ارشيف من :ترجمات ودراسات

المقتطف العبري ليوم الأحد: رعب أيلول.. وكلفة القبة الحديدية بين السيء والاسوأ

المقتطف العبري ليوم الأحد: رعب أيلول.. وكلفة القبة الحديدية بين السيء والاسوأ
عناوين الصحف واخبار ومقالات مترجمة من صحافة العدو
صحيفة "يديعوت احرونوت":
ـ هجوم حديد.
ـ تستحق المال.
ـ اجازة في الغرفة الأمنية.
ـ 100 سقوط في يومين.
ـ قبة مأطومة.
ـ كلفة الاعتراض: 1.1 مليون شيكل.
ـ تصفية أحد خاطفي شليط.
ـ مفاوضات شليط: اسرائيل تقدمت بعرض محسن، حماس رفضت.
ـ الآلاف يتظاهرون أمام السفارة الاسرائيلية في مصر../ "نريد حربا".
ـ الصحفية اقترحت حلا وسطا – فأُقيلت.
ـ الاحتجاج انتهى بالدم، 59 قتيلا في مظاهرات عاصفة في كل أرجاء سوريا.
صحيفة "معاريف":
ـ مرحلة إثر مرحلة: هكذا تعمل "قبة حديدية".
ـ ضربة حديدية.
ـ مدعاة للفخر.
ـ 100 في المائة نجاح.
ـ نهاية اسبوع في الغرفة الأمنية.
ـ صفوا الحساب.
ـ في غضون بضعة أيام سيعلن فينشتاين لليبرمان قراره حول تقديمه الى المحاكمة.
ـ سوريا تغلي.
ـ احتجاج في القاهرة: متظاهرون أحرقوا أعلام اسرائيل.
صحيفة "هآرتس":
ـ حماس تطلق عشرات الصواريخ الى الجنوب.. الجيش الاسرائيلي قتل 14 فلسطينيا في قطاع غزة.
ـ ارتفاع درجة في المظاهرات في سوريا: الاسد يأمر الجيش بقمع الاحتجاج بالنار الحية.
ـ 120 صاروخ في جولة العنف الأوسع منذ "الرصاص المصبوب".
ـ في سلاح الجو راضون: 8 اعتراضات ناجحة في يومين.
ـ لاول مرة، الجيش المصري يقتل متظاهرين في ميدان التحرير.
ـ كبار في اسرائيل: الهجوم لن يمنع النووي الايراني.
ـ ملك البحرين يعترف بالعلاقات مع الموساد.
ـ جلعاد ادعى: دحلان انهار، وضعه النفسي يتدهور.
صحيفة "اسرائيل اليوم":
ـ كاسحات الغراد.
ـ اعتراض مركز.
ـ نهاية اسبوع في الغرفة الامنية.
ـ تصفية كبير حماس المرتبط باختطاف شليط.
ـ في حالة عملية برية: الجيش الاسرائيلي سيوزع كاميرات على المقاتلين.
ـ ليبرمان سيطالب باسقاط حكم حماس في غزة.
ـ ثلاثة مسؤولين اسرائيليين كبار يقولون في الكونغرس الامريكي: "الانسحاب الى خطوط 1967 – خطر على أمن الدولة".
أخبار وتقارير ومقالات
قبة مأطومة..
المصدر: "يديعوت أحرونوت – يوسي يهوشع"

" بطاريتا "قبة حديدية" المنتشرتان في عسقلان وبئر السبع سجلتا في نهاية الاسبوع ثمانية اعتراضات ناجحة للصواريخ – وأدتا الى الرضى في جهاز الامن والى التفاؤل الحذر استعدادا للصراعات الاقليمية التالية.
في الاعتراضات الاولى أطلقت المنظومة صاروخين اعتراضيين نحو صاروخ غراد واحد، ولكن بعد ذلك عندما جمع رجال منظومة الدفاع الجوي ما يكفي من الثقة، انتقلوا الى استخدام معترض واحد لقاء الصاروخ الواحد. ويوم الخميس تم اعتراض صاروخ أول، اطلق فوق عسقلان، وفي نهاية الاسبوع اعترضت ذات البطارية خمسة صواريخ اخرى. البطارية التي نصبت في بئر السبع اعترضت صاروخين اضافيين. بالتوازي لم تطلق المنظومة الصواريخ المعترضة نحو صواريخ شخصتها بانها اطلقت نحو مناطق مفتوحة. كل الصواريخ التي اعترضت كان يفترض أن تسقط داخل اراضي مبنية في عسقلان وبئر السبع، الامر الذي قد يوقع اصابات بل وربما كان سيورط اسرائيل في حملة عسكرية واسعة. نجاح المنظومة منح القيادة السياسية حرية عمل أوسع واكسبها زمنا باهظ الثمن ما كان لديها في الماضي في حالات مشابهة.
في حماس يتابعون الاداء المثير للانطباع لمنظمة قبة حديدية ويدرسونه، ولكن في حزب الله أيضا – الذي يحتفظ باكثر من خمسين الف صاروخ ويضع خطة هجومه على اساس اطلاق النار نحو الجبهة الداخلية الاسرائيلية – يحرصون على المتابعة. في الجيش الاسرائيلي يقولون بالتالي ان نجاح المنظومة له تأثير اقليمي على عموم الساحات القتالية وذلك لان في وسعه ان يحمي من صواريخ ذات مسافات بعيدة تصل الى 70كم بل وأكثر. كما أنه اذا تطلب الامر فان اسرائيل ستتزود ببطاريات عديدة اخرى، بل وبالمنظومة الدفاعية "العصا السحرية" ايضا المخصصة للصواريخ بعيدة المدى، مما سيجبر حزب الله وسوريا على تغيير بعض من خططهما. الان ينتظرون في جهاز الامن قرار القيادة السياسية لشراء مزيد من البطاريات ويدعون انه خسارة على كل دقيقة تمر دون شرائها – وذلك لانه واضح ان الجيش الاسرائيلي بحاجة الى عدد كبير من البطاريات – ليس فقط للجنوب بل وبالاساس لشمالي البلاد.
في وزارة الدفاع أعلنوا بانهم سيشترون أربع منظومات اخرى، ولكن في الجيش الاسرائيلي يدعون ان هذا لا يكفي. في كل الاحوال، فان حتى هذا الشراء لم تقره الحكومة بعد.
