ارشيف من :أخبار اليوم
المقتطف العبري ليوم الاثنين: القبة الحديدية.. التعلم من الأخطاء
عناوين الصحف وأخبار وتقارير ومقالات مترجمة من صحافة العدو
صحيفة "يديعوت احرونوت":ـ المراقب: ممنوع السفر على حساب المتبرعين.
ـ المهندس يخرج الى النور.
ـ الوزراء مطالبون بأن يدفعوا بأنفسهم.
ـ لأول مرة: تقرير علني للمراقب عن الموساد.
ـ العاملون الاجتماعيون يهددون بالاستقالة والضعفاء يدفعون الثمن.
ـ سُرح من السجن: الغاء تعيين اللواء سجون ايلي غبيزون لمنصب مأمور السجون.
ـ اختبار الدفاع: بطارية قبة حديدية للوقاية من الصواريخ تُنشر حول بئر السبع.
ـ الكشف عن المهندس.
ـ ساعة طوارىء: في سوريا انتظروا أمس "الخطاب التاريخي" للأسد.
ـ طفلة واحدة أمام تسعة قضاة.
صحيفة "معاريف":
ـ قضية بيبي تورز: نتنياهو يبحث عن مسوغ.
ـ مقصلة التعيينات.
ـ مرشح جديد، عائق جديد.
ـ يبقى، يقاتل أم ينثني: الشرخ السوري: ثلاثة سيناريوهات.
ـ في نهاية الاسبوع تُحرَّك عقارب الساعة: المعركة على التوقيت الصيفي تحتدم.
صحيفة "هآرتس":
ـ الاسد ينشر الجيش السوري في المدن؛ كلينتون: ليس لدينا نيّة للتدخل.
ـ صمت نصر الله.
ـ اهارونوفيتش يلغي تعيين ايلي غبيزون مأمورا للسجون.
ـ ليبيا: الثوار عادوا الى مدن النفط ويتقدمون نحو العاصمة.
ـ السور الواقي للاسد.
ـ الجيش الاسرائيلي لن ينشر منظومة قبة حديدية في الجنوب على نحو دائم.
ـ العاملون الاجتماعيون يقولون لنتنياهو: تدخل كي تُنهي الاضراب.
صحيفة "اسرائيل اليوم":
ـ استبعاد تعيين مسؤول كبير آخر: هذه المرة.. مأمور السجون.
ـ الاسد يبعث بجيشه لقمع الاضطرابات.
ـ بئر السبع أولا.
ـ "بشار الاسد سيحل حكومته".
ـ الهدف القادم: طرابلس
أخبار وتقارير ومقالات
تدريب على انفجارات في بئر السبعالمصدر: "القناة الثانية"
" مر يوم غير سهل على سكان بئر السبع. بعد سقوط صواريخ الغراد على المدينة، الأعصاب المشدودة لسكان بئر السبع لم تعني بما يكفي وزارة الدفاع، التي بتوقيت غريب بشكل خاص اختارت القيام بتفجير متحكم به من قبل الصناعة العسكرية ، حيث سمع دويه في كل بئر السبع ومحيطها.
في هذه الأثناء، امتلأت صفحات الفيسبوك التابعة لأخبار القناة الثانية على الانترنت بآراء سكان الجنوب الذين اعتقدوا أن تفجير كهذا في توقيت كهذا هو أمر مرعب وغير ضروري. إحدى المتصفحات كتبت "هذا غير ضروري أبدا في أيام كهذه". وكتبت متصفحة أخرى "بالنسبة لي من غير الضروري أبدا التفجير القوي عند الساعة الثانية والنصف ظهرا، أنا وحيدة في البيت، آمل أن لا تفعلوا، يكفي أنني ارتعبت لمجرد إنذاركم حينها، أرجوكم لا تفعلوا".
وقد أفاد مصدر من وزارة الدفاع لأخبار القناة الثانية في رده، "الأمر يدور حول تفجير مخطط له منذ زمن بعيد، ولدواعي أمنية علينا تنفيذ التجربة. بسبب الحساسية الأمنية ابلغنا الجمهور بالأمر مسبقا".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
القبة الحديدية المليئة بالثقوب
المصدر: "موقع nfc ـ ألكس لفين"
في الأيام الأخيرة أنا أسمع طلباً آخذاً في التزايد من الجيش الإسرائيلي ودولة إسرائيل بوضع البطارية الموجودة للقبة الحديدية لحماية مدنيي إسرائيل المهاجّمين يومياً من قبل منظمات الإرهاب القاتلة من غزة.
بعض كلمات بحسب علمي عن تلك القبة الحديدية، لماذا هي ليست ناجعة إلى حدٍ ما، لماذا استغرقت حكومة إسرائيل هذا الحد من الزمن لتقرر وضع البطاريتين الموجودتين يوم الأحد من هذا الأسبوع. لماذا لم توضع قبل ذلك.
عدة حقائق عرفتها عن القبة الحديدية، لكن ربما من المناسب التشديد عليها. القبة الحديدية خرجت إلى حيز التنفيذ باستثمار مليار شيكلٍ كتعويضٍ لرفائيل لأنها لم تفز بمشروع الحتس. المشروع الذي فازت فيه الصناعة الجوية. القبة الحديدية صممت وتم بناؤها بتكاليف عالية جداً، كلفة كل صاروخ يطلق يكلف الدولة نحو مائة ألف دولار، حتى لو اعترض صاروخ القسام الذي يكلف عدة مئات من الدولارات أو صاروخ غراد الذي يكلف آلاف الدولارات المعدودة دون الحديث عن قنبلة هاون عادية تكلف عدة عشرات الدولارات.
