ارشيف من :أخبار اليوم
المقتطف العبري ليوم الأحد: نتنياهو والمال: علاقة مرضيّة.. ماذا سيفعل مثلا عندما يسقط صاروخ غراد التالي على أسدود
عناوين الصحف وأخبار وتقارير ومقالات مترجمة من صحافة العدو
صحيفة "يديعوت احرونوت":ـ اليوم: اقرار "قانون الارهاب".
ـ يوم معركة في عمان.
ـ الفم الكبير للاسد.
ـ رئيس اليمن: مستعد للاعتزال.
ـ يعودون الى الدراسة (في جنوب لبنان).
ـ الشرخ السوري.
صحيفة "معاريف":
ـ الاسد في خطر.
ـ الدومينو يضرب بقوة حكم الاسد.
ـ يحطمون السلالة.
ـ تركيا وايران تخشيان.
ـ ما هو مسموح للاسد.
ـ تحت القبة.
ـ ساعة ليبرمان الرملية.
ـ هذا الاسبوع: نتنياهو يقرر من سيكون رئيس المخابرات.
ـ 60 ألف لوجبة عشاء.
صحيفة "هآرتس":
ـ اطلاق ثلاثة صواريخ من غزة.. الجيش الاسرائيلي سينشر اليوم بطارية اولى لـ "قبة حديدية".
ـ المظاهرات تتسع في سوريا وتُقمع بيد من حديد.
ـ الاردن: قتيل أول في المظاهرات، اصابة 160 في المواجهات.
ـ الثوار في ليبيا احتلوا مدينة مركزية بمساعدة الطائرات الغربية.
ـ حماس هددت أبو مازن: لا تأتي الى قطاع غزة.
صحيفة "اسرائيل اليوم":
ـ سوريا: الاحتجاج وصل الى دمشق.
ـ في الجنوب: يعودون الى الدراسة، "قبة حديدية تُنشر".
ـ واشنطن: سوريا ليست ليبيا.
ـ توجد صافرة انذار، لا توجد غرفة أمنية.
الثوار يعودون الى مدينة النفط.
أخبار وتقارير ومقالات
حماس هددت أبو مازن: لا تأتي الى قطاع غزة.."لن نضمن امنك"المصدر: "هآرتس ـ آفي يسسخروف"
" أبلغ مسؤولون كبار في الذراع العسكري لحماس في الايام الاخيرة رجال رئيس السلطة محمود عباس (ابو مازن) بانه اذا جاء لزيارة قطاع غزة، فانهم لن يضمنوا أمنه. هذا ما علمت به "هآرتس" من مصادر فلسطينية. وفسرت الاقوال في السلطة كتهديد مبطن، وزيارة ابو مازن شطبت في هذه المرحلة من جدول الاعمال.
غير قليل من المحللين الفلسطينيين في قطاع غزة ربطوا تصعيد الايام الاخيرة بفكرة طرحها قبل عشرة ايام رئيس وزراء حماس، اسماعيل هنية، بان يزور عباس القطاع. فرد ابو مازن بانه مستعد لان يذهب الى غزة "منذ الغد"، كي يدير هناك مفاوضات عاجلة مع حماس على اقامة حكومة وحدة، بل ان السلطة توجهت بالقنوات الموازية الى اسرائيل وحماس لتنسيق وصول عباس وحاشيته. اسرائيل وافقت على عبور الوفد.
ولكن بعد وقت قصير من ذلك بدأ مسؤولون في القيادة السياسية لحماس في دمشق يهاجمون عباس ويدعون بانه غير صادق في نواياه لزيارة غزة. محمد نزال، من قادة المنظمة في دمشق، ادعى بان ابو مازن يحاول خلق حيلة اعلامية وغير معني بالمصالحة مع حماس. ورغم ذلك واصل رجال عباس الاتصالات مع قيادة حماس في غزة، ولكن علمت "هآرتس" بانه في الايام الاخيرة نقلت الى السلطة رسالة من رئيس الذراع العسكري لحماس، احمد الجعبري بانه لن تكون ضمانات لامن ابو مازن اذا زار القطاع.
رئيس السلطة الفلسطينية ومسؤولون كبار في فتح التقوا امس بعدة أعضاء برلمان من حماس، وعلى رأسهم من كان رئيس البرلمان الشيخ عزيز دويك. أحد المشاركين في اللقاء، عزام الاحمد قال انه حتى الان لا توجد أي تطورات بالنسبة لزيارة عباس الى غزة.