واذا كان انطلقت يوم الخميس، بعد الاعتراض الناجح الاول، اصوات ضبط النفس في جهاز الامن فان هذه اختفت بعد الثمانية اعتراضات الاخرى. رغم النجاح الذي سجلته المنظومة في التجارب التي اجرتها عليها شركة رفائيل التي تنتجها، فقد كان رجال الشركة وكذا رجال مركز تطوير الوسائل القتالية والبنى التكنولوجية ورجال سلاح الجو، متوترون جدا قبيل انتشارها التنفيذي الاول. "هذا نجاح مذهل يوفر الامن"، قال مصدر امني كبير، "ولكن من الواضح أن هناك حاجة لمزيد من البطاريات".
قائد سلاح الجو، اللواء عيدو نحشوتان زار ظهر أمس الموقع الذي نصبت فيه بطارية قبة حديدية في عسقلان الى جانب قائد منظومة الدفاع الجوي، العميد دورون غبيش. وقال للمقاتلين: "يسعدني أننا بدأنا بالقدم اليمنى، وانا واثق بانكم جميعكم تفهمون أهمية ما تفعلون. في نهاية المطاف ما يعترض الصواريخ ليس المنظومة، بل الناس. هذه مجرد البداية، ويجب وضع الامور في توازنها الصحيح. ولكن المقاتلين حققوا تاريخا عالميا وهذا لا يمكن أخذه منهم".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كلفة الاعتراض: 1.1 مليون شيكل..
المصدر: "يديعوت أحرونوت – أودي عتسيون"

" رغم نجاح منظومة "قبة حديدية" في نهاية الاسبوع فان كلفة تشغيلها طرحت تخوفا في أن تجعل حماس اطلاق النار حرب استنزاف اقتصادية.
الكلفة الحقيقية لكل اعتراض وان كانت سرية، الا انه حسب المعطيات العلنية التقدير هو أنها تبلغ نحو 40 ألف دولار. وبالتالي فان كلفة الاعتراضات الناجحة الثمانية في نهاية الاسبوع كانت أكثر من مليون شيكل. ومع ان هذا ثمن متدن بمعايير الصواريخ – الا انه باهظا أكثر بالمقارنة مع ثمن صواريخ القسام، التي تقدر ببضع مئات الدولارات، او ثمن صواريخ غراد التي تقدر ببضع الاف الدولارات. التخوف بالتالي هو أن تواظب حماس على اطلاق بضع عشرات الصواريخ في اليوم فتثقل على ميزانية الدفاع الاسرائيلية.
بالمقابل – ولا سيما بالنسبة للتوفير في أعقاب منع ضرر الاصابات – فان نجاح المنظومة يمكنه أن يؤدي الى التوصية بشراء المنظومة من جانب بعض الدول التي تتعرض لتهديد الصواريخ، مما يمكنه أن يزيد حجم انتاج الصواريخ والمنظومات المرافقة فيخفض ثمنها. وحسب منشورات أجنبية، قبل سنتين وقع عقد أول لتصدير المنظومة – الى سنغافورة".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"ويكيليكس": ملك البحرين يعترف بالعلاقات مع الموساد..
المصدر: "هآرتس – يوسي ميلمان"

" في 15 شباط/ فبراير 2005 التقى السفير الامريكي في البحرين، وليم مونرو، مع حاكم الدولة الصغيرة في الخليج، الملك حمد بن عيسى آل خليفة. وهذا هو ذات الملك الذي يترنح كرسيه في الاشهر الاخيرة بسبب المظاهرات العاصفة التي تقوم بها المعارضة.
"كان هذا لقاءا مريحا في القصر"، كتب السفير في برقية بعث بها الى مسؤوليه في اليوم التالي، "جلسنا قرب الاخ – كان يوما باردا وماطرا على نحو استثنائي".
حديث الرجلين، الذي استمر نحو ساعة ونصف، انتقل في مرحلة معينة الى علاقات اسرائيل والسلطة الفلسطينية. وأعرب الملك عن رضاه من التطورات في المسيرة السلمية في الشرق الاوسط.
وكشف الملك النقاب عن أنه أمر وزير اعلامه، محمد عبدالجعفر، الكف عن التعاطي مع اسرائيل في البيانات الرسمية للمملكة كـ "عدو" او "كيان صهيوني".
وسأل السفير الملك اذا كان يوافق على اقامة علاقات تجارية مع اسرائيل، فرد الاخير بانه "من السابق لاوانه" ذلك وان الفكرة يجب أن تنتظر حتى تقام دولة فلسطينية.
ومع ذلك فقد تباهى الملك امام السفير بان للبحرين توجد "اتصالات مع اسرائيل على مستوى الاستخبارات والامن". بل ان السفير سجل في برقيته بين هلالين: "الموساد".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عندما ينجح الدفاع
المصدر: "هآرتس"

" عن التصعيد في الاونة الاوخيرة على جبهة غزة مسؤولة اساسا منظمات فلسطينية، بما فيها حماس، التي قيادتها العسكرية في الموقع لا تطيع ارادة القيادة السياسية في غزة وفي دمشق، وفصائل أصغر، مثل الجهاد الاسلامي.
وهم يحاولون ضرب الجيش الاسرائيلي، وعندما يتعاظم الاحباط من عدم توفر اهداف عسكرية، فانهم يستهدفون عن عمد اهدافا مدنية، من البلدات وحتى باصات التلاميذ. هذه جريمة حرب. في ضوء الهجمة الفلسطينية فان اسرائيل ملزمة بان تحسب أفعالها باعصاب باردة. لا ينبغي السماح بالاستهداف الحر للمدنيين بشكل عام وللاطفال بشكل خاص. كما لا ينبغي التسليم بتشويش الحياة في منطقة آخذة في الاتساع في اسرائيل حسب مدى السلاح الذي في غزة. ولكن على اسرائيل أن تتخذ وسائل محسوبة والتطلع الى اعادة الهدوء النسبي الى نصابه.
