ارشيف من :أخبار اليوم
المقتطف العبري ليوم الاحد: لا تتدخلوا في مسألة فتح معبر رفح.. فأيلول حل في نيسان
صحيفة "يديعوت احرونوت":
ـ جيل آخذ في الانقراض.
ـ هذا المساء وغدا: نتحد مع ذكرى الذين قضوا نحبهم في الكارثة.
ـ مثلما في الاساطير: عرس وليم وكيت.
ـ ثمن المصالحة: اسرائيل تؤخر نقل الاموال للفلسطينيين.
ـ لننقذ الذاكرة.
ـ مسيرة الحياة: كبار السن ينضمون الى الفتيان.
ـ صفقة شليت: "رئيس أركان حماس استدعي الى القاهرة".
ـ في سوريا – 70 قتيلا في نهاية اسبوع واحد.
صحيفة "معاريف":
ـ ذاكرة آخذة في الاختفاء: 30 ناج من الكارثة يموتو في اسرائيل كل يوم.
ـ سعر الوقود: فضيحة الضريبة.
ـ نفقد التاريخ.
ـ ثلاثة أسباب للتجلد.
ـ في سوريا – يتغلون على الخوف.
ـ بيت بيرتس ينجو.
ـ مندوب حماس في القاهرة: يدفع صفقة شليت الى الامام.
ـ ملوكيون.
صحيفة "هآرتس":
ـ مصر لاسرائيل: لا تتدخلوا في مسألة فتح معبر رفح.
ـ أمام عيون المليارات، عرس كامل.
ـ سوريا: سبعين قتيلا آخر في نهاية الاسبوع.
ـ نتنياهو سيبعث الى القاهرة بمستشاريه اسحق مولكو.
ـ الجيش الاسرائيلي يعزز قواته في الضفة قبيل يوم النكبة.
ـ ليوم واحد، قصة حب ملكية تثير انفعال المليارات.
صحيفة "اسرائيل اليوم":
ـ مفتش عام جديد للشرطة.
ـ يطلقون النار كي يقتلون.
ـ براك اوباما يقر عقوبات ضد كبار رجالات النظام في دمشق.
ـ قلق في اسرائيل: التغيير في مصر – استراتيجي.
ـ "لنضم يهودا والسامرة".
مصر لاسرائيل: لا تتدخلوا في مسألة فتح معبر رفح..
المصدر: "هآرتس – آفي يسسخروف"
" حذر رئيس أركان الجيش المصري أمس اسرائيل من التدخل في قرار القاهرة فتح معبر رفح الى قطاع غزة. وعلى حد قول سامي عنان، فان "هذا موضوع مصري داخلي وليس لاسرائيل الحق في التدخل فيه". وقال مصدر اسرائيلي كبير لـ "وول ستريت جورنال" ان "فتح المعبر المرتقب والتطورات الاخيرة في مصر تشغل بال اسرائيل وقد تؤثر على أمنها على المستوى الاستراتيجي".
في أعقاب التقارب بين مصر وايران، فان اتفاق المصالحة بين فتح وحماس الذي تحقق بوساطة مصرية، والتصريحات عن الفتح القريب لمعبر رفح، يفكر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بان يرسل هذا الاسبوع مبعوثا خاصا عنه لاجراء محادثات مع كبار رجالات الحكومة المؤقتة في القاهرة. وسيكون المبعوث هو المستشار الاقرب لنتنياهو، المحامي اسحق مولكو. مداولات عن سفر مولكو الى مصر جرت في الاونة الاخيرة، ولكن ليس مؤكدا بعد أنه سيخرج الى حيز التنفيذ. اما اذا تحققت زيارة مولكو الى القاهرة حقا فمن المتوقع أن يلتقي وزير الخارجية نبيل العربي ومسؤولون كبار آخرين في المخابرات المصرية. ليس واضحا اذا كان مولكو سيلتقي مع رئيس المجلس العسكري الاعلى، الجنرال محمد حسين طنطاوي أو مع رئيس الحكومة المؤقتة عصام شرف.
وأعرب نتنياهو في الاسابيع الاخيرة في محادثات مع سفراء اوروبيين وسناتوريين امريكيين عن قلقه من التطرف في التصريحات المصرية تجاه اسرائيل وكذا من التقرب من ايران. ومن المتوقع لمولكو ان ينقل الى مصر سلسلة من الرسائل في هذا الشأن، وكذا بالنسبة لحكومة الوحدة الفلسطينية، فتح معبر رفح والمضامين المرتقبة لخطاب نتنياهو في الكونغرس الامريكي.
في مكتب نتنياهو رفضوا أمس التطرق الى تصريحات رئيس الاركان المصري. مسؤول كبير في جهاز الامن قال ان الاقوال – التي نشرت في صفحة فيس بوك لعنان – "لم تكن قولا رسميا"، ولكنها تشكل تطورا مقلقا، ولا سيما في أعقاب العلاقات الطيبة التي كانت في الماضي بين الجنرال عنان ورئيس الاركان السابق غابي اشكنازي.
ويوم الخميس صرح وزير الخارجية المصري بانه في هذه الايام تجري استعدادات لفتح معبر رفح، بين مصر والقطاع بشكل دائم. "الامر سيحصل بالتأكيد. في غضون اسبوع حتى عشرة ايام ستتخذ عدة خطوات للتخفيف من الحصار على غزة ومن معاناة الشعب الفلسطيني"، قال العربي. الاعلان يشكل نهاية لسياسة الحصار الاسرائيلية على غزة، والتي تمت بالتنسيق مع الحكومة المصرية، في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك. فتح معبر رفح سيسمح الدخول والخروج للاشخاص والبضائع من والى غزة، دون حاجة الى مصادقة اسرائيل، مثلما كان حتى الان.
ورغبت محافل في الجيش الاسرائيلي في التشديد أمس على أنه في الماضي أيضا لم يكن معبر رفح مغلق باحكام بل وفي اثناء حملة رصاص مصبوب، سمح المصريون بنقل مساعدات انسانية في رفح. ولم يشر البيان المصري الى كيفية فتح المعبر، وحسب المحافل، من الصعب الافتراض بان مصر ستسمح بعبور حر تماما.
