ارشيف من :أخبار اليوم

المقتطف العبري ليوم الخميس: الاسد بقي الاسد.. ونشر بنك الأهداف في "واشنطن بوست" يعطي الشرعية لأي حرب مقبلة على لبنان

المقتطف العبري ليوم الخميس: الاسد بقي الاسد.. ونشر بنك الأهداف في "واشنطن بوست" يعطي الشرعية لأي حرب مقبلة على لبنان
عناوين الصحف وأخبار وتقارير ومقالات مترجمة من صحافة العدو
عناوين الصحف
صحيفة "يديعوت احرونوت":
ـ المراقب سيحقق والآن: نتنياهو يطالب بطائرة مع سرير للطيران اربع ساعات.
ـ تحقيق مع أسنان.
ـ نتنياهو يرد: لا زعيم يسافر في باص أو ينام في نزل للشبيبة.
ـ جدول طيران.
ـ يجب الارتياح.
ـ بيرس يُدعى الى زيارة في اسطنبول.
ـ وحدة مرزيل الخاصة: نشطاء اليمين يعدون "باجراء ترتيب في مشكلة اللاجئين".
ـ "اسرائيل مذنبة": لاول مرة: الاسد يتناول الاضطرابات.
ـ الاشعاع من اليابان وصل اسرائيل.
ـ قلق في اوساط سفراء اسرائيليين كبار: "الاعتراف بدولة فلسطينية".
ـ نتنياهو يتناول اعتقال رجل حماس لاول مرة: "أبو سيسي قدم معلومات ذات قيمة".
صحيفة "معاريف":
ـ صلاحيات تحقيق استثنائية للمراقب.
ـ وزارة المالية تعرض: هكذا يجري بحق العاملين الاجتماعيين الذين أضربوا.
ـ انهيار المنظومة (الطبية).
ـ الاطباء يهددون: المرضى سيبقون وحدهم.
ـ لحظة الحسم.
ـ نتنياهو: يستهدفون سارة زوجتي كي يمسون بي.
ـ رئيس الوزراء: أبو سيسي قدم معلومات ذات قيمة.
صحيفة "هآرتس":
ـ المراقب قد يحقق في قضية الرحلات الجوية.. نتنياهو: يحاولون اسقاطي من الحكم.
ـ الاسد في خطاب اول منذ اندلاع الاضطرابات في سوريا: هذه مؤامرة اسرائيلية وامريكية.
ـ نتنياهو: هذه ازدواجية اخلاقية، طرت وفقا للمقاييس.
ـ الاضطرابات في سوريا استؤنفت فور خطاب الاسد.
ـ عباس يلمح: سأعتزل في ايلول اذا لم يتم الاتفاق على اقامة دولة فلسطينية.
صحيفة "اسرائيل اليوم":
ـ الليكود: اذا كان لا بد من التحقيق في السفريات – فليحققوا في سفريات الجميع.
ـ نتنياهو: "تجري ضدي حملة تشهير منظمة ومتزامنة".
ـ نتنياهو يكشف النقاب: ابو سيسي قدم معلومات ضات قيمة.
ـ  غضب على اقوال البروفيسور نير غوردون الذي ادعى بأن "اختطاف شليط ليس عملية ارهابية".
ـ الاسد يستخف بالاحتجاج.
ـ اوباما صادق على تسليم الثوار
أخبار وتقارير ومقالات
القناة الاولى في التلفزيون الإسرائيلي: نشر خريطة أهداف حزب الله في الواشنطن بوست يعطي الشرعية لاسرائيل في أي حرب ضد حزب الله
المصدر: "القناة الاولى ـ يوآف ليمور"

" نقلت القناة الاولى في التلفزيون الاسرائيلي عن صحيفة واشنطن بوست هذا المساء (مساء أمس) خريطة لمخابئ حزب الله في جنوب لبنان، وبحسب أقوالها تلقت هذه المعلومات من مصدر رسمي في الجيش الاسرائيلي.
وبحسب محلل الشؤون العسكرية في القناة يؤاف ليمور : إن ما يمكن ان نتعلم منه(من هذا النشر)  بشكل خاص هو  ضائقة اسرائيل مقابل ما يحصل، يجري، ويتراكم في جنوب لبنان، هنا نرى الخريطة، الكثير من النقاط هذا ما يحصل في جنوب لبنان في الحقيقة من الحدود، ونحن نرى النهر الذي يبدو اسفل الخريطة باللون الأزرق وهو نهر الاولي، ونهر الليطاني هو فوق نهر الاولى، ونرى هنا تقريباً ألف هدف، 550 مخبأ تحت الارض، و300 محطة اتصال وتعقب، وايضاً 100 من المنشآت الاخرى بأغلبها قيادية، ويوجد هنا 270 قرية لبنانية وجميعهم في جنوب لبنان وفيهم صواريخ ووسائل قتالية، وبالطبع موجودة في المخابئ وفي اماكن اخرى، وكل هذا يعتبر خرق فاضح للقرار 1701، وفي الحقيقة اسرائيل تريد ان تحرك عملية ربما تعيد الأمور قليلاً الى الوراء وربما تجعل اليونفيل يعملون بشكل أكبر، وفي حال أن هذا كله لم يساعد عندها بالتأكيد سيخلق هذا الأمر شرعية تسمح لاسرائيل في حال لا سمح الله اندلعت حرب لبنان ثالثة للعمل في هذه المنطقة التي يعيش بها مئات الآف من السكان. لقد  رأينا ما حصل في عملية الرصاص المسكوب، لذا اسرائيل ملزمة بأخذ هذه الشرعية في حرب يتطلب فيها الدخول الى القرى، لنزع الوسائل القتالية وهذه الكمية التي رأيناها الآن في الخريطة".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الجيش الإسرائيلي ينشر خارطة تتضمن نحو 950 هدفا عسكريا لحزب الله في الجنوب اللبناني  
المصدر: "الاذاعة الاسرائيلية"

" نشر الناطق بلسان الجيش الاسرائيلي صباح اليوم خريطة لنحو 950 منشأة تابعة لحزب الله في جنوب لبنان على جانبي نهر الليطاني . وتشمل الخريطة حوالي 550 مخبأ تحت الارض و300 موقع مراقبة و 100 مخزن سلاح .