وزير الشؤون المدنية في السلطة، حسين الشيخ، الذي عينه ابو مازن لتنسيق زيارته الى القطاع قال لـ "هآرتس" ان حماس تخشى زيارة عباس الى غزة وحتى دعوة اسماعيل هنية ألحقت بهم حرجا شديدا. وحسب اقواله، فان مسؤولين في حماس نقلوا في الايام الاخيرة رسائل الى السلطة تفيد بانهم يطالبون ببدء المفاوضات بين المنظمات من نقطة الصفر، دون صلة بالتفاهمات التي سبق أن تحققت، والا فلن يوافقوا على الزيارة.
وقال الشيخ أن حماس تخشى خروج مئات الاف الفلسطينيين الى شوارع غزة لاستقبال عباس. "كانت فهم فرصة تاريخية لانهاء الانقسام ولكن قيادة حماس في دمشق قررت افشال مبادرة ابو مازن وذلك ضمن امور اخرى لانها تريد ان تتخذ هي القرارات في المنظمة وليس قادة حماس في غزة".
ممثلو الفصائل الفلسطينية في غزة – حماس، الجهاد الاسلامي، لجان المقاومة والجبهة الشعبية – القوا أمس للبحث في التصعيد في المنطقة. في ختام اللقاء، أعلنت حماس بان المنظمات وافقت على طلبها وستلتزم بوقف اطلاق النار شريطة أن توقف اسرائيل هجماتها في القطاع".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اليوم: اقرار "قانون الارهاب"..
المصدر: "يديعوت أحرونوت – طوفا تسيموكي"
" تصادق اللجنة الوزارية لشؤون التشريع اليوم على القانون الجديد والموسع لمكافحة الارهاب، والذي سيتضمن نحو الف مادة.
مثل "قانون الارهاب" الذي سن في الولايات المتحدة بعد عمليات 11 ايلول، فان القانون الجديد يرمي الى أن يحل محل مئات القوانين القديمة، التشدد مع منفذي العمليات والتسهيل على سلطات الامن في تصديها لمنظمات الارهاب وتهديدات الارهاب التي تقف امامها دولة اسرائيل. ومع ذلك، خلافا للقانون الامريكي الذي يعتبر قانونا سحق بقدم فظة حقوق المواطن، فان القانون الاسرائيلي يعرف في وزارة العدل بانه اكثر ليبرالية بكثير ويتضمن رقابة أكبر للمحاكم على تطبيقه.
القانون، الذي كشفت "يديعوت احرونوت" النقاب عنه لاول مرة، سينطبق على المخربين العرب واليهود. وهو يقترح بزيادة المؤبد في جرائم الارهاب لفترة حد ادنى من أربعين سنة، والقرار بتحديد العقاب لا يمكن أن يتخذ الا بعد 15 سنة سجن، وليس بعد سبع سنوات.
مشروع القانون يرتب ايضا بشكل واسع صلاحيات القبض، المصادرة او الحجز على الاملاك المرتبطة بالارهاب، في ظل الفهم بان ضرب البنى التحتية الاقتصادية هو أحد الوسائل المركزية في مكافحة منظمات الارهاب.
كما يعرف القانون منظمات الارهاب واعمال الارهاب وكذا الجرائم الخاصة المتعلقة بادارة منظمة ارهابية، العضوية فيها وتقديم خدمات لمنظمة ارهابية. كما تقررت جرائم جديدة تعنى بالتحريض، تقدم المساعدة، التمويل والوسائل الارهابية، عدم منع فعل ارهابي، تهديد، تدريب أو ارشاد لاهداف ارهابية وغيرها.
ويحدد القانون ترتيبات جديدة لاعتقال المشبوهين بالارهاب، التحقيق معهم ولقاءاتهم مع محاميهم. القرار بشأن تمديد الاعتقال سيكون بصلاحية قاضي من المحكمة العليا. كما يتضمن القانون ترتيبا لصلاحيات المحاكم الامنية في كل ما يتعلق بالتسلل من بعيد للحواسيب.
ما هو الجديد في "قانون الارهاب"
•الاعتقال: حتى 30 يوما على نحو متواصل.
•الاحضار للمثول امام قاض: يمكن التأخر حتى 96 ساعة.
•العقاب: زيادة المؤبد الى 40 سنة.
•الاملاك: ترتيب صلاحيات وضع اليد والمصادرة.
•جرائم جديدة: تحديد جرائم تتعلق بادارة منظمة ارهابية والعضوية فيها وتقديم خدمة لمنظمة ارهابية والتحريض.
