرة في لبنان ،حيث وضعت القوى المتبقية من 14 اذار النظام السياسي في مازق لاستحالة التسوية ورفض المصالحة . باختصار , لقد اعلنت المعارضة الجديدة الطلاق من طرف واحد : لا للمصالحة، لا للمشاركـة في الحكم, لا للتوافق على سياسة دفاعية .
من الواضح ان قوى المعارضة الجديدة التي قدّمت في مهرجان الاحد الى واشنطن اوراق اعتمادها القائمة على عنوان واحد مرتبط بمسعى عدد من العواصم الى نزع سلاح المقاومة واراحة تل ابيب من اكثر ما يؤرقها راهنا في صراعها الوجودي مع المحيط العربي.و تنتظر ان تلاقيها هذه العواصم في منتصف الطريق بعدما اسقطت هذه القوى كل المحرمات وتعمّدت المس بأحد ابرز مقومات صمود لبنان واستمراره وسيادته واستقلاله.
ان الصراع العمودي المثبّت سياسيا وشعبيا اثر مهرجان الاحد الصاخب والهادف الى محاولة تعرية قوى الثامن من آذار من خلال استهداف احد ابرز مكوناتها السياسية اي "حزب الله"، بات هو المتحكّم بالمفاصل السياسية وارتباطاتها، بمعنى ان العنواين الاخرى اضحت ثانوية ما خلا العنوان الحكومي، انطلاقا من ان قوى الرابع عشر من آذار تعوّل بسذاجة بالغة على استثمار هجومها وحشدها للضغط على الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي كي يتراجع وينحو في الحد الادنى الى تشكيل حكومة تكنوقراط تحرج قوى الثامن من آذار وتخرجها من الحكم، وهو ما عبّر عنه صراحة رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع، بإعلانه ان على رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والرئيس ميقاتي "الأخذ في الإعتبار رأي أكثر من نصف اللبنانيين" (!)، ودعاهما الى "تشكيل حكومة تكنوقراط من أجل الاهتمام بشؤون الناس طالما ان هناك خلافاً على المواضيع الاستراتيجية".
ان قوى الرابع عشر من آذار التي باتت على يقين ان الرئيس ميقاتي لن يعتذر او يتراجع على رغم كل الضغوط التي مارستها عليه، بدءا ممّا سمّي يوم الغضب والذي كان فعليا يوم شغب مستطير نظمه تيار "المستقبل" كرد فعل على اخراج زعيمه من الحكم اثر تسمية غالبية نواب البرلمان (68 نائبا) ميقاتي لتكليف الحكومة، مرورا بالاستقواء بالادارة الاميركية والتحريض على غالبية اللبنانيين وتهديدهم بأرزاقهم من خلال التلويح بإمكان فرض عقوبات اميركية ودولية سياسية واقتصادية على لبنان، وليس انتهاء بما تحضّر له في الايام المقبلة استكمالا او تقاطعا مع الحملة المسعورة على سلاح "حزب الله".