ارشيف من :أخبار اليوم
المقتطف العبري ليوم الأربعاء: هل نقول وداعاً للسلام مع مصر؟
صحيفة "يديعوت احرونوت":
ـ كشوف جديدة عن المهندس الفلسطيني: اختُطف من اجل جلعاد.
ـ رقم 3 في المخابرات يعتزل غاضبا.
ـ الهدف: معلومات عن شليط.
ـ هزة في المخابرات.
ـ لاول مرة في تاريخها، الموساد تخضع لفحص مراقب الدولة: أسرار وتبذيرات.
ـ جيش بلا حساب: ملايين الشواقل تختفي كل سنة في بيروقراطية جهاز الامن.
ـ الشاهد ضد اولمرت لم يوفر البضاعة.
صحيفة "معاريف":
ـ احتمال ان يلتقي اوباما وبيرس الاسبوع القادم.
ـ المعركة على رئاسة المخابرات: هكذا دارت حملة اليمين.
ـ نتنياهو، ساركوزي والمتبرع السخي.
ـ الاحباط.
ـ رسائل اللواء سجون.
ـ الموساد تحت الرقابة.
ـ جيش العقارات الاسرائيلي.
صحيفة "هآرتس":
ـ المراقب: الجيش يحتفظ بقواعد فارغة، الموساد يبذر الملايين.
ـ جهاز تسريع الذرة الأكبر توقف عن السير على شرف الرئيس بيرس.
ـ الناتو: الازمة في ليبيا لن تُحل بوسائل عسكرية.
ـ المحكمة أمرت بكشف وثيقة قررت "مستوى غذائي بالحد الأدنى" لسكان غزة.
ـ المراقب: الموساد تُبذر عشرات ملايين الشواقل من الاموال العامة.
ـ المالية والدفاع تتنازعان، وانتقال قواعد الجيش الى النقب عالق.
صحيفة "اسرائيل اليوم":
ـ رئيس المخابرات الوافد: يمكن الحاق الهزيمة بحماس.
ـ العائلات: بكينا أمام الصور.
ـ "بدون ضغط الشباب، كل شيء كان على ما يرام" (أحداث حريق الكرمل).
ـ حل اسرائيل؟ جزيرة صناعية أمام غزة.
يدفعون نحو المفاوضات
المصدر: "يديعوت احرونوت – يتسحاق بن حورين"
" هل سينجح رئيس الدولة في تحريك المفاوضات، وهو مصطلح قد نسي تقريبا؟. سيجتمع شمعون بيريس الأسبوع القادم في واشنطن مع رئيس الولايات المتحدة باراك أوباما. هذا ما علمته يديعوت احرونوت. لم يؤكد البيت الأبيض رسميا أمر الاجتماع والموعد. لكنه يفترض أن يجري يوم الثلاثاء قبل الظهر، بحسب التوقيت المحلي.
سيصل بيريس على ما يبدو إلى واشنطن قادما من لندن ليومين، يجتمع فيهما مع نائب الرئيس أوباما، جو بايدن، ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون. ستجري زيارته على خلفية أزمة الثقة المستمرة بين أوباما وإدارته مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، والقطيعة التامة بين الحكومة والسلطة الفلسطينية. طلب الأمريكيون في العام الماضي من نتنياهو تمديد فترة تجميد البناء في المستوطنات لتوافق السلطة على استئناف المفاوضات المباشرة مع إسرائيل، لكن نتنياهو رفض.
أوباما وكبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية معنيين في سماع رأي الرئيس بيريس على احتمالات استئناف المفاوضات المباشرة، وعن تقديره فيما خص ما يجري في العالم العربي. من غير الواضح إذا كان بيريس سيعاود المحاولة لإقناع أوباما وكبار مسؤوليه لإعطاء الثقة لنتنياهو، لكنه يتوقع أن يطرح أفكار لاستئناف المحادثات. نتنياهو نفسه قد يأتي إلى واشنطن منتصف شهر أيار للمؤتمر السنوي التابع للوبي اليهودي "إيباك"، وستكون هذه فرصة جيدة بالنسبة له لعقد لقاء مع الرئيس أوباما في البيت الأبيض.
في زيارته السابقة إلى البيت الأبيض، في أيار/ مايو 2009، حاول بيريس إقناع أوباما وكلينتون أن نتنياهو يرغب بالسلام. حينها كانت بداية أيام تولي أوباما ونتنياهو لمنصبهما، كل واحد في دولته، وهي فترة لفتها الشكوك بسبب الفترة الأولى لنتنياهو التي تولى بها المنصب في العام 1996 – 1999. زيارة بيريز وربما زيارة نتنياهو بعده قد تشكل مسعى أخير لتحريك عجلات المفاوضات قبل اجتماع مجلس الأمن في أيلول، ودخول المؤسسة السياسية الأمريكية في عام الانتخابات".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سنتان من الهدوء والأمن؟
المصدر: "موقع nfc ـ غيل ستيف"
" خلال نقاش طارئ في مطار بن غوريون، قبيل مغادرته لزيارة موسكو مساء يوم الأربعاء (23. 3. 2011)، قال رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، "منذ تشكيل الحكومة وضعنا سياسة واضحة – رد عنيف على كل محاولة مس بالمدنيين الإسرائيليين وخطوات وقائية منهجية وعنيفة ضد الإرهاب. هذه السياسة أدت الى سنتين من الهدوء والأمن، وكل المدنيين الإسرائيليين عرفوا طعم السعادة والإستمتاع بثمار هذا الهدوء، والسير في الشوارع بدون خوف". منذ "وقف اطلاق النار" بعد انتهاء عملية "الرصاص المسكوب" تم تنفيذ 630 هجوما من غزة باتجاه أراضي دولة اسرائيل.
فمنطقة سديروت ومستوطنات النقب الغربي لم تعِش يوما "سنتين من الأمن والهدوء". كل يوم يرسل أهل قلقون أولادهم الى الروضات والمدارس بقلب مرتعش. الكثير من السكان يرسمون مسبقا مسارا لسيرهم عند خروجهم من المنازل وفقا لعدد الباحات المحصنة الموزعة على طول الطريق، وشريحة سكانية كاملة في دولة اسرائيل يتوقف قلبها خوفا من انفجار بالون، من باب يغلق بقوة، من بيان يطلقه مكبر صوت في المراكز التجارية.