•الحواسيب: ترتيب صلاحيات محافل الامن في ما يتعلق بالتسلل الى الحواسيب من بعيد".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مرحلة جديدة في الدفاع.. نشر القبة
المصدر: "هآرتس"
" تنصب وحدة أولى من منظومة الدفاع ضد الصواريخ "قبة حديدية" ابتداء من هذا الصباح في النقب على سبيل "التجربة التنفيذية"، خارج المختبر وفي ضوء تهديدات حقيقية، ولكن ليست بعد بالاهلية الكاملة التي تسمح بالاعلان عنها كتنفيذية. تقديم موعد نصب المنظومة يستهدف الاستجابة للانتقاد المتعاظم في بلدات الجنوب – ناهيك عن أنه في أعقاب موجة الصواريخ الاسبوع الماضي، حتى اسدود وغان – يفنه، تشوش الخط الفاصل بين "الجنوب" و "الوسط" في اسرائيل.
يمكن أن يكون لاستخدام قبة حديدة نتيجتان فوريتان كل واحدة منهما اسوأ من الاخرى. النتيجة الاولى قد تنبع من فشل المنظومة. حماس أو الجهاد الاسلامي ستطلق صواريخ نحو هدف مدني كبير، فتشخص "قبة حديدية" التهديد المقترب وتطلق نحوه صاروخ اعتراض يسمى "تمير"، ولكن الصاروخ المعترض يخطىء في اصابة الصاروخ المهاجم، او ينفجر دون أن يدمره.
هذا سيكون فشل محرج، سيضر بالردع الاسرائيلي ويضع في موقف الهزء الادعاءات التي علقها السياسيون، صناعيو الامن، وبقدر اقل الضباط، بالمنظومة.
النتيجة الاشكالية الثانية قد تكون النجاح في اسقاط قسام او غراد. سيتبين أنه درست اخطاء حكومات اسرائيل وجهاز الامن في 2000ـ 2006 حين ردت باستخفاف الاقتراحات لتطوير منظومات كهذه للدفاع عن البلدات في شمالي البلاد ضد حزب الله وفي الجنوب ضد حماس. وسيثبت النجاح صحة الجهد، وان كان متأخرا، للاضافة للطبقات العليا (ريشف، حيتس وباتريوت) للدفاع ضد الصواريخ طبقتان سفلتان، "قبة حديدية"، وفوقها "عصا سحرية". غير أنه مع النجاح ستأتي الشهية. بلدات غير محصنة ستحسد المدن المحصنة، ناهيك عن أن مطلقي الصواريخ سيصرفون وجهة النار نحو بلدات مكشوفة، او تركيز على سلاح قصير المدى (قذائف هاون وسلاح مضاد للدبابات) ضد الكيبوتسات والقرى الزراعية على طول الحدود.
نجاح قبة حديدية لن يعفي اسرائيل من الترددات حول سلاح باهظ الثمن في منظومات عديدة، او الاستفزاز لعملية هجومية. حسن أن الدفاع الصاروخي سيوفر الحياة، ولكن ليس فيه بديلا عن سياسة بعيدة النظر، مداها أطول من مدى الصواريخ".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يطلقون النار علينا: هذا وقت العمل لمجابهة حماس
المصدر: "اسرائيل اليوم ـ ايزي لبلار"
" ثار فينا شعور دي جيفو فظيع في الايام الاخيرة عندما رأينا التصعيد السريع لاطلاق الصواريخ والعمليات الارهابية التي تتم بمبادرة من حماس في غزة.
اذا لم نأخذ بعمليات شديدة فورا للقضاء على هذه الهجمات، فان الجماعة الدولية ستتعود مرة اخرى ان ترى اطلاق القذائف الصاروخية هو المعيار. وآنذاك عندما نضطر الى الرد في نهاية الامر – سنُتهم مرة اخرى برد زائد عن الحد وبضعضعة الوضع في الشرق الاوسط ـ لهذا يُفضل العمل الآن في الحال مع اولى محاولات حماس تصعيد الوضع.
تدهور الوضع في الاسابيع الاخيرة وبلغ ذروته بمطر عشرات الصواريخ التي سقطت على النقب وبلغت أسدود ويفنه تقريبا. والى ذلك، هذه أول مرة كان عند حماس ما يكفي من الثقة بالذات والوقاحة لتحمل المسؤولية بدل أن تُلقي التبعة على "جماعات منفصلة".