قدرة الجيش المصري على مكافحة التهريب للوسائل القتالية تضررت في الاشهر الاخيرة بسبب الفوضى الامنية في سيناء والتي تسود منذ الثورة ولكن الجيش الاسرائيلي واصل مكافحة التهريب عبر انفاق رفح بالغارات الجوية. والان تخشى أوساط جهاز الامن من أن ينقل عبر رفح ليس فقط وسائل قتالية بل وايضا أموال ومواد بناء قيدت حتى الان وستستخدمها حماس لبناء تحصينات وخنادق. محافل اخرى في جهاز الامن وفي وزارة الخارجية قالت أمس انه الى جانب الاثار السلبية لفتح المعبر، مثل الدخول والخروج الحر لنشطاء الارهاب من القطاع – توجد أيضا جوانب ايجابية. وقال مصدر في جهاز الامن ان "هذا سيخدم اسرائيل من ناحية استمرار فك الارتباط عن قطاع غزة ويقلل الضغط الدولي بالنسبة لتصدير البضائع من غزة عبر اسرائيل.
في أعقاب الثورة في مصر سارع قادة الجيش ورئيس المجلس العسكري طنطاوي الى تهدئة روع نظرائهم الاسرائيليين في أنهم سيحرصون على مواصلة الاحترام لكل الاتفاقات التي وقعت بين الدولتين وتنسيق الخطوات في منطقة رفح. منذ سقوط مبارك زار القاهرة مدير عام وزارة الخارجية، رافي باراك، ورئيس القيادة السياسية – الامنية في وزارة الدفاع عاموس جلعاد، ولكن المحامي مولكو سيكون المبعوث الشخص الاول الذي سيرسله نتنياهو الى القاهرة منذ الثورة.
موظف كبير في القدس أشار الى أن مولكو أجرى في الاسبوع الماضي محادثات في واشنطن مع كبار مسؤولي البيت الابيض تمهيدا لخطاب نتنياهو في الكونغرس في 24 أيار وخطاب الرئيس الامريكي براك اوباما. وعلمت "هآرتس" بان الرئيس الامريكي خطط لالقاء خطاب في موضوع السياسة الامريكية في الشرق الاوسط يوم الاربعاء القريب القادم في واشنطن، ومع ذلك، فان الخطاب سيؤجل لاسبوع واحد على الاقل. وأفاد محلل "واشنطن بوست" دافيد اغناشيوس في نهاية الاسبوع بان سبب التأجيل كان التوقيع المرتقب في القاهرة يوم الاربعاء – بحضور محمود عباس وخالد مشعل، على اتفاق المصالحة بين فتح وحماس ورغبة البيت الابيض في انتظار اتضاح الوضع وفحص معاني اقامة حكومة الوحدة.
وأوضحت مصادر فلسطينية رفيعة المستوى في نهاية الاسبوع بان رئيس السلطة عباس لا يعتزم التنافس في الانتخابات القادمة على الرئاسة والتي ستجرى في شهر ايار 2012، بمرور سنة عن يوم التوقيع على اتفاق المصالحة. في هذه المرحلة ليس واضحا على الاطلاق من سيكون مرشح فتح أو م.ت.ف بدلا من عباس، الذي قال عدة مرات في السنوات الاخيرة بانه لن يتنافس مرة اخرى.
مؤخرا ذُكرت أسماء ناصر القدوة، ابن اخت ياسر عرفات ووزير الخارجية الاسبق، وكذا مروان البرغوثي الذي يمكث في السجن الاسرائيلي كمرشحين محتملين للتنافس في الانتخابات عن فتح. في هذه الاثناء يتصدر عباس السباق الى الرئاسة حسب استطلاعات الرأي امام كل متنافس آخر من حماس. ولكن الامر قد يتغير في حالة عقد صفقة جلعاد شليت أو اعتزال عباس منصبه. من جهة اخرى، صرح أمس احد قادة حماس، محمود الزهار، بان في نية منظمته طرح مرشح للرئاسة امام مرشح فتح في الانتخابات القادمة. وحسب تقديرات مسؤولي حماس، سيكون اسماعيل هنية، رئيس الوزراء الحالي في غزة مرشح المنظمة للرئاسة.
في نهاية الاسبوع، بعثت رئيسة لجنة المخصصات الخارجية في الكونغرس الامريكي الجمهورية كي غرينغر، ونائبتها الديمقراطية نيتا لوي برسالة الى الرئيس عباس تهددانه بانه اذا واصل اقامة حكومة وحدة مع حماس وامتنع عن المفاوضات مع اسرائيل فسيؤدي الامر الى وقف المساعدات الامريكية للسلطة الفلسطينية. وكتبت المسؤولتان فقالتا: "نحن قلقتان جدا من نواياك لاقامة حكومة وحدة مع حماس، التي لم تعترف بحق اسرائيل في الوجود. والمساعدة الامريكية تقوم على أساس التزام حكومتك بالسلام مع اسرائيل... اتجاه عملك الحالي يهدد استمرار المساعدة الامريكية".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ثمن المصالحة: اسرائيل تؤخر نقل الاموال للفلسطينيين..
المصدر: "يديعوت احرونوت – ايتمار آيخنر"
" أمر وزير المالية يوفال شتاينتس رجال وزارته الى عدم الوصول الى اللقاء المزمع عقده اليوم مع المسؤول عن ضريبة القيمة المضافة في السلطة الفلسطينية. في نهاية اللقاء يفترض أن يقر شتاينتس نقل 300 مليون شيكل الى السلطة.
الاموال هي أموال جمارك، ضريبة قيمة مضافة وضرائب اخرى تجبيها اسرائيل نيابة عن الفلسطينيين بقوة اتفاقات اوسلو – التي تقرر فيها "غلاف جمركي" موحد لاسرائيل وللسلطة. الضرائب، التي يتراوح حجمها بين 3.5 و 5 مليار شيكل في السنة، تشكل ثلثي ميزانية السلطة الفلسطينية. وأمر شتاينتس رجاله الى عدم الوصول ايضا الى لقاء يزمع عقده يوم الاربعاء في جسر اللنبي، للبحث في طلب الفلسطينيين تغيير آلية الدفعات والفوائد لشركة الكهرباء.