الى ذلك فإن سعر شقة في الطابق الأخير في مبنى في سديروت سيكون رخيصا جدا مقارنةً مع الطوابق الأخرى. وشريحة سكانية كاملة تعيش بحالة من الرعب. إنه المكان الوحيد في العالم الذي تُطلق فيه النار على سكان مدنيين.
وخلال السنتين الأخيرتين سمع سكان المنطقة 630 مرة صفارة الإنذار تعلن بصوت نسائي مسجل الكلمتين المثيرتين للهلع "تسيفاع أدوم". كيف يمكن لنتنياهو التحدث بثقة كاملة، عن أننا بفضل السياسة الحكومية الجديدة حظينا نحن، سكان دولة اسرائيل بسنتين من الهدوء والأمن؟ هل يجب أن نقدم الشكر على أن كمية إطلاق النار علينا قد تقلصت؟ هل صفارة انذار واحدة في اليوم أقل خطورة من خمسة؟ هل ثمة دولة غربية ديمقراطية أخرى تُطلق فيها النار باتجاه سكان مدنيين؟
إن سكان سديروت والنقب الغربي لا "يشعرون بالهدوء والأمن"، لا يشعرون "بأن حظهم قد تحسن وأنهم سعداء" وبالتأكيد هم لا "يتجولون بالطرقات دون خوف". كصحفية في مركز سديروت للإعلام توجهت الى "المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة" وطلبت ردهم على كلام نتنياهو. فكان الرد غير موضوعي ولم يتطرق أبدا الى الأسئلة البسيطة التي طُرحت. وردا على ذلك، كتبت رسالة أخرى تحدد مجددا أسئلتي. حتى هذه اللحظة لم تحصل الرسالة على رد "المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحل لإسرائيل.. إقامة جزيرة اصطناعية مقابل غزة!
المصدر: "إسرائيل هيوم"
" اقترح وزير المواصلات يسرائيل كتس على رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إقامة جزيرة منزوعة السلاح مقابل غزة , تحتوي مطارا ومرفأ .الاقتراح هو ثمرة عمل طواقم خاصة درست إمكانية إخراج سكان غزة إلى خارج البلاد وذلك ضمن اتفاق دولي . ووفقا للاقتراح ستقام الجزيرة على بعد 4.5 كيلومتر من الساحل وسترتبط بالقطاع بواسطة جسر وتغطي مساحة 8000 دونم .تبلغ تكلفة إقامة هذه الجزيرة حوالي 10 مليون دولار بأموال خارجية وستقام بين جملة الأمور منطقة سياحية , محطات كهربائية ومراكز لتحلية المياه".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ثلاثة أجيال في لبنان: قصة عائلة اسرائيلية
المصدر: "موقع nfc ـ أليشع فورت"
" في صيف 1932 عادت أمي عليا هشلوم إلى البلاد, كمهاجرة غير شرعية, غير قانونية. كانت ابنة أغنياء مدللة, تبلغ من العمر 19 ربيعا, معتادة على غنج المدينة الأوروبية الغربية الكبيرة. إلى جانب أصدقائها المخلصين والمحبوبين أسست وأنشأت خط حركة "هشومر هتسئير" (الحارس الفتى) في مدينة بروكسل وحركة الـ"شومريت" الاقليمية في بلجيكا كلها. بفستان صيفي خفيف فقط وبحذاء مدني أنيق, "اجتازت الحدود بطريقة غير قانونية" من لبنان إلى فلسطينـ إسرائيل.
بعد خمسين سنة بالضبط من ليل الخوف وتهديد الانكشاف, اجتزت أنا, ابنها الكبير, الحدود من معبر "فاطمة" إلى المطلة. في صيف 1982 اجتزت الحدود عدة مرات. وفي الواقع تابعت اجتياز الحدود إلى لبنان حتى نهاية 1984. إلى جانب أصدقائي المخلصين, رفاقي المحبوبين من فصيلة الاستطلاع الكتائبية التابعة لكتيبة الاحتياط التي انتمي إليها, واكبت قوافل في طريق الشاطئ, نقلت بريد إلى مواقع القطاع الشرقي, وخدمت ليالٍ وأيام كضابط صف عمليات في قيادة جيش لبنان الجنوبي.
بعد 24 سنة من تلك الحرب, اجتاز ابني الغالي الحدود إلى لبنان, في سلسلة اشتباكات مع حزب الله, في صيف حرب لبنان الثانية, 2006. وهكذا توقفنا بغتة, ثلاثة أجيال لعائلة واحدة, في نقطة البداية. كما لو لم يحصل شيء في هذه السنوات الـ70. كما لو لم تقام دولة إسرائيل, كما لو لم يقام جيش الدفاع الإسرائيلي, وكما لو لا يزال يسيطر على لبنان الانتداب الفرنسي المعادي.
في نهاية الحرب عام 2006, عندما جلست مع ابني, في الموقف الكتائبي التابع له في أطراف حتسور هغليليت, تحدثنا بالتطورات الغريبة هذه. شربنا القهوة التي أعدها ابني بالعدة المتوفرة لديه دائما, تجمع عدة جنود من رفاقه حولنا, وفجأة وجدت نفسي خطيبا في اجتماع إعلام صهيوني من قبل 70 سنة. كان هذا موقفا غريبا. كان هذا موقفا حزينا. كان هذا موقفا لا يصدّق تقريبا. كم عائلة في إسرائيل تستطيع أن تفتخر بثلاثة أجيال حاربت في لبنان؟
تحدثت مع جنود الاحتياط المحبطين كم كانت أمي نحيفة ومدللة عندما تنقلت من مكان إلى آخر بين الصخور باتجاه المطلة. كم كانوا مدللين الأوائل في "هشومر هتسائير" من بلجيكا, حيث شقّوا طريقهم في أعقاب مرشدين ماكرين من بقاع لبنان إلى كيبوتس قرية جلعادي. شابة صغيرة, التي أكملت بمشقة التاسعة عشر. لكن أي تصميم كان في عملها لتهرب من منزل عائلة ثرية متحضرة ومدللة. لانتحال شخصية تلميذة فرنسية أبحرت مع مجموعتها لرحلة ممتعة في الشرق. ظاهريا جاؤوا لفحص شروط القبول في الجامعة الفرنسية لبيروت.