منذ يوم الخميس بدأ فصل جديد في تاريخ التصدي بين المهاجم والمدافع عن نفسه في حروب الحدود في العالم، وليس فقط تلك التي بين اسرائيل والعرب، الفلسطينيين واللبنانيين على حد سواء. نجاح مقاتلي الدفاع الجوي في اعتراض صواريخ غراد يقلل من الشعور بانعدام الوسيلة لدى المواطنين والجنود منذ نهاية الستينيات، عندما تحولت الكاتيوشا بالتدريج الى الوسائل المفضلة لدى م.ت.ف – بداية من الضفة الشرقية للاردن نحو الاغوار وبيسان وبعد ذلك من لبنان نحو الجليل – ولاحقا حزب الله، وبعدها حماس وشركائها من غزة نحو النقب وشماله، نحو مركز البلاد. دون قدرة على الدفاع عن النفس في وجه السلاح الصاروخي، انطلقت اسرائيل في غير صالحها الى حملات برية اشكالية، في لبنان وفي غزة. جهاز الامن والحكومة استخفا بالاقتراحات لتطوير معترضات للصواريخ. وفقط الصدمة من وابل صواريخ حزب الله في 2006 ايقظها نحو العمل، الذي نتيجته سجلت الان، بعد أربع سنوات ونصف.
"قبة حديدية" ليست حلا سحريا. تشغيلها باهظ جدا ولا يزال لا يتوفر بعد ما يكفي من المنظومات، ولكن كل غراد لا يضرب عسقلان او بئر السبع يقلص الخطر الذي يدفع حكومة نتنياهو، حتى باعتبارات مشكوك فيها لعملية برية على نمط "رصاص مصبوب". اسرائيل محقة في رغبتها في الدفاع عن مواطنيها والردع ضد المزيد من الهجمات. قدر الامكان، من الافضل لها أن تفعل ذلك بوسائل دفاعية".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تستحق المال: من يتراجع أولا
المصدر: "يديعوت أحرونوت ـ اليكس فيشمان"

" الان السؤال هو من يتراجع أولا. اذا حافظت حماس على الهدوء، وأخرجت المواطنين الاسرائيليين من معادلة النار و "اكتفت" بالعمليات حول الجدار – فان الجيش الاسرائيلي أيضا سيوقف اطلاق النار، وجولة المواجهة الحالية تنتهي.
في هذه الاثناء، صحيح حتى اليوم  الثالث من تبادل الضربات، يوجد الطرفان في ورطة. مكانة حماس تضررت، وتشديد الضغط العسكري على غزة جبى 20 ضحية في الجانب الفلسطيني، معظمهم مسلحون بل وبينهم أيضا ضباط كبار، بما في ذلك قائد كتيبة لحماس في القاطع الجنوبي. وبالاجمال فقدت حماس وباقي المنظمات في الشهر الاخير 35 نشيطا. معنى الامر جنازات جماعية يومية في القطاع. في مثل هذا الوضع، حين تكون مكانة حماس العسكرية تحت الاختبار، لا يمكنها أن توقف النار وتعلن عن التراجع، وعليه فمن المعقول جدا الافتراض بان النار ستستمر في الايام القريبة القادمة.
نحن أيضا في ورطة: اسرائيل لا يمكنها أن تبقى غير مبالية أمام التهديد على 700 الف من سكان الجنوب. من جهة اخرى، تريد أن تحقق الهدوء من ناحية القطاع دون أن تضطر الى تصعيد النشاط العسكري والوصول الى مستوى نشاط يقترب من حجم ونوع "رصاص مصبوب" بكل الاثار الاقليمية والدولية التي من شأنها أن تكون لنشاط كهذا في فترة على هذا القدر الكبير من الحساسية. المنطق السياسي الاسرائيلي يقول انه اذا اضطررنا مع ذلك الى تصعيد النشاط – فهذا لن يحصل الا على خلفية خطوة متطرفة من العدو، وليس كنتيجة لخطوة اسرائيلية مغلوطة او موضع خلاف.
في هذا الوسط، الذي بين حاجة حماس للحفاظ على مكانتها وبين حاجة اسرائيل للسير على البيض، نحن نوجد اليوم. كما أن هذا هو المكان لان نقول انه حتى الان التداول والتفاهم بين قرارات القيادة السياسية واداء الجيش جديرين بالثناء، ولا سيما بالقياس الى الايام العكرة من الماضي غير السحيق.
من أجل النجاح في السير على البيض ومع ذلك الضرب بشكل ناجع مطلوب نشاط يستدعي مستوى اعلامي ومهني عال جدا للجيش والمخابرات. هذا ليس أمرا مسلما به. يمكن ببساطة التزحلق، والدخول بقدم فظة والحاق خسائر فادحة في أوساط المدنيين وفقدان السيطرة.
حتى مساء يوم امس هاجم الجيش الاسرائيلي نحو خمسين هدفا فقط. ليس فقط من الجو بل ومن البحر أيضا، الى جانب نار الدبابات والصواريخ. لغرض المقارنة: في يوم قتالي واحد في حملة "رصاص مصبوب" هوجم 150 – 200 هدف. فضلا عن ذلك، تمتنع اسرائيل في هذه الاثناء عن الهجوم على اهداف للبنية التحتية وتهاجم اساسا انفاق، خلايا اطلاق الصواريخ، نشطاء، مواقع رقابة ومواقع اطلاق الصواريخ، التي بعضها محفورة داخل الارض على النمط اللبناني. اهداف البنى التحتية الثقيلة محفوظة على ما يبدو للمرحلة التالية، اذا ما وصلنا اليها بالفعل.
في هذه الاثناء لا تتم ايضا احباطات مركزة لنشطاء كبار، باستثناء حالة حدودية واحدة. قيادة المنطقة الجنوبية توجد، في افضل الاحوال، في المرحلة الثانية من سلم يتدرج الى عشر درجات، الاعلى فيها هي احتلال القطاع.
محمد ضيف واحمد الجعبري، اللذان يقودان اليوم الذراع العسكري لحماس، يقرآن جيدا النشاط العسكري للجيش الاسرائيلي ويعرفان كيف يترجماه الى نوايا اسرائيلية. وعليه ففي اسرائيل يتابعون لرؤية حتى أين، في سلمها، سترتفع حماس.
في هذه الاثناء حماس هي الاخرى لا تخرج عن المقاييس المعروفة للنار الصاروخية. في الايام الثلاثة الاخيرة سقط داخل الاراضي الاسرائيلية ما مجموعه نحو 130 صاروخ. عدد الغراد التي اطلقت لم يتجاوز العشرين، مع أن حماس يمكنها أن تطلق صليات من 30 – 40 غراد في اليوم. كما اطلق اكثر من 50 قسام آخر، وكل الباقي هي قذائف هاون. أقل من 10 صواريخ وقذائف هاون سقطت داخل البلدات، وبالاساس على خط الحدود، وذلك لان في الجولة الحالية دخلت المعادلة منظومة سلاح محطمة للتوازن، مع آثار استراتيجية ونفسية لا يمكن بعد تقدير قوتها.
