ارشيف من :خاص
سلامة ونقولا لـ"الانتقاد" : هذا الإنتساب مخالف للدستور ويستدعي تدخل النيابة العامة واستقصاء مكتب مقاطعة "إسرائيل"
صوت إضافي أدلى به ممثل "حزب الليكود" الإسرائيلي في جمعية اتحاد الشباب الديمقراطي العالمي "IYDU" كان كفيلاً لتصبح مصلحة الطلاب في "القوات اللبنانية" برئاسة سمير جعجع عضواً في المجلس الأعلى للجمعية من بين أكثر من مئة حزب منضوٍ تحت سقفها، متغنية بأنها "المنتسب الوحيد إليها في منطقة الشرق الأوسط" برمته، وأنها حققت "إنجازاً جديداً تضيفه الى سجلها الحافل يتيح للشباب اللبناني طرح الموضوعات التي تهمه على الساحة الدولية"، بحسب ما أوردته "القوات" على صفحة موقعها الإلكتروني.
"القوات" التي نشرت على موقعها صورة تذكارية مشتركة تجمع ممثل "اسرائيل" في الجمعية مع ممثليها، أغفلت "عمداً" أن تأتي على ذكر "إسرائيل" في نص تعداد الدول المشاركة في IYDU""، لافتة الى أن جهودها أثمرت بعد ثلاث سنوات من التواصل مع الجمعية وهي تعد أجندة مشاريع تتمحور حول "التوأمة التي تربط مصلحة الطلاب القواتية بأحزاب أوروبية وأميركية عدة ستظل على تواصل معها".
غير أن ما يدعو لطرح علامات تساؤل حول حيثية العلاقة التي تربط "القوات" اللبنانية بالجمعية، وبالتالي تلك التي تربط الكيان الصهيوني بهما، يكمن في استضافة مصلحة الطلاب في هذا الفريق السياسي اللبناني وفداً من الجمعية المذكورة قام بدوره بزيارة الى مقر الأمانة العامة لقوى "الرابع عشر من آذار"، حيث التقى منسقها فارس سعيد، وتمّ التداول بالمستجدّات السياسية في لبنان والمنطقة، بحسب ما أورده موقع "القوات" أيضاً.
رشاد سلامة: انضمام "القوات" الى جمعية "IYDU" يشكل خطراً على الأمن اللبناني وهو يستدعي تدخل النيابة العامة لإجراء تحقيق
النائب الأسبق لرئيس "حزب الكتائب اللبنانية" وعضو "اللقاء الوطني المسيحي" المحامي رشاد سلامة أوضح في حديث لـ"الانتقاد" أن "أصل انضمام مصلحة طلاب "القوات اللبنانية" الى الجمعية المذكورة بناءً على طلبها لا يدخل في نطاق الحالات الدولية الرسمية على اعتبار أنها لا تمثل الدولة اللبنانية، وأن الجمعية المذكورة ليست مؤسسة رسمية دولية بحد ذاتها، إلا أنه من المفترض على "القوات" أن تعزف عن المشاركة في الجمعية لمجرد علمها بكون "إسرائيل" عضوا فيهاً، وهي الكيان الغاصب الذي اعتدى ولا يزال على لبنان، وأن تكون حذرة في التعامل في هذا الصدد كحد أدنى ، لا سيما أن تاريخ القواتيين العائد للحرب الأهلية التي عاشها لبنان يشهد بتواصل هذه الجماعة السياسية مع العدو الصهيوني وتآمرها معه ضد لبنان".
وفي السياق نفسه، أكد سلامة أن اشتراك "القوات" في نشاطات جمعية "IYDU" يدخل في سياق المحظور، موضحاً أن التعامل مع هذه الحالة يجب أن يتم وفق ما يتيحه قانون العقوبات من ملاحقة ومحاسبة، ذلك أن انضمام "القوات" الى عضوية مجلس الجمعية المذكورة يعتبر خرقاً للمبدأ الدستوري الللبناني لناحية "العداء مع إسرائيل منذ العام 1949".
