ارشيف من :ترجمات ودراسات
كيان العدو يستطلع بالنار هامش مناورته العسكرية
كتب محرر الشؤون العبرية
لم يهدف كيان العدو من خلال اعتداءاته الأخيرة على قطاع غزة، فقط إلى الرد على استهداف حافلة كانت تسير على الطريق القريبة من حدود القطاع، بل هدف ايضا إلى استكشاف هامش المناورة العسكرية بعد المستجدات التي شهدتها مصر والمنطقة العربية.
في الواقع، بعدما تمكنت المقاومة الفلسطينية من توجيه ضربات قاسية إلى العدو، طالت فيها مدنه الأساسية في جنوب الكيان، وأشعرت الجمهور والقيادة في تل أبيب، ببعض التداعيات الفورية للتطورات التي شهدتها الساحة المصرية والعربية. ظهرت خشية لدى المؤسسة الإسرائيلية من أن تبدو اليد العليا، في معادلة الردع القائمة، للطرف الفلسطيني مع كل ما قد يترتب على ذلك من تداعيات ونتائج. الأمر الذي دفعها إلى شن اعتداء واسع نسبيا، مدروس في حركته، وهادف فيما يرمو إليه وبعيد في منطلقاته عن استهداف حافلة فارغة.
ولا يخفى أيضا أن القيادة الإسرائيلية الحالية أرادت من خلال هذا التصعيد التأكيد لجمهورها، بشكل محسوس، بأنها لن تتهاون في الدفاع عنهم تجاه أي مستوى من المس بهم، ولن تسمح بجعلهم جزء من معادلة جديدة يفرضها الفلسطيني.
من جهة أخرى، من الصعب الفصل بين التصعيد الإسرائيلي وبين تقديرات أجهزته الاستخبارية، إزاء تداعياته الإقليمية المحتملة، وتحديدا في الساحتين المصرية والأردنية. لذلك يمكن القول أن موقف تل أبيب انطلق من حد أدنى مفاده أن ذلك يمكن أن يساهم في استكشاف مساحة المناورة العسكرية، وكانت النتيجة وقف ما شهدناه. وفي هذا الإطار أشار المعلق العسكري في صحيفة يديعوت احرونوت، قبل أسابيع، إلى أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية "لم تتمكن من تحديد ردود الفعل العربية المتوقعة على أي عملية كبيرة في قطاع غزة، وبالذات ردة الفعل المصرية في ظل تدهور مستوى التعاون الأمني والعسكري مع القاهرة إلى درجة الصفر وتصاعد قوى المعارضة لأي علاقات مع إسرائيل هناك".
ومما يلاحظ على التصعيد الإسرائيلي الأخير، انه لم يسجل أي تحفظ أميركي أو أوروبي عليه وما ساعد عليه أن الأطراف الدولية لم تلمس أي تداعيات إقليمية خطيرة، من دون أن يعني ذلك أن "إسرائيل" مطلقة اليد. ومن ابرز المتغيرات بالقياس إلى مرحلة عملية "الرصاص المصبوب" في نهاية العام 2008، ان استهداف مدينة بئر السبع مثلا، شكل الرد الاستراتيجي والحد الأقصى الذي بلغته الصواريخ الفلسطينية، ضمن سياق المواجهة الواسعة والشاملة آنذاك، أما استهداف المستوطنات القريبة من القطاع فكان يتم كرد تكتيكي على الاعتداءات الإسرائيلية. في المقابل بات استهداف مدن ما بعد عسقلان وبئر السبع، وصولا إلى تل أبيب، يمثل الرد الفلسطيني الاستراتيجي وهو أمر لم تحتج إليه المقاومة الفلسطينية حتى الآن ولكنه حاضر بقوة في حسابات القيادة الإسرائيلية ويترجم قيود وضوابط لحركة الجيش الإسرائيلي.
في هذا السياق يلفت موقف القيادة الإسرائيلية الذي بدا انه حريص على عدم الذهاب نحو معركة مفتوحة رغم انه أتى مغلَّفاً بالتهديد وهو ما صدر على لسان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي أعلن "إذا ما استمر إطلاق القذائف الصاروخية من قطاع غزة باتجاه "إسرائيل" فان الرد سيكون أشد قسوة وضراوة بكثير"، لكنه أضاف "إذا أرادت حماس الهدوء في قطاع غزة المتمثل بوقف الغارات الإسرائيلية وإطلاق الصواريخ من القطاع باتجاه جنوب "إسرائيل" فإنه سيتم تحقيق ذلك".