وقرر شتاينتس الغاء اللقاء بعد أن أجرى مشاورات في هذا الموضوع، بما في ذلك ايضا مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. في محادثات مغلقة سمع وزير المالية يقول انه يجب فحص الى أين تتجه نية الفلسطينيين، وانه يجب التأكد من أنهم لا يسيرون في طريق الارهاب وعدم الاعتراف باسرائيل. وقال شتاينتس انه في مثل هذا الوضع لن يكون بوسع اسرائيل على الاطلاق ان تنقل الاموال الى السلطة – والتي من شأنها ان تتسرب الى أيدي حماس.
يوم الخميس الماضي، دعي شتاينتس الى جلسة السباعية والتي بحثت فيها امكانية اتخاذ عقوبات اقتصادية ضد السلطة في أعقاب الحلف مع حماس. النائبة ميري ريغف من الليكود توجهت في رسالة عاجلة الى رئيس لجنة الخارجية والامن مطالبة بالوقف الفوري لنقل اموال الضرائب. وكتبت ريغف تقول انه "لا يحتمل ان تنقل اسرائيل كل شهر اموالا الى السلطة، التي كل انشغالها هو في التحريض والارهاب ضد دولة اسرائيل".
وبينما تمارس اسرائيل مساعٍ دولية وتطالب بان تعترف الحكومة الفلسطينية بشروط الرباعية للمفاوضات، دعا هنية يوم الجمعة حركة فتح الى سحب الاعتراف بدولة اسرائيل.
من تقارير سرية وصلت الى القدس يفهم ان الادارة في واشنطن تؤمن بانه استنفدت كل الامكانيات لاقناع ابو مازن بالعودة الى طاولة المفاوضات، ومنعه من ان يطلب في ايلول، بشكل احادي الجانب، من الجمعية العمومية للامم المتحدة بالاعتراف بدولة فلسطينية. المصالحة مع حماس، كما يفهم من التقرير، عززت هذا التقدير".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوقت لكشف الارشيفات
المصدر: "هآرتس"
" تابعت شرطة اسرائيل على مدى السنين المجرم النازي يوسف منجيلا، ولكن المعلومات التي جمعتها لم تؤدي الى القبض عليه ومات منجيلا وهو رجل حر. "ملف منجيلا" الشرطي كُشف يوم الجمعة في تقرير كتبه عوفر أدرات في "هآرتس"؛ من المعقول الافتراض أن الشرطة لم تعرف عن منجيلا كل ما عرفت عنه الموساد. ومع السنين نشرت روايات مختلفة عن فشل محاولات اسرائيل القبض على منجيلا: الحقيقة مدفونة على ما يبدو في مكان ما هناك في ارشيف الموساد، ولكن الارشيف ليس مفتوحا امام الباحثين.
كما ان ملفات الموساد التي توثق المطاردات لمجرمين نازيين آخرين، وعلى رأسهم ادولف آيخمن، لم تفتح أمام البحث بعد. وعليه فلا مفر من السؤال ما الذي تخفيه اسرائيل في هذا الشأن ولماذا. على اساس الامور التي نشرت في الماضي يمكن التخمين بانه كان هناك مجرمون نازيون تمت تصفيتهم دون محاكمة، في دول أجنبية. مجرمان نازيان بارزان على الاقل، وولتر رؤوف واوتو سكورسني، شغلتهما اسرائيل مثلما شغلت الولايات المتحدة ودول اخرى مجرمين نازيين ايضا. المكتشف الاساس الذي يمكن أن يظهر في ملفات الموساد هو أن اسرائيل فعلت القليل جدا، لا شيء تقريبا، كي تلقي القبض على مجرمي الحرب. كانت هناك مواضيع اكثر الحاحا.
كل هذا جدير بالنشر لذات السبب الذي يجعل أفعال الدولة وقصوراتها جديرة بالنشر بشكل عام: معلومات عن القرارات التي اتخذت في الماضي تساعد في اتخاذ قرارات افضل في الحاضر وفي المستقبل. ولكن حقيقة أن الحديث يدور عن وثائق تتعلق بالكارثة تجعل للنشر معنى خاص. كشف كل ما يتعلق بالكارثة، بشكل مباشر وغير مباشر، حيوي ايضا كجزء من الصراع ضد ناكري الكارثة. السرية تشجع نظريات المؤامرة. الكارثة والقاضون نحبهم فيها لا يجب ان يبقوا سرا. أمين سر الدولة فشل في مساعيه لاقناع الموساد بفتح أرشيفاته. وعليه فثمة حاجة الى أمر يصدر عن رئيس الوزراء. حين كان سفيرا لاسرائيل كافح نتنياهو عن حق وبنجاح من أجل فتح أرشيف مجرمي الحرب في الامم المتحدة. وبالتالي يجدر بنتنياهو أن يأمر الموساد بان تنقل الملفات ذات الصلة بالمجرمين النازيين الى كشف مرتب ومضبوط في ارشيف الدولة".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المبادرة الفلسطينية: إخس، مرة اخرى جُررنا
المصدر: "يديعوت أحرونوت – اوري مسغاف"
" انظروا الى هؤلاء الفلسطينيين: لا يفوتون فرصة لتفويت الفرصة لتنسيق خطواتهم مع بنيامين نتنياهو وشمعون بيرس. مهم لهم الوصول الى خط النهاية في الاعتراف بدولة فلسطينية وهم متحدون، في غلاف على الاقل. إذهب وافهمهم.
يقال على الاقل في صالحهم انه كان لهم من يتعلمون منه. بنيامين زئيف هرتسل، دافيد بن غوريون وحاييم وايزمن، اذا ما أردنا تعداد بعض النتائج. من هذه الناحية، مثلما في التعبير التاريخي الدارج، فان ابو مازن وسلام فياض، "يقفان على أكتاف جبابرة".
