ارشيف من :أخبار اليوم
المقتطف العبري ليوم الثلاثاء: بن لادن يشغل "اسرائيل".. ماذا عن نصر الله؟؟
عناوين الصحف وأخبار وتقارير ومقالات مترجمة من صحافة العدو
صحيفة "يديعوت احرونوت":ـ بن موت.. العدالة تحققت: امريكا صفت الحساب.
ـ الهبوط، المعركة، الدفن.
ـ العقل، المبعوث والبرهان.
ـ بعد الانخفاض في الاستطلاعات: التصفية تُغير الصورة.. "عالم أفضل".
ـ تأهب انتقام.. في الولايات المتحدة، في اوروبا وفي اسرائيل يخشون من عملية رد.
ـ القاعدة حيّة.
ـ في حماس يحدون على بن لادن – يشجبون التصفية.
ـ أسود البحر صفت الحساب.
ـ أبطال امريكا.
صحيفة "معاريف":
ـ بن موت.
ـ الاسم السري: الفيس.
ـ المطاردة الطويلة التي أدارتها وكالة الاستخبارات المركزية للعدو الأكبر لامريكا.
ـ من مسافة صفر.
ـ قلعة بن لادن.
ـ خطاب النصر.
ـ اسامة صفر، اوباما 1.
ـ صباح الخير نتنياهو – الهاتف رن لرئيس الوزراء قبل الفجر: صفّوه.
ـ الخليفة.
ـ هنية: عمل ارهابي امريكي.
صحيفة "هآرتس":
ـ الامبراطورية ترفع رأسها: الولايات المتحدة صفت بن لادن في مكان مخبئه في الباكستان.
ـ مطاردة لعقد انتهت في معركة عيارات نارية لاربعين دقيقة: اللحظات الاخيرة لبن لادن.
ـ جثة بن لادن أُلقيت الى البحر منعا لعبادة قبره.
ـ انجاز استخباري، انتصار للوعي.
ـ بعد عشر سنوات، الامريكيون يغلقون الحساب.
ـ الخليفة المتوقع: الظواهري، عقل القاعدة.
ـ هنية يندد: بن لادن يجاهد في سبيل الاسلام.
ـ موجة اعتقالات لمئات نشطاء المعارضة في أرجاء سوريا.
صحيفة "اسرائيل اليوم":
ـ الحساب أُغلق.
ـ صُفي برصاصة في الرأس.
ـ العدالة تحققت.
ـ الامريكيون هتفوا فرحين في الشوارع.
ـ تأهب عالمي.
ـ حماس: نشجب تصفية مجاهد الحرية.
ـ "رد حماس سيساعد اسرائيل".
ـ حكم غزة كحكم اسلام أباد.
ـ نتنياهو: "انتصار للدول الديمقراطية
أخبار وتقارير ومقالات
عمليات خاصة: ضرب رأس الحيةالمصدر: "إسرائيل اليوم ـ عوزي ديان"
" بدت الولايات المتحدة الأميركية أمس رائدة في محاربة الإرهاب: لم يتركوا حسابات مفتوحة. سيعلم كل إرهابي أن حساب الدم الذي فتحه سيُسدد.
الآن هناك أمل بأن يفهموا مكافحة الإرهاب التي نديرها في بلادنا. منذ 11 أيلول 2001 نُفذت عمليات إرهابية قليلة في كل شمال أميركا. أما في إسرائيل فقد نُفذت في نفس هذه الفترة أكثر من 30 ألف! عملية إرهابية: إطلاق نار، عبوات ناسفة، مخربون، إنتحاريون وفي الفترة الأخيرة أخذ الإرهاب الصاروخي الذي يهدد ما يفوق مئات آلاف الإسرائيليين بالتزايد. عندنا، مكافحة الإرهاب ليست فقط لإقفال الحساب كما فعل الأميركيون أمس في باكستان بل من اجل الدفاع عن مواطنينا، كما أن حماس تشكّل خطرا أكبر على إسرائيل مما تشكّله القاعدة على الأميركيين. الآن وبعد "التصفية المركّزة" لأسامة بن لادن ربما سيفهم كل "المتحفظين" من "التصفية المركزة" ضرورتها، ومن لا يدعم ذلك على الأقل لا يقلق.