وأضاف سلامة انه من واجب الدولة في هذا الإطار أن تراقب حركة الجمعية في لبنان على أساس أن لـ"إسرائيل" دوراً بارزاً فيها، وأن تلاحق موفديها وتحذر من التواصل معها، "إلا أن الدولة غائبة عن حالات مشابهة قد تكون مربكة جداً للبنان على مستوى أمنه الوطني وسلامة مؤسساته"، لافتاً الى أن "المعيار القانوني لدى التعاطي مع العملاء هو مدى الأذى الذي يسببه هؤلاء على صعيد الأمنين الداخلي والخارجي، وانضمام القوات الى هذا النوع من الجمعيات وتبادل العلاقات والوفود بينهما يدخلان في سياق حالة الأذى هذه، وهو ما يستدعي أن تسهر الدولة أكثر على متابعة حالة إنتساب فرد أو جماعة سياسية الى عضوية هذه الجمعية التي تحمل مفهوم العبور للدول، وأن تدرس حالة الانضواء تحت سقفها لتأخذ تدابير منع أو ملاحقة".
وعن الأسباب التي دفعت "القوات اللبنانية" لعدم الإتيان على ذكر عضوية "إسرائيل" في جمعية "IYDU"، لفت سلامة الى أن ذلك قد يعود لعلم "القوات" المسبق بأن الخطوة التي أقدمت عليها "مؤذية ومعيبة بالمعنيين الوطني والأخلاقي"، أو الى "عدم التفاتها الى أن هذه الخطوة قد تشكل محطة اهتمام لدى الإعلام اللبناني، وقد تبقى سرية ومخبأة تحت غطاء محلي".
نقولا: من واجب مكتب مقاطعة "إسرائيل" الاستقصاء عن حقائق انتساب "القوات" الى الجمعية لاتخاذ الإجراء المناسب
بدوره، رأى عضو تكتل "التغيير والإصلاح" النائب نبيل نقولا أنه "يقع على عاتق الدولة اللبنانية، وعبر مكتب مقاطعة "إسرائيل"، الاستقصاء عن موضوع انتساب "القوات اللبنانية" للجمعية العالمية المذكورة لاتخاذ التدابير القانونية اللازمة، ذلك أن منع بعض اللبنانيين المغتربين من العودة الى لبنان لمجرد مصافحة إسرائيلي يفرض اتخاذ خطوات أكثر جدية مع فريق سياسي لبناني انضم الى جمعية كهذه يبرز فيها التعاطي جلياً مع العدو الصهيوني".
وتساءل نقولا في حديثه لموقعنا "أين هو موقع القضاء اللبناني ووزارة العدل من هذا الموضوع، وأين دور المدعي العام التمييزي سعيد ميرزا للقيام بما يلزم؟ بل أين هو دور الدولة التي لم تحرك ساكناً جراء هبوط طائرة إسرائيلية مؤخراً في مطار بيروت الدولي؟"، معتبراً أنه من واجب وسائل الإعلام أن تثير هذه الخطوة "القواتية" كنوع من " الإخبار".
وفي حين رأى نقولا أن إتيان موقع "القوات" على ذكر عضوية "إسرائيل" في الجمعية على صفحة موقعها الإلكتروني "من شأنه أن يدينها" ، وهو ما دفعها لإخفاء هذا التفصيل، أعاد تشديده على ضرورة تحرك النيابة العامة في هذا الإطار إذا كانت على علم بالأمر وذلك "ليدفع كل إنسان ثمن فعلته".
وفيما اعتذر أحد نواب كتلة "المستقبل" النيابية عن الإدلاء بتصريح لموقعنا في هذا الصدد، فضّل نائب آخر من الكتلة نفسها عدم الدخول في التفاصيل لعدم رغبته في شن "دفاع أو هجوم" على "القوات اللبنانية"، متذرعاً بعدم الإطلاع الكافي على حيثيات الموضوع من قبل مصادره الخاصة، واكتفى بطرح السؤال "الأمم المتحدة شو؟... لبنان عضو في هذه المنظمة الدولية وإسرائيل موجودة"، ممتنعاً عن الخوض في سياق تفاصيل القانون اللبناني التي توجب المساءلة والملاحقة وحتى فرض عقوبات بحسب ما أوضحه سلامة لموقعنا.