وقال مسؤولون عسكريون اسرائيليون ان العديد من هذه الاهداف تقع داخل القرى اللبنانية قرب منازل ومدارس ومستشفيات واضافوا ان الاهداف العسكرية لحزب الله تقع في نحو 270 قرية لبنانية وان مصلحة اسرائيل تركّز على الإثبات للعالم بان حزب الله قد حوّل هذه القرى الى مناطق قتالية.
وقد نشرت الواشنطن بوست على موقعها الالكتروني هذه الخريطة . وترى الصحيفة ان قيادة الجيش الإسرائيلي كشقت عن هذه الخريطة كخطوة استباقية لتلافي انتقاد دولي في حال أقدمت اسرائيل مستقبلا على مهاجمة منشآت حزب الله في جنوب لبنان.
ونقلت "الواشنطن بوست" عن مراجع امنية اسرائيلية مسؤولة قولها إن سوريا هي التي زودت حزب الله بمعظم الاسلحة والوسائل القتالية المخبأة في منشآت الحزب".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ                               
"إسرائيل" تتابع بقلق ما يجري في سوريا  
المصدر: "القناة العاشرة ـ الون بن دايفيد"

" قال المحلل العسكري في القناة العاشرة، ألون بن دايفيد في نشرة الاخبار الرئيسية (30/3/2011)، في معرض تطرقه على الاحداث في سوريا، أن "إسرائيل تتابع بقلق معين ما يجري في سوريا، فنحن لا نعرف ما هو قادم، والشعور هو أن من نراه في سوريا هو البداية فقط وليس النهاية، لقد ثبت الأسد وقام بتفعل حوالي 15 جهاز امني وسوريا هي دولة مقفلة أكثر من مصر نحو الغرب".
"حاجز الخوف قد انكسر ولن تكون هناك نفس سوريا حتى لو استطاع السيطرة حالياً، فهناك عنصر جديد هو الشارع وهو بعكس والده لن يستطيع تفعيل المدفعية وقتل 20 الف متمرد.
ونحن في بداية مسار، ويكفي فقط النظر الى صديقيه في الحلف إيران وحزب الله المضغوطان كثيراً عندما يروا أنه خلية ضعيفة، بمعنى أنهم يرون أن هناك خشية من انكسار المحور الراديكالي وإنهيار للأسد".
وأضاف الون بن ديفيد، "الإيرانيون موجودون في سوريا وهم يتدخلون ويحاولون جاهدين مساعدة الأسد، وليس من الممكن القول الآن أن الأسد خرج من موضوع التمرد".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خطاب استفزازي: الاسد بقي الاسد
المصدر: "هآرتس ـ تسفي بارئيل"

"لا يمكننا أن نطبق ديمقراطية الاخرين على أنفسنا. فالديمقراطية الغربية مثلا هي نتاج تاريخ طويل انتج قيادة وتقاليد تتميز بها ثقافة المجتمعات في الغرب. كي نطبق ما لديهم علينا ان نعيش تاريخهم بكل تميزه. ولما كان هذا غير ممكن فان علينا أن نتبنى الديمقراطية التي تلائمنا، النابعة من تاريخنا والمستجيبة لمتطلبات واقعنا". هكذا رأى الرئيس بشار الاسد اساسات "الديمقراطية" في خطاب تتويجه في تموز 2000. يبدو ان مذهبه الفكري لم يتغير بشكل جوهري منذ ذلك الحين، اذا ما حاكمنا الامور حسب خطابه يوم أمس.
الاسد، لا يعتزم تغيير مبنى النظام، استبدال تفوق حزب البعث بنظام متعدد الاحزاب أو الفتح على مصراعيه الرحاب العام. فقد تحدث الاسد أمس عن "اصلاحات" موجهة لتغيير قانون الانتخابات ومبنى الاقتصاد بل والغاء نظام الطوارىء المتبع في سوريا منذ 1963. بعض من هذه الوعود سبق أن اطلقها في خطاب للامة في العام 2005، او في مقابلات صحفية منحها من حين الى آخر. ولكن مثلما في حينه هذه المرة ايضا لا يقترح الاسد جدول زمنيا، ولا يفصل جوهر الاصلاحات ويمتنع عن شجب الفساد في الدولة او الاعلان عن "حملة تطهير الفساد" مثلما فعل قبل أن يعين رئيسا. في العام 2000 تحدث عن "بيروقراطية غير ناجعة تقف في طريقنا امام التقدم". هكذا تصرف أمس ايضا: البيروقراطية مذنبة وليس اقل منها "الجهات الاجنبية" التي تتطلع الى احداث حرب أهلية. اذا أراد المتظاهرون أن يجدوا شيئا ما ايجابيا في اقواله، فانه يوجد في أنه لم يصفهم بالخونة بل ومنح بعضهم "شهادة  حسن سلوك" في أنهم عملوا انطلاقا من رغبة صادقة في التغيير ولم يعملوا باسم "الجهات الاجنبية".
مفهوم الاسد الفكري هو ذات المفهوم "الابوي" الذي ميز أباه، ووفقا له على الجمهور أن يصدق بان الزعيم يريد مصلحة الشعب وان عليه أن يعتمد على الزعيم بان يفعل الامور الصحيحة في الزمن المناسب لـ "الامة". ولكن، لخطاب أمس كانت عناوين اخرى غير الشعب السوري. فقد مورس على الاسد مؤخرا ضغط كبير وعلني من جانب تركيا. فقد تحدث رئيس الوزراء التركي اردوغان مع الاسد عدة مرات في نهاية الاسبوع وأوصاه بتبني سلسلة من الاصلاحات. كما أراد الاسد "منح" شيء ما للادارة الامريكية، رغم أنه ألمح بان الادارة تقف خلف الاضطرابات.