المؤسسة الامنية بحسب ما تقول وسائل الاعلام ترى الهجمات "مواجهة في مستوى منخفض"، وتُسكننا قائلة ان حماس لا تطمح الى مجابهة "جوهرية". من الواضح في واقع الامر ان الردع الذي تم احرازه إثر عملية "الرصاص المصبوب" أخذ يضعف، وعُدنا نُسلم بحقيقة ان أجزاءا كبيرة من دولة اسرائيل معرضة لاطلاق القذائف الصاروخية سواء عُرّف هذا الاطلاق بأنه "اطلاق ذو قوة منخفضة" أم عُرّف على نحو مختلف. المشكلة انهم يطلقون النار دون ردود عسكرية صارمة.
لا يجوز لنا ان تغرينا الأوهام. إن تحديد ردودنا بقصد ملاءمة توقعات الغرب المتعلقة "بالتناسبية" لن يُقدم أي هدف. إن الدرس الذي جرى تعلمه من عملية "الرصاص المصبوب" هو أن كل عملية نأخذ بها لحماية أنفسنا ستحظى في أحسن الحالات بالتنديد باعتبارها غير متناسبة. ومن المعقول أكثر أن يتم تعريفها بأنها جريمة حرب. قارنوا الرد الدولي الصامت على الضحايا الأبرياء الذين سقطوا في قصف الغرب لليبيا، بتنديداتهم التي حظيت بها اسرائيل اثناء عملية "الرصاص المصبوب" (برغم الجهود الكبيرة جدا التي التزم بها الجيش الاسرائيلي كي يضائل عدد المصابين من المدنيين الى الحد الأدنى).
الباعث المركزي على تنفيذ حماس للهجمات برعاية ايران هو صرف الانتباه عن مشكلات ايران الداخلية وبرنامجها الذري المستمر. تريد حماس أن تصرف ايضا المعارضة الجماهيرية الداخلية لسلطتها. لكن حماس فوق كل شيء تفحص عن حزمنا وتريد أن ترى ما هو الحد الأعلى الذي سنظل سلبيين حتى نصله. اسرائيل الآن تمتنع عن عملية لأن الولايات المتحدة تستعمل علينا ضغطا كي لا "نضايق" في اثناء فترة الاضطرابات التي تصيب العالم العربي.
هذا هو الوقت الذي يجب علينا فيه ان نطلب الى رئيس حكومتنا إظهار قيادة صارمة، وأن يجمع مجلسه الوزاري المصغر وأن يُصر على أن يُظهر جميع الوزراء على نحو قاطع وحدة وأن يتحدثوا بصوت واحد قائلين أن الامتناع عن إحداث الردع مدعاة الى كارثة. ينبغي إشراك المعارضة في العمليات من اجل انشاء جبهة موحدة. لا شك في أن مؤيدي كديما سيطلبون الى الحزب دعم هذه السياسة.
ليس القصد الى عمليات انتقام بل الى ردع عن تنفيذ هجمات في المستقبل. لن يكون هذا ردا غير متناسب بل طموحا الى إحداث ردع والامتناع عن مجابهة في المستقبل ذات قوة تامة. هذا السلوك يناسب تماما القانون الدولي والتزامنا بحماية مواطنينا من العدوان المطلق.
اذا لم نعمل فورا في اعادة بناء قوتنا الردعية فقد يكون الثمن أبهظ من كل تنديد دولي قد نحصل عليه نتيجة ذلك".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لمن هذه النكبة
المصدر: "هآرتس ـ تسفي برئيل"
"لا أعلم ما هو يوم الارض، ولا أعلم ما هو يوم النكبة، أعلم انه حلّت كارثة بالفلسطينيين. سلبونا الارض ومن اجل هذا نحتفل"، قالت ن.، وهي طالبة جامعية بدوية تشهد بأنها لم تتعلم قط في المدرسة عن النكبة أو عن يوم الارض الذي سيحل هذا الاسبوع. "خافوا في المدرسة الحديث في هذا بصوت مرتفع".
المدرسة التي تقصدها هي نوع من النكبة ايضا: فثمة مبنيان من الطوب العاري مع غطاء من الصفيح. انها تسكن في "ارض الشتات"، وهذه لغة نظيفة لوصف سلسلة من القرى أو على الأصح مجموعات من المباني المتصلة بالألواح والكرتون والصفيح التي لا تعترف بها حكومة اسرائيل، دون كهرباء وماء جارٍ. الآن وقد أصبحت طالبة جامعية وأما، تُعيد الى جماعتها ما تستطيعه، وهي تُقسّم وقتها بين المعهد والبيت ومشروع "تهيلاه" للعناية بالاولاد البدو الذين تركوا المدارس. ويوجد من هؤلاء كثيرون في النقب.