إذ ها هو موجز تاريخ الصهيونية بكلمة واحدة: المبادرة. قصة شعب أخذ مصيره في يديه. الهجرة من اوروبا، الاستيطان، اقامة الحاضرة اليهودية ومؤسساتها، تنظيم وتسليح والقوة العسكرية اليهودية، حركة الهجرة السرية، السعي نحو مشروع التقسيم، اقامة الدولة والنشاط السياسي لنيل الاعتراف، هجرة يهود الشرق والكتلة السوفييتية – كلها نماذج تاريخية للمبادرة.
معها يأتي، بطبيعة الحال، الجرأة، الزخم والابداع. دولة اسرائيل عرفت كيف تبديها عند الحاجة في ميدان المعركة ايضا، في ظل المبدأ المقدس لتفضيل المبادرة ونقل القتال الى ارض الخصم. في ساعاتها الجميلة عرفت زعامتها كيف تبدي المبادرة في الساحة السياسية أيضا – بيغن أذهل بالسلام مع مصر، رابين وقع على سلام مع الاردن واطلق مسيرة سياسية حيوية مع الفلسطينيين. وحتى في الانسحابات احادية الجانب، مهما كانت اشكالية، أبدى رئيسا الوزراء باراك وشارون مبادرة. أخذ مسؤولية وطنية. ابقاء مصيرنا في ايدينا.
في الحملات الانتخابية درجت الاحزاب على تشكيل "طواقم ردود فعل" وتنصيب رئيس لها يكون متحدثا سريعا وطلق اللسان. بنيامين نتنياهو يمكنه أن يكون رئيس طاقم ردود فعل ممتاز. المشكلة، هي انه يتصرف هكذا وهو رئيس وزراء. فلم يجف بعد حبر الاحرف الاولى لاتفاق المصالحة الفلسطينية الداخلية التي تتبلور في القاهرة، حتى استدعى نتنياهو الى غرفته الكاميرات والميكروفونات. متجهم الوجه ومتزين جيدا، ندد بالخطوة وحذر من النتائج. هكذا يتصرف رجل حملة دعائية وليس زعيم.
لا يهم اذا كان الحديث يدور عن اسطول تركي، سقوط أنظمة عربية، اعتراف دولي بدولة فلسطينية او مصالحة بين فتح وحماس: المرة تلو الاخرى تظهر اسرائيل نتنياهو متفاجئة. ترد، تُجر. تشعر بالاهانة، تحتج. أما المبادرة فنحن نتركها الى الطرف الاخر. تبادلنا معهم النوازع. حتى يوم أمس ادعوا في الحكومة بان الانقسام السياسي بين غزة والضفة الغربية يشكل عائقا أمام التقدم السياسي، وذكروا بهزء بان ابو مازن وفياض لا يمثلان عموم الفلسطينيين. أما اليوم فيهددون هناك بان انهاء الانقسام سيمنع وجود مسيرة سياسية (غير موجودة على أي حال). هذه اهانة للذكاء، وليس فقط الفلسطيني.
زرت المقاطعة قبل بضعة أشهر، في اطار لقاء نظمه رجال مبادرة جنيف مع القيادة الفلسطينية في الضفة. ليس لاول مرة آخذ الانطباع الشديد من الحضور الصادق والكاريزماتي لابو مازن، هذا الذي سوق لنا في الماضي باستخفاف وكأنه "صوص منتوف الريش". زعيم ذكي ومعتدل، شريك حقيقي للسلام، تنجح اسرائيل في تفويته على طول ولاية طويلة ومبذرة. لن يكون لنا شريك أفضل منه.
الحقيقة هي أنه في المصالحة الفلسطينية تكمن روافع هائلة. للتقدم السياسي الحقيقي، لاقامة كيان سياسي موحد يكون ممكنا أيضا مطالبته بمسؤولية عامة، تقدم صفقة الاسرى وتحرير جلعاد شليت. حماس في المعارضة سيئة للسلطة الفلسطينية وسيئة لاسرائيل ايضا. من الافضل ان تبول داخل الخيمة: ومعقول ان تفضل أيضا امساك نفسها عن التبول في بعض الاحيان.
صحيح، يحتمل بالتأكيد ان تنجم عن الخطوة ايضا تطورات مقلقة أو سلبية. ولكن من يختار ان يبقى دوما في جانب الذي يرد الفعل والمنتظر، ليس له على أي حال حق حقيقي في الشكوى. الصهيونية هي مبادرة. منذ سنتين ونتنياهو ينجر، يجر الارجل، يمتنع عن أخذ المبادرة. من هذه الناحية، يدور الحديث عن رئيس وزراء ما بعد صهيوني".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كُشف التطرف الفلسطيني
المصدر: "اسرائيل اليوم ـ أمونه ألون"
" حتى لو تحقق كلام الخبراء الذين يتوقعون ان تنهار الوحدة الفلسطينية سريعا، فانه قد خرج منها شيء ما بالنسبة لاسرائيل: فلن نُضلل بعد الآن باعتقاد ان القيادة الفلسطينية الحالية تنقسم الى "متطرفين" بازاء "معتدلين"، بين اولئك الذين لا يمكن عقد اتفاقات معهم ومن يمكن ان نترك أمننا في أيديهم.
إن كل من تابع في السنين الاخيرة لا أهواء قلبه فحسب بل ما يحدث في السياسة الفلسطينية ايضا، لم يكن محتاجا الى تحالف بين عباس وهنية ليعلم ان حماس تسيطر على غزة ويهودا والسامرة، وأن ما تُعرّف الآن بأنها مصالحة بين فتح وحماس، ليست في واقع الامر سوى اتفاق خضوع عباس لحماس.
لكن ها هي ذي الحقيقة تنكشف حتى لاولئك الذين أنكروها حتى الآن من بيننا. أحبت اسرائيل ان ترى أبو مازن شيخا حبيبا في بدلة وربطة عنق، قادرا على اقناع أبناء شعبه بالتخلي الآن عن تحرير فلسطين كاملة وأن يكتفي بشبه دولة صغيرة منزوعة السلاح كما يرى اليسار الاسرائيلي. وهنا يتبين مرة اخرى وبقوة أكبر ان تحذيرات اليمين من اوسلو حتى اليوم لم تكن نبوءات غضب فارغة. لم تكن السلطة طوال هذا الوقت سوى ظل للاعب المهم الوحيد في هذه الساحة.
