ارشيف من :آراء وتحليلات
سلاح المقاومة والمحكمة الى الواجهة بالتزامن مع الحراك ضد سوريا
أطلت الوصاية الدولية السابقة برأسها على لبنان، من باب المحكمة الدولية والقرار 1559، في توقيت مشبوه وبعد ضمور سياسي وإعلامي لافت في هذين العنوانين إستمر أشهرا.
إن "تحريك هذين الملفين من باب القرار الاتهامي وسلاح المقاومة يعكس راهنا عودة الرهان الدولي- المشبوك لبنانيا مع بعض جماعات التبعية الى الخارج - على التسلل الى لبنان من أبواب فتنوية وعناصر إنقسامية توظف الخلافات اللبنانية السياسية في سبيل تأجيج الإصطفاف الحاصل".
وأشار مراقبون الى "تقاطع واضح لا ريب فيه بين عودة الوصاية الى اللعب على التناقضات اللبنانية مع المؤامرة التي حاولت عبرها الجهات الدولية نفسها النيل من سوريا ومن وحدتها وإستقرارها وأمنها، ودورها الإقليمي المتميّز داعما للمقاومة والممانعة ومشاريع الوصايات المتجددة على المنطقة".
وكان المجتمع الدولي قد أعاد في الأيام الأخيرة، ضخ الدماء في شرايين كل من المحكمة الدولية الخاصة بلبنان والقرار 1559، من خلال إشارتين لافتتين:
-أولهما إيداع المدعي العام في المحكمة الخاصة بلبنان دانيال بلمار قاضي الإجراءات التمهيدية دانيال فرانسين قراراً إتهامياً معدلا هو الثاني منذ 17 كانون الثاني الفائت، مضيفاً إليه "عناصر أساسية جديدة"، وفق بيان صادر عن المحكمة أشار الى "أن عملية النظر في قرار الإتهام والمواد المؤيدة له ليست خاضعة لأي جدول زمني محدد (...) ومن المتوقع إنجاز هذه العملية في الأشهر المقبلة".
ويستدل من التعديلات الجديدة على القرار الإتهامي أنها تناقض وربما تنسف مشروع القرار الظني الأول الذي صدر في كانون الثاني الفائت، بعدما عرّى "حزب الله" وحلفاؤه بالوثائق "دليل" الإتصالات الهاتفية التي إستندت إليها النسخة الأولى من القرار.
-وثانيهما تقرير الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون عن القرار 1559 الذي أعده المبعوث الدولي تيري رود-لارسن، وهو أتى في سياق الاستهداف المستمر لـ "حزب الله" والمقاومة.
إن التزامن بين هذين العنوانين مريب من دون أدنى شك، ذلك أن ثمة غرفة عمليات دولية - لبنانية سوداء أعادت تحريك هذين الملفين بتوقيت واحد، بغية الإفادة من زخم الأحداث الحاصلة في المنطقة بهدف التصويب على المقاومة في لبنان وعلى دمشق الداعم الأول والرئيس لهذه المقاومة.
ولفت الى أن هذا التناغم الدولي في غاية الخطورة لأنه يخفي بالتأكيد خطوات مقبلة تستهدف لبنان بالتزامن مع المؤامرة ضد سوريا، بحيث تسعى غرفة العمليات السوداء الى تزخيم عملها المؤامراتي وفي ذهنها أنه في إستطاعتها توظيف المؤامرة ضد سوريا والإستهداف المستمر للمقاومة في سياق مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي أعادت جهات إسرائيلية بالتواطؤ مع البعض في الإدارة الأميركية وخصوصا في وزارة الخارجية، إحياءه ظنّا منها أن التطورات في الإقليم العربي ستساعدها على تحقيق هذا المشروع.
إن المخططات الدولية المستمرة بلغت في هذه المرحلة مفصلا خطرا لا بد من القوى الوطنية في لبنان وسوريا التصدي له بحسم وحزم وإسقاطه تماما كما أسقط قي تموز 2006.
سركيس ابوزيد