النزول في مرفأ بيروت بقلق خشية أن ينكشفوا, انتظار عنصر الـ"هاغانا" والهجرة غير الشرعية. الذهاب ورائه في أزقة مظلمة والانتظار في خربة حتى إنهاء ترتيبات السفر قرب الحدود. غير التكلم عن السفر المضني سيرا على الأقدام لعشرات الكيلومترات الأخيرة. عن الأشواك, عن رؤوس الصخور المتصدعة, عن الأفاعي والعقارب المخيفة, عن أسماء الشرق المختلفة إلى حد كبير عن هالة أضواء بروكسل المكللة. وفي النهاية: عن الفرحة العظيمة والتحرير عند اللقاء مع أفراد قرية جلعادي. عن العائلة المضطربة, العفوية, التي استمرت حتى هذا الصباح الصيفي.
وبعد ذلك أخبرتهم عن حرب لبنان 1982. عن القوافل, عن الجيبات المصفحة, عن العبوات الناسفة على جوانب الطرقات. عن السترات، الخوذات وأغطية الحماية الخزفية. أمي, قلت لهم, اجتازت الحدود بفستان صيفي خفيف, وأنا ؟. في منتصف رحلة القوافل المحروسة, كنت أنظر إلى حالي أتأمل نفسي, في الجيب المسلح, مربوط الشعر الخشن ويوثق كل شيء بالملابس العسكرية وفي سيارة "السفاري" التي تسير وراءنا بسرعة.
قدت حتى توقفت على الطريق, بين المطلة وقرية جلعادي ولأرثي مع رفاقي الخمسين سنة التي مرت كأنها لم تكن. انتم تصفونهم لكم؟ مجموعة شبان, أذكياء يهود نموذجيين, يفنون لياليهم على الخط الفاصل بين الاشتراكية والصهيونية, في تقارير بوروخوف وماركس, لم يمتلكوا بندقية M16 في حياتهم! لم يشاهدوا مدفع رشاش ماغ طول حياتهم! لم يعرفوا أمرا عسكريا واحدا في العبرية؟ لكن بأي تصميم ركعوا تحت أسلاك الحدود الشائكة! وبأي شجاعة واجهوا نباح الكلاب القروية! وكيف كان شعورهم عند الانتقال الليلي السريع من لبنان إلى بلاد إسرائيل, هذا بحد ذاته بداية مغامرة حياتهم؟
في الإجازات القصيرة قلت لأمي أنني في الواقع حذوت حذوها, بفارق خمسين سنة. من ضواحي بيروت الجنوبية عبر صيدا, صور, النبطية ومرجعيون إلى المطلة وكفر جلعادي. ومن هناك إلى البيت, عبر نقطة الحدود القديمة روشبينا. مخيم الكارنتينا القديم, الذي خافت أمي من أن تُسجن فيه في حال اكتشفوها, تحوّل منذ زمن إلى معسكر كبير ومنظم. وشرطة روشبينا ليست مهددة إلى هذا الحد. أنا أغفو في حافلة الجنود من كريات شمونه إلى جفعات ألوغه, وليس هناك ضرورة للاختباء تحت رزم القش وصناديق الفواكه, من التفتيش الصارم لجنود حرس الحدود البريطاني في روشبينا. هي نزلت في عربة, أنا في حافلة الجنود, و أصدقاء ابني في صيف 2006, أوقفوا سياراتهم الخاصة في مواقف حتسور هغليليت.
زاد عدد الجنود الذين يستمعون لي من حولي. صرخ أحدهم وتأسف لأنهم لم يدعوني للتكلم مع الكتيبة المحبطة قبل عدة أيام. لكن الساعة تأخرت, وقام رئيس بلدية حتسور هغليليت ليصل بجولة مغطاة إعلاميا بشكل جيد, ولتوزيع هدايا ومحفزات للجنود. وسارعت أنا أيضا لأنني رغبت في إلقاء نظرة على النصب المؤقت الذي أقيم تخليدا لذكرى قتلى الكاتيوشا بالقرب من النصب التذكاري الأسد المزمجر في تل حي.
ودعت ابني بعناق قاس للجنود كما يجب. وأنا لم أحظى أبدا بأن يسقيني أبي رحمه الله القهوة في إحدى معاركي. وفي الرحلة من هناك فكرت بالأجيال الثلاث في عائلتنا الصغيرة التي مرت بحروب لبنان, وفكرت بالسبعين سنة التي مرت, كما لو أنها سحابة صيفية ندية تحرّكت مع النسيم".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رئيس شاباك جديد: مؤهلات، وربما حتى اعتبار سياسي
المصدر: "يديعوت احرونوت ـ رون بن يشاي"
" تعيين "يورام كوهن" لرئيس جهاز الأمن العام كان مفاجئا، على الرغم من أن رئيس الشاباك الحالي، "يوفال ديسكين"، أوصى رئيس الحكومة بتعيين أحد النواب الثلاثة الذين خدموا تحت إمرته. كوهين كان النائب الأول لديسكين، في بداية ولايته كرئيسا للشاباك. وقد قرر نتنياهو هذا التعيين بعد التشاور مع وزير الدفاع "باراك"ـ حسبما ما هو مفروض في اتفاقية الإتلاف.
و"كوهين"، الذي سيتسلّم مهمته في 15 أيار، عمره 51 عاما متزوج ولديه خمسة أولاد. في السابق، كان رئيس منطقة القدس ورئيس الشعبة العربيةـ الإيرانية. وكمستشرق في ثقافته الأكاديمية، اعتُبر أيضا مختصا بشؤون الحركات الإسلامية الراديكالية، وعلى رأسها حماس. وكزميل باحث في معهد في واشنطن انشغل بالبحث عن حماس، حيث ترقب بدقة التطورات التي تحصل فيها خلال السنوات الأخيرة وطريقة تعاطيها. هو يهودي تقليدي، وسيكون أول من سيعتمر القلنسوة لأنه سيخدم كرئيس المنظمة التي من جملة مهامها مراقبة ومعارضة أي نشاط غير قانوني يقوم به اليمين المتطرف.
وفق الإشاعات التي نُشرت في الإعلام، فالمرشح الذي أوصى به "ديسكين" كان "ي." آخر، النائب الحالي، ومن كان من جملة الأمور رئيس شعبة إسرائيل والأجانب (التي تشمل اللواء اليهودي وألوية أخرى، التي تعمل من جملة الأمور على إحباط تجسس وتصفية أمنية). هناك من يقدر أن نتنياهو وقع اختياره على كوهين ليس فقط بسبب حنكته الكبيرة وتخصصه بالشؤون العربية الإيرانية، المطلوبة في الوضع الإقليمي الحالي، وإنما بسبب الخوف من المعارضة وسط اليمين والمستوطنين الذين كانوا يعارضون تعيين "ي". وهو كان من أجرى التحقيق مع المخرب اليهودي "جاك تايتل"، ومع "حاييم فرلمن" المتهم بعدة جرائم قتل، ولم تتم إدانته.