بعض الأسئلة التي تطرح حيال القبة الحديدية أكّدت لنا أنها تدافع عن أجواء البلاد من أي قنبلة هاون أو أي صاروخ قسام لكيلا نذكر صواريخ الغراد. وفق الحقائق بحسب ما أنا أفهمها، لا يوجد قبة حديدية تدافع بالكامل وبشكلٍ أساسي حيال نيران قذائف الهاون أو صواريخ القسام التي توجّه على مسافة إطلاق أقل من 4.5 كلم. أي أنها حلم لكل مواطني غلاف غزة، أو الحكاية التي تروى لكنها ليست صحيحة. ليس لديكم حماية مع منظومة قبة حديدية.
لا يوجد واضعون ولا يريدون أن يضعوا هذه المنظومة لحماية المستوطنات لأنهم لا يريدون خسارة مناقصةٍ تحاول رفائيل أن تفوز بها بمعدل مالي كبير من حكومة الهند، لأنه عندما يتضح في الحقيقة أن هذه المنظومة ليست هي بالضبط ما حدثونا عنها، فلا فوز بالمناقصة. كل الحكايات التي بحسبها ما زالت المنظومة لم تجرَّب عملياتياً ولذلك لا يضعونها فالحكايات نسجُ من الخيال. أين، حقل التجارب الأفضل إن لم يفحص في زمنٍ حقيقي قسوة المنظمات القاتلة من غزة؟ أين، إن لم تحصل محاولة لاعتراض صواريخ غراد قسام أو قذائف هاون؟
كل هذه الحيل جاءت بهدفٍ واحدٍ وفريد، هكذا أنا على ألأقل استخلص من التصرفات لأن المنظومة غالية، ليست قادرة على اعتراض ما تعهدت بأنها ستعترضه. اعتراض أي صاروخ يساوي آلاف الدولارات أو مئات الدولارات يكلف الدولة مائة ألف دولار، مائة صاروخ ستكلف الدولة نحو عشرة ملايين دولار وربما تكلف أكثر من ذلك.
ويجدر الإشارة إلى أنه بحسب إحساسي, وأنا لا أخطئ، المنظومة صممت لهدفٍ واحدٍ وفريد- لإعطاء تعويضٍ لرفائيل. إن كانت صممت سابقاً، فهي ستوضع فقط لحماية قواعد إستراتيجية كمثل المفاعل النووي في ديمونة، أو هذه القاعدة العسكرية أو غيرها، ولن يفكر أحدُ بوضعها بسبب ثمنها الباهظ لحماية هذا البيت أو غيره.
وهنا أنا أرغب بالإشارة أيضاً إلى أنَّه يوجد في العالم منظومات ناجعة جداً، المنظومات القادرة على اعتراض أي قذيفة هاون أو صاروخ قسام، كلفة هذه المنظومات رخيصة جداً، الاعتراض يكلف بعض مئات الدولارات، المنظومات التي قررت الدولة شراؤها فقط في الأيام الأخيرة وستضعها لحماية السكان. إن كانت هذه المنظومات قد امتُلكت ولم يُقترح مال كثير يزيد عن مليار شيكل على منظومة القبة الحديدية المليئة بالثقوب إذن منذ زمن كان يمكن وضع منظومات ناجعة، مجهّزة من الرف وكان المدنيون يشعرون بأمانٍ كبير.
هذا ويكلف ثمن منظومة جاهزة مثل هذه نحو 40 مليون دولار ما يساوي نحو150 مليون شيكل، بالمال الذي صرف على قبة جوية –شبيهة بقبة حديدية كان يمكن شراء نحو سبع منظومات وهي كانت في النهاية تسمح بحياة أكثر طبيعية في هذه المنطقة المجنونة.
كل ما كتب هنا ليس معلومات شخصية وإنما من قراءة المادة التي نشرت مع الزمن في وسائل الإعلام المختلفة في البلاد وفي أرجاء العالم، للأسف أن حكومة إسرائيل بسبب "أنا" شركة رفائيل تهمل أمن سكانها. إذا كانت الإيغو (الأنا) لشركة رفائيل هامة, فليقدموا لها أموال تطويرٍ, ويشترون في المقابل منظومات تدافع عن مدنيي إسرائيل الذين يهاجَمون من قبل منظمات الإرهاب ويشعرون أنهم مهملون".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
العيش تحت مظلة دفاعية – هذا ليس أمناً
يديعوت احرونوت - يائير دوري(*)
تحوَّلت الحاجة للدفاع عن دولة إسرائيل من تهديد الصواريخ البالستية بعيدة المدى إلى جزء لا يتجزأ من التفكير التنفيذي والعقيدة العسكرية. على الرغم من أنه في مطلع التسعينيات، خلال حرب الخليج الأولى، ورغم سقوط 39 صاروخاً من صواريخ "الحسين" على أرض الدولة الإسرائيلية، إلى جانب عدم نجاح قوات الإئتلاف في "اصطياد" تشكيل الصواريخ العراقي، لم يحصل تهديد الصواريخ البالستية على مكانه المناسب. واليوم تقود إسرائيل المجال الدفاعي بوجه الصواريخ سواء في المفهوم التنفيذي، أو في التكنولوجيا والتطبيق التنفيذي، التشكيل المرتكز على منظومة الـ "حيتس".