إن أسلوب تصفية بن لادن قدم نموذجا للمكانة الخاصة للعمليات الخاصة في مكافحة الإرهاب من خلال ضرب رأس الحية. منذ سنوات ويقولون إن التصفية الفردية المركزة لقادة الإرهاب ليست حلا لأنه سيكون هناك دائما خلفا ليس أقل فتكا. هكذا قالوا. في هذه الغضون، ملاحقة قادة الإرهاب يجبرهم على العيش في حالة هروب وفي المخبأ ويضع أمامهم معضلة. إن أرادوا أن يكونوا محصنين بشكل متين، فمن السهل نسبيا تحديد مكانهم واستهدافهم. إذا كانوا يريدون وضع صعوبات أمام تحديد مكانهم فعليهم التخلي عن حماية متينة وحينها يصبحون عرضة للاستهداف من قبل مقاتلي القوات الخاصة.
بناء عليه، فإن عملية خاصة تعتمد قبل كل شيء على معلومات مفصلة ودقيقة عن مكان الهدف لإلغاء روتين حياته والترتيبات الأمنية عليه. بعد ذلك يبنون أساليب الوصول الهادئ للهدف: كيفية الوصول دون الانكشاف وحينها تكون التصفية وفق الجزء الأكبر سهلة لكن حاسمة. يبقى "فقط" العودة بسلام... هنا السرية ليست هامة لكن طريقة العودة تتم بعد أن يكون كل المحيط قد انتبه وعلى الأغلب أيضا أطلق النار.
الإعداد لعملية خاصة يستغرق وقتا طويلا: جمع معلومات، تخطيط دقيق لزيادة بدائل لمشاكل متوقعة وغير متوقعة، تدريب القوات والقرار الحاسم إن كان الخطر في التنفيذ محسوب ومسيطر عليه. عمليات كهذه تنجح بشكل عام أو تفشل بشكل عام ولا بديل عنها، ما كان من الصائب فعله لأسامة بن لادن والشيخ أحمد ياسين هو صائب أيضا بالنسبة لـ (السيد) حسن نصر الله وإسماعيل هنية النادبين على "وفاة الشهيد". ما كان صائبا فعله في عينتيبا، صائب أيضا لإنقاذ جلعاد شاليط.
ملاحظة: الكاتب هو رئيس مجلس الأمن القومي السابق".
(*) لواء في الاحتياط
ـــــــــــــــــــــــــــ
رد حماس سيساعد "اسرائيل"
المصدر: "اسرائيل اليوم – ماتي توخفيلد"
" صرحت محافل رفيعة المستوى في القدس أمس، في أعقاب تصفية بن لادن بان الحدث يخلق فرصة لاسرائيل لنقل رسالة بان لها أيضا، مثل الامريكيين، الحق في الدفاع عن النفس في الحرب ضد الارهاب بما في ذلك عدم التسليم بحكومة وحدة فتح – حماس.
وقال مصادر سياسي أمس ان "رد فعل حماس، التي نددت بتصفية بن لادن، يعزز فقط موقف اسرائيل ويدحرج المسؤولية الى بوابة ابو مازن، الذي يوشك على التوقيع مع حماس على اتفاق".
تقديرات محافل في القدس تعتقد بان اوباما لن يستأنف الضغط السياسي على اسرائيل، وذلك لان فترة الانتخابات للرئاسة باتت عمليات في بدايتها، وفي هذا الزمن يفضل المرشحون للرئاسة بالذات الاعراب عن التأييد لاسرائيل وعدم مهاجمتها.
تمهيدا للخطاب الذي سيلقيه نتنياهو في الكونغرس بعد نحو اسبوعين، تقول مصادر سياسية رفيعة المستوى ان نتنياهو وان كان كفيلا بمحاولة جمع النقاط بسبب اتفاق فتح مع حماس الا ان في نيته تكرار التزامه بالدولتين، رغم الاتفاق.