تعيينات داخلية: تحت الضغط
في الواقع، مع تعيين كوهين انتهت الجولة الكبيرة لتعيين القادة في الجيش الإسرائيلي، في الأجهزة الاستخباراتية وفي الشرطة التي بدأت عند نهاية العام الماضي. والذي يميّز هذه الجولة، هو أنه الذين تعيّنوا خلالها للمنصب الأرفع هم عناصر نشأوا في صفوف المنظمة التي يقودونها. انطلاقا من رئيس هيئة الأركان العامة "غانتس" والمفتش العام المرتقب "دنينو"، مرورا برئيس الموساد "تمير باردو" وصولا الى رئيس الشاباك المرتقبـ جميعهم ترّقوا من مهمات ميدانية صغيرة إلى رئاسة المنظمة.
هذه المرة الأولى في تاريخ دولة إسرائيل لا يختار فيها رئيس الحكومة ووزير الدفاع مرشحا من الخارج لتولي قيادة منظمة استخبارات، الجيش أو الشرطة. استثنائيا هو رئيس أمان، اللواء "افيف كوكبي"، الذي في الحقيقة نشأ في صفوف الجيش الإسرائيلي وليس في مسار الاستخبارات.
وإحدى الأسباب للقيام بتعيينات من صفوف المنظمات يكمن في ضغط عناصرها وقادتها حاليا وفي السابق. إلاّ ان هناك سبب آخر هو الحاجة التي صادفتها الحكومة لتنفيذ كل تعيينات القادة خلال أشهر معدودة وفي وسط عملية تغييرات إقليمية كبيرة. مما يجبر رؤوساء المؤسسة الأمنية أن يكونوا محنكين ومؤهلين من اليوم الأول لهم في المؤسسة التي يتولون قيادتها. تقريبا، لا يمكنهم تقريبا إعطاء أنفسهم وقت لفترة دراسية. لذلك تعيين كوهين مستمد من الضرورة أكثر مما هو مستمد من المعرفة بقدراته.
ومن اليوم الأول لتوليه منصب رئيس الشاباك سيواجه 5 تحديات أساسية:
1ـ التحدي الإسرائيلي في المناطق: منع حماس من السيطرة على الشارع في يهودا والسامرة، ومنع إنزلاق الثورات التي تجتاح العالم العربي نحو المناطق الفلسطينية. وفي الشاباك يدرسون احتمال اندلاع انتفاضة ثالثة في المناطق ـ مدنية بطابعهاـ اقتداءا بالثورات في العالم العربي وبسبب البيان الذي ستصدره الأمم المتحدة في أيلول من هذا العام حول الدولة الفلسطينية.
2ـ التحدي الغزاوي: تزويد الجيش الإسرائيلي بمعلومات استخباراتية وتقديم ملاحظات دقيقة للمستوى السياسي الذي سيضطر الى التصرف أمام غزة ومصر. وفي هذا الصدد يجب إضافة التحدي الإستخباراتي في سيناء، التي تحولت في أعقاب الثورة في مصر الى منطقة خارجة عن السيطرة لأنهم في هذه الأوقات يستخدمون طرقها لتهريب الأسلحة الى غزة، وفي المستقبل ستزداد على ما يبدو المحاولات لتنفيذ عمليات تخريبية تنطلق من هناك.
3ـ تحدي التطرف اليهودية: هكذا على الأقل يسميه ديسكين. يدور الحديث عن أعمال "دفع الثمن" والخوف من القيام بعمليات يهودية في جبل الهيكل التي ستشعل المنطقة.
4ـ التحدي العربي ـ الإسرائيلي: تزويد ملاحظات دقيقة ومعلومات لقرارات الحكومة بغية منع الغليان.
5ـ تحدي الإرهاب على أنواعه: يشمل الجهاد الإسلامي، الإرهاب المرتبط بالشبكات (سايبر ارهاب) واستخدام مواد غير تقليدية. والى هذه التحديات يجب إضافة إطلاق سراح "غلعاد شاليط" في إطار صفقة أو من خلال وسائل أخرى.
منصب رفيع
كوهين يخلف في مهمته ديسكين الذي أتمّ 6 سنوات مكللة بالنجاح وبفشل ذريع واحد، يتعلق بغلعاد شاليط. وخلال فترة ولاية ديسكين منح الشاباك للجيش الإسرائيلي "تفوقا إستخباراتيا"، الذي مكن الجيش فرض هدوء حاسم تقريبا على الإرهاب في يهودا والسامرة.
هذا وقد صاغ وأسّس ديسكين قضية الإحباطات المركزة، وتحت قيادته قدّم الشاباك معلومات استخباراتية ممتازة ساعدت الجيش الإسرائيلي كثيرا خلال عملية "الرصاص المسكوب". هذا وقد أدّى الشباك بقيادة ديسكين مهمة حاسمة من خلال إحباط عمليات تخريبية ضد مؤسسات إسرائيلية خارج إسرائيل. بالإضافة الى ذلك، فقد ساعد الحكومة باتخاذ قرارات سياسية وحثها على إجراء مفاوضات بقوة وبشفافية مع السلطة الفلسطينية. الاّ أن خلفه كوهين تولى من دون شك منصب رفيع في مرحلة "تغييرات بنّاءة" في الشرق الأوسط التي ستؤثرـ وهي مؤثرة حقاـ على الأمن الداخلي والخارجي لإسرائيل.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
معلومات عن شاليط وراء اختطاف خطف المهندس الفلسطيني
المصدر: "يديعوت احرونوت ـ الداد باك"
" منذ أكثر من شهر والمهندس الفلسطيني ضرار ابو سيسي محتجز في "اسرائيل" وهو الذي اختطف بحسب نشرات أجنبية في اوكرانيا على يد الموساد حينما كان يركب قطارا الى كييف. تكشف الان الصحيفة الالمانية "دير شبيغل" عن سبب ذلك. وهو أن ابو سيسي اختطف لانه يملك معلومات مهمة عن جلعاد شليت.
في تقرير صحفي نشر في موقع انترنت الصحيفة الاسبوعية الالمانية تحت عنوان "ذراع الموساد الطويلة" زعم أن اسرائيل لم تتخلَ عن امكان اطلاق شليت بواسطة عملية كوماندو، لهذا تبحث عن معلومات دقيقة عن مكان احتجاز الجندي المختطف، وانهم في اسرائيل يأملون ان تكون هذه المعلومات عند ابو سيسي.