كان هدفه ان يحصل بالمقابل على قول امريكي يقضي بانه لن يكون تدخل عسكري في سوريا و "اكتفاء" بمطلب تنفيذ اصلاحات بدلا من الدعوة الى اسقاطه من منصبه مثلما تصرفت ادارة اوباما تجاه مبارك والقذافي.
ولكن السؤال الاهم من ناحيته هو اذا كان الجمهور في سوريا مستعدا لان يقبل وعود الاسد، رغم أن معظمه على علم بان ليس فيها ما هو حقيقي. اذا ما حاكمنا الامور حسب المقابلات الكثيرة  التي أجرتها وسائل الاعلام العربية بعد الخطاب مع المواطنين، المحللين والسياسيين السوريين يبدو أن الثقة هي آخر شيء يحس به معظمهم، تجاه الرئيس، باستثناء الناطقين بلسان الحكومة.
ولكن المعضلة هي كيف المواصلة من هنا، في الوقت الذي واضح أن الاسد لا يعتزم اعطاء أكثر مما قال. اخطر من ذلك، حسب احد المحللين، لم يكن خطاب الاسد فقط مليء بالوعود، بل يجب قراءته كخطاب تهديد. بموجبه، هو كرئيس اعطى كل ما يحتاجه الجمهور كي يهدأ. من الان فصاعدا سيكون بيد الاسد ليس فقط القوة بل وأيضا المبرر لقمع المظاهرات بمزيد من القوة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سوريا: الحقيقة بدأت تتضح
المصدر: "اسرائيل اليوم ـ زلمان شوفال"

" ليس واضحا بعد في هذه المرحلة هل هذه هي نهاية سلطة عائلة الاسد في سوريا، لكن أصبح واضحا الآن على الأقل انها نهاية "الخيار السوري" لاسرائيل اذا كان قد وجد أصلا. اعتاد رؤساء حكومة في الماضي الفحص عن امكانية التوصل الى تسوية مع دمشق أو اعلان ذلك على الأقل، كلما وصل التفاوض مع الفلسطينيين الى وضع حرج. بل إن بعضا منهم – رابين ونتنياهو وباراك – خطوا خطوات عملية في هذا السياق. لكنهم صادموا سريعا جدا حائطا مُصمتا للرفض السوري للتحول عن المواقف غير المهادنة في شأن الاراضي وغير الكافية في الشأن الأمني. حتى إن رابين قد بالغ – إما لعدم الحذر وإما لان وزير الخارجية الامريكي كريستوفر قد نقض عهده وجعل "الوديعة" في شأن هضبة الجولان التي سلمها اليه "شيكا مفتوحا" – وباء بالفشل ايضا.
عندما انتُخب نتنياهو للمرة الاولى لرئاسة الحكومة، كان اول شيء فعله هو الغاء "وديعة" رابين. سمعنا علاوة على الاجراءات الدبلوماسية المختلفة في السنين الاخيرة من "دوائر أمنية" تصريحات في شأن اتفاق مع سوريا، حتى مقابل الانسحاب من هضبة الجولان، لأن هذا قد يُخرج دولة عربية اخرى من دائرة العداء، وينقض الحلف بين دمشق وطهران ويوقف دعم سوريا لحزب الله والمنظمات الارهابية الفلسطينية. لم يتم الفحص عن هذه الفروض الاساسية قط فحصا أساسيا. إن سلوك سوريا في جميع هذه الشؤون برهن على انها مخطوءة. اذا كان يمكن فيما يتعلق بالماضي الجدل، فان التطورات في الشرق الاوسط وفي سوريا نفسها تعيدنا الى ارض الواقع.
إن الاسد الابن، برغم "قطع الحلوى" التي عرضها عليه الامريكيون والاوروبيون، لم يزن قط في الحقيقة التخلي عن المظلة الايرانية التي تمنح الأقلية العلوية في سوريا حماية ما من الأكثرية السنية في بلاده. ولم يخطر في باله ايضا ان يُضعف تأييده لحزب الله الذي يساعد سوريا في لبنان. والى كل ذلك، عدم السلام مع اسرائيل كما اعترف الاسد بنفسه، وهب له ذريعة اقامة "نظام طواريء". وهو نظام قمع بواسطته هو وأبوه كل شرارة معارضة لنظامهما.
إن الولايات المتحدة، كعادتها في المدة الاخيرة، مترددة ايضا في شأن سوريا؛ فهي تتكلم معارضة قمع المظاهرات والمس بحقوق الانسان لكنها تُبين انها لا تنوي ان تعمل في سوريا كما في ليبيا. وهي حائرة فيما يُفضل: الوضع القائم لنظام عنيف مؤيد للارهاب متصل بايران – أم الخطر شبه المحقق لنظام بقيادة الاخوان المسلمين. برغم ان هذا النظام ربما يقطع العلاقة مع ايران، فمن المحقق انه لن يكون أكثر ولاءا لامريكا أو أكثر ديمقراطية من سلفه. يجوز أن نذكر ان هذه معضلة تواجه بقدر ما اسرائيل ايضا (برغم ان احدى التعلات الرئيسة عند أنصار "الخيار السوري"، أي استقرار نظام الاسد قد بدا وهمها).
إن ما يحدث في الشرق الاوسط الواسع – والذي تصر ادارة اوباما وبعض الساسة الجمهوريين في امريكا على تعريفه بأنه "ربيع عربي" – قد يتجلى أنه بدء شتاء طويل مظلم خاصة. مهما يكن الامر، فان نزول اسرائيل عن هضبة الجولان قد أُنزل عن جدول الاعمال. والسبب هو بالضبط نفس السبب الذي من اجله صعدنا هناك: الأمن المادي في مجابهة عدوان سوري أو غيره.