في اطار تعزيز تصور "الفلسطينيين المتطرفين" بازاء "المعتدلين"، الذي تاقت اسرائيل جدا الى الايمان به، قاموا مدة طويلة بجميع الأخطاء الممكنة. أحدها هو الانفاق الضخم على الشرطة الفلسطينية في يهودا والسامرة الذي ربطت اسرائيل من اجله ايضا الولايات المتحدة لتساعد "الأخيار" على محاربة "الأشرار". يثور بنا الآن رسميا اولئك "الأخيار" ايضا، مع سائر نوايانا الخيّرة جدا والتي تلائم جدا منطقنا الغربي. فماذا نفعل اذا كان الشرق الاوسط يعمل كما يبدو بحسب منطق مختلف؟ لم يبق سوى ان نفرح للأخطاء القاتلة التي لم نقم بها بعد وأن نأمل ان يستنتج كثيرون على أثر الصحفي الكبير تسيفر بلوتسكر الذي عبر في الاسبوع الماضي عن ندم لتأييده تسليم سوريا هضبة الجولان، استنتاجات عملية ايضا تتعلق بمستقبل مناطق يهودا والسامرة.
يوجد يسار متطرف لن يُغير أي واقع حلمه الأكبر ألا وهو انشاء دولة ارهابية لحماس على مدى صواريخ قسام من مطار بن غوريون. بازاء الاصوات السديدة التي تدعو الآن الى اعلان تطبيق القانون الاسرائيلي في المستوطنات الاسرائيلية في يهودا والسامرة يعلو صوت متحدثي اليسار المتطرف ويطلبون كما صاغت ذلك مقالة أسرة التحرير في صحيفة ما أن تُظهر اسرائيل "استقرارا وديا الى جانب مهد الدولة الفلسطينية المولودة". وكأنهم لا يرون انه ينام في المهد طفل روز ماري.
ومع كل ذلك يوجد في الطرف الفلسطيني جهات معتدلة راغبة في السلام والحياة ويجب على اسرائيل ان تجند كل المساعدة في العالم لتنشيء هنا من اجلهم ومن اجل نفسها سلاما حقيقيا وحياة ممكنة. احتفاء بيومي الذكرى والمحرقة والبطولة وضحايا معارك اسرائيل واحتفاء بمرور 63 سنة على بقاء دولة اليهود المُعجز يقول لنا عباس وحماس ابحثوا عن الحياة وعن السلام في اتجاهات جديدة".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هناك ملايين السوريين ايضا يفضلون نظام حكم بشار
المصدر: "اسرائيل اليوم ـ إيال زيسر"
"في مطلع الاسبوع الماضي حُسم أمر ذو شأن في دمشق. فقد قرر بشار الاسد ان يلقي آخر أوراق لعبه وأن يرسل وحدات الجيش النظامي لقمع المظاهرات على نظام حكمه. وبهذا وافق بشار رأي كثيرين في اسرائيل يرون استمرار حكمه لسوريا مصلحة اسرائيلية لانه يضمن لاسرائيل الهدوء.
ما ظل بشار في السلطة سيظل الجيش السوري يعالج قمع مواطني سوريا بدل ان يُعد نفسه لمحاربة اسرائيل. بيد ان جهود النظام لقمع نار التمرد لم تنجح كما أثبتت أحداث يوم الجمعة الاخير، يوم الغضب.
عاد مئات آلاف السوريين وخرجوا الى الشوارع. وقُتل عشرات منهم بنار الجنود ورجال الشرطة. يتبين ان المشكلة في سوريا أعمق من ان يمكن قمعها بحراب الجيش. لكن قد يكون بشار الاسد على حق إذ قال ان سوريا ما تزال غير مستعدة للديمقراطية. لأن الديمقراطية ليست هدية تعطى على طبق فضي بل هي هدف يُحارَب ويُناضَل من اجله.
برهن مئات آلاف السوريين على انهم يريدون الحرية وعلى انهم مستعدون لتقريب أرواحهم من اجلها. لكن هذا غير كاف. فهناك ملايين اخرى وعلى رأسها سكان العاصمة دمشق، ما زالوا يفضلون الاستقرار النسبي الذي يسود الدولة في العقود الاخيرة تحت حكم عائلة الاسد، على القفز الى غير المعلوم الذي قد يفضي بهم الى واقع حمام دم طائفي يشبه ذاك الذي يسود العراق أو لبنان. كذلك قرر مئات الآلاف من المجندين الالزاميين والضباط الصغار في الجيش السوري وأكثرهم من أبناء الطائفة السنية أن ينفذوا الأوامر التي أمرهم بها قادتهم وهم من الطائفة العلوية وعلى رأسها عائلة الاسد. ويجوز لنا ان نذكر الفرق بين الواقع السوري والواقع المصري.
قد يكون بشار يحسد أباه. فقد أفضت اعمال قمع وحشية لحافظ الاسد الى مجده السياسي. فجعل سوريا دولة مستقرة وأصبح سياسيا دوليا معروفا مُقدّرا. عندما بدأت الاحتجاجات في العالم العربي سُمع زعم ان الزمن قد تغير وأن الثمانينيات التي كانت سنوات القمع الوحشي في سوريا لا يمكن ان تتكرر بسبب ثورة الانترنت، بقي الآن ان نراقب وان نرى هل هذا الزعم حقيقي أم أن ما كان في سوريا هو ما سيكون".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الخطر الحقيقي
المصدر: "هآرتس ـ تسفي برئيل"
" إن الرد البافلوفي لاسرائيل على المصالحة الفلسطينية، والذي يشتمل كالعادة على تهديد بالقطيعة، هو نتاج خوف راسخ لمن لم يعد يتحكم بسير الامور. فخلال مدة خمس سنين، فازت حماس في الانتخابات في المناطق، فعلت اسرائيل كل شيء لتغيير نتائج هذا التحول. فلم تعترف بحكومة حماس ولا بحكومة الوحدة الفلسطينية، ولا بحكومة حماس التي أُنشئت بعد ذلك بالطبع بعد سيطرة المنظمة القاسية على غزة.