"قبة حديدية"، التي لا تزال منظومة فجة، نجحت في الاعتراض المؤكد لسبع صواريخ اوشكت على السقوط بين السكان المدنيين والحاق اضرار وخسائر لا يتخيلها أحد. انتقاد الثمن لكل صاروخ اعتراضي كهذا يبدو اليوم مدحوضا. يكفي لنا ان نرى السلوك المنضبط للسكان الذين يتواجدون في المناطق التي تتعرض للهجمات – بالقياس الى جولات العنف السابقة – كي نفهم مساهمة "قبة حديدية" في الاحساس بالامن لدى المواطنين. دولة اسرائيل تعمل كـ "صورة مرآة" لحماس: حماس تصعد النار – والجيش الاسرائيلي يصعد الضغط. حماس تتوقف – الجيش الاسرائيلي يتوقف. المنطق الاسرائيلي يتحدث اليوم عن المثابرة: محظور الانكسار أولا.
في هذه الاثناء نقلت حماس السياسية لاسرائيل بواسطة المصريين، الامم المتحدة ودول اوروبية رسائل تطلب وقف القتال. هذا ليس جديا، يقولون في اسرائيل. محمد ضيف، رئيس الاركان الاعلى لحماس، لا يحصي رئيس الوزراء اسماعيل هنية. وعندما كان هو، محمد ضيف، قائد الذراع العسكري الى جانب الشيخ احمد ياسين، كان هنية يقدم لهما الشاي. ليس لهنية أي صلاحية في الذراع العسكري لحماس، وهذه وحدها هي التي تقرر اذا كانت ستوقف النار".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مدعاة للفخار
المصدر: "معاريف – بن كاسبيت"

" بنحاس بوخارس، مدير عام وزارة الدفاع سابقا، اطلق امس غير قليل من الرسائل القصيرة لعدد غير قليل من الاشخاص. "لا تهنوا"، طلب بوخارس، "الان، بعد أن اثبتت "قبة حديدية" نفسها، يجب الضغط على الحكومة للتزود بما لا يقل عن عشرين – ثلاثين بطارية كهذه".
بوخارس، الذي كان الرجل الذي قاد هذا المشروع المذهل وآمن به منذ مرحلته النظرية، قال أمس ان "ثلاثين بطارية قبة حديدية ستكون أرخص بكثير من رصاص مصبوب 2 او 3 او 4. هذا  يساعدنا على الامتناع عن الترهات، عن الغولدستونيين، وهذا سينقذ شعب اسرائيل".
رغم الكليشيهات وبين صليات القسام يمكن الشعور بالفخار. نعم، نعم، فخار اسرائيل. لا توجد أي دولة اخرى في العالم لديها مثل هذه المنظومة. أداؤها مذهل بكل مقياس كان. احد ما، في ظلمة الليل، يطلق صاروخا بدائيا، بحجم 20سم، مع مسار متحرك، فتلتقطه هذه المنظومة، تطلق نحوه صاروخا صغيرا وذكيا يعرف كيف يسقط عليه وينفجر عليه، او الى جانبه، بشكل يحطمه في الجو. يوم الجمعة اعترضت المنظومة وابلا من صواريخ غراد في طريقها الى عسقلان، عرفت كيف تشخص من منها سيسقط في حقل بور فتتركه لحاله، وتفجر الاخرى التي كانت في طريقها الى المدينة. اذا لم يكن هذا مدعاة للفخار فلا فخار في العالم. هذا تطوير اسرائيلي، رأس اسرائيلي، تنفيذ اسرائيلي (وغير قليل من المال الامريكي ايضا). هذا لنا.
قائمة أصحاب الحظوة طويلة. الاول، الاهم منهم جميعا عمير بيرتس. نعم، هو اياه ذو الشارب. هو الذي اتخذ القرار كوزير للدفاع وحرك العملية. بعده، بوخارس، الذي صمد امام كل الضغوط واتخذ القرارات الصحيحة. وبالطبع، مهندسو وعاملو "رفائيل" (سلطة تطوير الوسائل القتالية)، وكل باقي الصناعات التي شاركت في هذا المشروع. وايهود باراك، الذي كوزير للدفاع مول المشروع عندما انتقل الى الانتاج الحقيقي وسار معه حتى النهاية.
نعم، صحيح أن قبة حديدية ليست حلا حقيقيا، وان مشكلة حماس في غزة جذرية واستراتيجية ولن تحل بمواصلة الدفاع عن النفس بالقبب على انواعها. ولكن من جهة اخرى يمكن لهذه المنظومة أن تخلق مساحة القرارات اللازمة لكل حكومة، وربما ايضا تغير ميزان القوى والتهديدات في جنوب البلاد بل وفي كل البلاد، على نحو ذي مغزى. أكثر من أي شيء آخر، هذه المنظومة يمكنها أن تنقذ الحياة. ويحتمل أن تكون أنقذت منذ الان. إذن مرة اخرى، وفي ظل الجلبة وبين العواصف والفضائح، ينبغي أن نرفع الرأس للحظة واحدة، لننظر الى هذا الانجاز العظيم وان نتباهى به. هو لنا".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تصعيد آخر: سنستمر في القتال عن البلاد
المصدر: "اسرائيل اليوم ـ حاييم شاين"

" يكثر في المدة الاخيرة من يهددوننا بما ينتظر اسرائيل قُبيل ايلول، موعد عقد الجمعية العامة للامم المتحدة حيث يفترض ان يطلب الفلسطينيون أن تعترف الامم المتحدة بدولة فلسطينية من جانب واحد. يطلبون في حلقات اليسار إثر ذلك التعجل بالخطة السياسية التي تشمل انسحابا اسرائيليا الى خطوط 1967 لمنع مواجهة سياسية مع العالم. غير أننا منذ يوم الخميس الاخير نتلقى أكثر الردود بساطة وإيلاما على سؤال لماذا لا يمكن الاستمرار في سياسة الانسحابات – بدأ هذا بالصاروخ المضاد للدبابات الذي أصاب حافلة الطلاب، واستمر بعد ذلك مع مطر القذائف الصاروخية على بلدات الجنوب والتصعيد في معارك الجيش الاسرائيلي في غزة. ونُذكر أنفسنا بأننا قبل سنين قليلة فقط خرجنا من غزة بعد ان اقتلعنا آلاف اليهود من بيوتهم. اذا كان هذا هو البديل عن الانسحاب من غزة فانه يسهل أن نُخمن أي رشقات صواريخ سنتلقى اذا انسحبنا من يهودا والسامرة ايضا.
