ارشيف من :آراء وتحليلات
المرّ والميغ ... والحديث المرّ
سعد حمية
يحق للبنانيين ان يقلقوا كثيراً كلما لاحت في الافق الامريكية بوادر تجميد للمساعدات العسكرية للجيش اللبناني التي لا تتجاوز قيمتها 600 مليون دولار فقط لا غير! هم تسليح الجيش اللبناني بأحدث الاسلحة للدفاع عن السيادة والحرية والاستقلال يكاد لا يفارق بالهم ، فهو حاضر دائماً في اجتماعات الغرف المغلقة في سفارة البيت الأبيض في عوكر. وزير الدفاع الياس المرّ يستذكر دائماً جهوده "الجبارة" لتسليح القوات المسلحة، فهو الذي بادر ووالده إلى اقتراح فتح صندوق للتبرع لتسليح الجيش معتمداً على "نخوة الأثرياء" من اللبنانيين وغيرهم!
في الأيام الاخيرة شعر وزير الدفاع بقلق كبير عندما قرأ خبراً في "الواشنطن بوست" يتحدث عن اتجاه الكونغرس الأميركي لتجميد مساعدات بلاده العسكرية للجيش، وكتب متحسراً على جهوده الجبارة التي ذهبت ادراج الرياح، لكنه في اليوم الثالي بدا ان اساريره قد انفرجت مع نشر صحيفته خبراً مفاده ترجيح كفة الداعين في الكونغرس الأميركي عدم تجميد المساعدات!
الحديث عن هذه المساعدات الأميركية وتضخيمها في كل مرة من قبل المرّ وحلفائه من قوى الرابع عشر من آذار لا يخلو من الطرافة خصوصاً أن اعتراض الكونغرس عليها يتمحور حول مسألة حماية "إسرائيل" من أي تهديد محتمل من الجيش اللبناني خصوصاً بعد حادثة "عديسة" المشهورة وقيام وفد اميركي بالتحقق من نوعية السلاح الذي قتل أحد الضباط الإسرائيليين في حينه.
هذه المساعدات المشروطة بعدم توجيهها إلى ربيبة واشنطن تصطدم بحقيقة مرّة، يبدو أن وزير الدفاع المرّ قد نسيها أو تناساها، فهي في غالبيتها أسلحة خفيفة وناقلات جند وذخائر لا يمكن ان تهدد تل أبيب التي تحظى بمساعدات أميركية عسكرية مجانية تعادل ثلاثة مليارات دولار في السنة!
جهود المرّ الجبارة تدحضها أرقام المساعدات الاميركية العسكرية للكيان الصهيوني، فـ "تل ابيب" حصلت على أكثر من 84 مليار دولار من الهبات فقط في السنين الـ 56 الأخيرة، كما تعتبر "إسرائيل" أكبر متلقٍ للمساعدات الأميركية على الإطلاق. فخلال العقد الماضي قامت الولايات المتّحدة بنقل أكثر من (17) مليار دولار كمساعدات عسكرية، وفي العام 2005 تلقت (2.25) مليار دولار، و قد طالب الرئيس جورج بوش بتضمين موازنة العام 2007 مساعدات بقيمة (2.24) مليار دولار إضافية، هذا فضلاً عن المساعدات في الحالات الاستثنائية في الحروب وأخرها خلال العدوان الاسرائيلي على لبنان عام ألفين وستة.
إيراد هذه الأرقام هو غيض من فيض الولع الأميركي بـ "اسرائيل" ، وثمة تفاصيل أخرى تؤكد مدى حرص الأميركي على أمن "إسرائيل" وارتباطه بالأمن الاميركي كالطلب الجديد لوزير حرب العدو إيهود باراك رفع مستوى المساعدات الامنية لتصل إلى 20 مليار دولار خلال أعوام لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة، لكن من غير المفهوم حرص بعض المدعين على الجيش اللبناني وتسليحه فيما جهودهم باتت أشهر من نار على علم، لتجميد هبة طائرات الميغ ومن بعدها الطوفات العسكرية الروسية للجيش اللبناني حسب ما أوردت وثائق "ويكيليكس" التي قالت: "إن المرّ أكد للسفيرة الاميركية ميشال سيسون أنه سيتخذ الاجراءات التي تؤدي إلى استنتاج أن العرض الروسي ليس ذا جدوى للبنان" .
ولعل الاخطر في وثائق "ويكليكس" حول الهبة الروسية هو الاستخدام الرخيص للهبة واعتبارها ورقة في صندوق الاقتراع عشية الانتخابات النيابية عام ألفين وتسعة ومحاولة توظيفها في سوق النخاسة السياسية في لبنان التي تقدم القضايا الصغيرة على مصلحة البلاد العليا، ولو كان الثمن تعريض سيادة واستقلال وحريته للخطر كرمى لعيون "الأصدقاء" الذين أكدت سيسون باسمهم "انهم سيستمرون في العمل خلف الكواليس لضمان أن تقويم الجيش اللبناني سيخلص إلى أنه لا يحتاج إلى طائرات الميغ 29 كما أنه لا يستطيع تحمل تكاليف الصيانة، ما يمنح الحكومة اللبنانية سبيلاً مشرفاً لرفض العرض الروسي"!.. وفق ما تقول الوثائق إياها!
الوزير المرّ معذور إذ احرجه الإلحاح الروسي، لكنه على ما يبدو بذل جهوداً كبيرة في المناورة للالتفاف على السفير الروسي، وهذه الجهود تحسب له وسوف تسجل ضمن جهوده السابقة للحصول على المساعدات العسكرية الاميركية لتحقيق "الحرية" و"السيادة" و"الاستقلال" وفق مفهوم قوى الرابع عشر من آذار التي باتت معروفة ووثائق "ويكيليكس" تشهد على ذلك!