هي طالبة جامعية ذكية ذات علم ولا تفهم لماذا تُصر الكنيست على سن قانون النكبة قبل أن يُعلموها أصلا ما هي تلك النكبة. تأتي الى الدرس ومعها كتب بيني موريس عن مشكلة اللاجئين ويوآف غلبر عن الذاكرة والتاريخ. يتناول الجميع مشكلة اللاجئين لكن من وجهة نظر يهودية صهيونية غير اسرائيلية – أي وجهة نظر تهتم، والعياذ بالله، بالذاكرة الفلسطينية للبدو و"اولئك الذين من الشمال"، كما تُسميهم ن.، وهي تقصد الفلسطينيين الاسرائيليين الذين ليسوا بدوا. "انهم في الشمال عانوا أكثر منا. ربما لهذا هم أحسن معرفة بماهية النكبة"، تحاول ان تعلل عدم معرفتها. "لكننا نحن ايضا فقدنا اراضي"، تقول صديقتها س. "لكن اليهود لم يطردونا مثل اولئك الذين في الشمال"، تحاول ن. التفريق بين مأساة ومأساة. "طردونا نحن ايضا"، ترد س. "لنا أقرباء في غزة هربوا في سنة 1948". تصمت ن.
"عندنا لا يحتفلون بيوم الارض"، تقول ن. "يحتفلون"، تعاند س.، "يغرسون الاشجار وينشدون الاناشيد". "أنت تقصدين يوم غرس اليهود. ليس هذا هو يوم الارض"، تقول ن.، "لا، لا، هذا بالضبط يوم ارضنا، هكذا نتذكر الارض". ترفض ن. كلام س.، ويُصوب سائر الطلاب البدو نظرهم ويصمتون. فهم ايضا لا يعلمون من يؤيدون. ربما يحسم المحاضر الأمر.
"الاولاد عندنا يعلمون ما هو يوم الارض، لكنهم لا يتعلمون عنه في المدرسة. انهم يعلمون من الآباء ومن البيت. ما نعرفه يعرفونه"، يقول ع. من رهط. "توجد جمعيات ايضا يأتي نشطاؤها ويُبينون. يُرون الاولاد صور قرى كانت ولم تعد موجودة، ويُبينون لهم شيئا ما على الخريطة أين كانت هذه القرية وأين تلك الاخرى. لكنهم صغار ما زالوا لا يفهمون الخرائط. وعلى العموم في اللحظة التي يبدأون فيها الحديث الى الاولاد أين توجد قرى الفلسطينيين التي اختفت يكفون عن الاهتمام. ما لا يتعلق بالبدو لا يعنيهم".
يُذكرني هذا الامر بأحاديث كانت لي مع أكراد في تركيا. لم يدعهم النظام هناك ايضا يتذكرون. كانت اللغة الكردية ممنوعا دراستها وكانت ايام الأعياد الكردية دائما – وما تزال – ايام إنذار بعمليات ارهابية. "نحن ننقش تاريخنا ولغتنا في رؤوس الاولاد"، قال لي مواطن كردي من مدينة ديار بكر. "هكذا يتعلمون ايضا تاريخهم كما لا يستطيع أي معلم تركي أن يعلمه. وهكذا يتعلمون دائما عن المظلمة التركية ويتبنون كراهية من يسلبهم ثقافتهم".
إن ع. من رهط لا يعرف تاريخه حقا. تهربت الخطة الدراسية الاسرائيلية من التاريخ الفلسطيني وسيحاول قانون النكبة الآن ايضا أن يدفن في الرمل بقايا الذاكرة. لكن ع. و س. و ن. لا ينوون التنازل. لان من أراد أن يمحو لهم النكبة، وينقض ايام الذاكرة الفلسطينية، ويطمس على يوم الارض سيحصل على ذلك عميقا داخل الذاكرة. مع كل الأخطاء والتشويه والكراهية لمن يريد أن يقتلع الذاكرة. وربما يجب على من أراد اقتلاع ذاكرة النكبة ايضا أن يُحرق كتب باحثين اسرائيليين يكتبون عنها، وهكذا لن يكون للفلسطينيين ما يدرسون".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الثورة العربية: السُنة، الشيعة واختبار البحرين
المصدر: "اسرائيل اليوم ـ يوسي بيلين"
" التمييز الحاد بين السُنة والشيعة في الشرق الاوسط مغلوط مثل معظم التعميمات الاخرى. وهو يشبه محاولة تفسير سلوك المسلمين حسب ما ورد في القرآن او تفسير سلوك اليهود حسب ما كتب في التوراة.