نائب رئيس الوزراء موشيه بوغي يعلون تناول حملة تصفية بن لادن وقال: "هذا استعراض للقدرة الاستخبارية والتنفيذية العالية. العالم سيكون مكان افضل بدون بن لادن، ولكن مكافحة الارهاب لم تنتهي مع قتله، ويجب على العالم الحر بما فيه اسرائيل أن تواصل التعاون في الحرب ضد قوى الشر".
من ليس مستعدا لان يشارك في الاحتفال الامريكي هو النائب اريه الداد من الاتحاد الوطني الذي قال ان "اوباما اخطر على اسرائيل من بن لادن، لان ميله لارضاء العالم العربي والاسلامي، يعرّض اسرائيل للخطر".
ــــــــــــــــــــــــــــ
بعد بن لادن
المصدر: "هآرتس"
" لقتل اسامة بن لادن يوم الاحد أهمية رمزية أكثر منها عملية. زعيم القاعدة اثر أكثر من أي شخص آخر على الاحداث في العالم في العقد الاخير. بتعليماته نفذت عمليات 11 ايلول 2001 التي أدت الى التدخل العسكري للولايات المتحدة في افغانستان وبشكل غير مباشر في العراق أيضا.
ولكن الارهاب على نمط بن لادن نزع شكلا وارتدى شكلا. مقر قيادته وقواعد تدريباته لا تزال في ساحة الباكستان – افغانستان، ولكن خلاياه تعيش بشكل مستقر، أو في تحالف هزيل بين شبكات بعيدة. موت زعيمهم الروحي لن يطفىء الحماسة المتزمتة التي تعصف بنشاطهم الاجرامي ضد اهداف غربية، بما فيها اسرائيلية ويهودية، في تطلعهم لفرض سيطرة الاسلام على العالم.
غير أنهم في السياسة الرموز هي أيضا أفعال. تأثير قتل بن لادن سيجد تعبيره أولا وقبل كل شيء في الساحة الامريكية الداخلية. المنتقدون الجمهوريون للرئيس، براك اوباما، سيجدون صعوبة في مناكفته مثلما في الماضي. وهم يتحدثون ويلتفون بالعلم، وهو يعمل، يعقد مداولات أمنية سرية، يزن معطيات استخبارية وجوانب سياسية، يحسم وينفذ.
صحيح أنه مطلوب سنوات من الجهد لبناء القدرة، التي تتلخص أخيرا بمحاصرة نطاق ناءٍ ومنعزل، وليس الرئيس نفسه يوجد في المروحية وعلى الارض في القوة الغازية، ولكن المخاطرة السياسية تقع على المقرر. اوباما تجرأ وانتصر.
الامر لا يعد نتنياهو بنجاح مشابه في انتخابات 2012 – جورج بوش الاب خرج الى حرب العراق بنجاح كبير، وخسر لبيل كلينتون بعد سنة ونصف – ولكن لاوباما يكفي ذلك أن يردع متنافسين بالقوة عما سيظهر لهم كمعركة خاسرة. في سياسة الخارجية والامن سيسهل عليه قتل بن لادن الانقطاع بالتدريج عن افغانستان، مواصلة عملية قطع الاتصال بالعراق، وتقليص ميزانية البنتاغون.
لاسرائيل، التي توجد على بؤرة استهداف القاعدة، يوجد في بشائر موته تشجيع اضافي. تعزيز اوباما من الداخل يمكنه ـ وينبغي له – ان يحفز الادارة الامريكية على تدخل أكثر حزما لاحلال السلام في الشرق الاوسط. اذا لم يستوعب بنيامين نتنياهو ومحمود عباس ذلك بعد فمن الافضل أن يسمعا عن ذلك مباشرة من اوباما".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عدالة الكاوبوي
المصدر: "يديعوت أحرونوت ـ اليكس فيشمان"
" انتهت المطاردة الاكبر التي خاضتها دولة ما، في أي وقت من الاوقات، لشخص فرد. لم يكن هذا فقط موضوعا أمنيا يتعلق بازالة تهديد متواصل، مس بفكرة الارهاب الاسلامي وخلق ردع. القوة الاعظم عملت ايضا انطلاقا من الغريزة السياسية، الاكثر بدائية: نزعة الثأر.