هذا الخطر يزداد اتساعا اليوم ازاء شرق اوسط أصبح غير مستقر. لو أن اسرائيل على سبيل المثال وقعت مع سوريا على اتفاق في شأن انسحاب اسرائيلي الى الساحل الشرقي لبحيرة طبرية مقابل "ترتيبات أمنية" – فماذا كانت احتمالات أن يتم الحفاظ على هذه الترتيبات، سواء بقي نظام الحكم الضعيف الحالي وقتا آخر في مكانه، أو حل نظام آخر محله؟ إن دروز الجولان هم الذين يستطيعون على التحقيق أن يهنئوا انفسهم اليوم بتحسن حظهم وإن لم يعترفوا بذلك بصوت جهير. لانهم سكان اسرائيل لا سكان سوريا".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سوريا: الرابحون والخاسرون في التغيير المحتمل للنظام
المصدر: "جيروزاليم بوست ـ جاك نيريَه"

" أظهرت الاحتجاجات الأخيرة في سوريا وحملة فرض النظام التي تلتها، أظهرت مجددا أن المفاهيم السابقة التي طغت على تقديرات استقرار الأنظمة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فشلت في التكهن بزوال الأنظمة الشمولية في العالم العربي.
وجرت العادة سابقا بالقول أن أنظمة التخويف التي تسود تلك البلاد، وجبروت أجهزتها الأمنية الداخلية، يجعل الأنظمة العربية الشمولية تتجاوز أي ثورات شعبية.
وقد أثبت "الربيع العربي" أن تلك المقولات القديمة لم تعد فعالة في القرن الحادي والعشرين وبأنها أسهمت في الوصول إلى استنتاجات خاطئة حول استقرار مختلف الأنظمة.
وحتى لو نجح "بشار الأسد" في تخطي التسونامي السياسية (كما فعل مرتين من قبل منذ توليه السلطة عام 2000)، فعلى النظام السوري أن يقدم تنازلات لصالح حقوق الإنسان وحرية التعبير، تحدّ من السلطات المطلقة التي تمتع بها خلال السنوات العشر الماضية.
وفي حال فشل النظام السوري في قمع المحتجين فإن هذه قد تكون الأيام الأخيرة للحكم الشيعي العلوي. فسوريا في ظل وجود "الأسد" تعني حكم الأقلية العلوية التي لا تتجاوز العشرة بالمائة من الشعب السوري. وقد أُبقيت الغالبية السنية خارج الحكم لما يزيد عن أربعين عاما، وهي تطالب الآن بالمشاركة في لعبة الحكم. ويمكن النظر على نحو مواز لما حصل في العراق، حيث استعادت الغالبية الشيعية السلطة أخيرا من الأقلية السنية (بمساعدة أمريكية)، وإلى البحرين التي تطالب فيها الغالبية الشيعية بالمشاركة في الحكم مع الأقلية السنية الحاكمة. كما وصلت الاهتزازات الطائفية والاضطرابات الشيعية إلى العائلة الوهابية الحاكمة في المملكة العربية السعودية، وحتى في اليمن يطالب شيعة الشمال بالانفصال عن الجنوب السني.
وفي حال سقوط نظام الأسد فمن سيكون الحاكم التالي؟ عاشت المعارضة لأكثر من أربعين عاما في ظل التضييق والاضطهاد والسجن والنفي وحتى القتل. ومن الصعب اليوم تحديد شخصية يتم الإجماع عليها. ومن غير المتوقع أن يسمح "لحزب البعث" الحاكم أن يواصل ما كان عليه في حال سقوط النظام (حيث سارع التونسيون والمصريون إلى خلع أجهزة الحزب الواحد). ومعظم المعارضة اليوم تعمل وتعيش خارج سوريا. ويمكن للإخوان المسلمين، (الذين كانوا ناشطين للغاية في سوريا حتى العام 1982، عندما قمع "حافظ الأسد" الأب عصيانهم في حماة، وأزهق أرواح سبعة عشر إلى أربعين ألف قتيل)، أن يصبحوا ناشطين مجددا. كما يمكن استدعاء بعض السياسيين السنة والطلب منهم أن يصبحوا جزءا من الحكومة الانتقالية. أما الاحتمال الآخر فقد يتجلى بظهور ضابط عسكري سني يقود البلاد.
تاريخيا، والى أن نفذ "حافظ الأسد" انقلابه عام 1970، كانت سوريا بلدا سريع التقلبات حيث تأتي حكومات وترحل أخرى بوتيرة متسارعة، واستُبدِل الحكام العسكريون الذي نفذوا ثورات عسكرية بحكومات مدنية هشة. لكن الاستقرار الذي شهدته سوريا خلال العقود الأربعة الماضية سيحل مكانه حال من انعدام الاستقرار، الأمر الذي سينعكس على جيرانها وبالتأكيد على إسرائيل.
منذ العام 1974 (على أثر حرب أكتوبر عام 1973) تمتعت إسرائيل بهدوء نسبي على حدودها مع سوريا. وفي حال تغير النظام إلى حكم عسكري بالطبع، فإن ذلك لن يكون لصالح إسرائيل وخصوصا في حال أراد النظام الجديد تسخين الجبهة على الحدود مع إسرائيل لحرف الرأي العام عن المشاكل الداخلية. وبالإضافة فقد تم حث إسرائيل في الماضي للمغامرة في الدخول بمفاوضات للسلام مع سوريا، ومن الواضح بأن تغير النظام في سوريا سيرجئ أية مفاوضات محتملة.