يستعمل اليسار الاسرائيلي تعبيرين حينما يحاول اقناعنا باتفاق مع السلطة الفلسطينية في الحال. فهم يتحدثون من جهة عن مظالم "الاحتلال" ويسألون من جهة ثانية "هل نحمل السيف الى الأبد؟". وبهذا يحاولون أن يُذيعوا فينا شعورا باليأس من الوضع.
لكن في كل ما يتعلق بـ "الاحتلال" من المهم أن نُذكر بأنه لا يوجد انسان يمكن أن يكون محتلا في وطنه. يؤسفني أننا ابتعدنا عن مصطلحات أساسية في تاريخ الصهيونية مثل الوطن والكرامة الوطنية والعزة اليهودية. لكننا اذا كنا محتلين في القدس ونابلس وبيت إيل فاننا بحسب ذلك المنطق نفسه محتلون في دولة تل ابيب الكبرى ايضا.
لم يتخلَ العرب حولنا قط في الحقيقة عن مطلبهم العودة الى رمات أفيف (الشيخ مؤنس). إن تجار الأوهام وحدهم يُروجون استعداد الفلسطينيين للاعتراف بكيان يهودي في دولة اسرائيل لا في حدود 1948 ايضا.
وفيما يتعلق باستعمالنا سيفنا فان شعب اسرائيل منذ فجر ظهوره على منصة التاريخ لم يطلب ان يعيش على سيفه. فالشعب اليهودي يبحث عن السلام وكان دائما مستعدا لدفع ثمن عن السلام واليوم ايضا حتى لفترات قصيرة.
لكن في الحقيقة ان من حولنا يستلون سيوفهم علينا. كانت تلك ذات مرة سكاكين وبعدها شحنات ناسفة ومخربين منتحرين واليوم صواريخ. واذا كنا نضطر اليوم مرغمين على حمل السيف ردا على ذلك فلا يجوز لنا أن نتركه حتى اللحظة التي ينشأ فيها سلام حقيقي. من حظنا الكبير أننا نملك اليوم سيفا، أما في تلك الاماكن التي لم يكن لنا فيها سيف فقد تم القضاء علينا.
من المهم أن نوضح للعالم ولأنفسنا ايضا أننا عدنا الى وطننا كي نعيش فيه وكي نعيش الى أبد الآبدين. ليس لنا مكان نمضي اليه من هنا.
إن الكلام الاسرائيلي الذي لا ينتهي على مبادرات سلام قد أصبح اسما شيفريا للتنازلات وللتعبير عن مخاوف وجودية لا حاجة اليها تماما. إن التنازلات والمخاوف الوجودية تُبعد السلام فقط وتقنع جيراننا بالعناد.
لماذا يجب عليهم ان يُحدثونا في السلام اذا كان متحدثون اسرائيليون يقنعون العالم الغربي بأننا محتلون؟ واذا كنا على العموم دولة سيئة جدا فلماذا يكون أكثر الفلسطينيين الذين انضموا الينا بعد حرب الايام الستة غير مستعدين، مقابل كل ثمن، للانتقال الى حكم السلطة الفلسطينية؟!.
يجب قُبيل ايلول وإزاء الحوادث في الجنوب أن نُقوي أنفسنا ونتحد، ويجب علينا أن نعاود الحديث عن حقوقنا في هذه البلاد، وعن تثبيت حياتنا هنا وعن استعدادنا للاستمرار في الدفاع عن أنفسنا ما ظلت حاجة الى ذلك. فهكذا فقط سيكون هناك احتمال حقيقي للتحادث والسلام".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يكفينا دعاية اعلامية
المصدر: "هآرتس ـ جدعون ليفي"

" ما المشترك بين اسرائيل وسوريا؟ ليس كثيرا، لكنه يوجد فيهما وزيرا اعلام. لا يوجد مخلوق كهذا في الغرب. ولا يوجد شيء كهذا في الديمقراطيات سوى في اسرائيل. فعندنا يوجد فلافل ووزير الاعلام (والجاليات)؛ ورئيس الدولة ورئيس الحكومة ووزراء واعضاء كنيست يطيرون في العالم من اجل "بعثات دعاية اعلامية" عقيمة؛ ويشغل دبلوماسيون اسرائيليون أنفسهم بذلك من الصباح الى المساء. لكن كم مرة رأيتم سفيرا اجنبيا يدعو في اسرائيل دعائيا لعدالة بلاده؟ ومن يصغي له بالضبط؟ وكم مرة زارنا هنا سفراء ضيوف من اجل بعثات دعائية اعلامية؟ وما الذي صدر عنها بالضبط؟ أما نحن فنرى ان ريتشارد غولدستون قد غيّر اتجاهه وأننا "سنستعمل هذا" بواسطة سفارات اسرائيل؛ والفلسطينيون يطلقون صواريخ القسام على الجنوب – وسنستعمل ذلك للدعاية. وإن عجبتم فاعجبوا من ان صورة اسرائيل لم تكن قط في حضيض كهذا.
ليس العالم المتنور محتاجا الى الدعاية التي يسمونها عندنا اعلاما. فهناك يدركون ان السياسة هي الدعاية الأفضل والاسوأ. تُصاغ صورة دولة بوسائل الاعلام التي تنقل تقارير صحفية وصورا ومعلومات لا دعاية لا يوجد مشترون لها في العالم الحديث. إن اعتقاد انه لو كانت عندنا دعاية فقط ولو تم منحنا دعائيين ذوي أهلية ودعائيين لوذعيين وخبراء علاقات عامة ألمعيين لرأينا كيف سيتغير وضعنا وكيف سيقف العالم ويهتف لنا، هو فكرة معوجة ساذجة. حرام على الوقت وعلى المال. في اليوم الذي تغير اسرائيل فيه سياستها لن تحتاج الى دعاية، وحتى ذلك الحين فلا فائدة منها.