من الصعب التحديد الكمي للمصادر المادية، القوى البشرية والجهود الدبلوماسية والتكنولوجية التي استثمرت على مدى اكثر من عشر سنوات مكثفة، انتهت أمس برصاصة في رأس اسامة بن لادن. الرئيس بوش وعد الجمهور الامريكي بالقبض عليه "حيا أم ميتا"، والرئيس اوباما أوفى. العدل الاساسي للكاو بوي، الاكثر اخلاقية في العالم.
لا غرو أن الجمهور الامريكي احتفل بالتصفية بمظاهرات فرح عفوية في الشوارع. هذا رد فعل سليم وطبيعي لامة تحب الحياة. وهم لا يخجلون من فرحة ثأرهم. لا يوجد هناك جلد ذاتي. مشوق أن نعرف كيف كان العالم سيرد لو أن اسرائيل صفت (السيد) نصرالله.
في الاتصالات التي اجراها رجال استخبارات امريكيون على مدى السنين مع زملائهم في دول صديقة، بما فيها اسرائيل، كان هناك احساس بان الولايات المتحدة ستكون مستعدة حتى لان تبيع ولاية واحدة من أصل خمسين ولاية لديها – على أن يصفى بن لادن.
في هذه المطاردة شاركت افضل القوى الاستخبارية في العالم، بما فيها "الموساد". عندما تتواصل المطاردة عشر سنوات بدون نجاح، فان هذا أولا وقبل كل شيء هو دليل على قيود القوة. يوجد هنا درس واضح لاسرائيل التي تتلعثم في مسألة شليت: كان ينبغي اتخاذ القرار باعادته كمهمة وطنية عليا، بكل ما ينطوي عليه ذلك من معنى، والعمل بشكل ثابت من اليوم الاول.
اسامة بن لادن وان كان صفي – الا انه ترك وراءه تراثا وشبكة كثيفة من نشطاء الارهاب في كل أطراف المعمورة. هذه الشبكة، التي الروابط بين اجزائها واهنة، وما يلصقها بعضها ببعض كان في واقع الحال شخصية بن لادن – سرعان ما ستبحث عن عملية ثأر كبرى، باعثة للصدى. في هذه العملية، التي تتدحرج منذ الان على ما يبدو، يوجد ايضا هدف آخر: سترفع الى السطح القيادة البديلة وستشكل في واقع الامر بطاقة زيارتها.
الاهداف التي اختارتها لنفسها حتى الان المنظمات المرتبطة بالقاعدة كانت بالاساس اهداف غربية ومس بالانظمة العربية، مثل العملية الاخيرة ضد السياح في مقهى في المغرب. اسرائيل لم تكن في الاولوية العليا. ولكن اذا ما وقع لهم هدف اسرائيلي جذاب في الخارج – فلن يترددوا.
في المدى الابعد: يحتمل أن تؤدي تصفية بن لادن بكل هذه الموجة، للجهاد العالمي الى مفترق طرق. اذا لم ينجحوا في تنظيم تلك العملية الكبرى التي تعيد الاستقرار للشبكة، يحتمل أن تقع هنا نقطة انعطاف تاريخية وظاهرة الارهاب الاسلامي المتطرف من مدرسة بن لادن تبدأ بالافول".
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
بين تهديد وتهديد وجودي
المصدر: "معاريف – عوفر شيلح"
" من المجدي للمرء أن يرى الفيلم الكامل لبلاغ الرئيس الامريكي عن مقتل اسامة بن لادن. تسع دقائق يعلن فيها رئيس امريكي عن انجاز عملياتي اساسه رمزي: رمزية امريكا التي لن تنسى، ستطارد من مس بها، وستنال منه. وبالمقابل، فانها لا تنسى للحظة من هنا هو القوي، وما هو المعنى الحقيقي للقوة.
نبرة اوباما كلها ضبط للنفس. وهو يذكر فظاعة 11 ايلول، ولكنه يحرص على أن يذكر ايضا بان ليس للامريكيين حرب مع الاسلام، ويحترم سيادة الباكستان ومصالحها، بقدر ما يكون هذا ممكنا بالنسبة لدولة نفذت لتوها في عاصمة دولة اخرى عملية احادية الجانب على نحو ظاهر. وهو يذكر الخطايا التي جعلت بن لادن بن موت، ولكنه يميز بينه وبين من ليس كذلك. وهكذا فانه يصغر الرجل الذي صفي الى حجومة الحقيقية: متزمت عديم الكوابح مسؤول عن قتل الالاف، ولكنه ليس تهديدا وجوديا على قوة عظمى.