على أنّ المعادلة اللا تناظرية ذاتها، التي تلزم زعماء الدولة والجيش الإسرائيلي بتبنِّي المفهوم الدفاعي الفعّال، صفعت وجوهنا بقوة حيال عملية مماثلة يخضع لها الفلسطينيون من وراء الجدار. إنَّ فعالية الحاجز، تزامناً مع نشاط تنفيذي مركَّز، تصعِّب عليهم قدرة التغلغل عبر الجدار إلى درجة إلغائها. مقابل ذلك، إطلاق القذائف والصواريخ، من منشآت صغيرة ومتنقلة، مموَّهة، ومن داخل مناطق تواجد المجتمع المدني، دون الحاجة لبنى تحتية لوجستية، أو للتنسيق ومنظومات تحكّم معقّدة، عناصر معادلة لا تناظرية وتصميمات تهديد صواريخ قصيرة المدى. هذا ينفع في غزة ونقطة.
جميعنا نذكر الوعود بالخروج من لبنان حول "ما سيحصل إنْ...". هؤلاء صفعوا وجوهنا في حرب لبنان الثانية، وبنفس المقدار وعدوا أثناء الإنفصال. في الواقع هم يطلقون النار على مستوطنات ومدن دولة إسرائيل. منذ سنوات "تقطِّر" التنظيمات الإرهابية من غزة قذائف الهاون، صواريخ القسام وغراد نحو أراضي الدولة الإسرائيلية. وقد بدأ ذلك من مسافات تبعد مئات الأمتار عن مستوطنات غلاف غزة، وهي بئر السبع، عسقلان وأشدود، الأمر الذي يؤدي إلى تعطيل الدروس، سقوط جرحى في بئر السبع ووصول الـ غراد إلى أطراف ريشون لتسيون. روتين مواطني الدولة كأنه في حرب. تحوَّلت المنطقة المحصنة إلى جزء من روتين الحياة في مستوطنات الجنوب، وصفارة الإنذار "تسيفاع أدوم" تتوجه إلى كل طفل والحياة تجري تحت تهديد دائم.
هل الحلّ هو توجيه منظومات الدفاع إزاء صواريخ قصيرة المدى (صاروخ أرض أرض)؟
هل "القبة الحديدية" هي الحل النهائي من "مخزن الذخيرة" نفسه المتعاظم في غزة؟
ليس هناك شك بأن "القبة الحديدية" منظومة نوعية ومؤثرة، وفي هذه الأيام استبشرنا بنشر بطارية في الجنوب. تتواجد المنظومة في مراحل الإستيعاب التنفيذية ونشرها ناجم كما يبدو عن ضغط شعبي. يجدر الذكر أن المنظومة فعالة من أدنى مدى أي من حوالي- 4،5 كلم، كما وتدافع المنظومة عن منطقة محدَّدة وتعرف كيفية التمييز بين الذخيرة التي تسقط في قطاعها وغيرها، عدد صواريخ الإعتراض المطروح، بحيث تتمكن المنظومة، في صلية مكثفة، من استنزاف قدراتها بشكل سريع نسبياً ، وكل ذلك على افتراض أن المنظومة تعمل 24/7 من دون أخطاء، من دون الحاجة إلى أيام صيانة وبمستوى عال من استعداد مشغليها.
لا يوجد حلّ نهائي
إنني أؤيد منظومة الدفاع، وأنا واثق من ضرورة أن يكون لدى دولة إسرائيل والجيش الإسرائيلي منظومات دفاعية تتيح للجيش الإسرائيلي تحقيق تميّزه، مع التشديد على أنها ستساعد الجيش الإسرائيلي في تحقيق تميّزه. إن كان هناك تصوّر بأن "القبة الحديدية"، أو أيّ منظومة أخرى تشكّل الحل النهائي لحماية مستوطنات دولة إسرائيل، ولوقت غير محدّد، فحقاً ثمة خطأ أساسي.
إنَّ دولة إسرائيل ملزمة باتخاذ قرار حول أي أمن تمنحه لمواطنيها. حيث أن منظومات الدفاع حيال الصواريخ، القذائف الصاروخية وقذائف الهاون، فعالة كما سيبدو، وهي تهدف إلى إتاحة هامش زمني من أجل إيجاد حل عملاني أو سياسي وهو السماح بقيام روتين حياتي طبيعي وآمن. ومواصلة العيش تحت مظلة إعتراض صواريخ، ناجحة كما يبدو، بشعور دائم من الخوف – ليس أمناً.
كما أن صليات قذائف الهاون، صواريخ القسام والـ غراد هي مسألة وقت، هيبة مطوري المنظومات، صوابية قرار المؤسسة الأمنية والجيش الإسرائيلي القاضي بوضع "البيض في سلة واحدة" ستُمتحن في الإختبار المقبل – وآمل من كل قلبي أن نجتاز الإختبار".
(*) قائد تشكيل المضاد للطائرات سابقاً
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خريطة المنطقة الجديدة بعض الثورات: وداعا.. سايكس وبيكو
المصدر: "هآرتس ـ ألوف بن"
إن الثورات والصراعات في الدول العربية لن تؤدي الى استبدال الأنظمة فحسب، وإنما الى إعادة صياغة خريطة المنطقة. فمنظومة الحدود بين الدول، وريثة القوى العظمى الإستعمارية التي وزعت أفريقيا فيما بينها وقطّعت الإمبراطورية العثمانية، توشك على التغير. وصراع معمر القذافي، بشار الأسد وأصدقاؤهما للبقاء، تبشر بالنهاية القريبة لأتفاقية سايكس – بيكو منذ الحرب العالمية الأولى، والتي انطلاقا منها بدأت التوزيع السياسي للشرق الأوسط.