كان السفير الراحل يوحنان مروز هو الذي أبدع تعبير "هسبرابِل". هناك امور كما قال السفير الخبير ليست "هسبرابِل". مثل سياسة اسرائيل الحالية. إن العالم يرى في الايام الاخيرة صواريخ قسام تسقط على اسرائيل وربما يندد بالفلسطينيين. بعد ذلك يرى الرد الاسرائيلي الشديد، برغم القتلى الكثيرين الذين أُحصوا في غزة ويغضب ويخرج الى غزة. ولن تغير أي دعاية هذا. إن العالم يعلم ان الحديث عن معركة بين جالوت الاسرائيلي وداود الفلسطيني وقلبه مع الضعيف. سمع العالم بنيامين نتنياهو يتحدث عن دولتين فامتلأ أملا. وعندما مرت سنتان من الجمود التام والكلام الأجوف والتضليل الشديد واشتراط شروط غير معقولة من قبل اسرائيل وبناء مستوطنات اخرى، ندد باسرائيل. ولن تغير أي دعاية هذا. ولن تستطيع أي دعاية أن تقهر الحقيقة الغالبة وهي ان اسرائيل دولة محتلة منذ أكثر من اربعين سنة، ولن تقنع أي دعاية أحدا من الشمال بعدالتنا ما ظل يعيش ملايين الفلسطينيين بلا أي حقوق. بل إن الانتصارات الاسرائيلية المدهشة في التنس وكرة السلة وعارضات الأزياء الكبريات الاسرائيليات لن تغير ذلك. سيدور شمعون بيرس ألف مرة حول الكرة الارضية في رحلاته ولن يتغير شيء، وربما يتأثر ساسة وصحفيون بجدّه وسحره لكنهم لن يُغيروا رأيهم في اسرائيل من اجله. إن "سيد الدعاية الاعلامية" بنيامين نتنياهو ذا الانجليزية – الامريكية المصقولة، هو اليوم أكثر الساسة الذين يُندد بهم والمعيبين في العالم – فأي "سيد" وأي "دعاية اعلامية". لو أنه غيّر الاتجاه فقط لما كان محتاجا الى حيله التلفازية. في مقابلته محمود عباس، وهو شخصية رمادية مع انجليزية مكسرة، يؤيده العالم أكثر بل إن سلفه ياسر عرفات كان أيقونة.
هكذا الحال في ارض تغرقها الأذهان. نحن نؤمن بالدعاية الاعلامية لأنها تنجح عندنا. مع وسائل اعلام تُجند نفسها بأكثرها فان لها في اسرائيل نتائج محققة. إن حملات الفلسطينيين من اجل التصوير بصورة الشيطان وسلب الانسانية زرعت هنا الخوف والكراهية بقدر لا يقل عما زرعه الارهاب الفلسطيني. إن تأجيج الغرائز القومانية والوطنية المزيفة زرع هنا ريحا سيئة وحصد عاصفة. بيد أن وسائل الاعلام في العالم لا تنوي ألبتة أن تُجند نفسها لأي حملة دعائية، فهناك يعلمون الحقائق الأساسية وهي ان الاحتلال غير قانوني وغير اخلاقي وغير عادل وانه يُحدث مقاومة عنيفة ستنتهي الى أن يتم قبولها بتفهم وربما بمناصرة ايضا، ولهذا نقول "يكفينا دعاية اعلامية وأتونا بسياسة أكثر عدلا".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بين السيء والاسوأ
المصدر: "يديعوت أحرونوت ـ ايتان هابر"

" هتافات الفرح بنجاح منظومة "قبة حديدية" في اعتراض صواريخ حماس التي اطلقت من غزة كان يمكن سماعها في نهاية الاسبوع في كل زاوية في البلاد. فقد كان لليهود مساحة ونجاة، ومثلما هو دوما انتفخ الصدر بهواء حار: لا يوجد مثلنا!
كانت هذه ايضا لحظة لاحصاء (مرة اخرى) عدد الحاصلين والحاصلات من اليهود على جائزة نوبل، والربت على كتف أنفسنا، والهزء من رجال الارهاب – الذين يطلقون، يطلقون، يطلقون دون ان يصيبوا.
صحيح أنه يتفطر القلب عند التفكير بالفتى الذي اصيب بجراح ميؤوس منها جراء اصابة صاروخ مضاد للدبابات لباص التلاميذ، ولكن اذا أخذنا بالحسبان عشرات عديدة من قذائف الهاون والمقذوفات الصاروخية التي اطلقت علينا في نهاية الاسبوع الاخيرة، فان هذا عزاء جميل مزعوم. فقد كان يمكن للامر أن يكون اسوأ بكثير – وان كان ابناء عائلة الفتى يعتقدون، وعن حق، بان الاسوأ قد تحقق بالفعل.
ينبغي لنا أن نكون مبنيين من الحديد كي نختبر مطر الصواريخ الذي نزل علينا أمس وأول أمس دون أن نرغب في الرد بالشكل الاشد: الابادة، السحق، التدمير، الهدم، اطلاق النار من كل المدافع وتصفية رجال الارهاب. اذا قتل نساء؟ اطفال؟ فماذا في ذلك؟ فهل عندما يطلقون النار علينا يميزون بمن سيصيبون؟ هل طيارو سلاح الجو يختبئون في بقالة برتشيك في أزقة عسقلان؟
بنيامين نتنياهو وايهود باراك على حد سواء، مهما كانا منغلقي الحس، لا يمكنهما أن يبقيا غير اباليين في ضوء ما يجري. وهما ينصتان الى اصوات الثأر الصادرة عن الشارع، وهما ـ مفاجأة، مفاجأة – يريدان ايضا أن ينتخبا من جديد لمنصبيهما.  وهما يعرفان بان سكان من مئات الاف الاسرائيليين، يتعرضون هذه الايام للنار سيتذكرونهما وسيتذكرون صمتهما عند وصولهم  الى صناديق الاقتراع في يوم الانتخابات.
ولكن نتنياهو وباراك، كسياسيين، يعرفان جيدا بان عملية واسعة في الايام القريبة القادمة ستجدي فقط لزمن قصير. فسرعان ما ستملأ مرة اخرى الجموع صفوف الموتى في غزة، ومرة اخرى ستعود القذائف والصواريخ للصفير في ساحات سديروت وعسقلان، اسدود وبئر السبع، القرى الزراعية والكيبوتسات.