"اذا كان الموساد يدبر لعملية كهذه، والشخص موجود في تحقيق منذ ستة اسابيع، فهو يعلم شيئا ما تريد اسرائيل استخراجه منه"، هذا ما اقتبس في التقرير من مصدر لم يعرف. يقول ان اسرائيل تقدر ان ابو سيسي ذو منزلة رفيعة في حماس، وانه يملك معلومات سرية للمنظمة: لو أنه كان شخصية اشكالية فقط لاغتالوه"، قدر المصدر.
ورد أيضا في التقرير الصحفي ان عملية الاختطاف كانت تعاونا بين الموساد وبين اجهزة الاستخبارات السرية الاوكرانية: تقول جهات استخبارية غربية اقتبسوا من كلامها في التقرير الصحفي ان عميلين اوكرانيين ركبا القطار الذي سافر فيه ابو سيسي واختطفاه بطلب من اسرائيل، وبعد ذلك سلماه الى العملاء الاسرائيليين.
بحسب هذا التقرير، مشاركة العميلين الاوكرانيين في الاختطاف هي تفسير ان عمال القطار رجعوا عن شهادتهم الاولى التي قالت ان رجلين يلبسان ملابس مدنية اختطفا ابو سيسي من القطار في ساعة متأخرة من الليل. الان رجع عمال القطار الذين ادلوا بهذه الشهادة عنها ويرفضون العودة الى الشهادة.
"يعاني تلوثا في الكليتين"
يتحدث التقرير الصحفي ايضا عن فيرونيكا ابو سيسي، زوجة ضرار – وهي اوكرانية في الثانية والثلاثين تزوجته بعد زمن قصير من تعارفهما في مسقط رأسها حاركوف. وبعد الزواج أسلمت وانتقلت لتعيش معه في قطاع غزة. تقول انه بعقب عملية "الرصاص المصبوب"، التي بدأت بعد يومين من ولادة ابنهما السادس، قررا أن يتركا بيتهما في القطاع وينتقلا للعيش في اوكرانيا. كان آخر سفر لابو سيسي الى اوكرانيا من اجل استصدار وثائق تمكنهما من الهجرة الى الدولة. تبلغ صحيفة "دير شبيغل" ان فيرونيكا ابو سيسي خافت في البدء أن يكون الموساد اغتال زوجها، لكنها لا تفسر لماذا ثار فيها هذا الخوف وهل تعلم بصلة ما بين زوجها وحماس. وكذلك تقول ان زوجها اتصل بها هاتفيا بعد ثمانية ايام من اختفائه وقال لها انه موجود في سجن في اسرائيل. بعد المكالمة الهاتفية كما قال التقرير، قررت ان تستوضح ما الذي حدث لزوجها بالضبط ولهذا تركت ابناؤهما الستة في غزة وخرجت من طريق قناة تحت الارض من القطاع الى مصر ومن هناك الى اوكرانيا.
بحسب ما تقوله فيرونيكا ابو سيسي التقى زوجها قبل اسبوع محاميين اسرائيليين، وابلغاها ان وضعه الصحي صعب لانه يعاني مشكلات في القلب وضغطا عاليا للدم وتلوثا في الكليتين وانه فقد 13 كيلوغراما من وزنه.
بعد الانباء المنشورة الاولية اعترفت حكومة اوكرانيا بان اثار ابو سيسي اختفت "في ظروف غير واضحة". وقبل اسبوع اعترفت اسرائيل بان ابو سيسي موجود على أرضها. قدم في بدء الاسبوع بوساطة محامييه اعتراضا على الاستمرار على احتجازه في الاعتقال. أُتي به لمداولة في المحكمة اللوائية في بيتح تكفا ورفضت المحكمة الاستئناف.
تعاون بين أجهزة الاستخبارات
أنكر جهاز الاستخبارات الاوكراني الذي نفذ الاختطاف بحسب التقرير الصحفي، حتى الان بشدة ان يكون مشاركا بطريقة ما في اختفاء ابو سيسي او أنه يعلم باختطافه في ظاهر الامر. يتعاون جهاز الامن الاوكراني على الدوام مع الاتحاد الاوروبي ومع حلف شمال الاطلسي – ولا سيما قبيل بطولة كرة القدم الاوروبية 2012 التي ستستضيفها اوكرانيا وبولندة في السنة القادمة. جرى الابلاغ في الصحف في اوكرانيا ايضا عن تعاون الجهاز مع جهات أمنية واستخبارية في اسرائيل.
يقع المقر المركزي لجهاز الامن الاوكراني في البلدة القديمة من كييف، في مبنى حلت فيه الشرطة السرية الالمانية زمن الاحتلال النازي واصبح بعد ذلك مقر الـ كي.جي.بي .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ماذا يريدون من نتنياهو وزوجته
المصدر: "هآرتس ـ الوف بن"
" ثم ناس يجمعون الطوابع البريدية، وثم صيادو فَرَاش ومُستنبتو أزهار غريبة، وثم من يهبطون من الطائرات ويتزلجون على الأمواج. يُحب بنيامين وسارة نتنياهو النزول في فنادق فخمة على حساب آخرين. هذه هوايتهما. انها أقل خطرا من قفزات البانجي، وأقل قسوة من صيد الحجل، وأقل فضيحة من تبادل الزوجات. انهما مفرطان في الأكثر في التنظيف الجاف الذي يضر بالبيئة.
إن التحقيق الصحفي الذي نشره رفيف دروكر ("همكور"، القناة العاشرة) عن رحلات الزوجين نتنياهو عرض عملا صحفيا يُحتذى. رأيت وحسدت. يتولى نتنياهو رئاسة الحكومة وقراراته تحسم مصائر، ويجوز للجمهور ان يعلم كيف قضى زعيمه وقته في طريق عودته الى الحكم ومن دفع عن اللذة. قشر دروكر شيئا من القناع الذي يفصل بين الملك والملكة ورعاياهما، على هيئة كشف حساب بعد كشف حساب. هذا هو عمل وسائل الاعلام في مجتمع ديمقراطي.