في السنوات المقبلة سوف تظهر على خريطة المنطقة أعلامام دول مستقلة جديدة، أو مستجدة: جنوب السودان، كردستان، فلسطين، وربما كيرنايكا شرقي ليبيا، ساهارات الغربية التي ستؤخذ من أيدي المغرب، جنوب اليمن المُعاد بناؤه وإمارات في الخليج ستنفصل عن الإتحاد. وربما حتى تقسيم السعودية بين "دولة الأماكن المقدسة" بالحجاز وقوة النفط العظمى في الشرق، وتقسيم سوريا الى دولة سنية، دولة علوية ودولة درزية. على أن القاعدة التي ترتكز عليها التقسيمات ستكون مبدأ التحديد المستقل لشعوب وقبائل، التي حتى اليوم أُدخلت غصبا وبدون مبرر الى نفس الرزمة القومية مع خصومها.
هذا وستؤدي الخريطة الجديدة الى بناء منظومات علاقات جديدة بين دول المنطقة، تنطوي على فرص كبيرة لإسرائيل. فالسياسة الخارجية الإسرائيلية بُنيت دائما، حتى منذ ما قبل إقامة الدولة، على الخصومة بين الجيران العرب والمسلمين. فالإتحاد العربي والإسلامي يعتمد بنسبة كبيرة على العداوة لإسرائيل، التي فضل لهذا السبب القومية المنفردة عن جيرانها. وكلما كانت هناك المزيد من الدول في المحيط، كلما سهُلت على اسرائيل المناورة بينها.
هذا وقد وُضعت الحدود في الشرق الأوسط خلال مفاوضات بين القوى العظمى الأوروبية، التي أدارتها قيادات مرتبطة بقصور يتردد فيها الصدى/فارغة. إعادة صياغة هذه الحدود في القرن الـ 21 تحصل بالقوة، بحروب وبثورات شعبية. بدأت مع الغزو الأميركي للعراق، قبل ثماني سنوات، الذي حطم السلطة الرئيسية للمقاطعات العنصرية. واستمرت مع الإنسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، الذي أدى الى إقامة دولة فعلية تحت سيطرة حماس؛ ومع الإستفتاء على تقسيم السودان، في نهاية حرب داخلية مطولة ومخيبة للآمال. وسُرّعت مع الثورات في الدول العربية، التي لا زالت في بدايتها، وأدت الى حرب في ليبيا.
باراغ كانا، باحث في "صندوق أميركا الجديدة" في واشنطن، توقع زيادة الدول واقترح على الدول العظمى دعم هذا التكاثر ومساعدة الدول الجديدة. في كتابه "كيف يُدار العالم"، الذي صدر إثر ثورتي تونس ومصر، توقع كانا منظومة دولية تضم 300 دولة مستقلة وسيادية، مقابل نحو 200 دولة حاليا.
وفي أساس التقسيم يأتي ما يطلق عليه كانا "مقدار الفوضى الإستعمارية": الكثير من الدول نمت من مستوطنات استعمارية سابقة، ومنذ استقلالها تعاني من تزايد سكاني غير قابل للسيطرة، ديكتاتوريات مفترسة، مؤسسات فارغة وتطرف عرقي وقبلي. هذه هي بالذات الأسباب التي تتعلق بها اليوم موجة الثورات في الدول العربية.
في الكثير من الحالات، يكتب كانا، الحدود الراهنة هي سبب المواجهات الداخلية. على سبيل المثال، في دول فاشلة مثل اليمن، باكستان والكونغو. ووفقا لخطته، فإن الحروب في أفغانستان والعراق ليست "حروب أميركا"، وإنما ما تبقى في ميادين معارك الحروب الأوروبية القديمة، لكن فتيلها كان معدا للإنفجار بعد مرور سنوات عديدة.
الولايات المتحدة ليست مذنبة في أن مؤتمر برلين قسم في العام 1885 أفريقيا دون أن يأخذ بعين الإعتبار سكانها، أو توقيع اتفاقية سايكس-بيكو، أو التقسيم البريطاني لباكستان وأفغانستان. لكن الولايات المتحدة، مع القوى العظمى الأخرى، يمكنها ويجب عليها المساعدة اليوم في إيجاد الحل. ليس فقط بترسيم جديد للحدود، أو بالتصويت في الأمم المتحدة، وإنما أيضا بإقامة بنى تحتية ستمنح ظهرا اقتصاديا للدول الجديدة وستحررها من التعلق بجيران أقوياء مثل تركيا واسرائيل.
الآن، بعد مائة عام على المحادثات بين سايكس وبيكو، الرزمة [الحقيبة] التي حزماها قد تُفتح مجددا. فانسحاب الولايات المتحدة من العراق سوف يمنح الأكراد فرصة للإستقلال، رغم معارضة تركيا. والفلسطينيون يعملون على اعتراف دولي بدولتهم في الصيف المقبل، رغم الرفض الإسرائيلي.