وعليه، ومثلما بدا هذا في منتهى السبت، لم يتبقَ لاسرائيل امكانيات كثيرة: إما التجلد، الشد على الشفتين، الهجوم قليلا وقلب العوالم في المجال السياسي والاعلامي – او الخروج الى عملية كبيرة، ولكن كبيرة حقا، كتلك التي تسقط تماما حكم حماس وتعيد الجيش الاسرائيلي الى الحكم العسكري للقطاع.
هذا ما حصل في حرب الايام الستة، وهذا ما وقع في غزة، الى ان خرجنا منها، شكرا للرب، في فك الارتباط.
امكانية اخرى تبدو في هذه اللحظة بعيدة عن التحقق: السلطة الفلسطينية، مع أو بدون الجيش الاسرائيلي، تسيطر على غزة وتسحق حماس. من جهتنا، يمكن القول، هذا ينبغي أن يكون تقريبا الشرط لمواصلة محادثات السلام – وبالتأكيد لانهائها.
على الامكانيتين الحقيقتين آنفتي الذكر يمكن أن ينطبق القول الشعبي: هذا شيء وذاك أسوأ، والاختيار بين هذين الشرين ليس بالضبط حلم اجيالنا.
عمليا، نتنياهو وباراك، مثل كل الحكومة، يقفان (عمليا يجلسان) في هذه اللحظة امام امكانيات مختلفة، كل واحدة اسوأ من الاخرى. وهما يعرفان بان الشارع يطالب بصراخ  بالانتقام، وهما يعرفان انه لن يكون في ذلك الكثير من الجدوى للمدى البعيد – والان لم يتبقَ لنا غير أن ننتظر بصبر القرارات. هذه مهمتهما، وهذه ايضا فرصة كل واحد وواحدة منا لان نقول: مبارك انك يا ربي لم تجعلني رئيس وزراء أو وزير دفاع.
واستنتاج فوري آخر من المجريات الاخيرة: بارك الله في مناحيم بيغن واسحق رابين وجعل مثواهما الجنة، وشمعون بيرس أطال الله بعمره، الذين جلبوا لنا السلام مع مصر والاردن وحاولوا عقد سلام مع الفلسطينيين. ماذا كنا سنفعل وكيف كنا سنتصرف لو أنه بالتوازي مع النار من غزة كنا نقف امام جيوش مصر والاردن، وفي هذه المناسبة غير الاحتفالية امام سوريا وحزب الله اللذان كانا سينضمان من الشمال؟
الله يحفظنا، وهو في الزمن الاخير يتراخى قليلا في اداء مهامه".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  
رعب أيلول
المصدر: "هآرتس ـ تسفي برئيل"

" انتظار الترقب يرهق الأعصاب. في كل يوم تُنزع ورقة اخرى من الرزنامة، وتبدأ اجهزة رصد الزلازل السياسية الهياج. بخلاف تسونامي اليابان أصبح التنبؤ معروفا هنا. "يتوقع تسونامي سياسي"، أعلن وزير الدفاع. لكنه متنبيء فقط لا مخطط ومثل كل متنبيء يُقدم تقريرا فقط وليست له سيطرة على الأحداث. فليس هو الذي حدد متى يأتي ايلول الذي يظهر منذ أجيال دائما بعد آب وقبل تشرين الاول. ولا يعتزل في مكتبه ليخطط للخطوط الدفاعية السياسية. أخطة سياسية؟ أستراتيجية؟ أمبادرة؟ ليس عنده. من المؤكد أنه سيصرخ بعد خمسة اشهر بصوت أبح: "قلت لكم" وسيكون على حق، فقد قال.
ليس باراك هو المحذر الوحيد في هذه الحكومة، فالثرثار الذي يرأسها ومن يسمى كذلك وزير الخارجية يلوحان بقبضات تهديد ويُحذران من أن "اسرائيل ستخطو خطوات من جانب واحد اذا أعلن الفلسطينيون عن دولتهم". لكن أشك في ان يؤثر هذا في أحد. ففي حين يطلق هؤلاء السخافات يتقدم في الامم المتحدة الاعداد بكامل القوة، ويوجد الآن من يُقدر أن 130 دولة على الأقل أو ربما 150 ستعترف بالدولة الفلسطينية، بل إن موقف واشنطن ليس متنبأ به سلفا. فالدولة التي استعملت حق النقض لقرار التنديد بالمستوطنات بيّنت أن قرار النقض هذا هو الاخير في هذا الشأن، لكن من يُدريك. هل ستكون اللبنة الاخيرة في سور المقاومة الذي ينتقض أم تنضم الى المؤيدين؟ فليست لاوباما ايضا خطة عمل بديلة وقد تعلم انه ليس للوعود الاسرائيلية موعد وفاء بها.
بدل انتظار معجزة، أي مبادرة اسرائيلية أو امريكية جديدة، يجب تبني فرض العمل الذي يقول انه سيتم الاعتراف بالدولة الفلسطينية في ايلول، وأنه في الحال بعد ذلك ستمتليء رام الله بمفوضيات رسمية لأكثر دول العالم. لكن هذا سيكون الجزء الرمزي فقط من الاعتراف. انه شيء من المحاسبة التاريخية لمن عرّف الامم المتحدة بأنها "جوفاء" ورأى قراراتها حروفا ميتة. فماذا ستفعل اسرائيل؟ هل تقطع علاقتها مع الدول التي ترسل سفراء الى فلسطيني؟ ألن تسمح بدخولهم عن طريق مطار بن غوريون؟.
وما يتلو ذلك هو ان دولة فلسطين باعتبارها عضوا كاملا في الامم المتحدة، ستكون ذات منزلة قانونية ودولية جديدة لا تسمح لها فقط بالادعاء على اسرائيل في المحكمة الجنائية الدولية أو تنشيء مطارا بلا موافقة اسرائيلية – بل تُمكّنها ايضا من طلب عملية دولية لمجابهة الاحتلال الاسرائيلي. ليست هذه مجرد قرارات على الورق بل عقوبات حقيقية، بل قد تدعو قوات من الامم المتحدة تحافظ على أمن مواطني فلسطين. بل إن الفلسطينيين لن يضطروا الى إحداث انتفاضة اخرى "بيضاء" أو عنيفة. إن الغضب الدولي على اسرائيل كبير جدا، بحيث يمكن ان نتنبأ بأن تدويل الصراع سيقوم بالعمل من اجل الفلسطينيين.