لكن عندما انتهى البث بقي سؤال: ما هو السيء في هذا؟ لم يشأ بيبي وسارة أن يحسدهما الآخرون. لم يسافرا في سيارة هامر ولم يشتريا شقة في أكيروف. بالعكس حاولا أن يضائلا شرههما وغضبا عندما نشر الامر. كذلك احتكاك نتنياهو بالأثرياء ليس شاذا. فالساسة جميعا يحتاجون الى تمويل ويمدون أيديهم الى أصحاب الملايين. ساعد المنتج أرنون ملتشين نتنياهو بحسب ما يقول دروكر، أما ابنه والمقرب منه فساعدا تسيبي لفني. هذا توزيع للمخاطرات. بل إن رموزا بارزة لنقاء الأيدي في السياسة مثل حاييم اورون وزهافا غلئون من ميرتس، جمعوا مالا للانتخابات التمهيدية من أصحاب ثروة. لا توجد طريقة اخرى للمنافسة في الانتخابات سوى ربط المال بالسلطة.
كذلك التأثيرات السياسية للقصة غير موجودة. نشك في أن يُضبط نتنياهو مع مخالفات جنائية أو مخالفات شديدة للقواعد الاخلاقية تشوش على حكمه. مرة كل بضع سنين تنشر كشوف عن بُخل رئيس الحكومة وزوجته أو عن تنكيلهما بالعاملين في بيتهما. إن ما يُقال في اللغة العامية الاسرائيلية "فعل بيبي نتنياهو" يصف من يثب عن المائدة في مطعم عندما يجيء الحساب. أصبح هذا جزءا من التراث الشعبي أكثر من ان يكون جزءا من الأخبار. كذلك يعلم مصوتو الليكود جيدا بسلوك زعيم حزبهم. لن ينتقلوا للتصويت لكديما لان صاحب مليارات امريكيا نقل بيبي وسارة في طائرته.
إن قصص الشره تضايق لثلاثة اسباب. اولا، هي تثير الحسد. فكل من ينام في فندق وبخل في النفقة، أي أكثر الاسرائيليين، يكره أن يحتفل آخرون بلا حساب في الدفع. لماذا تستحق سارة ذلك ولا نستحقه. وثانيا، بسبب جهود الاخفاء والنفاق. فبدل قيادة الدولة، يقضي رئيس الحكومة ساعات على الهاتف مع منافسي دروكر من اجل "اعطاء تفسير تفصيلي" لسلوكه. وبدل ان يقول للجمهور "أُحب أن أُدّلَّل من غير أن أدفع، والآن دعوني أعمل"، يصور نتنياهو نفسه بأنه ضحية مطاردة سياسية من قبل اليساريين في وسائل الاعلام والمتوكلين عليهم في كديما. لا حاجة لهذا. هل استمتعت في دارات فخمة وطائرات خاصة؟ حسن، دع الآن الآخرين يستمتعون باختلاس النظر.
السبب الثالث هو الأهم. يميل الزعماء السياسيون الى سلوك شاذ. إن تولي السلطة مصحوب في الأكثر بالشذوذ والطموح اللذين لا ضابط لهما؛ أنا فوق الشعب ولهذا أستحق ما لا يحل له. هكذا كانت الحال منذ ايام الملك داود حتى موشيه ديان وجون كنيدي. لكن ثم مخاطرة في هذا التوجه. فالمنتصرون يُغفر لهم مطاردة النساء والفساد والقرب من مخالفي القانون، أما الخاسرون فيُرسلون الى غرف التحقيق والى غرف السجون.
ليست مشكلة نتنياهو فيما فعل بل فيما لم يفعل، أي إظهار الزعامة واتخاذ قرارات تاريخية. إن رئيس الحكومة دبلوماسي ناجح يُدبر الاقتصاد جيدا ويحذر من استعمال القوة العسكرية ويُمسك بالائتلاف على نحو جيد. لكنه في ارادته عدم المخاطرة يوحي بعدم الفعل والجلوس الدائم على الجدار. في هذا الوضع في حين لا يوجد شيء يُبلغ عن نشاطه في قيادة الدولة، يشغلون أنفسهم بحسابات ثيابه المغسولة. ربما لا ينهي نتنياهو ولايته على مقعد المتهمين مثل اهود اولمرت. سيُتذكَر فقط باعتباره شخصا لم يكن هناك، وبدل أن يهزم ايران ويأتي بسلام مع الفلسطينيين، أضاع وقته على ردود على القناة العاشرة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صورة غير واضحة في الشرق الاوسط
المصدر: "يديعوت احرونوت ـ سيفر بلوتسكر"
" الحياة في اليسار الاوروبي – الامريكي الاكثر تطرفا كانت في الماضي سهلة. فقد انقسم الشرق الاوسط في نظرهم الى أسود وأبيض. الانظمة التي أيدت حرب الولايات المتحدة في العراق كانت في الجانب الاسود. من عارض جورج بوش وسياسته كان في الجانب الابيض. اما اسرائيل، كأمر مسلم به، فقد صنفت في الجانب الاسود. أسود من الاسود.
الايام الطيبة والمريحة هذه انقضت دون رجعة. منذ الثورة في تونس، الاسود والابيض في الشرق الاوسط تداخلا فيما بينهما، خلقا خانتين قاتمتين. البوصلة تشوشت، ومعها اليسار. هل ينبغي لنا أن نكون مع القصف في ليبيا، ام ضده، يسأل بعصبية مفكرو اليسار الراديكالي. من جهة، "العقيد" القذافي لم يعتبر في أي مرة ضمن خدمة الامبريالية الامريكية مثل الرئيس مبارك. من جهة اخرى، فقد قصف بالمدفعية والطائرات مواطنين يتطلعون الى الحرية.
من زاوية ثالثة، من الصعب الاشارة الى فوارق ذات مغزى بين العراق 2003 وليبيا 2011. هنا وهناك سيطر دكتاتور عديم الرحمة. هنا وهناك ابناء شعبه تطلعوا الى اسقاط نظام الرعب. هنا وهناك بني تحالف دولي واسع لعملية عسكرية. واذا ما كان لا بد، فصدام كان اسوأ واخطر من القذافي.
هناك من يحاولون طمس حرجهم. للحرب ضد العراق، كما يقولون، كان هدف سياسي: اسقاط النظام واقامة دولة مرعية في بغداد. وعليه، فقد عارضوه. هدف العملية العسكرية في ليبيا، بالمقابل، تحدد مسبقا كفرض حظر جوي على جيش القذافي، ولهذا يمكننا أن نؤيده.