لم يهدف كيان العدو من خلال اعتداءاته الأخيرة على قطاع غزة، فقط إلى الرد على استهداف حافلة كانت تسير على الطريق القريبة من حدود القطاع، بل هدف ايضا إلى استكشاف هامش المناورة العسكرية بعد المستجدات التي شهدتها مصر والمنطقة العربية.
في الواقع، بعدما تمكنت المقاومة الفلسطينية من توجيه ضربات قاسية إلى العدو، طالت فيها مدنه الأساسية في جنوب الكيان، وأشعرت الجمهور والقيادة في تل أبيب، ببعض التداعيات الفورية للتطورات التي شهدتها الساحة المصرية والعربية. ظهرت خشية لدى المؤسسة الإسرائيلية من أن تبدو اليد العليا، في معادلة الردع القائمة، للطرف الفلسطيني مع كل ما قد يترتب على ذلك من تداعيات ونتائج. الأمر الذي دفعها إلى شن اعتداء واسع نسبيا، مدروس في حركته، وهادف فيما يرمو إليه وبعيد في منطلقاته عن استهداف حافلة فارغة.
ولا يخفى أيضا أن القيادة الإسرائيلية الحالية أرادت من خلال هذا التصعيد التأكيد لجمهورها، بشكل محسوس، بأنها لن تتهاون في الدفاع عنهم تجاه أي مستوى من المس بهم، ولن تسمح بجعلهم جزء من معادلة جديدة يفرضها الفلسطيني.
من جهة أخرى، من الصعب الفصل بين التصعيد الإسرائيلي وبين تقديرات أجهزته الاستخبارية، إزاء تداعياته الإقليمية المحتملة، وتحديدا في الساحتين المصرية والأردنية. لذلك يمكن القول أن موقف تل أبيب انطلق من حد أدنى مفاده أن ذلك يمكن أن يساهم في استكشاف مساحة المناورة العسكرية، وكانت النتيجة وقف ما شهدناه. وفي هذا الإطار أشار المعلق العسكري في صحيفة يديعوت احرونوت، قبل أسابيع، إلى أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية "لم تتمكن من تحديد ردود الفعل العربية المتوقعة على أي عملية كبيرة في قطاع غزة، وبالذات ردة الفعل المصرية في ظل تدهور مستوى التعاون الأمني والعسكري مع القاهرة إلى درجة الصفر وتصاعد قوى المعارضة لأي علاقات مع إسرائيل هناك".
ومما يلاحظ على التصعيد الإسرائيلي الأخير، انه لم يسجل أي تحفظ أميركي أو أوروبي عليه وما ساعد عليه أن الأطراف الدولية لم تلمس أي تداعيات إقليمية خطيرة، من دون أن يعني ذلك أن "إسرائيل" مطلقة اليد. ومن ابرز المتغيرات بالقياس إلى مرحلة عملية "الرصاص المصبوب" في نهاية العام 2008، ان استهداف مدينة بئر السبع مثلا، شكل الرد الاستراتيجي والحد الأقصى الذي بلغته الصواريخ الفلسطينية، ضمن سياق المواجهة الواسعة والشاملة آنذاك، أما استهداف المستوطنات القريبة من القطاع فكان يتم كرد تكتيكي على الاعتداءات الإسرائيلية. في المقابل بات استهداف مدن ما بعد عسقلان وبئر السبع، وصولا إلى تل أبيب، يمثل الرد الفلسطيني الاستراتيجي وهو أمر لم تحتج إليه المقاومة الفلسطينية حتى الآن ولكنه حاضر بقوة في حسابات القيادة الإسرائيلية ويترجم قيود وضوابط لحركة الجيش الإسرائيلي.
في هذا السياق يلفت موقف القيادة الإسرائيلية الذي بدا انه حريص على عدم الذهاب نحو معركة مفتوحة رغم انه أتى مغلَّفاً بالتهديد وهو ما صدر على لسان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي أعلن "إذا ما استمر إطلاق القذائف الصاروخية من قطاع غزة باتجاه "إسرائيل" فان الرد سيكون أشد قسوة وضراوة بكثير"، لكنه أضاف "إذا أرادت حماس الهدوء في قطاع غزة المتمثل بوقف الغارات الإسرائيلية وإطلاق الصواريخ من القطاع باتجاه جنوب "إسرائيل" فإنه سيتم تحقيق ذلك".