ولا شك أن إيران ستكون خاسرة أيضا في حال سقوط النظام في سوريا. "فالأسد" حليف استراتيجي اندفع لعلاقات مقربة مع إيران. كما خدم كمنطقة عبور للسلاح والعتاد والقوة البشرية الآتية من إيران إلى حزب الله في لبنان وبالعكس. ولذلك فقد هتف المحتجون في درعا: "لا لإيران ولا لحزب الله بعد الآن"، وهو ما يشير إلى أن سوريا الجديدة ستعارض الاستمرار في السياسة المتبعة تجاه إيران وحزب الله. وقد تخلق هذه التطورات توترات بين الأطراف وتضع معظمهم في حال اصطدام، وهو أمر لصالح إسرائيل. ونتيجة لهذه السياسة يمكن التقدير وبدرجة عالية من الثقة بأن سوريا لن تتخلى عن مطالباتها المتعلقة بالأراضي اللبنانية (وهي سهل البقاع  ومناطق أخرى على طول حدودهما المشتركة). وقد وافق "بشار الأسد" للمرة الأولى في التاريخ بتشكيل سفارة لبنانية في سوريا وعلى خلفائه أن يعيدوا تقييم هذه التنازلات الإستراتيجية.
أما السؤال الآخر فيكمن فيما إن كان تغيير النظام في سوريا سيؤثر على إيواء حماس، ومقرات قيادة التنظيمات الفلسطينية المتطرفة. يتَوقَّع من تلك التنظيمات بشكل مبدئي أن تبقى في الظل إلى أن تعرف التوجهات السياسية للحكام الجدد. ومن خلال الإشارات التي تم تلقيها خلال الاحتجاجات، يمكن الاستنتاج بأنّ الكثير من الأمور ستبقى على حالها.
كما يظهر سؤال آخر حول طبيعة العلاقات مع الجيران العراقيين ذات الحكم الشيعي، وهنا أيضا يمكن الاعتماد على العداء التاريخي بين البلدين.
أما بالنسبة للولايات المتحدة والغرب، فستبقى سوريا لاعبا محوريا في الشرق الأوسط ذات الموارد النفطية الكبرى والغاز الذي يتم استثماره. ومن الصالح القومي للولايات المتحدة والغرب تحسين العلاقات مع سوريا الجديدة كي تشكِّل خلفية آمنة للعراق، والأهم من ذلك لاحتواء إيران. أما القضية المركزية الأخرى فستتمحور حول العلاقات المستقبلية بين سوريا وتركيا، التي توصَّل "بشار الأسد" إلى تفاهم معها حول منطقة تدّعي سوريا بأنها تحت السيطرة التركية وهي "الإسكندرون".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ                                                                 
حتمية نشوب حرب جديدة بين "إسرائيل" وحماس
المصدر: "جيروزاليم بوست ـ باري روبن"

" المنطقة: الثورة المصرية، السياسة الخاطئة وغير الكفوءة للولايات المتحدة تحسم نشوب الصراع في غزة.
في مقالتي هذه سأقوم بتكهنات، التي لسوء الحظ ستصبح حقيقية. فأي من المحللين الجيدين ينبغي أن يكون قادراً على رؤية هذا الأمر، إلا أن قلة منهم يرغب بذلك إلى حين حدوثه خلال السنتين المقبلتين: الثورة المصرية ستجعل من حرب أخرى بين إسرائيل وحماس لا مفر منها مع الكثير من الفوضى الدولية. وسأتعمق أكثر لأقول بأن السياسة الخاطئة وغير الكفوءة للولايات المتحدة تحسم نشوب الصراع في غزة.
لماذا؟
أولاً، تعتبر حماس، الحركة الإسلامية الثورية التي تسيطر على قطاع غزة وترى نفسها موجهة من قبل الله، تعتبر اليهود دون البشر. وتؤمن بأن الاستعداد للمضي قدماً في الانتحار والترحيب بالموت سيضمنان النصر الأكيد، وهي واثقة بأنها تسير قدما لتدمير إسرائيل ومن ثم تحويل المجتمع الفلسطيني إلى جنة عدن إسلامية. وترى هذه المنظمة رفاهية ونجاة الشعب الذي تحكمه غير ذات أهمية كبرى بالنسبة لها.
ومن هنا، توجد طريقتان لمنع حماس من شن حرب ضد إسرائيل. الحل على المدى القصير هو الردع من خلال القوة. فالهزيمة التي عانت منها حماس في حرب 2008ـ2009 أرغمتها على التراجع والاحتماء بالخنادق وجعلت منها حذرة لبعض الوقت. والحل الوحيد البعيد المدى هو الإطاحة بحماس في قطاع غزة مع إلحاق أقصى تدمير ممكن بالمنظمة.
ولكن الأحداث في مصر والسياسة الأمريكية دمرتا الخيار القريب المدى وجعلت من الخيار البعيد المدى غير ممكن. حيث ستذهب حماس إلى الحرب مقتنية أسلحة أفضل من تلك التي كانت بحوزتها سابقا، إنها مسألة وقت فقط.
ثانيا، أزالت الثورة في مصر نظاما كان قد حدد المصلحة الوطنية التي تتبنى سياسة مناهضة لحماس. فحكومة مبارك لم تواصل العقوبات وحصار الأسلحة (رغم أنه كان غير كاف) من أجل مصلحة إسرائيل، وإنما فعلت ذلك لأنها رأت الإسلاميين الثورين التهديد الرئيس للبلاد. وهذا لم يكن، كما يؤكد مسؤولون أمريكيون حاليون، سرابا عولج ببراعة مريبة لتبرير الديكتاتورية.
وإلى جانب التهديد المباشر الذي يمثله تدمير حماس بالتعاون مع جماعات إسلامية أخرى، رأت حكومة مبارك حماس كجزء من التهديد الاستراتيجي الأوسع بقيادة إيران. أما الحكومة الجديدة، في حال كانت قومية متطرفة، إسلامية، أو "ديمقراطية ليبرالية"، ستملك رؤية معاكسة تماماً. حيث يرى "الإخوان المسلمين" حماس كحليفهم الأقرب ويريدون منها الإطاحة بالسلطة الفلسطينية وكذلك تدمير إسرائيل. ويدعم "القوميون" حماس كجزء من الصراع العربي الأوسع ضد إسرائيل. وسيكون موقف "الديمقراطيين الليبراليين" مشابها لأنهم يعرفون بان ذلك سيكون موقفاً شعبياً جداً مع المصريين وفي حال عارضوه ستتقلص قاعدتهم الشعبية الصغيرة جدا.
