ارشيف من :مقاومة

ويكيليكس" حرب تموز: صحيفة الأخبار 22 آذار/ جعجع في 12 آب: يجب نزع سلاح حزب الله فوراً

ويكيليكس" حرب تموز: صحيفة الأخبار 22 آذار/ جعجع في 12 آب: يجب نزع سلاح حزب الله فوراً

رقم البرقية: 06beirut2613
تاريخ: 14 آب 2006 12:33
الموضوع: سمير جعجع يحضّ على النزع الكامل والفوري لسلاح حزب الله
مصنّف من: جيفري د. فيلتمان، سفير

ملخص
1. خلال اجتماع عقد يوم 12 آب في السفارة بحضور السفير وأحد المسؤولين السياسيين في البعثة، حضّ زعيم القوات اللبنانية سمير جعجع على عدم تأجيل النقاش في النزع الكامل لسلاح حزب الله، وعلى ممارسة ضغوط داخلية وخارجية على حزب الله في هذا الشأن. قال جعجع إنّ إعادة إعمار الجنوب والوعد بحلّ لمسألة مزارع شبعا سيساعدان على الدفع باتّجاه النزع الكامل للسلاح. وإذ عبّر عن قلقه من أنّ إصدار القرار 1701 قد يطلق موجة جديدة من الاغتيالات في لبنان، تحديداً ضد أعضاء حركة 14 آذار، حثّ جعجع على إنشاء المحكمة الخاصّة ذات الطابع الدولي لمحاكمة المتّهمين باغتيال الحريري في أقرب وقت ممكن لإبقاء السوريين في حالة فقدان التوازن. رغم حماسته المعهودة للتخلّص من إميل لحّود في منصب الرئاسة، لا يبدو جعجع واثقاً من الحصول على الدعم اللازم والضروري من نبيه برّي، الى أن يتمّ نزع سلاح حزب الله. جعجع وافق أيضاً على إقامة آليّة فعّالة للرقابة من أجل منع تهريب السلاح عبر النقاط الحدوديّة. (نهاية الملخّص)

أجبروا حزب اللّه على القبول بالنزع الكامل للسلاح

2. بعد نزوله من حصنه الجبلي في بشرّي الى بيروت في رحلة تستغرق ساعتين للّقاء بالحلفاء في 14 آذار، بمن فيهم رئيس الوزراء السنيورة وسعد الحريري، عرّج جعجع على السفارة مساء 12 آب. حاملاً كأس حليب، مشروبه المفضّل، حثّ جعجع على عدم تطبيق قرار مجلس الأمن 1701 بالتقسيط، بل تطبيقاً شاملاً. بعيداً عن كونه مهتزّاً ومنكسراً، حزب الله في «مزاج جيد» ولن يوافق على النزع الكامل للسلاح من دون بعض الضغط. حذّر جعجع من أنّه لا أحد يجب أن يراهن على انقلاب الشيعة على حزب الله بعد انتهاء النزاع، بما أن ولاءهم لحزب الله لديه «عمق تاريخي، أيديولوجي، وفلسفي». يعتقد جعجع أن حزب الله، حتى لو انتقل إلى شمالي الليطاني، سيستعمل مرحلة ما بعد وقف إطلاق النار لـ»يرتاح ويتموّن، ويعيد تعزيز ترسانته وصواريخه».

3. حاجج جعجع بأنّ النزع الكامل لسلاح حزب الله في كلّ لبنان يجب أن يوضع على طاولة البحث الآن، لكنّ رئيس الوزراء السنيورة ينوي التركيز حصراً على نزع سلاح الميليشيات جنوب الليطاني. «السنيورة خائف. إنّه يريد أن يسير خطوة خطوة. إنّه يعتقد أنّه ما إن يخلي حزب الله الجنوب، حتّى يخسر سبب وجوده». يعتقد جعجع أن حزب الله مسلّحاً في سهل البقاع وشمال لبنان سيشكّل الخطر ذاته كما لو كان في الجنوب. هامساً بحنق وهو يهزّ رأسه، حذّر جعجع من أنّ وضعية كهذه ستقود ببساطة إلى حرب جديدة «خلال عام أو عامين».

4. قال جعجع إن وزيري حزب الله في الحكومة، طراد حمادة ومحمّد فنيش، يجب «الضغط عليهما» للحصول على «موقفهما السياسي» بتسليم كلّ أسلحة المنظّمة. وإذ اعترف بضآلة إمكان حصول ذلك، قال جعجع إنّ عدداً من أعضاء 14 آذار – بمن فيهم مروان حمادة، نايلة معوّض، جوزف سركيس، ميشال فرعون، بيار الجميّل، وغازي العريضي – ينوون، رغم ذلك، طرح موضوع النزع الكامل للسلاح في مناقشات الحكومة لقرار مجلس الأمن 1701.

5. قال جعجع أيضاً إن للمجتمع الدولي دوراً يجب أن يؤدّيه. ذاكراً الفقرة العاشرة من قرار مجلس الأمن 1701، التي تدعو الأمين العام للأمم المتحدة أنان لتقديم اقتراحات خلال ثلاثين يوماً الى مجلس الأمن من أجل تطبيق اتفاق الطائف والقرارين 1559 و1680، قال جعجع إنّ هذه الاقتراحات يجب أن تركّز أساساً على النزع الكامل لسلاح الميليشيات (تعليق. يمكن أنان أيضاً أن يطرح ذلك في تقريره الأولي لمجلس الأمن، بحسب الفقرة 17. انتهى التعليق). طلب جعجع أيضاً دعم الحكومة الأميركيّة لـ»شدّ عصب كوفي» في هذه المسألة. على أنان أيضاً ألّا «يميّع» شرط نزع السلاح، وعليه أن يجبر الحكومة اللبنانيّة على تقديم «خطّة أسبوعية» لنزع سلاح حزب الله. على أنان أيضاً أن يبلّغ السنيورة بأن قرار مجلس الأمن 1701 هو قرار «يؤخذ بكامله أو يرفض بكامله» وأن يشدّد عليه بأنّه من دون خطّة للحكومة اللبنانية من أجل النزع الكامل لسلاح حزب الله، لن يكون مستعدّاً لنشر قوى يونيفيل معزّزة في الجنوب.