قسم هام من المتدينين في كل دين هم برغماتيون، يحافظون على الفرائض دون أن يكون كل ما كتب في الكتب المقدسة بالنسبة لهم مرشدا للسلوك. الى جانب المحافظين على الفرائض يوجد هناك من يتساومون، ويحافظون فقط على قسم من الفرائض او يرون في كل الطقوس امرا مغلوطا.
انتماؤهم الى هذا الدين او ذاك لا ينبع الا من حقيقة أنهم ولدوا لابوين يتماثلان معه، وحتى لو كانوا لا يتنكرون لهذا الانتماء، فانهم لا يستبدلون دينهم ولا يستفزونه في ميدان المدينة. وهم لا يولون له أي صلة تتعلق بالمبادىء التي توجههم في حياتهم.
وعلى الرغم من ذلك لا يمكن التنكر لاهمية الدين في كل ما يتعلق بالتعريف الذاتي، الولاء الجماعي، تطلعات توسيع التحكم، وكنتيجة لذلك – المواجهات.
لا ريب أن المسيحيين في الشرق الاوسط في ضائقة. فهم مطاردون من المسلمين في بعض من الدول، والكثير منهم يهاجرون الى اماكن اخرى في العالم، تلقى مسيحيهم فيها القبول (وان لم تكن بالضرورة عروبتهم).
المواجهة بين السنة والشيعة تصبح أكثر فأكثر معنى في الشرق الاوسط، ووجدت تعبيرها اساسا في اماكن توجد فيها أغلبية شيعية، او مجموعة شيعية ذات مغزى، حيال اقلية سنية مسيطرة. في كل مكان كهذا يؤيد الغرب السنة، وبشكل عام – نحن أيضا.
في حديث مع وزير الخارجية المصري حتى وقت أخير مضى، احمد ابو الغيط، قلت له ان لمصر ولاسرائيل مصلحة مشتركة في صد الهلال المتطرف من الشمال. فسأل: "أتقصد الهلال الشيعي؟" ترددت للحظة. لم اعرف اذا كان ابو الغيط سيرغب في تناول المواجهة السنية – الشيعية أمام أجنبي، واذا كان صحيحا من ناحيته أن يسمي الامر بهذا الاسم. ولاحظ ترددي فقال: "هذا هلال شيعي خطير علينا جميعا ويجب صده".
نقطة الفصل، دون ريب، كانت الثورة الاسلامية في ايران، وسيطرة رجال الدين الشيعة عليها. معظم المسلمين في ايران هم شيعة، وان كان فيها أديان غير قليلة اخرى. انتصار الخميني منح العزة للعديد من الشيعة، القاسم المشترك بينهم كان الاحساس بقمع السلطات السنية.
اقامة حزب الله في لبنان على خلفية سيطرة اسرائيل في جنوب لبنان نبعت ايضا من احساس الاستهتار والاستغلال الذي يعود لسنوات طويلة من جانب المسيحيين والمسلمين السنة، والعلاقة بين الحزب والحكم الجديد في ايران كانت فورية. لسنوات طويلة كان دارجا رؤية تعاظم حزب الله انجازا خارجيا لايران تحت حكم الخميني وخلفائه، ممن اطلقوا ايديهم ايضا نحو دول اسلامية اخرى، دون نجاح.
الولايات المتحدة، بغير قصد، منحت ايران انجازا اضافيا، في شكل ازاحة عدوها اللدود، صدام حسين، واقامة نظام تمثيلي في العراق، يمنح تعبيرا كاملا للاغلبية الشيعية. واضح أن حرب الولايات المتحدة في افغانستان أيضا ساعدت ايران، التي ترى في طالبان عدوا صرفا.
مع الانصراف الامريكي القريب من العراق وافغانستان، من المتوقع لايران الشيعية أن تتمع بتوسع مفعم بنفوذها بشكل كبير. واضح ان النظام لا يكتفي بتعزيز محافل شيعية في المنطقة، ويحاول توسيع نفوذه ايضا الى محافل سنية، مثل حماس، تحتاج الى مساعدته ومستعدة لان تبتلع حقيقة كونه شيعيا.
