ارشيف من :مقاومة

"ويكليكس" حرب تموز/ صحيفة الأخبار 19 آذار/ عبد الله الثاني: أتفهّم رغبة إسرائيل في القضاء على المقاومة

"ويكليكس" حرب تموز/ صحيفة الأخبار 19 آذار/ عبد الله الثاني: أتفهّم رغبة إسرائيل في القضاء على المقاومة

رقم البرقية: 06AMMAN5567
التاريخ: 25 تموز 2006 9:04
الموضوع: ملك الأردن يناقش التحديات الإقليمية مع موفد الكونغرس هوكسترا
مصنّف من: السفير دافيد هال

(...)
مواجهة إيران
2. التقى موفد الكونغرس هوكسترا بالملك عبد الله الثاني على مدى ساعة يوم 24 تموز في مطار الملكة علياء الدولي، مباشرة قبل مغادرة الملك إلى الكويت. شكر رئيس لجنة الاستخبارات في الكونغرس بيتر هوكسترا الملك لدعمه علاقة قوية بين الولايات المتحدة والأردن ولمساهماته في سبيل تأمين استقرار المنطقة. شكر عضو الكونغرس رنزي الملك على شجاعته وإبداعه، وعلى مساعدته في الحملة ضد أبي مصعب الزرقاوي. طلب رنزي تفاصيل إضافية عن جهود الملك لبناء تحالف ضد إيران. فسّر الملك مقاربته على أنّها تحتوي عناصر هجومية ودفاعية. الدفاع يتضمّن صدّ الجهود الإيرانية للتواصل مع الشيعة العرب، أراد الملك تصوير النزاع على أنه فارسي – عربي، لا سني – شيعي. في ما يتعلق بالجانب الهجومي، قال الملك إن العرب يحتاجون لتطوير أوراق أقوى لاستعمالها ضد إيران. لم يرد الملك أن يصدّق أن إيران بالقوة التي تدّعيها، قائلاً إن قوتها تكتنفها ثغرات. إحدى الأفكار نصّت على أن يستعمل تكتيك إيران ذاته وتُدعم عناصر أقلوية داخل إيران. كان الملك يفكر في القيام برحلة لأذربيجان حاملاً معه هذه الفكرة. وصف الملك حكومة قطر بأنها، خوفاً على أمنها، قد احتضنت إيران. يحرّك تلفزيون «الجزيرة» الشارع العربي بأكمله باتجاه تقبّل الأهداف الإيرانية. من المهم أن تُمنع إيران من استغلال تنافر الأهداف في العالم العربي والمجتمع الدولي.
3. شعر الملك بأن من الضروري مواجهة التهديد الإيراني بصوت واحد، وأن يكون التركيز أولاً على سوريا لأنها الحلقة الأضعف في النفوذ الإيراني. وصف العلاقات المميزة بين السعودية/ مصر وسوريا بأنّها «انتهت»، لكنه قال إنّ الأردن تماشى مع الرغبة السعودية المصرية في منح نظام الأسد فرصة أخيرة للانضمام إلى الركب العربي والتخلي عن سياساته السمجة، بما في ذلك دعمه للمتمردين العراقيين، وسلوكه في لبنان، وتسهيل التهديدات الإيرانية للعالم العربي. استبعد عبد الله إمكان تجاوب سوري، لكن هذا المجهود سيوضح الأمور لمن يلتمس الأعذار لدمشق. شدد الملك على أهمية التركيز على سوريا في هذه الحملة للجم النفوذ الإيراني. قال الملك إن الرئيس الأسد يحاجج بأن الخيار الداخلي هو «أنا أو الإخوان المسلمون». نادى الملك بجهود منسقة لتطوير خيارات أخرى، ربما عبر عقد تحالف مع الأكراد، الدروز، القبائل السنية، والطبقة المدينية السنية. أما عن التحدي الإيراني، فإن من الضروري «التخلص من الهشاشة» التي يمثّلها الجمود الحالي بين فلسطين وإسرائيل، والتي يمكن إيران أن تستغلها.
4. بقدر ما يعتقد بأن إيران تنسّق تصعيد عمليات حزب الله وحماس، رأى الملك أن ارتفاع منسوب العنف الطائفي في بغداد جزء من سياسة إيرانية مقصودة لخلق الفوضى وتحدي الولايات المتحدة وحلفائها. النية الواضحة هي إجبار السنة على الفرار من بغداد وإثارة حرب أهلية. وصف الملك الأحداث بأنها وصلت إلى مفترق طريق. في السيناريو الأسوأ، يتنبأ الملك بتقسيم العراق على أساس طائفي/ جغرافي، ما يطرح تحدياً بالنسبة للأردن. ربما يواجه الأردن خطر طوفان من المهجرين من العراق، وقد لا يتمكن من استضافتهم لأن البلد يفيض أصلاً بالعراقيين واللبنانيين المهجّرين. هو لا يعتقد أنه سيكون بالإمكان إيقافهم ببساطة على الحدود باستعمال القوة، نظراً للحالة الإنسانية التي ستولدها خطوة كهذه في الصحراء. الخيار الوحيد للأردن سيكون نشر قواته في عمق الأنبار لتهدئة الوضع ومنع سوريا والمتمردين من ملء الفراغ، وقال إنه يسعى لمشاورات فورية وعلى مستوى عال مع حكومة الولايات المتحدة حول هذا الموضوع. قال الملك أيضاً إن العراق هو حقل رئيسي لتحقيق المكاسب الإيرانية. ورأى أنّ حكومة المالكي هي «حكومة المنطقة الخضراء». رئيس الاستخبارات العامة الأردنية الذهبي، وصف المالكي بالرجل الصريح، لكنه خاضع لهيمنة الوزراء الموالين لإيران الذين منعوه، مثلاً، من زيارة عمّان في أوّل الشهر. واتهم الذهبي الإيرانيين بأنهم يساعدون عبد العزيز الحكيم لإنشاء فدرالية جنوبية عاصمتها البصرة، ويساعدون مقتدى الصدر على قتل السنة في بغداد وإفراغ المدينة منهم.