لكن يوجد امكان آخر ايضا وهو ان تنضم اسرائيل هذه المرة الى الجماعة الدولية وتعترف بالدولة الفلسطينية وأن تكف عن رؤيتها عدوا وخطرا وجوديا بل أن تشارك في اجتماع الدول المانحة الذي سينظمه الفلسطينيون بيقين بعد الاعتراف بدولتهم. ليس يجب ان يكون ايلول حلبة مصارعين يبقى واحد منهم فقط حيا في النهاية.
يمكن ان يصبح رعب ايلول أداة ضغط عظيمة اذا أعلنت اسرائيل الآن بأنها ستقوم بالتفاوض المطلوب منها من اجل مغادرة المناطق مع دولة تتمتع باعتراف دولي لا مع سلطة فلسطينية. سيتغير ترتيب النشاط لا بما يسوء اسرائيل خاصة. ليس التفاوض هو الذي سيلد دولة فلسطينية بل العكس. إن الشرط الحديدي الذي أفشل حتى الآن كل تفاوض والذي يقول ان الاعتراف الاسرائيلي بدولة فلسطينية سيكون نهاية المسار سيصبح نقطة البدء. فمن هنا ستضطر الدولة الفلسطينية الى المصالحة ايضا فهي لن تستطيع ان تهدد بقلب الطاولة. فالدولة المعترف بها لا يمكن النزول عنها ويمكن ان يتم رسم الحدود النهائي بعد انشائها ايضا.
ستكون هذه فرصة لبناء محور جديد يشمل مصر والاردن وفلسطين واسرائيل ويصب مضمونا حقيقيا في المبادرة العربية. يستطيع من يخشى من الشرعية الدولية التي ستحظى بها انتفاضة فلسطينية في نطاق دولة أن يطمئن فهذه الشرعية أصبحت موجودة الآن. فليأتِ ايلول اذا".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
القبة الحديدية – الانجاز وثمنه
المصدر: "هآرتس ـ مئير إلران"

" ستُعد عمليات التثبيط الناجحة لقذائف "غراد" الصاروخية التي أُطلقت من قطاع غزة في الايام الاخيرة مرحلة تأسيسية ايضا لنظام "القبة الحديدية" وتطور التفكير العسكري في اسرائيل ايضا. فهذه أول مرة ينجح فيها نظام الدفاع الجوي الاسرائيلي في مواجهة تحدي السلاح المائل المسار. لم يأت تحقيق مبدأ الدفاع الفعال الى الجيش الاسرائيلي بسهولة، فقد تم جدل قوي لسنين طويلة في جهاز الامن في مجرد الاحتياج الى هذا النظام. تحفظ كبار مسؤولي الجيش الاسرائيلي وسلاح الجو من ذلك إذ رأوه شذوذا غير ملائم عن التأكيد الهجومي الواضح. إن حرب لبنان الثانية وتعبيراتها المعوجة هي التي قادت وزير الدفاع آنذاك عمير بيرتس الى الامر لتطوير حلول تكنولوجية تعطي ردا على التهديد المائل المسار القصير. وأسهم وزير الدفاع اهود باراك في ذلك بعد ذلك بـ "تصور الطبقات" للدفاع الفعال (للمدى البعيد – "حيتس"، وللمدى المتوسط – "الصولجان السحري". وللمدى القصير – "القبة الحديدية").
إن انجاز النظام الجديد مهم. فهو أولا يُعبر عن قدرات تقنية اسرائيلية من الطراز الاول. لقد برهن سلاح الجو مرة اخرى على قدراته التنظيمية باستيعاب النظام وجعله عملياتيا. إن التأليف المبرهن عليه بين المطورين والمنفذين كنز ثمين سيكون له تأثير فيما يلي ايضا وسيشجع بيع دول اجنبية هذا النظام. والى ذلك يمنح نجاح النظام اسرائيل وقادتها بُعدا نوعيا جديدا من قدرة الرد على تحديات حماس وحزب الله: إن النظام في الحقيقة لا يرد على جميع السيناريوهات، في النشر الضيق الحالي بيقين، لكنه يشير الى امكانية جديدة حيوية لا مثيل لها ستضاف منذ الآن فصاعدا الى الترسانة الاسرائيلية في مواجهة التهديد. يوجد من يدعون منذ سنين الى زيادة قدرة دفاعية على القدرات الهجومية الملحوظة للجيش الاسرائيلي تناسب التهديد الحالي. والآن أصبح يوجد أداة تحقق هذه الرؤيا المناسبة.
وهناك للدفاع الفعال عامة ولـ "القبة الحديدية" خاصة معنى نفسي حيوي للسكان المدنيين الذين يهددهم السلاح المائل المسار. فان تتابع النجاح سيُسهم في شعور الجمهور بأمنه ومنعته وقدرته على مجابهة الصعوبة.
لكن لسلسلة الانجازات المدهشة هذه ثمنا عاليا ايضا. تُنشر اليوم في جنوب البلاد بطاريتا "القبة الحديدية". من اجل انتاج المظلة الضرورية لحماية تجمعات السكان والبنى التحتية الوطنية والعسكرية الحيوية مع الموازنة بينها، يُحتاج الى نحو من 18 بطارية وربما أكثر. وكلفة شرائها واستعمالها باهظة جدا. يفترض ان يأتي جزء من النفقة وهو 205 ملايين دولار من الولايات المتحدة بحسب اتفاقات مع الادارة. لكن هذا المبلغ بعيد عن المطلوب. لهذا ما لم يستقر الرأي على تخصيص نفقة لشراء البطاريات من ميزانية الامن نفسها مع تفضيل هذا المجال على مجالات اخرى، فلن يكون في الامكان تحقيق النشر المطلوب في الأمد القريب.
هذا هو جذر المشكلة. وعلى حسب النجاح ستكثر المطالب ولا سيما من القيادة المدنية المحلية. إن "القبة الحديدية" قد أصبحت منذ زمن قضية سياسية. علاوة على أن وزير الدفاع يجهد في تضخيم إسهامها قياسا بمقولات منضبطة لكبار المسؤولين في الجيش. سيصعب على حكومة اسرائيل أن تصمد أمام الضغوط المتوقعة وستجد نفسها منجرة الى توسيع الاستثمارات في النظام على نحو بطيء جدا وربما متأخر جدا. كان يجدر بها ان تستثمر المطلوب في أسرع وقت وفي زخم".
2011-04-11