تأثير ميدان التحرير
تأثير ميدان التحرير على محافل مختلفة في العالم العربي لم يقفز عن الشيعة في الدول العربية. ولكن اذا كان في دولة مثل السعودية يدور الحديث عن أقلية، ففي مملكة البحرين الصغيرة يقترب نصيبهم من 70 في المائة، وقد سبق أن وقعت مواجهات غير قليلة بينهم وبين المملكة السنية.
البحرين قريبة من ايران، التي يوجد لها فيها مطالب اقليمية، ويوجد فيها نفط (آخذ في النفاد) والمنيوم. بعض من الشيعة فيها يرون أنفسهم منخرطين في المملكة، يؤدون فيها أدوارا مركزية في الحكم وفي القطاع الخاص، ولكن بعضهم يشعر بجور عميق، وقد رأوا في اليقظة العربية الاخيرة فرصة يجدر الارتباط بها.
بطبيعة الحال سارعت ايران نحو هذا التطور ولن يكون مفاجئا اذا ما تبين أنها تساعد الشيعة الثائرين ضد المملكة السنية.
فجأة تصبح البحرين، التي بشكل عام لا توفر عناوين رئيسة في الصحف العالمية نقطة احتكاك سنية – شيعية حرجة تؤدي الى تدخل سعودي وقطري نادر.
البحرين هي مجموعة جزر صغيرة، كانت بيد البرتغال على مدى مئات السنين، سيطر عليها الفرص واحتلتها عائلة آل خليفة . وانطلاقا من الخوف من الدول الكبرى في جوارها، توجهت العائلة الى بريطانيا، وتوصلت معها الى اتفاق جعل البحرين دولة مرعية لبريطانيا الى أن أصبحت مستقلة في 1971.
وهي مرتبطة جدا بالغرب، وبقي فيها مستشارون بريطانيون لسنوات طويلة بعد الاستقلال، والاسطول الامريكي يمكث فيها، وتمتعت بتنقيبات عن النفط، وما أن هزلت مخزونات النفط تركزت جهودها على التحول الى مركز مالي اقليمي. الانتاج القومي الخام للفرد في البحرين هو نحو 40 الف دولار. نحو ربع اكثر مما في اسرائيل.
حمد بن عيسى آل خليفة وصل الى الحكم في 1999، توج نفسه ملكا وأجرى اصلاحات اقتصادية وسياسية ذات مغزى، مستعينا بابنه وولي عهده المعروف كرجل ليبرالي ومحب للسلام. في سكان البحرين، الذين يبلغ عددهم نحو 1.2 مليون نسمة، توجد أغلبية للبحرينيين وأقلية كبيرة من العمال من آسيا. المشكلة الاساسية هي أن المملكة توجد على مدى مئات السنين بيد السنة، واي اصلاح لن يؤدي الى تغيير ذلك. الاغلبية الشيعية تثور ضد هذا، وتجعل البحرين أحد الاماكن الاقل استقرارا في الخليج. المواجهات مع الحكم ليست سابقة، السابقة الوحيدة هي قرار مجلس التعاون الخليجي، بارسال الاف الجنود لمساعدة البحرين في التصدي للمواجهة المتجددة.
البحرين ليست دكتاتورية وحشية على نمط ليبيا، ليست دولة شرطة على نمط سوريا وليست دولة دينية متطرفة مثل السعودية. رغم أن فيها نسبة بطالة عالية، فهي دولة غنية، ليس فيها سكان يذوون في الفقر، حتى وان كان واضحا بان السنة هم المتمتعون الاساسيون.
في نهاية الاسبوع يصبح الجسر الطويل بين السعودية والبحرين مكتظا حتى التعب، والسعوديون يأتون للتمتع بالخفة النسبية، يحتسون الخمر، ويقضون اوقاتهم في اطر محظورة في بلادهم. يوجد في البحرين طائفة يهودية صغيرة، وسفيرة البحرين الى الولايات المتحدة هي يهودية.
فقط من لا يعرف ما هي البحرين يمكنه أن يدخلها الى السلة العمومية للدكتاتوريات التي تحاول التحرر من عبء طغاتها. انتصار الشيعة في الصراع الداخلي البحريني من شأنه أن يشكل ضربة شديدة لمن يسعى الى تغيير وجه الشرق الاوسط في اتجاه حرية اكثر وديمقراطية أكثر، ومن يرغب في ضمان استمرار قربه من الغرب".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الزوجان نتنياهو غادرا دون دفع
المصدر: "هآرتس ـ غيدي فايتس"
" في سنة 1993، قبل وقت قصير من الخدمة العسكرية، عملت نادلا في مطعم ايطالي في القدس. كان الزوجان نتنياهو يُعدان من زبائن المطعم وعرض لي أن أخدمهما أكثر من مرة. كانت تلك مشاهد مثيرة: إن نتنياهو الذي كان آنذاك رئيس المعارضة تجاهل وجودي تماما، وكانت سارة هي التي دبرت دعوة الوجبات على نحو ودي وفي حزم.