نقاشات حول لبنان

5. عبّر الملك عبد الله عن تفهمه لحالة إسرائيل ورغبتها في «القضاء» على حزب الله، إلا أنه يشعر بأنه من أجل الوصول إلى حل دائم، يجب أن يتم ذلك بموافق حكومة لبنان وشعبه. إن تدمير بنية لبنان التحتية وأذية المدنيين يصعّبان هذا الهدف، ويدفعان اللبنانيين إلى أحضان حزب الله، كما يحشدان «الشارع العربي» خلف حزب الله. هذه التطورات تشكل ضغطاً على القادة العرب المعتدلين. رغم هذا الضغط، فإنّه والسعوديين باقون على ثباتهم في مواجهة التهديد الايراني، لكن عليهم أن يأخذوا في الاعتبار المزاج الشعبي العاطفي في بلادهم.
6. شكرت النائبة هارمان الملك على مساهماته تجاه السلم والاستقرار التي قام بها متحمّلاً أخطاراً شخصية، وعلى دوره «الرائع» في جعل القادة المعتدلين العرب يقفون بحزم. قالت إن رئيس الوزراء أولمرت قد طمأن موفد الكونغرس إلى أن إسرائيل ليست في حرب مع الحكومة أو الشعب اللبنانيين. الهدف هو إضعاف حزب الله، وكل الهجمات موجهة ضد حزب الله. رسالتنا لأولمرت، قالت هارمان، تناولت ضرورة أن يقال هذا الكلام بشكل مقنع في العلن. أكملت هارمان أن القادة الإسرائيليين يركّزون أيضاً على إنشاء قوة مشتركة من الدول العربية وحلف الناتو، مهمتها تطبيق القرار 1559 وتأسيس مجموعة مراقبة الحدود اللبنانية السورية. قال الملك إنه يعمل أيضاً في هذا الاتجاه مع أن نشر قوات عربية قد يكون أمراً إشكالياً. كما في حالة العراق وجيرانه، فإن نشر قوات عربية قد يثير الشكوك حول أجندات مخفية، لكنه يدعم إنشاء قوة متعددة الجنسيات مستعدة لمواجهة حزب الله وقتاله، وهو سيدعم هذه الفكرة في روما. عرض الأردن طوال أشهر دعمَ الجيش اللبناني بالمعدات والتدريب، وهو يأمل تفعيل هذه المبادرة. ركّز الملك على أهمية اتخاذ إجراءات لمنع أي مساعدات عسكرية تقدم للبنان من السقوط في أيدي حزب الله. كذلك حذّر من تبني توقعات غير واقعية بالنسبة للجيش اللبناني. باستثناء بعض التشكيلات الرمزية والقوات الخاصّة، فإنّه سيتطلب من الجيش اللبناني ستة أشهر على الأقل لينتشر بفاعلية حتى تخوم الخط الأزرق. إن قوة متعددة الجنسيات هي أمر ضروري لملء الفراغ.
7. فتح عضو الكونغرس عيسى موضوع مزارع شبعا. على المدى المتوسّط، ثمّن الملك الفرصة التي تقدّمها أزمة شبعا لتأسيس الظروف الضرورية للتقدّم صوب معاهدة سلام إسرائيلية – لبنانية والقطع الكامل بين لبنان وسوريا. إن مقاربة ذكية لتنفيس مشكلة مزارع شبعا قد تكون العامل الأساسي في هذه الآلية، معالجة حساسيات اللبنانيين تجاه شبعا قد تفتح الطريق أمام عزل سوريا. تفهّم عضو الكونغرس عيسى ملاحظة الملك عن المشاركة العربية في القوة المتعددة الجنسيات، لكنه أمل ترك المجال مفتوحاً أمام احتمال المشاركة العربية في مجموعة الرقابة على الحدود في دور غير قتالي. كرّر الملك أن القرب الجغرافي للأردن ومصر لا يمكّنهما من تجنّب حساسيات سياسية معينة.
8. في ما يتعلق بمؤتمر روما، تعهّد الملك بأن يعمل بقرب معنا وأن يدعم ذلك الجهد، لكنه قال إن من المهم ألا تظهر العملية كمجرد مبادرة تقودها أميركا. انطباع كهذا سيولّد شكاً في أننا جميعاً نعمل وفقاً لأجندة إسرائيلية. على الإسرائيليين أن يكونوا مرنين وعلى نتيجة المؤتمر أن تبدو كأنها تمثل أجندة المجتمع الدولي. اذا لم يتمكن مؤتمر روما من أخذ هذه المخاوف في الاعتبار، فسيكون من الصعب على العرب المعتدلين أن يكسبوا الرأي العام في بلادهم.
(...)
هال

2011-03-20