نحن معتادون على استخدام النموذج الامريكي بالمعنى المعاكس: انظروا ماذا يفعلوا لمن أغضبهم، انظروا كيف أنه عندما تكون المصلحة الامريكية على كفة الميزان فانهم لا يسألون أنفسهم ماذا يفكر العالم ولا يحصون احدا. هذا صحيح؛ صحيح ايضا ان الولايات المتحدة أظهرت غير مرة ازدواجية كبرى بالنسبة للاعمال الاسرائيلية، التي ندد بها لاعتبارات اخلاقية بينما أعمال امريكية استخدمت القوة باضعاف اعتبرت كدفاع مبرر عن النفس. ولكن خطاب اوباما يثير افكارا اخرى – بالذات على خلفية بعض الامور التي قيلت في اسرائيل قبل بضع ساعات من ذلك، عشية يوم الكارثة.
كم بعيدة القوة الهادئة للرئيس الامريكي عن خطاب بنيامين نتنياهو الذي ربط فيه النازيين الذين تآمروا وتمكنوا من ابادة يهود اوروبا وبين حزب الله وحماس – المنظمتين التي قوتهما لاغية تماما أمام قوة اسرائيل. كم يختلف الاحساس بالعدل الطبيعي القائم بالذات في الاعتراف بالحجم الحقيقي للعدو والاستخلاص من ذلك وسائل العمل ضده، عن استغلال جرائم الماضي للتبرير التلقائي لكل فعل يستخدم القوة.
المؤرخ عاموس غولدبرغ كتب أمس مقالا في "هآرتس" اشار فيه الى أن بعض البحوث الاهم عن الكارثة في العالم لم تترجم الى العبرية. ويدور الحديث اساسا عن بحوث تعاطت مع الكارثة ليس كفعل جنوني كله لاسامية بل كحدث انساني هائل الحجوم، شارك فيه اناس كثيرون لم يكونوا متطرفين في ارائهم ونبع من اماكن مظلمة يتشارك فيها كل انسان.
تجاهل هذه البحوث ليس صدفة: من سنة الى سنة الكارثة نفسها، كحدث تاريخي غير مسبوق يظهر امورا كثيرة عن الحيوان البشري، تتقزم في الوعي الاسرائيلي حيال كارثتنا، الظلم الرهيب الذي يحاق بشعب آخر وبالتالي يبرر كل شيء يفعله هذا الشعب من الان وحتى الابد. من سنة الى سنة الخجل، الذي ينبغي أن يغطي بالذات وجوهنا حين يشبه رئيس وزراء القوة الاقليمية منظمة ارهابية، مهما كانت اجرامية بالمانيا النازية، يخلي مكانه للتبرير الذاتي الجماعي: نعم، كلهم هتلر – احمدي نجاد، نصرالله وهنية وكل عدو مهما كان، ومهما كانت قدراته.
عندما يكون هذا هو الاحساس الجماعي، فمن يهمه بالضبط ما حصل في عهد هتلر واي قوى في النفس البشرية، كل بشر، سمحت بان تتحول رؤيا مجنونة الى قتل غير مسبوق. ذوو القوة الحقيقية، مثل الرئيس الامريكي يتصرفون بضبط للنفس حتى عندما يستخدمون القوة ضد عدو لدود. من يخاف، ولا يفكر كم هو قوي حقا – في نظره كل عدو هو الشيطان".
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
عندما أصاب اوباما أسامة
المصدر: "هآرتس ـ أمير أورن"
" كان الثلاثون من نيسان 1975 يوما صافيا مُرا في قاعدة القوات الخاصة في بورت براغ، في كارولينا الشمالية. يوما جميلا للهبوط بالمظلات وللتدريب في حقول الحشائش والحراج، ويوم هزيمة وإذلال مع رؤية البث من سايغون التي سقطت في أيدي طوابير فيتنام الشمالية والمروحيات التي تنقل الى حاملات الطائرات آخر الامريكيين من فوق سطح السفارة. كان ذلك اليوم هو الذكرى الثلاثين لانتحار أدولف هتلر، في وكر في برلين، لكنه لم يبق شيء من شعور التسامي ذلك في نهاية الحرب العالمية الثانية والانتصار على الشر المطلق وموت الشخص الذي جسده بوجهه البغيض.