الى ذلك فإن "دولا مصطنعة" أخرى مثل ليبيا، التي تتالف من ثلاث مستعمرات سابقا من ايطاليا وكذلك اليمن، سوريا، الأردن، البحرين، عمان والسعودية، قد تتفكك. جميعها تعاني من توتر داخلي صعب بين قبائل ومجموعات، أو سلطة أقلية مسيطرة على أكثرية. الفصل الجغرافي ليس حلا ساحرا. فاليمن كانت مقسمة في الماضي وقد تنقسم مجددا الى شمال وجنوب. وفي السعودية المسافات كبيرة. لكن كيف يمكن تقسيم الأردن، التي يندمج فيها الفلسطينيون والبدو؟
إن الحرب في ليبيا تقسمها فعليا بين كيرنايكا في الشرق، معقل الثوار، وطرابلس القابعة تحت سيطرة القذافي. ليس واضحا إن كانت هذه الأجزاء ستتحد مجددا ومتى، وإن كان ثمة مبرر وداع لتوحيدها. فانضمام القوى الغربية للحرب الى جانب الثوار يشير الى أنها ترغب بانتاج منطقة فصل تحت تأثيرها، بالقرب من الحدود مع مصر، التي قد تتحول الى جمهورية اسلامية معادية للغرب، نوع من التدحرج الديني لمصر الناصرية. يصعب إيجاد تحليل منطقي استراتيجي آخر لدخول هذه الدول المعركة في ليبيا.
حتى هذه المصلحة ليست جديدة: فالمعارك بين البريطانيين وقوات الجنرال رومل في الحرب العالمية الثانية أُديرت في تلك الأماكن بالضبط وهدفت الى الغاية ذاتها، حماية الجناح الشرقي لمصر وقناة السويس. رومل ومونتغومري تقاتلا هناك كثيرا قبل أن يكتشفا نفطا في ليبيا. في تلك الأيام، في ذروة المعارك، وُلد القذافي في خيمة بدوية بين بنغازي وطرابلس.
والغرب، كما اسرائيل، يفضل شرق أوسط مقسم ومتصارع عليه ومتقاتل في عدة جبهات ضد نهج العروبة والإسلام، الذي يقوده اليوم أسامة بن لادن (وبتعبير آخر، أيضا محمود أحمدي نجاد ورجب طيب أردوغان). لذلك يمكن تقدير أن القوى العظمى لن تحاول تصفية عملية تقسيم دول المنطقة، وإنما سوف تشارك فيها.
وسيكون لدى اسرائيل دور مزدوج في العملية. فهي متورطة مباشرة بالصراع وبإقامة دولة فلسطين مستقلة وترسيم حدودها، وستتأثر بنسبة كبيرة من تفكك دول مجاورة على رأسها الأردن، سوريا والسعودية. إن سياسة اسرائيلية صحيحة، سوف تجد الفرص المرتبطة بظهور دول جديدة وتعرف كيف تستغلها، سوف تتمكن من رفع العملية الحتمية لتعزيز قوتها وزيادة تأثيرها في المنطقة".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا فرق بين وسائل الحماية ووسائل الهجوم التي تجبي ثمنا من الفلسطينيين
المصدر: "إسرائيل هيوم ـ دان مرغليت"
" القبة الفولاذية هي عنصر في الدفاع عن إسرائيل أمام العمليات الفلسطينية. الآن ولد الجنين قبل أوانه وانطلق. ستسجل أخطاء وستحصل خيبات أمل واستخراج للعبر. سيكون طفل كبير. وهذا ما يتأمله كل إسرائيلي يريد أن يشاهد دولته محصنة جيدا قدر الإمكان.
في الوقت الحالي تدور حوله ضجة مخيبة كثيرا. الأول يسأل لماذا بدأو في بئر السبع وليس في مستوطنته، الآخر يطلب أن يتم نصب المنظومة فورا في سديروت وبشكل عام، لماذا في أشدود قبل نتيفوت؟، أو العكس.
بالطبع ينبغي نصب القبة الحديدية في مكان يكون ضروري جدا وله الأولوية، ومع السنوات تضاف وتحسن المنشآت الأخرى وهكذا. لكن التاريخ وسقف التوقعات المبالغ فيها ليست فقط أنها في غير محلها بل تحمل في طياتها خيبات أمل حتمية. كل واحد يدرك ذلك لكن لا يوجد شخص مستعد للنظر إلى المنظومة من الخارج.
القبة الحديدية نعمة. سيعمل المؤرخون بعد سنوات طويلة في مسألة هل أن حكومات إسرائيل أضاعت وقتا ثمينا بالمماطلة والإعاقات والتخريب، لكن من الأفضل أن تأتي متأخرا على أن لا تأتي. أهلا وسهلا.
تستوجب حماية النقب عمليا صورة عامة متوازنة. القبة الفولاذية مهمة لكنها ليست الأساس. ففي الفترة التي تشن فيها علميات في غزة، ترتكز الحماية الإسرائيلية على إطلاق النار المكثف والدقيق باتجاه القطاع من الجو ومن الدبابات، وعلى الدوريات على طول السياج الحدودي من اجل إحباط نوايا حماس والجهاد الإسلامي وضع عبوات، إنها معركة على حياة جنود الجيش الإسرائيلي، وعلى الإحباط المركز الذي يمس بحياة الإرهابيين الكبار.
لا تناقض بين وسائل الحماية مثل القبة الحديدية والملاجئ وسراديب الاسمنت وبين استخدام وسائل هجومية تجبي ثمنا باهظا من السكان الفلسطينيين الداعمين للإرهاب. صحيح انه عندما تضيف إسرائيل إلى المنظومة القتالية التابعة لها وسائل مثل القبة الحديدة فإنها تمنح ليونة أكثر إلى الحكومة في اختيار الرد على عمليات الفلسطينيين وفقا للوضع السياسي وفترات السنة والحاجات البديلة الأخرى. عندما يشن هجوم الصواريخ في ذروة فترة سياسية ساخنة من المعقول أن تتجه الحكومة للاعتماد على وسائل الحماية أكثر منها على القدرة الهجومية والعكس.