أصبحت غزة اسما مرادفا لحماس أي للارهاب، والضفة – ارض الامكانات غير المحدودة. كان إسهام اسرائيل في بناء حماس بصفة مؤسسة لا منظمة فقط، عظيما. فالحصار القاسي لغزة و"الرصاص المصبوب"، وجعل غزة منطقة قتال، الى جانب ورطة جلعاد شليط في الوقت الذي استمرت فيه اسرائيل من جهة على اجراء تفاوض مع حماس وعلى ضربها من جهة اخرى – كل ذلك جعل غزة رمز الاحتلال ومركز العطف الدولي.
رأت اسرائيل، مثل عمياء سياسية، المخلوق الذي ساعدت على انشائه، انجازا سياسيا ضخما. كان فرض عملها ان الانقسام بين غزة والضفة سيُمكّنها من الاستمرار في الايهام باجراء تفاوض سياسي مع محمود عباس مع محاربة الشق الآخر من الشعب الفلسطيني الذي يسكن غزة، في الآن نفسه. وفسّرت الصراع السياسي بين عباس واسماعيل هنية وخالد مشعل بأنه صراع عقائدي غير قابل للحل وبأنه واقع أبدي تُقسم معه فلسطين كما اعتقدت لا لاقليمين فحسب بل لشعبين يُعادي بعضهما الآخر، أما أحدهما فيمكن ويجوز تعذيبه وأما الثاني فيُحتفل معه لقص الشريط زمن افتتاح مجمع تجاري جديد.
كان لاسرائيل ايضا شركاء ساعدوها على الخطأ. كانت هناك سياسة مبارك نحو حماس، والصراع الشخصي بينه وبين بشار الاسد، والمساعدة الايرانية لحماس، كلها عززت الاحساس المضلل بأن اسرائيل ستستطيع الحفاظ على هذا الانقسام لمصلحتها. إن حقيقة ان مبارك نفسه جنّد نفسه ليصالح بين الطرفين بل صاغ وثيقة مصالحة أصبحت أساسا للمصالحة الحالية، وأن سوريا أيدت المصالحة، وأن عباس لم يكف عن الحديث فيها ومحاولة احرازها – لم تنجح في بلبلة اسرائيل وتغيير تصورها انها هي وحدها ستقرر هل يتوحد شقا الشعب الفلسطيني.
الآن، مع احتضار سياسة اسرائيل تحاول ان تعرض سيناريوهات رعب فحواها ان الدولة الفلسطينية ستصبح دولة حماس وتابعة لايران ومركز ارهاب، وأن هذه المصالحة هي حكم بالموت على المسيرة السياسية، وهي المسيرة التي أصبحت جثتها موضوعة في الثلاجة.
هذه تهديدات باطلة. فالارهاب الفلسطيني كان قبل ان تنشأ حماس، واستعملت فتح الارهاب بغير شراكة مع حماس ايضا. والقيادة الفلسطينية – مع حماس أو من غيرها – غير مستعدة لاجراء تفاوض مع اسرائيل لا لأنها ستصبح منذ الآن اسلامية متطرفة بل لأنها لا ترى أي احتمال لتنازل اسرائيلي وليس لها شريك في السلام. ستخدع اسرائيل نفسها فقط ومن لا يزال مستعدا لاستماع ولولتها، اذا استمرت على اعلان انه لن تكون مسيرة بسبب المصالحة.
إن خداع الذات هذا، لا المصالحة الفلسطينية، هو الخطر الواضح المباشر على دولة اسرائيل. انه يستمد قوته من أوراق قديمة في التاريخ، وثقت فيها مكانة اسرائيل القوية في العالم والصوت العالي العادل لدولة اخلاقية، وسمعتها الطيبة باعتبارها دولة باحثة عن السلام. هذا خداع يرفض ان يرى الواقع الذي يتغير في الشرق الاوسط، وتبادل الأدوار بين القادة والشعوب، والحراك المصلحي لقوى الغرب الكبرى التي تبحث الآن في توق عن شركاء جدد في الشرق الاوسط بدل الذين اختفوا. إن اسرائيل غير مشمولة في قائمة هذه العناوين الجديدة. وسمعتها الطيبة تتحطم شظايا.
لكنه تعرض لاسرائيل فرصة نادرة كي تقدّم من جديد الفيلم الذي كانت فيه قبل خمس سنين. لا بأن تدرك ان جزئي الشعب الفلسطيني هما كيان واحد فحسب بل ان تصحح الأخطاء التي قامت بها في 2006. يجب عليها ان تُصرف الامور مع كل حكومة فلسطينية حتى لو شارك فيها ناس حماس. يجوز لها بطبيعة الامر ايضا ان تعاود نفس الأخطاء التي اخطأتها حتى الآن لكنها ستصبح الدولة التي تهدد مواطنيها – لا الدولة الفلسطينية".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالاذن وبالصلاحية.. الامم المتحدة والدولة الفلسطينية
المصدر: "اسرائيل اليوم ـ دوري غولد"
" النقاش الجماهيري الجاري هذه الايام في اسرائيل في موضوع المبادرة الفلسطينية لنيل الاعتراف في الامم المتحدة بدولة يقوم على أساس مفهوم مغلوط بشكل جوهري. يستند النقاش الى فرضية اساس بموجبها ان من صلاحية الجمعية العمومية للامم المتحدة أن تعلن عن اقامة دول جديدة.
يحتمل ان يكون أصل الخطأ – المنتشر في اسرائيل أيضا – هو في قرار الجمعية العمومية للامم المتحدة رقم 181، والمعروف بمشروع التقسيم. فالجميع يعرف الصور من 29 تشرين الثاني 1947، والتي يظهر فيها ذاك الجيل ينكب حول اجهزة المذياع للاستماع الى نتائج التصويت المصيري في الامم المتحدة.