6. أضاف جعجع أنّه يجب أن تكون هناك «ترضيات» للشيعة. أوّلاً، على مسألة مزارع شبعا أن تُربط بالنزع الكامل لسلاح حزب الله. على أنان أن يخبر السنيورة أنّ شبعا لن توضع تحت وصاية الأمم المتّحدة حتّى يُنزع سلاح حزب الله تماماً. ثانياً، على المجتمع الدولي دعم الحكومة اللبنانية في رعاية المهجّرين الذين يبلغ عددهم مليوناً، وأكثرهم من الشيعة، وفي إعادة إعمار الجنوب إعماراً شاملاً.

حزب الّله أوّلاً، ثمّ لحّود

7. قال جعجع إنّ النزع الكامل لسلاح حزب الّله هو أيضاً المفتاح للتخلّص من الرئيس إميل لحّود. وإذ أشار إلى أنّ حزب الّله «تقريباً» قد اخترق الجيش، أضاف جعجع أن السيطرة على الجيش تمرّ عبر خلع لحّود. لكن نبيه برّي لا يزال خاضعاً لحزب الله، على الأقل ما دام حزب الله مسلّحاً، وهو لن يتمكّن من تقديم دعمه الضروري لإخراج لحّود حتّى يشعر بالقوّة الكافية للتصرّف باستقلالية عن حزب الله وسوريا. السفير سأل، لماذا لا يقوم برّي ببساطة بالعكس، أي أن يدعم خلع لحّود كوسيلة لإضعاف حزب الله وسوريا. أجاب جعجع بأنّ برّي لا يفكّر إلى هذا المدى في المستقبل. «إنّه يفكّر فقط بكلّ يوم بيومه. لا يخطر له التفكير بأنّ إخراج لحّود سيضعف حزب الله ويقوّيه هو». حضّ جعجع مجدّداً على أن يكون نزع سلاح حزب الله وإضعافه هما البند الأوّل، وعندها فقط سيختار برّي أن يدعم خلع لحّود. لفت جعجع الى أنّ نائب البترون الماروني بطرس حرب، وهو صديق لبرّي وعضو في حركة 14 آذار، قد يصلح مرشّحاً توافقياً لاستبدال لحّود.

السيطرة على التهريب

8. يدعم جعجع إقامة آليّة رقابة فعّالة للحدّ من تهريب السلاح عبر نقاط العبور الحدودية إلى لبنان، واقترح أن تقيم اليونيفيل نقاط سيطرة على طول الحدود مع سوريا. اشتكى جعجع من أن حظر التسلّح لا يقع بوضوح تحت الفصل السابع في القرار. قال جعجع إنّه سيدفع رئيس الوزراء السنيورة إمّا الى السماح برقابة دوليّة، خاصّة في المرافئ والمطارات، وإمّا «طرد إدارة المطار والمرفأ وإحضار أناس نثق بهم». (...)

خطر الاغتيالات

9. كما في المراحل التي تلت نكسات حزب الله – سوريا – إيران بعد صدور قرار مجلس الأمن 1559 في أيلول 2004 وثورة الأرز في شباط/ آذار 2005، يرى جعجع إمكان حصول «موجة جديدة» من الاغتيالات الانتقاميّة، خاصّة ضدّ قادة من حركة 14 آذار. حثّ جعجع على التحذير حتّى لا تبدأ سوريا وإيران باصطياد خصومها في لبنان، خاصّة عبر التحرّك السريع لإنشاء محكمة تقاضي المتّهمين في اغتيال رفيق الحريري. اقترح جعجع أيضاً أن تخبر الحكومة الأميركيّة وآخرون الحكومة السوريّة «عبر قناة خلفيّة» بأن «يبقوا بعيداً عن اللبنانيّين». (ملاحظة. في هذا الإطار، إنّ صدور افتتاحيّة في صحيفة موالية لحزب الله في 14 آب تصف وزراء 14 آذار نايلة معوّض ومروان حمادة وبيار الجميّل بالخونة وبأنّهم كأفراد لواء غولاني الإسرائيلي، يديرهم سفير الولايات المتّحدة، هو أمر مثير للقلق بشكل خاص. انتهت الملاحظة).

تعليق

10. إنّ المسألة المحوريّة لجعجع واضحة: سلاح حزب الله هو في أساس كلّ مشاكل لبنان. فيما نوافق على أنّ علينا أن نشرك الأمم المتّحدة، وخاصة الأمين العام أنان، في الضغط على الحكومة اللبنانيّة للخروج بخطّة للنزع الكامل لسلاح حزب الله، ليس على هذا الأمر أن يسبقه بالضرورة توافق لبنانيّ على إخراج لحّود أو على توسيع رقابة الحكومة اللبنانية الفعالة لتشمل نقاط العبور الحدوديّة. بالنظر إلى الخلافات التي تشقّ الحكومة حول مجرّد نقل سلاح حزب الله الى شمالي الليطاني، سيكون من الصعب إقناع اللبنانيين الآخرين بإجبار حزب الله في هذا الوقت على القبول بالنزع الكامل لسلاحه، كما يقترح جعجع.
فيلتمان


2011-03-22