كانت مطالبها غريبة جدا. فذات مرة طلبت وجبة ونصف من الباستا مع شوكتين "بسعر وجبة واحدة". وفي فرصة اخرى طلبت كرة شوكولاتة واحدة (كانت الوجبة الأصلية ثلاث كرات بسعر 10 شواقل)، لكنها طلبت ألا أُلزمهما بالسعر. في أكثر المرات عند انتهاء الوجبة، غادر الزوجان نتنياهو الطاولة دون دفع. أما "التيب" فلا يوجد ما يُقال فيه. سألت نفسي آنذاك لماذا تُجري سارة تفاوضا شديدا قبل طلب الوجبات اذا لم تكن تنوي أن تدفع عنها في نهاية الامر؟ هل تستمد المتعة من هذه المراسم السوقية؟ ولماذا ينظر نتنياهو الى نقطة غير واضحة في فضاء المطعم عندما يحدث هذا المشهد؟.
في 1994 نشر يوآف كافيه في الصحيفة الاسبوعية "كول هعير" تحقيقا شاملا تحت عنوان – "احتفال تخفيضات نتنياهو" – أوضح فيه ان الحديث عن منهج وأن الزوجين اعتادا الحصول على وجبات في مطاعم كثيرة في العاصمة وعلى جملة من الخدمات الاخرى ايضا بأسعار تخفيض أو من غير أن يُدخلا اليد في المحفظة أصلا. اعتقدت لسذاجتي آنذاك ان نتنياهو أنهى حياته المهنية وأن سلوكه المرفوض الذي كشف عنه التحقيق الصحفي سيمنعه من العودة الى الحكم. لكنه في 1996 انتُخب لاول مرة لمنصب رئيس الحكومة.
بعد بضعة اشهر من هزيمته وبعد أن أصبح مواطنا قلقا، نشر الصحفي مردخاي غيلات في صحيفة "يديعوت احرونوت" تحقيقا صحفيا مدويا عن صورة أخذ الزوجين مئات الهدايا التي حصلا عليها في نطاق عملهما الرسمي وكيف حاولا أن يصرفا الدفعات الخاصة الى حساب ديوان رئيس الحكومة. تدحرج التحقيق ليصل الى الشرطة التي زعزعت حياة الزوجين. أظهر كلاهما في اثناء ذلك شعورا بالانضغاط والغضب: فقد اتهم نتنياهو المحققين بأنهم سببوا موت أمه. وصرخت سارة فيهم. خلصا آنذاك بصعوبة من المحاكمة وفُتحت الطريق الى السلطة من جديد، ففي 2002 عاد نتنياهو ليتولى وزارة الخارجية في حكومة شارون.
في الاسبوع الماضي نشر رفيف دروكر في القناة العاشرة تحقيقا صحفيا مدهشا، بسط فيه شأن رحلات فخمة كثيرة قامت بها عائلة نتنياهو بتمويل من أصحاب ملايين وجمعيات مختلفة. سألت نفسي هذا الاسبوع لماذا ينسخ نتنياهو هذا السلوك الذي يثير الغضب مرة بعد اخرى. قد يكون يدرك بحسه السياسي ان الكشوف الصحفية المحرجة لا تؤثر ببساطة بمنتخبيه وأنه لن يدفع عن ذلك ثمنا جماهيريا أو قضائيا باهظا.
لكن الامر المقلق حقا ليس سبات الرأي العام بل عدم وجود الحكم الواقعي عند نتنياهو. القضايا التي تتصل باسمه منذ عقدين تكشف عن خلل شديد في تقدير رئيس الحكومة وعن عدم قدرة على التفريق بين الحرام والحلال في سن متقدمة. انها تشير الى نهج سلوكي لا يتم التحكم فيه هو ثمرة علاقة مرضية بالمال. نشك في ان يمكن الاعتماد على تقدير انسان كهذا وأن تُجعل في يده قرارات أكثر أهمية من الدفع الكامل عن وجبة ايطالية: ماذا سيفعل مثلا عندما يسقط صاروخ غراد التالي على أسدود".