وفي الأساس رأس الرمح في الحرب على الإرهاب هو الهجوم وليس التموضع الدفاعي أمامه".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رئيس بلدية سديروت: قرار نصب القبة الحديدية في بئر السبع هو لإسكات الجميع
المصدر: "هآرتس – ينير يغنه"
" قام أعضاء لجنة الخارجية والأمن في الكنيست بزيارة إلى بئر السبع والتقوا مع رؤساء السلطات في الجنوب، وذلك على ضوء نشر أول بطارية لمنظومة القبة الفولاذية في النقب الغربي.
لكن يبدو أن ليس كل رؤساء السلطات راضون من أسلوب نشر منظومة الحماية. رئيس بلدية سيدروت، ديفيد بوسكيلا، اشتكى أن "قرار نصب البطارية في بئر السبع جاء من اجل إسكات الجميع. جميعنا بحاجة لكن لا توجد بطاريات كافية".
وأضاف رئيس بلدية سديروت، "لقد كنا ضحية لسنوات طويلة. الجيش الإسرائيلي خرج في عملية الرصاص المسكوب بسبب سديروت وغلاف غزة وليس بسبب بئر السبع وأشدود". وتوجه بوسكيلا إلى رئيس بلدية بئر السبع، روبيك دميلوبيتش، وقال له "لا تتحمس من هذه البطارية التي نصبت على أرضك، أنا لست متأكد انها لك، فهي لديها عجلات".
رئيس اللجنة، عضو الكنيست شاؤول موفاز، هاجم سياسات الحكومة فيما يتعلق بالتصعيد في الجنوب واتهمها أنها "تقضي شيئا فشيئا على ردع إسرائيل وعلى القدرة الهجومية للجهات الأمنية". حسب كلامه، "كنا بحاجة إلى جباية ثمن". وقال موفاز أن الردع الذي تكون في عملية الرصاص المسكوب يسحق وتوقع انه في المستقبل، "القدرة للحفاظ على الردع ستكون أصعب بكثير لان السياسات خاطئة".
وأضاف موفاز "أن حماس والجهاد حددا جدول الأعمال اليومي لمليون مواطن في الجنوب. الدليل على ذلك هو أن أكثر من مائة ألف تلميذ بقوا في المنازل يوم الجمعة. من اجل إعادة الردع ينبغي على حماس والجهاد الإسلامي أن يعلما أن إسرائيل هي من تحدد جدول الأعمال اليومي".
وتطرق موفاز إلى نشر بطارية القبة الفولاذية وقال، "أنا فرح لأنه يوجد بين يدينا قدرات حماية متطورة لكن دولة إسرائيل لا تستطيع أن تتخندق وراء القبة الفولاذية في الوقت الذي يعيشون فيه في غزة حياة طبيعية. ينبغي علينا الحفاظ على قدرتنا الهجومية. في الماضي من تجرأ على تهديد أولادنا علاجنا أمره كما يجب، لا سبب أن لا يفهم القادة ذلك اليوم. المستوي السياسي ينبغي أن يبدأ بإملاء السياسات. المستوى العسكري يعرف كيفية التنفيذ".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"القبة الحديدية".. التوقعات تحققت
المدر: "موقع nfc ـ عفر دروري"
" حظيت منظومة القبة الحديدية الموعودة لاعتراض الصواريخ التي تُطلق من مدى قصير وفي الواقع لحماية مستوطنات الجنوب، بإطراءات كثيرة على الانجاز التكنولوجي, والكثير من الانتقادات على غياب المنطق إزاء عمل المنظومة ضد صواريخ القسّام التي تُطلق من قطاع غزة.
وقد ادّعى المراقبون أن كلفة اعتراض صاروخ واحد الذي تبلغ كلفته عشرات الدولارات فقط تزيد عن حوالي خمسين ألف دولارا, الأمر الذي لن يسمح اقتصاديا باستخدام المنظومة بشكل مكثّف. كما ادعى المراقبون أن فعالية المنظومة في الدفاع عن المستوطنات المجاورة لخط الحدود محدودة لان الفترة الزمنية المطلوبة للاعتراض هي أطول من مدة طيران الصاروخ.
وقد قررت الجهات الأمنية المختلفة بصورة قطعية عدم اختبار خيارات اعتراض صواريخ من إنتاج الولايات المتحدة لاعتبارات غير واضحة. هذا وتدعم النتائج الحالية المراقبين. كما أن منظومة القبة الحديدية لم تنتشر حول مستوطنات الجنوب كما يبدو نتيجة جدول الأولويات الذي تقرر من خلاله تفضيل حماية قواعد الجيش في مدى صواريخ حماس على مستوطنات الجنوب. إلى ذلك فإن محيط تجهيز الجيش في المنظومة صغير جداً وكما يبدو لا يمكن تأمين حماية لمستوطنات الجنوب أو الشمال بسبب الكلفة المرتفعة. فهل معارضو المنظومة على حق؟ في هذه المرحلة يبدو أن الأمر هكذا للأسف".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رصاص مسكوب 2: التعلم من الأخطاء
المصدر: "يديعوت احرونوت ـ غيورا ايلند"
" الواقع في الاسابيع الاخيرة يخدم جيدا حماس وبالتأكيد الجهاد الاسلامي، وذلك لان اطلاق صواريخ قليلة، مرة على بئر السبع، مرة على اشدود وفي كل يوم نحو بلدات غلاف غزة، يشل الحياة في جنوب الدولة، فيما أن الثمن الذي يدفعه الفلسطينيون، هجمات موضعية وقليلة لسلاح الجو الاسرائيلي – هو ثمن صغير ومحتمل. واضح (هكذا آمل) بان هذا الواقع لا يطاق. وانه اذا لم تتوقف النار في غضون عدة ايام، فلن يكون مفر من خروج اسرائيل الى حملة كبرى.