وبالتالي، تعلم حماس بوجود حليف وليس عدو خلفها. هذا بالإضافة إلى عدم وجود حافز في مصرـ أو وسط الضباط القوميين الإسلاميين المتعاطفينـ لقطع الطريق أمام تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة. وهكذا، تصبح حماس أكثر قوة وثقة وتعجرفاً وتصبح قادرة على إطلاق المزيد من قذائف الهاون والصواريخ والقيام بهجمات ما وراء الحدود وأكثر توقا لفعل ذلك.
أما فيما يتعلق بالسياسة الأمريكية، ففي حين أيدت بعض العقوبات على حماس ورفضها الاشتباك معها، لم تؤيد الحكومة الأمريكية الإطاحة بنظام غزة، رغم أن إجراء أي تقييم جدي للمصالح الأمريكية تظهر بأنه ينبغي أن تكون تلك هي الأولوية بالنسبة لها – وذلك كجزء من الحرب ضد السيطرة الإيرانية في المنطقة والإسلام الثوري والإرهاب والاضطرابات. بل يمكن أن يساعد هذا العمل عملية السلام المحتضرة أكثر، بإبقاء السلطة الفلسطينية في الحكم.
ولكن لا أحد في واشنطن يقدّر هذه النقاط اليوم. وما يزيد الطين بلة هو طلب إدارة أوباما بعد مقتل حوالي ستة من الإسلاميين على متن سفينة إثر مهاجمتهم للجيش الإسرائيلي ـ خفض مستوى العقوبات. وهكذا، فإن إدارة أوباما لا تقوم بإعادة ترتيب كراسي مركب تايتانك فحسب، وإنما تعمل على توسيع الحفرة تحت خط المياه في السفينة.
وسيؤكد ذلك من أنه سيكون لدينا عميلا إيرانيا، الكاره للنساء والمناهض للمسيحية وللولايات المتحدة الذي ينشر الإسلام الثوري والتدمير والإبادة الجماعية والقمع الوحشي، في الشرق الأوسط
وما ينذر حقا هو أن الوصف في الجملة السابقة ليس مبالغ فيه البتة، فنحن نتحدث عن نظام يشبه طالبان. وقد عمدت الولايات المتحدة إلى دعم التحول الذي جرى في مصر من دون أدنى فكرة إلى ما قد يؤدي ذلك، مما ساعد في تحويل تلك الدولة إلى حليف لحماس. كما وفرت إدارة أوباما سببا إضافيا للإسلاميين الثوريين جعلتهم يشعرون بأن المستقبل هو ملك لهم ـ أمريكا انتهت في المنطقة ولما ينبغي عليهم أن يكونوا أكثر عدائية.
وما نراه الآن هو حصول حماس على مزيد من الأسلحة وتصعيد لعملها الإرهابي. وفي المقابل، نحن لا نرى عملا دوليا مهما أو حتى انتقادا لسلوكها هذا. بل على العكس، كلما قامت بالمزيد من الإرهاب، كلما تم انتقاد إسرائيل بشكل أوسع في وسائل الإعلام الغربية.
الإرهاب ينجح، فالمهاجمين العدائيين يذهبون دون عقاب. لما نحن مستغربين من ثقة حماس المتزايدة؟
إنها مسألة وقت فقط حتى تبدأ حماس هجوما واسع النطاق ضد إسرائيل. وفي هذه الحالة على إسرائيل أن ترد بهجوم مضاد واسع على قطاع غزة. فهل ستبقى عندها مصر حيادية؟ هل ستوقف حكومتها الإخوان المسلمين والمتعاطفين معهم أو تمنع تدفق السلاح والمال وحتى المتطوعين المصريين المسلحين إلى القطاع؟ هل سيلوم الغرب إسرائيل على العنف؟ هل ستقوم الولايات المتحدة بأي عمل مثمر؟
هذه الأزمة لا مفر منها وإن كان الأمر سيستغرق سنتين ربما. رغم ذلك، لا يرى أيا كان خارج إسرائيل ـ أو أنه لا يريد أن يرى ـ ما هو الآتي".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
زعماء الأمن الجدد سيواجهون تحديات أكثر حدة
المصدر: "جيروزاليم بوست ـ يعقوب كاتس"

" يضع تصريح رئيس الوزراء "بنيامين نتنياهو"، يوم الاثنين الماضي، الذي أفاد بأن "يورام كوهين" سيشغل منصب الرئيس التالي للشاباك (وكالة الأمن الإسرائيلية)، حداً للتغييرات الشاملة في طاقم الأفراد الذين يترأسون الوكالات الإسرائيلية المختلفة للاستخبارات والأمن والدفاع. وفي الأشهر الأربعة الماضية، تم استبدال كل من رؤساء الموساد وجيش الدفاع الإسرائيلي والاستخبارات العسكرية والشرطة الإسرائيلية ومصلحة السجون، والآن الشاباك، أو تم الإعلان عن هوية خلفهم.
وعلى الرغم من أن كل من "نتنياهو" ووزير الدفاع "إيهود باراك" ادعى أن هذا الأمر كان متزامن وغير مدبر، إلا أنه يمكن أن يكون أيضاً جزءاً من الإخفاق في التخطيط الاستراتيجي الطويل الأمد، وينبئ بأن تغيير الجميع قد ينم عن خطورة محتملة، خاصة بوجود التهديدات التي تواجهها إسرائيل في الوقت الحاضر.
إن كوهين يعرف الشاباك جيداً، فقد خدم في الوكالة لأكثر من ثلاثين عاماً وارتقى من الأسفل إلى الأعلى، كـ "يوفال ديسكين"، الرئيس الحالي. لكن على الرغم من سنوات خبرته، سيواجه كوهين تحديات مهمة وكبيرة.