غير أن هذه الحجة مفتعلة وغير واقعية. فالغرب ببساطة لا يمكنه أن يسمح للقذافي بالبقاء في الحكم. وقد اوضح ذلك جيدا الرئيس اوباما في خطابه الاخير. صحيح أن العملية العسكرية في ليبيا محدودة الزمان والمكان (لن يرسل جنود امريكيون الى معارك برية)، قال، ولكن في ذات الوقت بعث برسالة الى القذافي: لا تخطىء في فهم نوايانا، عليك أن ترحل. بارادتك أم بالقوة.
اليسار الراديكالي شعر بضائقة كبرى أيضا من صرف الاهتمام العالمي عن خطايا الاحتلال الاسرائيلي نحو الثورات الديمقراطية. روبرت فيسك، المحلل اليساري في "الاندبندنت" البريطانية، سبق أن طرح في مقاله السؤال – لماذا ليبيا هي هدف شرعي للقصف الغربي واسرائيل لا. جرائم اسرائيل ضد الفلسطينيين، برأيه لا تقل في خطورتها عن جرائم القذافي. وجوابه: هذه مؤامرة اخرى للامبريالية الامريكية المتعطشة للنفط.
انت مخطىء، يرد عليه رجال يسار راديكاليون آخرون، علينا ان نؤيد القصف في ليبيا، لانها اوروبية – عربية وتتعارض ومصالح الشركات الامريكية، التي تستثمر في السنوات الاخيرة في ليبيا.
مشوشون؟ انتظروا الفصل التالي.
ومن حقا في الفصل التالي؟ بشار الاسد؟ وزيرة الخارجية كلينتون تهدىء الروع: "سوريا ليست ليبيا". بالفعل الاسد لم يقصف بعد مدنه ولم يذهب بعد الالاف، ولكن اليسار الراديكالي يتردد منذ الان اذا كانت عملية عسكرية غربية ضد نظام الاسد مباركة أم مشجوبة، حين يضرب هو ايضا معارضيه بوحشية.
في الماضي صنف اليسار الاسد (بالهام مؤيده الكبير، هوغو تشفيز من فنزويلا) في الجانب الابيض من اللوحة الشرق اوسطية. ويجد صعوبة الان في التنكر له. ولا سيما اليسار العربي: حين طالب الشباب بديمقراطية في القاهرة، نظمت الاحزاب العربية في اسرائيل، ذات الطابع اليساري، مظاهرات تأييد. حين يطالب الشباب بالديمقراطية في دمشق، لا توجد في الوسط العربي في اسرائيل مظاهرات تضامن معهم. ولا مع الثوار في ليبيا.
الهدوء، مشوشون.
أتذكر رد الفعل المشوش والمخيب للامال لدوائر اليسار في الغرب على الثورات التي اسقطت الشيوعية في شرقي اوروبا. فقد ذهلوا وفوجئوا من أن سكان وارسو، بودابست، براغ، صوفيا وريغا يريدون شيئا ما جد برجوازي وتبسيطي مثل الديمقراطية الليبرالية. اما الان فهم متفاجئون (ومتشوشون) من أن حلم الديمقراطية يحرك الثورات في الشرق الاوسط وشمال افريقيا ايضا.
غريب. اليسار، بما في ذلك الرايديكالي، يفترض أن يؤيد دون تردد التطلع الانساني الاساسي للحرية. دون ان يسأل من يكسب ماذا".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هل نقول وداعاً للسلام مع مصر؟
المصدر: "هآرتس ـ البروفيسور الكسندر بلي"
" ان مواطني اسرائيل مثل مواطنين في دول ديمقراطية اخرى يتابعون في اهتمام الاحداث في الشرق الاوسط ويأملون نجاح طالبي حقوق الانسان في الدول المجاورة. لكن لا يبدو أننا سنستطيع في المستقبل القريب اذا استطعنا أن نكون شركاء في سعادة الثائرين لتحقيق حقوقهم الاساسية.
برغم أنهم نجحوا في اسقاط نظم الحكم في عدد من الدول، وحتى لو نجحوا في فعل ذلك في بلدان اخرى، يبدو أن لكل حركات الاحتجاج قاسما مشتركا واحدا وهو أنها تعبر عن ارادة السكان حكما ديمقراطيا لكنها لا تنجح في اقامة قيادة سياسية وهي غير قادرة على ان تعرض قوة عسكرية تستطيع أن تواجه سلطة مصممة على الحفاظ على موقعها. لهذا اضطرت دول اوروبا الى التدخل في ليبيا في جهد لمنع ذبح المنتفضين. وقد يأخذ زعماء عرب آخرون مثل رئيس سوريا بشار الاسد بخطوات مشابهة لتلك التي اخذ بها زعيم ليبيا معمر القذافي.
في كل الدول العربية قوتان منظمتان منقسمتان على أنفسهما: الجيش الذي هو ذراع السلطة القديمة الكريهة؛ والاسلام المتطرف المنشق او المقسم احيانا الى فصائل ثانوية لكنه متحد على تصور فحواه أن يجب تطبيق قوانين الاسلام على الدولة ومحاربة الكفار. ان نشاط المتظاهرين في كل واحدة من الدول يستنزف الجيش ويفضي الى انتقال وحدات الى صفوف المتمردين والى انشقاقه.
وعلى ذلك فان القوة الوحيدة القادرة على العمل في هذه الدول هي الاسلام المتطرف. سيكون وقت السيطرة الاسلامية على دول مفتاحية كمصر وتونس نتيجة تقدير تكتيكي لا نتيجة قرار استراتيجي. وفي صياغة واضحة نقول: في كل دولة عربية سقط فيها نظام الحكم القديم او سيسقط في المستقبل سيحل محله ان عاجلا أو آجلا نظام متطرف اسلامي. لا بديل منه الان. وفي الوضع الحالي لا توجد معطيات تمكن حركات ديمقراطية من النشوء.
هذه القراءة المتشائمة لكن الواقعية تقتضي ان نفحص من قريب عن المعاني الكامنة في الاجراءات التي تحدث في الدول العربية من وجهة نظر اسرائيلية. ان اسرائيل مثل أكثر الغرب متعلقة باربعة معابر استراتيجية في منطقتنا: مضايق البحر الاسود، التي تمكن من تحرك اسطول روسي الى البحر المتوسط ومنه – السيد على هذه المضايق هو السلطة الاسلامية في تركيا؛ وقناة السويس – والسيد هو النظام المؤقت في مصر الذي سيحل محله في شبه يقين نظام اسلامي متطرف؛ ومضايق باب المندب – التي تصل البحر الاحمر بالمحيط الهندي – وهي ليست بعيدة عن اليمن وهي الدولة التي سيحدث فيها سقوط النظام التالي في المنطقة؛ ومضيق هرمز – منفذ الخليج الفارسي – وهو معبر النفط الاهم في العالم ومنذ وقعت ثورة الخميني في 1989 وأحد جانبيه في يد النظام المتطرف في ايران.