هذا الواقع بالتأكيد يذكرنا بكانون الثاني 2008، وليس عبثا يذكر تعبير "رصاص مسكوب 2". ومن الجدير إذن تعلم دروس الحملة قبل سنتين وربع السنة قبل الخروج الى خطوة مشابهة.
الموضوع الاول الذي ينبغي ايضاحه هو هدف الحملة. الهدف هو الرد على سؤال ماذا نريد (على المستوى الاستراتيجي) تحقيقه. يمكن تحديد اربعة اهداف مختلفة، من الاكثر تواضعا وحتى الابعد أثرا).
الهدف الادنى، تحقيق الردع – نهاجم أهدافا في غزة بقوة وتواتر الى أن يفهم الطرف الاخر بان استمرار العنف يعرض حكمه للخطر فيوافق على وقف النار.
هدف محتمل ثانٍ هو تحقيق الهدف الاول يضاف اليه – توجيه ضربة شديدة للقدرة العسكرية لمنظمات الارهاب في غزة.
هدف محتمل ثالث هو تحقيق الهدف الثاني يضاف اليه منع قدرة حماس والمنظمات الاخرى على مواصلة تهريب السلاح في المستقبل عبر محور فيلالدفيا (حدود مصر – غزة).
والهدف الرابع هو اسقاط حكم حماس وفي ظل ذلك تحقيق كل المستويات الثلاثة السابقة.
توجد ترجمة جد مختلفة لكل واحد من الاهداف الاربعة للعملية العسكرية ("المهامة") المناسبة لها والتي تخدمها.
اذا اكتفينا بالهدف الاول، فانه يمكن على ما يبدو تحقيقه من خلال عملية جوية فقط. اذا كنا معنيين بالثاني ايضا – ضربة شديدة لقدرة حماس العسكرية (قتل مقاتليها، تدمير الانفاق، ضرب مخازن السلاح وما شابه) – فمطلوب ايضا عملية برية، وذلك لانه على أي حال ستستغرق الحملة مدة اطول وستنطوي على وقوع اصابات.
اذا كنا معنيين بالثالث ايضا، فيجب السيطرة عسكريا على محور فيلادلفيا اضافة الى ذلك سيكون من الصعب اكثر الوصول بعد ذلك الى وقف للنار.
اذا وصفنا الامكانية الرابعة كهدف – فيجب أن نكون مستعدين لاحتلال كل القطاع، بما في ذلك مدينة غزة.
مهما يكن الهدف، من الحيوي تعريفه بوضوح قبل الحملة وفهم كامل معناه. من المجدي التشديد على أن "الهدف" الاستراتيجي ليس مجرد امنية. الهدف ينطوي على المصالح الاهم، التي من أجل تحقيقها نكون مستعدين لان ندفع الثمن.
في حرب لبنان الثانية لم يتحدد أي هدف على الاطلاق، في "رصاص مسكوب" بدأ النقاش على بدائل مشابهة لتلك التي تعرض هنا بعد أربعة ايام من بدء الحملة فقط. ينبغي الامل بان هذه المرة تتم العملية حسب احد الاقوال المحببة لايهود باراك: "نهاية الفعل بالتفكير المسبق".
الموضوع الثاني هو التحديد المسبق لالية الانهاء. اذا ما انطلقنا في حملة كبيرة في غزة، فانه ستتوفر الفرصة لاصلاح خطأ الحملة السابقة. على اسرائيل ان تحدد مسبقا، وان تنسق ذلك قدر الامكان مع الولايات المتحدة، بان نهاية الحملة تتشكل من ثلاثة مواضيع يجب أن تحل في وقت واحد. الاول هو وقف النار؛ الثاني هو تسوية لفتح واسع لمعابر الحدود بين اسرائيل والقطاع؛ والثالث هو اتفاق "معقول" لتبادل الاسرى، والذي يتضمن بالطبع تحرير جلعاد شليت ايضا.
قبل اكثر من سنتين وافقنا على دمج البندين الاولين وهكذا خدمنا المصلحة الفلسطينية. وافقنا على ان الموضوع الثالث، الذي توجد لهم فيه رافعة قوية علينا، سيبقى غير محلول. هذا خطأ محظور تكراره".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ثلاثة سيناريوهات في سوريا
المصدر: "معاريف – من عميت كوهين"
" خلافا لسابقيه، يمكن للرئيس بشار الاسد أن يستخلص الدروس من الثورات التي وقعت ولا تزال تقع في العالم العربي. في اقصى السلم يوجد رئيسا مصر وتونس، اللذان نزلا عن الحكم تقريبا دون صراع. في الطرف الثاني يوجد حاكم ليبيا معمر القذافي، الذي ضرب الثوار دون رحمة، جر بلاده الى حرب أهلية والان يتصدى لمعركة عسكرية دولية. في أعقاب الاضطرابات في سوريا هاكم ثلاثة سيناريوهات محتملة.