ارتفعت امريكا أمس من تلك البئر العميقة، للحظة واحدة على الأقل، لتكتسب مرة اخرى نفس الشعور القديم باتمام مهمة وتصفية حساب. وفي طريقها اضطرت الى ان تكيف نفسها مع واقع شديد التطلب. كانت القوات الخاصة في نهاية الستينيات وبداية السبعينيات من الرجال الأشداء الضيقي الأذهان، افتخروا أمام ضيف من اسرائيل بتدريباتهم القتالية المرهقة: فقد كان هناك 12 محاربا يرأسهم ضابط، عاشوا في غابة ثلاثة اسابيع مع تيس، وصادقوه كأنه أخ في السلاح، ونوّموه وأطلقوا النار على فخذه ثم طُلب اليهم ان يعالجوا البهيمة المسكينة وأن يحملوها في محمل على الأكتاف مثل رفيق جريح في الميدان. وفي القرن الواحد والعشرين أصبح التعيين للقوات الخاصة يبحث عن التأليف بين المهارة العملياتية والاحكام التقني واستنفاد معلومات استخبارية تكلف أصحابها 80 مليار دولار كل سنة.
الجهاز الامريكي غير منظم، وفظ ومستعبد للمعايير؛ فلا تستطيع القوة العظمى التي تطوق العالم مع مواطنيها الـ 310 ملايين ومنهم مئات الآلاف من لابسي البزات العسكرية، ان تعمل على نحو مختلف. لكنها تتعلم من اخفاقاتها وتسعى الى التحسن. كان جون كنيدي وكيل القوات الخاصة. وعندما قُتل انتقم الجيش الكبير من أحبته في قوات الصاعقة وأرسلهم لمصادقة الماعز. بعد فيتنام فقط وبعد فشل عملية تخليص الرهائن من السفارة في طهران في نيسان 1980، جرت اعادة بناء قدرات العمليات الخاصة بتعاون مع الوحدات الموازية من الجيش الاسرائيلي ايضا.
يعرف الجهاز الامريكي كيف يغرز أسنانه بالفريسة أو الجثة دون ان يتركها. هذا ما حدث لصدام حسين في 2003 وأبو مصعب الزرقاوي في 2006، واسامة بن لادن آخر الامر ايضا. عُين الجنرال ستانلي ماكريستال قبل سنتين قائد القوات في افغانستان بسبب نجاحاته السرية هناك وفي العراق، ليقتل ابن لادن. وعزله براك اوباما العام الماضي بعد قراءة ملحوظات مستخفة نُسبت اليه أو لضباطه. بعد شهرين من العزل جاءت المعلومات الاستخبارية التي أفضت في نهاية الاسبوع الى إتمام محاصرة ابن لادن، وفي اثناء ذلك أظهر فحص مراقب وزارة الدفاع الامريكية ان المقتبسات في تقرير العزل غير دقيقة. ينبغي عدم اعادة المعزول ولم يعترف اوباما بخطئه، لكن ماكريستال حظي مرة اخرى بتكريم مؤسساتي باعتباره نشيطا الى جانب زوجتي اوباما ونائبه جو بايدن من اجل عائلات المقاتلين في الجبهة.
إن الاغتيال المركز للمطلوب الاول في العالم، في وقت قريب لقصف مقر قيادة معمر القذافي، هو رسالة قاتلة الى (السيد) حسن نصر الله واحمد الجعبري وقاسم سليماني من "قوة القدس" الايرانية، الذين يُمجدون ذكرى عماد مغنية. هذا انجاز جهاز لا شخص واحد، ومثابرة واجتهاد ومداومة. عندما هاتف اوباما أمس ليبشر جورج بوش بانقضاء عشر سنين من الحصار المرهق، علم الاثنان انه