غير أن قرار 181 هو الاخر لم يؤسس الدولة اليهودية، ومن ناحية قانونية كان له مكانة توصية فقط. التوصية أعطت شرعية أخلاقية هامة للحاضرة اليهودية في بلاد اسرائيل، ولكن الاساس القانوني لاقامة دولة اسرائيل هو اعلان الاستقلال لدافيد بن غوريون في 14 ايار 1948.
اضافة الى ذلك، ليس للجمعية العمومية في الامم المتحدة الصلاحية للاعتراف بدول جديدة. الجمعية يمكنها أن تقبل في صفوفها اعضاء جدد فقط بعد أن يتقدم مجلس الامن بترشيحها. اذا استخدمت واحدة من الدول الاعضاء الدائمة في مجلس الامن الفيتو على الترشيح – فليس للجمعية العمومية في الامم المتحدة ما تفعله في هذا الشأن.
اكثر من 75 دولة تعترف بكوسوفو، ولكنها ليست عضوا في الامم المتحدة كنتيجة لفيتو روسي في مجلس الامن. بمعنى، ليس للجمعية العمومية بحد ذاتها قدرة على الاعلان عن اقامة دولة فلسطينية أو الاعتراف بمثل هذه الدولة. يمكنها أن توصي الدول الاخرى بعمل ذلك ليس الا.
القرارات والواقع
عمليا، الجمعية العمومية سبق أن أوصت باقامة دولة فلسطينية بل واصرت على خطوط 67. وكما يذكر، فانه في 15 كانون الاول 1988 تبنت الجمعية العمومية قرار 177/43 الذي اعترف بـ "اعلان الدولة الفلسطينية" لياسر عرفات في المجلس الوطني الفلسطيني في 15 تشرين الثاني 1988 في الجزائر.
القرار الذي حظي بتأييد 104 دول، أكد أيضا "الحاجة للسماح للشعب الفلسطيني بتحقيق سيادته على أرضه الخاضعة للاحتلال منذ 1967". اسرائيل والولايات المتحدة وحدهما عارضتا القرار وامتنعت 36 دولة اخرى عن التصويت.
قرارات اخرى اتخذت منذئذ في الجمعية العمومية للامم المتحدة، بما في ذلك واحد في كانون الاول 2008، أكد حقوق الفلسطينيين في دولة مستقلة، ولكن أيا منها لم ينجح في خلق واقع جديد على المستوى القانوني أو على الارض.
وعليه، فلماذا يدفع الفلسطينيون الى الامام بمثل هذه المبادرة في الامم المتحدة اذا كان لمبادرات مشابهة جربت في الماضي تأثير بالحد الادنى؟ هناك سببان يدفعان القيادة الفلسطينية لاختيار هذه الاستراتيجية.
أولا، عباس اقتنع بان الاعتراف بالامم المتحدة سيسمح له بالحصول على دولة دون اعطاء أي مقابل ويعفيه من اعلان رسمي عن اقامة دولة في رام الله. عباس على علم بالاثار التي من شأنها ان تكون لاعلان فلسطيني، وبالفعل في مقابلة مع مراسل "نيوز ويك" في 24 نيسان قال انه ليس معنيا بذلك.
في 1998 وقف رئيس الوزراء نتنياهو في وجه خطة ياسر عرفات الاعلان عن دولة فلسطينية، مع انتهاء مفعول الاتفاق الانتقالي في 1999. وأوضحت حكومة اسرائيل بان مثل هذه الخطوة ستشكل "خرقا جوهريا واساسيا للاتفاق الانتقالي".
في موقف رسمي نشر في 11 تشرين الثاني 1998، اوضحت الحكومة بانه اذا ما وقع مثل هذا الاخلال، فسيكون من حق اسرائيل أن ترد بكل الوسائل، بما في ذلك تطبيق القانون الاسرائيلي على الكتل الاستيطانية والمناطق الامنية في يهودا والسامرة. وبالفعل، في حينه، نجحت اسرائيل والولايات المتحدة من ردع عرفات ومنعه من الاعلان عن دولة.
اليوم أيضا يقول زعماء فلسطينيون أنهم غير معنيين باعلان جديد، ويضيفون بانهم يعتمدون على اعلان عرفات من العام 1988. وهكذا يكون بوسع عباس أن ينفض عن نفسه المسؤولية عن خطوات تتخذها الامم المتحدة وفي نفس الوقت أن يتمتع بتأييد اكثر من 130 دولة بالدولة الفلسطينية الجديدة.
ثانيا، أهمية قرار الجمعية العمومية للامم المتحدة منوط بالنشاط الفلسطيني اللاحق. فالقيادة الفلسطينية تعرف بانه اذا لم تغير المبادرة في الامم المتحدة الواقع على الارض فانها ستكون عرضة للانتقاد الشديد من حماس، وهكذا ستفقد من قوتها السياسية.
من شبه اليقين ان مستشاري عباس يقرأون سيناريوهات "يوم الدين" في الصحف الاسرائيلية، وبموجبها ستنتقل البلدات الاسرائيلية وقواعد الجيش الاسرائيلي من مكانة "المحتلين" الى مكانة "الغزاة" لدولة أجنبية، ويقدرون بان الامر قابل للتنفيذ.
وقف المساعدة
هل ينبغي لاسرائيل أن تخشى العقوبات؟ سيكون من قبيل عدم المسؤولية التعاطي مع هذا السيناريو باستخفاف، ولكن ينبغي أن نعرف بانه من أجل العقوبات ستكون حاجة الى قرار من مجلس الامن. يحتمل الا تكون ادارة اوباما تحب المستوطنات الاسرائيلية، ولكنها توجد على مسافة بعيدة من التعاطي مع اسرائيل كما تعاطت الولايات المتحدة مع العراق عندما غزا صدام حسين الكويت في 1990.
فضلا عن ذلك، بعد دفع المبادرة الى الامام في الامم المتحدة، خلافا لموقف واشنطن، سيبقى لعباس القليل جدا من الثقة كي يرفع المطالب الى الولايات المتحدة لتأييد الخطوة في مجلس الامن.