يحق للبنانيين ان يقلقوا كثيراً كلما لاحت في الافق الامريكية بوادر تجميد للمساعدات العسكرية للجيش اللبناني التي لا تتجاوز قيمتها 600 مليون دولار فقط لا غير! هم تسليح الجيش اللبناني بأحدث الاسلحة للدفاع عن السيادة والحرية والاستقلال يكاد لا يفارق بالهم ، فهو حاضر دائماً في اجتماعات الغرف المغلقة في سفارة البيت الأبيض في عوكر. وزير الدفاع الياس المرّ يستذكر دائماً جهوده "الجبارة" لتسليح القوات المسلحة، فهو الذي بادر ووالده إلى اقتراح فتح صندوق للتبرع لتسليح الجيش معتمداً على "نخوة الأثرياء" من اللبنانيين وغيرهم!
في الأيام الاخيرة شعر وزير الدفاع بقلق كبير عندما قرأ خبراً في "الواشنطن بوست" يتحدث عن اتجاه الكونغرس الأميركي لتجميد مساعدات بلاده العسكرية للجيش، وكتب متحسراً على جهوده الجبارة التي ذهبت ادراج الرياح، لكنه في اليوم الثالي بدا ان اساريره قد انفرجت مع نشر صحيفته خبراً مفاده ترجيح كفة الداعين في الكونغرس الأميركي عدم تجميد المساعدات!
الحديث عن هذه المساعدات الأميركية وتضخيمها في كل مرة من قبل المرّ وحلفائه من قوى الرابع عشر من آذار لا يخلو من الطرافة خصوصاً أن اعتراض الكونغرس عليها يتمحور حول مسألة حماية "إسرائيل" من أي تهديد محتمل من الجيش اللبناني خصوصاً بعد حادثة "عديسة" المشهورة وقيام وفد اميركي بالتحقق من نوعية السلاح الذي قتل أحد الضباط الإسرائيليين في حينه.
هذه المساعدات المشروطة بعدم توجيهها إلى ربيبة واشنطن تصطدم بحقيقة مرّة، يبدو أن وزير الدفاع المرّ قد نسيها أو تناساها، فهي في غالبيتها أسلحة خفيفة وناقلات جند وذخائر لا يمكن ان تهدد تل أبيب التي تحظى بمساعدات أميركية عسكرية مجانية تعادل ثلاثة مليارات دولار في السنة!
جهود المرّ الجبارة تدحضها أرقام المساعدات الاميركية العسكرية للكيان الصهيوني، فـ "تل ابيب" حصلت على أكثر من 84 مليار دولار من الهبات فقط في السنين الـ 56 الأخيرة، كما تعتبر "إسرائيل" أكبر متلقٍ للمساعدات الأميركية على الإطلاق. فخلال العقد الماضي قامت الولايات المتّحدة بنقل أكثر من (17) مليار دولار كمساعدات عسكرية، وفي العام 2005 تلقت (2.25) مليار دولار، و قد طالب الرئيس جورج بوش بتضمين موازنة العام 2007 مساعدات بقيمة (2.24) مليار دولار إضافية، هذا فضلاً عن المساعدات في الحالات الاستثنائية في الحروب وأخرها خلال العدوان الاسرائيلي على لبنان عام ألفين وستة.
إيراد هذه الأرقام هو غيض من فيض الولع الأميركي بـ "اسرائيل" ، وثمة تفاصيل أخرى تؤكد مدى حرص الأميركي على أمن "إسرائيل" وارتباطه بالأمن الاميركي كالطلب الجديد لوزير حرب العدو إيهود باراك رفع مستوى المساعدات الامنية لتصل إلى 20 مليار دولار خلال أعوام لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة، لكن من غير المفهوم حرص بعض المدعين على الجيش اللبناني وتسليحه فيما جهودهم باتت أشهر من نار على علم، لتجميد هبة طائرات الميغ ومن بعدها الطوفات العسكرية الروسية للجيش اللبناني حسب ما أوردت وثائق "ويكيليكس" التي قالت: "إن المرّ أكد للسفيرة الاميركية ميشال سيسون أنه سيتخذ الاجراءات التي تؤدي إلى استنتاج أن العرض الروسي ليس ذا جدوى للبنان" .
ولعل الاخطر في وثائق "ويكليكس" حول الهبة الروسية هو الاستخدام الرخيص للهبة واعتبارها ورقة في صندوق الاقتراع عشية الانتخابات النيابية عام ألفين وتسعة ومحاولة توظيفها في سوق النخاسة السياسية في لبنان التي تقدم القضايا الصغيرة على مصلحة البلاد العليا، ولو كان الثمن تعريض سيادة واستقلال وحريته للخطر كرمى لعيون "الأصدقاء" الذين أكدت سيسون باسمهم "انهم سيستمرون في العمل خلف الكواليس لضمان أن تقويم الجيش اللبناني سيخلص إلى أنه لا يحتاج إلى طائرات الميغ 29 كما أنه لا يستطيع تحمل تكاليف الصيانة، ما يمنح الحكومة اللبنانية سبيلاً مشرفاً لرفض العرض الروسي"!.. وفق ما تقول الوثائق إياها!
الوزير المرّ معذور إذ احرجه الإلحاح الروسي، لكنه على ما يبدو بذل جهوداً كبيرة في المناورة للالتفاف على السفير الروسي، وهذه الجهود تحسب له وسوف تسجل ضمن جهوده السابقة للحصول على المساعدات العسكرية الاميركية لتحقيق "الحرية" و"السيادة" و"الاستقلال" وفق مفهوم قوى الرابع عشر من آذار التي باتت معروفة ووثائق "ويكيليكس" تشهد على ذلك!