1ـ رغم محاولات المعارضة لابقاء الصراع ضد الحكم جاريا، فقد توقف الزخم. القمع الذي تمارسه أجهزة الامن، التي تسيطر عليها الاقلية العلوية، قوي جدا. وخلافا لليبيا، العالم يسكت حيال كمية المصابين الكثيرين، الامر الذي يمس معنويا بمعارضي الحكم. كما أن الجيش، الذي توجد قيادته العليا في يد الطائفة العلوية، بقي مواليا للاسد. الاضطرابات تخبو بسرعة وتترك الاسد في الحكم. وبالتوازي مع سلسلة اصلاحات طفيفة، يصفي الاسد الحساب مع قادة المتظاهرين ومع بؤر المعارضة لحكمه.
2ـ وعلى نحو يشبه مصر، ليبيا وتونس، في اللحظة التي انكسر فيها حاجز الخوف لا مجال للعودة. المتظاهرون يواصلون الخروج الى الشوارع، رغم كمية المصابين الكبيرة. المسلمون السُنة، اغلبية 70 في المائة في سوريا ملوا الحكم العلوي. الاحتجاج ينتشر ويصل الى دمشق ايضا، قلب الحكم السوري. النظام يحاول رد الحرب، ولكن الجيش، الذي جنوده البسطاء هم سنة، يبدأ بالتفكك. الاسد يفر مع عائلته الى فنزويلا والنظام كله ينهار. سوريا دون الحكم العلوي تنجر الى فترة طويلة من انعدام الاستقرار وفي نهايتها يصعد الى الحكم الاخوان المسلمون، الذين يعتبرون اليوم، حتى من جهة المعارضين العلمانيين، القوة السياسية الاكبر في سوريا.
3ـ وعلى نحو يشبه السيناريو الليبي، يقرر الاسد عدم رفع يديه والاعتزال بل القتال حتى النهاية. الاسد يقدر بان العالم الذي تجند على أي حال للصراع ضد القذافي لا يمكنه، وربما لا يريد ايضا أن يتدخل في ما يجري في سوريا. وامام الاغلبية المطلقة للسنة، يعرض العلويون سيطرة على الوحدات المختارة في الجيش والاستخبارات. السُنة، من جهتهم، يتلقون دعما من خصم سوريا في العالم العربي، وعلى رأسها السعودية. الغرب ايضا يساعد الثوار السُنة ولكن مع البقاء في الظل".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السوريون سيهتمون بأنفسهم
المصدر: "هآرتس"
" الرئيس السوري، بشار الاسد، يكافح في سبيل بقاء حكمه أمام موجة المظاهرات التي بدأت في درعا ووصلت في نهاية الاسبوع الى أطراف دمشق واللاذقية. ويستخدم الاسد القوة ضد المنتفضين من جهة – العشرات منهم قُتلوا بنار قوات الامن السورية – ومن جهة اخرى ينثر الوعود بالاصلاحات التي يفترض ان تهديء خاطر الجمهور وتنقذ النظام.
الانتفاضة في سوريا تضع تحديا أمام اسرائيل. فلاول مرة منذ اليقظة الثورية في العالم العربي، وصلت المظاهرات الى دولة مواجهة مجاورة تقيم علاقات ردع متوترة مع اسرائيل وتحتفظ بقوة عسكرية كبيرة. الرئيس السوري الحالي وأبوه، حافظ الاسد، سعيا في سنوات حكمهما الى "التوازن الاستراتيجي" مع اسرائيل، وفي العشرين سنة الاخيرة أدارا مع بعض التوقفات مفاوضات سلمية، ترمي الى استعادة سوريا لهضبة الجولان وتثبيت منظومة علاقات امنية ومدنية جديدة بين الدولتين.
تضعضع الحكم السوري يجسد حجم الفرصة الضائعة التي في فشل الاتصالات مع سوريا. ليس لاسرائيل اليوم قنوات اتصال مرتبة مع دمشق، مثلما توجد لها مع مصر والاردن. كما انه لا يوجد اتفاق سلام يمكن لاسرائيل ان تطالب باحترامه، مثلما فعلت بعد الانتفاضة في القاهرة.
للازمة في سوريا ستكون آثار هامة على الوضع الاستراتيجي لاسرائيل. توجد فيها مخاطر، مثلا اذا ما وقعت مخزونات الصواريخ والسلاح الكيماوي السوري في أيادي خطيرة، اذا ما حاول الحكم المنهار تشديد المواجهة مع اسرائيل في سبيل البقاء، أو اذا ما استخدام خلفاؤه النزاع مع اسرائيل لكسب الشرعية الداخلية. كما تكمن فيها الفرص، اذا ما صعد الى الحكم بدلا من الاسد نظام ديمقراطي يبتعد عن ايران، حزب الله وحماس.
على اسرائيل ان تمتنع عن أي تدخل علني أو سري في ما يجري خلف الحدود الشمالية، سواء بالأفعال أم بالاقوال. عليها ان تضمن تنفيذ اتفاق فصل القوات الذي بفعله يسود الهدوء في حدود هضبة الجولان، ومطالبة كل حاكم سوري الحفاظ عليه في المستقبل. فضلا عن ذلك، على اسرائيل ان تعلن بأنها ستجري مفاوضات سلام مع كل حكومة سورية تنال الشرعية والاعتراف. أما السوريون فينبغي لهم ويمكنهم ان يحلوا مشاكلهم بأنفسهم".