ماذا يتعين على اسرائيل أن تفعله؟ أولا، ورغم ما قيل اعلان محظور عليها أن تستخف بالمبادرة الفلسطينية.
توجد في يد اسرائيل وسائل للعمل بحزم، مثلما عملت في 1998، لردع الفلسطينيين عن اتخاذ اعمال لاحقة. اسرائيل يمكنها أيضا ان تعرب عن تأييدها لمبادرات الكونغرس الامريكي وقف المساعدات الاقتصادية لمؤسسات السلطة، والتي بواسطتها يدفع فياض الرواتب وتشكل اساس لقوته السياسية.
على اسرائيل أن توضح بشكل لا يقبل التأويل بان الخطوة في الجمعية العمومية ستشكل خرقا جذريا لاتفاقات اوسلو التي قررت ان موضوع الحدود يتحدد في اطار المفاوضات فقط وليس من خلال الاملاءات الدولية.
أخيرا، فان عباس ومستشاريه يأملون ليس فقط في الدفع الى الامام بمبادرات دولة ضد اسرائيل، بل وأيضا في اضعاف قوة الصمود لدى الجمهور الاسرائيلي كي يقبل بانسحاب كامل الى خطوط 67 كأمر مسلم به.
اسرائيل ليست عديمة الوسيلة حيال نشاطات دبلوماسية معادية من جانب القيادة الفلسطينية. وفقط رد اسرائيلي مصمم انطلاقا من قناعة داخلية سيردعها عن المواصلة في المسار احادي الجانب".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أيلول يحل في نيسان
المصدر: "هآرتس ـ أمير أورن"
" استُضيف وزير (الحرب) عمير بيرتس، محاطا بحراس وبعاموس جلعاد الخالد، في مؤتمر وزراء دفاع حلف شمال الاطلسي في سيفيليا في شباط 2007، مع وصول بشرى اتفاق المصالحة بين فتح وحماس في مكة: وكان شكر محمود عباس وخالد مشعل للوساطة السعودية: "اتفاقا نهائيا" على تأليف حكومة وحدة، وعلى "حظر مطلق" لسفك الدم الفلسطيني في حرب أهلية. ثم مر اربعة اشهر حتى طُلب الى ناس فتح ان ينزلوا عن طريق الجو من المباني المتعددة الطوابق في غزة.
بعد اربع سنين وما لا يحصى من المحادثات فان احتمالات تحقيق اتفاق القاهرة، مثل اتفاق مكة قبله، ليست كبيرة. فالفروق الأساسية عميقة جدا. من ذا لا يريد حكومة وحدة، لكن الثمن باهظ جدا ويشهد على ذلك بنيامين نتنياهو. فهو يشتاق الى ضم تسيبي لفني الى حكومته. لكن الثمن يصده وشوقه الى الوحدة لا يبلغ الى استعداده ان يخدم في حكومتها.
توقع مُقدروا الاستخبارات في اسرائيل مصالحة فلسطينية داخلية، حقيقية أو وهمية قبيل شهر ايلول. فعباس يريد ان يعرض في الجمعية العامة للامم المتحدة جبهة فلسطينية موحدة، لتعزيز طلبه الاستقلال في الضفة وغزة معا. لن يهم حماس ان تمنحه مطلبه وان ترجع عن تأييده بعد ان يفرض العالم على اسرائيل حقائق سياسية جديدة. كانت المفاجأة الاستخبارية في التوقيت: فقد حل ايلول في نيسان. هذا كنز للفلسطينيين ولا سيما اذا جرّت المظاهرات الشعبية السكان بعد اسبوعين، لكنه عبء ايضا لانه بقي ما يكفي من الزمن لانتقاض المصالحة والكشف عن الشقاق من جديد.
يدل اخفاق الاستخبارات المحدد على ان اسرائيل تحترم اتفاقات السلام والأمن مع مصر فهي لا تتجسس في القاهرة. ولما كان الوفدان قد تعجلا الاتفاق بينهما، ومن غير طلب إذن من الداخل في حالة عباس، فان اسرائيل لم تملك كل المعطيات الضرورية لتقدير الوضع تقديرا صادقا مُحدّثا.
لكن لما كان الخطأ في نقطة لا في اتجاه فان نتنياهو لا يستطيع ان يتهرب من تفصيل الاوضاع الثلاثة البديلة لمكانة الكيان الفلسطيني منذ أُنشئت دولة اسرائيل. الاول الذي أُلغي في حرب الايام الستة كان احتلال عربيا – الضم للاردن وحكما عسكريا مصريا. والثاني احتلال اسرائيلي. والثالث دولة مستقلة. مع مرور الوقت لا يوجد في وجود واحد من الوضعين الأولين ما يحبط ظهور الثالث وما يقرر شكل السلطة فيه وسياسته.
لولا حزيران 1967 ولو تحقق "الخيار الاردني" لاستطاع الفلسطينيون الثورة حتى الآن على السلطة الهاشمية وعلى الادارة المصرية؛ ولو أُنشئت دُويلة منظمة التحرير الفلسطينية المتنازلة لما استطاعت اسرائيل ان تمنع سقوطها بانتخابات أو بثورة في أيدٍ أشد تطرفا.
إن انضمام عرب اسرائيل الى الاحتجاجات سيجعل نتنياهو يواجه صعابا أشد من تلك التي باغتت اهود باراك برغم التحذيرات في تشرين الاول 2000. حل نتنياهو للمشكلة ان يكف عن الاستماع لرئيس "الشباك" التارك يوفال ديسكين. مما يميز نتنياهو انه بعد ان منح ديسكين سنة سادسة ندم وتنكر. إن توثيق تحذيرات ديسكين قد يكون أمام بصر لجنة أور الثانية. يجب على اسرائيل ان ترسم لنفسها مجالا حيويا لا يشمل المستوطنات. في حرب على مناطق ليست لاسرائيل سيبقى نتنياهو دون طوابير في الداخل والخارج".