وتجدر الإشارة إلى أن محور الاهتمام الرئيسي للشاباك هو ميدان الصراع الفلسطيني، بيد انه يعمل أيضاً على موضوع الجاسوسية الإيرانية والعربية الحربية الشاملة، بالإضافة إلى إرهاب اليهود، فهذه المسائل الثلاث تصبح مترابطة أكثر فأكثر. وفيما يختص بالفلسطينيين، هناك بعض الاهتمام في تأسيس الدفاع، الذي فقد الجيش الإسرائيلي والشاباك بعضاً من مزاياه السابقة، نتيجة الهبوط المفاجئ في النشاط العسكري في الضفة الغربية، والاعتماد على قوات الأمن الفلسطينية لتعمل مكانها.
ودون وجود أقدام ثابتة على الأرض بعد الآن داخل كل مدينة في الضفة الغربية تقريباً، يدور الجدال بأن الجيش الإسرائيلي والشاباك يواجهون صعوبة في جمع المعلومات، كتلك التي تمكنوا من جمعها خلال الانتفاضة الثانية، عندما كانت غارات الاعتقال تُنفذ كل يوم. والأمر المثير للاهتمام، هو مواصلة الجيش الإسرائيلي والشاباك ملاحقة أولئك المسؤولين عن قتل "عودي" و"روث فوغل" وأولادهما الثلاثة، في منزلهم في إيتامار، في وقت سابق هذا الشهر. ففي الماضي، كان الشاباك والجيش الإسرائيلي يُعرفان بقدرتهما على اعتقال الإرهابيين في غضون أيام.
وقد يكون هذا الأمر نتيجة لسببين: إما أن الهجوم نُفذ من قبل مهاجم منفرد، مما يجعل الحالة أكثر صعوبة للتحديد والهجوم؛ أو أن الهجوم قد نُفذ من قبل نظام إرهابي أضخم، لا يزال الشاباك يعمل على إسقاطه. وفي كلا الحالتين، اعتاد الإسرائيليون على العدالة السريعة، إلا أن الواضح أن الحالة ليست دائماً كذلك.
لكن الإرهاب الفلسطيني لن يكون القضية الوحيدة التي ستعتلي أجندة كوهين. فالأعداد المتزايدة لما يسمى بـهجمات  "بطاقة الأسعار" التي يتم تنفيذها من قبل المقيمين والناشطين من جناح اليمين، من الممكن أن تؤدي إلى إشعال صراع أكبر مع الفلسطينيين، وتفضي إلى تصاعد جديد للعنف في الضفة الغربية.
ويقتضي الذكر أن الشاباك يتقدم بحذر والدقة عند العمل ضمن المستوطنات، وخلال السعي إلى كشف خطط إرهابي يهودي. ولكن في السنوات الأخيرة هناك حالات أظهرت بوضوح الخطر الكامن، مثل "جاك تيتل"، الأمريكي الإسرائيلي، الذي قتل كما يبدو فلسطينيين على الأقل، وكان وراء سلسلة من الهجمات والتفجيرات".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قلق في اوساط سفراء اسرائيليين كبار – "الاعتراف بدولة فلسطينية"
المصدر: "يديعوت احرونوت – ايتمار آيخنر"

" دولة فلسطينية بتسويغ اسرائيلي: سفراء اسرائيل في عدة عواصم في العالم، وكذا سلسلة من كبار المسؤولين في وزارة الخارجية، يعتقدون بان على اسرائيل أن تعلن منذ الان عن اعترافها بدولة فلسطينية مستقلة في حدود مؤقتة. وقد نقلوا موقفهم في برقيات بعثوا بها الى وزارة الخارجية.
وادعى السفراء وكبار المسؤولين بان على اسرائيل أن تعترف بالدولة الفلسطينية وتدعو عندها قيادتها الى الشروع في مفاوضات فورية وسريعة على الحدود الدائمة. وجاءت دعوتهم في أعقاب الخطوة التي يخطط لها الفلسطينيون: القيادة الفلسطينية ستطلب من الامم المتحدة الاعتراف بدولة في حدود 67 منذ شهر ايلول. وأغلب الظن لن يقر طلبهم في مجلس الامن – بسبب فيتو أمريكي او بسبب عدم توفر أغلبي له. ومع ذلك، ففور ذلك سيتوجهون على ما يبدو الى الجمعية العمومية للامم المتحدة، حيث سيحظون بالاغلبية.
وتحذر محافل سياسية رفيعة المستوى من أن محفل "السباعية" لا يفهم معنى خطوة فلسطينية كهذه في الامم المتحدة. ويقولون انه حتى لو لم يكن هناك معنى قانوني للقرار – فانه سيحدد أنه في 2011 اقيمت دولة فلسطينية في حدود 67. وعندها سيطالب الفلسطينيون في الشروع في مفاوضات على أساس قرار الامم المتحدة، الامر الذي سيقيد اسرائيل.
"لا يمكن وقف هذا. هذه ستكون كارثة من ناحية اسرائيل"، يقول مسؤول كبير في وزارة الخارجية. "نحن نعتبر اليوم الاحتلال الاخير في العالم، والاحتلال اليوم ليس أمرا شرعيا". وقال دبلوماسي اسرائيلي كبير: "اذا انتظرنا حتى ايلول فسنكون في مشكلة عسيرة. نحن ملزمون بان نأخذ المبادرة ونعلن صباح غد باننا نعترف بالدولة الفلسطينية. وهذا سيجعل الفلسطينيين مسؤولين عن مصيرهم".
في وزارة الخارجية لا يتأثرون بمطالبة السفراء. فقد وزع مدير عام وزارة الخارجية رافي براك مؤخرا تعليمات للسفراء الذين يخدمون في الدول الاعضاء في مجلس الامن جاء فيها ان عليهم ان يوضحوا بان اسرائيل ستتخذ اجراءات من جانب واحد اذا ما اعترفت الدول بدولة فلسطينية. وحسب مسؤولين كبار في وزارة الخارجية يبدو أن الحديث يدور عن خطوات ضم او بناء في المستوطنات".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قبة حديدية سياسية
المصدر: "هآرتس ـ آري شبيط"

" العنوان على الحائط: توشك 2011 أن تكون 1973 سياسية.