ان عبور السفينتين الحربيتين الايرانيتين قناة السويس الشهر الماضي، وحقيقة أن الحصار البحري على اسرائيل في حرب يوم الغفران قد طبق في مضيق باب المندب، يقتضيان تفكيرا استراتيجيا جديدا من أجل الاستعداد لكل مجابهة ممكنة. حتى لو كان استهلاك النفط الاسرائيلي بالمفاهيم العالمية لا أهمية له فان اسرائيل – التي تتمدح بكونها قاعدة متقدمة للغرب والديمقراطية في الشرق الاوسط – ليست معفاة من اعداد خطط لاوضاع ممكنة، من أجل تأمين مسارات النفط في منطقتنا.
والى ذلك ينبغي ان نفرض في جملة التقديرات ان النظام الاسلامي الذي سينشأ في مصر سيحاول أن يحظى بشرعية دولية. لهذا لن تعلن السلطة الجديدة هناك الغاء اتفاق السلام مع اسرائيل بل ستعمل فقط على اضعافه على نحو تقع المسؤولية فيه عن الغائه على اسرائيل. في هذه الظروف من الواجب على اسرائيل أن تستعمل سياسة معتدلة حذرة بان تغمض عينها عن نقض طفيف لاتفاق السلام وان تعبر علنا عن اهتمام باستمرار دور مصر وسيطة في اجراءات سياسية في منطقتنا؛ وينبغي في الان نفسه استكمال انشاء جدار حدودي بين الدولتين ومضاءلة مراكز الاحتكاك المحتملة.
حتى لو كان النظام الجديد في مصر مصمما على الغاء الاتفاق، فمن المناسب ان تكون اسرائيل ومواطنوها وكل جهة دولية معنية بما يجري في المنطقة على قناعة بان الخطواط التي ستأخذ بها اسرائيل لن يكون لها أي تأثير في قرار مصري سلبي اذا اتخذ. مهما تكن التطورات السياسية فمن الضروري ان نفهم ان المنطقة كلها تعمل الان بحسب قواعد سياسية جديدة غاية الجدة. يقتضي هذا الوضع اتخاذ قرارات وصوغ تفكير استراتيجي يستبق الاحداث. هذا هو وقت العمل على ذلك".
(*) مستشار رئيس الحكومة اسحق رابين في شؤون العرب
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صورة وضع: تقلبات في الشرق الاوسط
المصدر: "دانيال فيبس ـ اسرائيل هيوم "
" أصبح الشرق الاوسط مثل قدر تفور بعد عشرات السنين من الجمود. اليكم استعراضا لمعنى التطورات في اربع دول رئيسة.
ليبيا: إن أكثر الامريكيين لا يفهمون هذا حقا، لكن دولتهم خرجت قبل اسبوعين لتحارب معمر القذافي. انها حرب بلا هدف واضح، بدأت عندما كان الرئيس ووزيرة خارجيته خارج الولايات المتحدة. أصبح القرار الذي تم اتخاذه بغير موافقة اعضاء مجلس النواب يثير الغضب. قد يكون اوباما ذا حظ وينهار القذافي سريعا لكن لا أحد يعلم من هم المتمردون وقد يكون الجهد الحربي طويلا وباهظ الكلفة وغير شعبي من ناحية سياسية. اذا كان الامر كذلك فقد تصبح ليبيا عراق اوباما، أو اسوأ من ذلك اذا نجح الاسلاميون في السيطرة على الدولة. يريد اوباما ان تكون الولايات المتحدة في هذه الحرب "واحدة من شريكات كثيرات". أعترف بأنني اؤيد هذا التوجه شيئا ما. في أواخر التسعينيات اشتكيت من أن واشنطن تسارع الى تحمل المسؤولية عن أحداث في العالم واعتقدت انه يجب عليها ان تُشرك آخرين في الجهود ايضا. على كل حال، أخذ اوباما بهذا التوجه على نحو فظ وستؤثر النتائج في مستقبل سياسة الولايات المتحدة الدولية.
مصر: إن القوى التي تزداد قوة فيها تنتمي الى حركة الاخوان المسلمين والى بقايا حزب حسني مبارك السابق، أما الشباب العلمانيون الذين تظاهروا في ميدان التحرير فيُدفعون الى الخارج. صدّقت القيادة العسكرية الجديدة نيتها الاستمرار في التعاون مع الاسلاميين. كانت الريح التي هبت من الميدان صادقة ربما تنتصر في نهاية المسار، لكن الحكومة الآن بدعم من الجيش تواصل نهج مبارك المعروف مع اتجاه أكبر الى الاسلاميين.
سوريا: أورث حافظ الاسد الأب الذي حكم الدولة ثلاثين سنة بقسوة لا شبيه لها، الرئاسة لابنه بشار الذي كان آنذاك في الرابعة والثلاثين، ونجح فقط في الاستمرار على القمع وعدم منع الفقر في الدولة. الآن بلغت سوريا ريح التغيير ورد بشار المذعور بالعنف. اذا اجتُثت عائلة الاسد فستكون لهذا تأثيرات مدمرة على طائفة الأقلية العلوية؛ فاذا سيطر أهل السنّة فقد يقطعون العلاقات مع ايران وتكون لذلك تأثيرات في علاقة سوريا بالغرب وباسرائيل.
اليمن: الاحتمال الأكبر أن يسيطر الاسلاميون على دولة عربية موجود هنا. كان الرئيس الداهية علي عبد الله صالح برغم علاقاته بعراق صدام حسين وبايران، ذا حلف جيد مع الغرب وحارب القاعدة. اذا سقط (أخذ ضباط في الجيش الذي جاء هو نفسه منه يتنكرون له مؤخرا)، فقد تكون في اليمن فوضى اسلامية، مع الأخذ في الحسبان البنية القبلية للدولة، وانتشار السلاح وجغرافيتها الاشكالية.
والخلاصة أن ثمة للاسلاميين في ليبيا وسوريا واليمن ومصر احتمال ان يقووا، لكن بقدر أقل في مصر. والسؤال كيف سينجح الرئيس الامريكي الذي أراد أن يُقوي جدا العلاقات المتبادلة بالدول العربية في حماية مصالح الغرب من هذا التهديد".