ففي ايلول – تشرين الاول ستقرر الجمعية العامة للامم المتحدة انشاء دولة فلسطينية في حدود 1967. وستعترف الجماعة الدولية بالدولة الفلسطينية.
في تلك اللحظة ستصبح كل شقة اسرائيلية في التلة الفرنسية غير قانونية. وستنقض كل قاعدة عسكرية في الضفة الغربية سيادة دولة مستقلة عضو في الامم المتحدة. ولن يكون الفلسطينيون ملزمين بنزع السلاح والسلام والاعتراف المتبادل الحقيقي والمصالحة على الاراضي. وستكون اسرائيل ملزمة بانهاءا كاملا في الحال للاحتلال. الفرق بين الوضع المعلن في المناطق وبين الوضع بالفعل سينشيء احتكاكا حتميا.
ستتحول المواجهة سريعا الى مواجهة شعبية. وعندما يستعمل الجيش الاسرائيلي القوة في مواجهة المتظاهرين الفلسطينيين الذين سيسيرون في مسيرات نحو القدس سيتم التنديد باسرائيل. إن حصارا سياسيا من الخارج وانتفاضة مدنية من الداخل سيخنقان اسرائيل بقوة. وسيصبح بنيامين نتنياهو ايضا في 2011 غولدا مئير، ويصبح اهود باراك موشيه ديان. سيتم تذكرهما بأنهما قائدان لم يفعلا شيئا في اللحظة الاخيرة التي كان يمكن فيها فعل شيء. ويتم تذكرهما بأنهما ربانان رأيا الجبل الجليدي وأصرا على الابحار مباشرة نحوه.
ليس يجب ان تكون عبقريا سياسيا كي تدرك انه يُحتاج الآن الى ضربة ردعية سياسية. ولا يُحتاج ان تكون عبقريا استراتيجيا كي تدرك ان اسرائيل مُجبرة على الخروج بمبادرة تحرق أوراق اللعب الذي توشك ان تخسر فيه. لكن العبقري السياسي نتنياهو والعبقري الاستراتيجي باراك يقفان على متن السفينة مثل مشلولين. يريان جبل الجليد يقترب ولا يفعلان شيئا.
ما يزال نتنياهو وباراك يرفضان أن يفهما انه لا وقت كما كانت الحال في ربيع 1973، كذلك الحال في ربيع 2011 ايضا. لن يحمي التاريخ من لا يعمل فورا. ولن تغفر اسرائيل لمن لا يسبق الضربة بدواء. تحت هذه السماء الزرقاء؛ ليس الشلل عدم مسؤولية فحسب بل هو جريمة.
مشكلة: عندما يغلي الشرق الاوسط لا يمكن انهاء الاحتلال بسلام. بل ان يوسي سريد ويوسي بيلين لا يستطيعان فعل ذلك. لكن عندما يغلي الشرق الاوسط لا يوجد أي امكانية ايضا للتمسك بالوضع الراهن. فأفيغدور ليبرمان وموشيه يعلون ايضا لا يستطيعان ضمان الأمن. لكنه إزاء ربيع الشعوب العربي يُحتاج الى تفكير خلاق. وإزاء الربيع الفلسطيني يُحتاج الى مبادرة اسرائيلية واقعية.
اليكم مثالا لمبادرة: أصبحت اسرائيل تُفرق آخر الامر بين الاحتلال والسلام. واسرائيل عالمة بسبب ذلك بأنه اذا وافق الفلسطينيون على نزع سلاح كامل، واعتراف متبادل حقيقي وتعديلات حدودية كبيرة وانهاء مطلق للصراع – فستنهي الاحتلال بسلام. مع ذلك تعلن اسرائيل بأنه اذا تبين أن الفلسطينيين لا يقبلون هذه الشروط الأساسية الاربعة – فستضطر الى العمل من جانب واحد. في هذه الحالة ايضا ستكون الغاية حاسمة وهي انهاء الاحتلال. لكن الطريق في هذه الحال الى انهاء الاحتلال سيكون طويلا. مع عدم وجود شريك فلسطيني في السلام، سيكون على الاحتلال الاسرائيلي ان يكون حذرا ومتدرجا. وسيكون مصحوبا بالحصول على رعاية ودعم الجماعة الدولية.
إن مبادرة اسرائيلية واقعية ستنقل الى الفلسطينيين فورا مناطق واسعة في الضفة الغربية مع اخلاء نحو من عشرين مستوطنة معزولة. هكذا سيتم البرهان على جدية اسرائيل ويُتحدى الفلسطينيون. سيمكنهم انشاء دولة على نحو من 70 في المائة من اراضي الضفة الغربية من غير ان يتنازلوا التنازلات العقائدية التي يصعب عليهم فعلها. وسيمكنهم تقديم مسار فياض قبل ان يضطروا الى اتخاذ قرارات تاريخية صعبة.
لكن هذا غير كاف. يجب على المبادرة الاسرائيلية ان تقترح انسحابا تدريجيا نحو خط الفصل في الضفة، مقابل أن يُعترف بأن الخط حدود مؤقتة بين اسرائيل وفلسطين. يجب ان يكون خط الفصل الحدود حتى انشاء سلام.
يجوز التفكير ايضا في مبادرات اخرى، لكنه لا يجوز التفكير في عدم مبادرة. إن القبة الحديدية الحقيقية التي تحتاج اليها اسرائيل اليوم هي قبة حديدية سياسية. اذا لم يكن نتنياهو وباراك قادرين على منح اسرائيل قبة حديدية سياسية فعليهما الذهاب. لن ننتظر مرة اخرى كما انتظرنا مع غولدا وديان السادس من تشرين الاول 1973".
2011-03-31