ارشيف من :أخبار اليوم
المقتطف العبري ليوم الجمعة: حرب الجنرالات.. مناكفات فظّة
عناوين الصحف وأخبار وتقارير ومقالات مترجمة من صحافة العدو
صحيفة "يديعوت احرونوت":ـ مخيف (حادثة طرق رهيبة تذهب ضحيتها عائلة كاملة).
ـ عوفري تبقت بلا أحد.
ـ عدالة متأخرة.. جون دمينيوك يُدان بقتل عشرات آلاف اليهود ويُحكم بخمس سنوات سجن في المانيا.
ـ استقلال مع سلمون: وزير الدفاع يطلق حزب "الاستقلال" وينتخب رئيسا بالاجماع.
ـ هذا الصباح: تأهب النكبة.
ـ ارتفاع في تهريب السلاح الى غزة.
ـ اعترافات عقل خطير (ابن لادن).
صحيفة "معاريف":
ـ عدل متأخر في المانيا.. مذنب.
ـ الكشف عن خطة لتحصين المستوطنات بمليار شيكل.
ـ إبن، أب، أم، جد (قتلى حادثة طرق).
ـ بُريء في القدس، أُدين في ميونيخ.
ـ حملة نتنياهو الاعلامية: 7 ناطقين الى واشنطن.
ـ لحظة الحقيقة (يوم النكبة).
ـ باراك: نحن نقيم حزبا سيكون مناهضا لـ "سياسة السوق".
صحيفة "هآرتس":
ـ جون دمينيوك يُحكم خمس سنوات سجن في المانيا.
ـ الأبوان، الابن والجد يُقتلون في حادثة طرق في العربة.
ـ عشرات آلاف المسافرين يتضررون من الاضراب المفاجيء للقطار.
ـ فياض: "لا تسألوني عن ايلول".
ـ قانونيون: للمحكمة في لاهاي ستكون الصلاحية لمحاكمة كل جندي في الضفة، اذا ما اعتُرف بالدولة.
ـ الجيش الاسرائيلي سيتصدى ليوم النكبة كاستعداد للاعلان في الامم المتحدة.
ـ نبيل شعث: "أبو مازن يُعد بدائل لحالة "الآخرة"".
ـ مثقفون فلسطينيون يتحفظون من خطوة السلطة: "الخطوة ترمي الى إسكات آراء مضادة لحل الدولتين".
صحيفة "اسرائيل اليوم":
ـ الجد، الأبوان والحفيد قُتلوا.
ـ إدانة دمينيوك بالمساعدة في قتل 28.060 يهوديا.
ـ العدالة تتم – متأخرة.
ـ استعدادا ليوم النكبة: حالة تأهب مشددة في الحرم.
ـ أبو مازن سيكون رئيس الوزراء ايضا.
أخبار وتقارير ومقالات
استعدادُ مكثّف ليوم النكبة وصلاة يوم الجمعة ـ قيِّد الدخول إلى جبل الهيكل المصدر: "موقع نعناع الاخباري"
" أكملت شرطة إسرائيل هذا الصباح (الجمعة) استعداداتها تمهيداً لصلاة الجمعة في جبل الهيكل وتمهيداً للذكرى السنوية الـ63 ليوم النكبة" الذي يصادف يوم الأحد المقبل. وخوفاً من أن تفتتح الصلوات بأحداثٍ عنيفة، ستنتشر قوات معززة في أرجاء القدس ويقيّد دخول مصلين مسلمين إلى جبل الهيكل.
في إسرائيل يقدرون أن الأحداث لن تتحوّل إلى أعمال شغبٍ عنيفة لكنهم لا يجازفوا حتى الآن. رجال شرطةٍ وجنود حرس الحدود سينتشرون من ساعات الصباح في شرق القدس وفي أزقة المدينة القديمة وسيحافظون على النظام وعلى الأمن. غرفة قيادة أمامية ستقام في موقع الحائط الغربي وفي المقابل سيتجوّل قائد محافظة القدس الجديد، النقيب نيسو شحام، بين القوات.
ستعزز طواقم خاصة القوات في ممرات الدخول من المناطق إلى القدس وسيعزز تفتيش السيارات التي تدخل إلى المدينة. الدخول إلى جبل الهيكل يُسمح فقط لحاملي الهويات الزرقاء، من عمر 45 وما فوق. دخول النساء يسمح في كل الأعمار.
في يوم النكبة يحتج الفلسطينيون ضد الترحيل الذين جربوه، بحسب ادعائهم، خلال حرب الاستقلال. يوم الأحد الساعة 12:00 ستعلن صفارة في محطات الراديو المحلية وبمكبرات الصوت من منطقة قبر الرئيس السابق، ياسر عرفات، ستخرج مسيرة جماهيرية باتجاه ميدانٍ أساسي في رام الله، بمشاركة فلسطينيين من الشتات، بمن فيهم لاجئين من سوريا، من الأردن ومن لبنان.
"لتقليص النشاطات، إسرائيل تريد دهورة الوضع"
التحضيرات الخاصة استكملت على خلفية دعوة شبان فلسطينيين القيام بمسيراتٍ شعبية باتجاه المستوطنات والنقاط الأمنية التابعة للجيش الإسرائيلي. أعلن عدد من المنظمات عن استعدادهم لتنظيم, يوم الأحد, مسيراتٍ شعبيةٍ كبيرة تتوجه نحو الحدود مع قطاع غزة كإشارة تعاطفٍ مع الشعب الفلسطيني. وزارة الداخلية المصرية توجّهت للجمهور وطلبت منع هذه المسيرات.
وبخلاف هؤلاء الشبان, فقد طلب عناصرُ أكثر اعتدالاً تقليص النشاطات إلى أواسط المدن ومعسكرات الفلسطينيين. وهذا، خشيةً من اندلاع مواجهاتٍ مع قوات الجيش الإسرائيلي، الإجراء الذي تستغله إسرائيل، بحسب كلامهم، لتصعيد الوضع الأمني".
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
حرب الجنرالات ـ مناكفات فظّة
المصدر: "هآرتس ـ عاموس هرئيل"
" إن دعوى التشهير التي تقدّم بها الناطق باسم الجيش سابقاً، أفي بنياهو، ضد وكالة الإعلان "مكان أريكسون" وصحيفتي "هآرتس" و"يديعوت أحرونوت" هي تطوّر إضافي، جانبي، في قضية وثيقة هرباز. وفي حين أن المعركة بين ايهود باراك وغابي أشكنازي ستُحسم في النهاية وفق نتائج الإجراءات الأساسية ـ تحقيق مراقب الدولة في القضية والحكم المتوقع للمقدم (احتياط) بوعاز هربازـ هناك أهمية أيضاً للأمور التي تحدث الآن في قنوات مزدوجة. إحداها هي المرافعة التي يجريها بنياهو، والتي قُدّم في إطارها أمس دفاعاً (مرافعة) خطيراً من جانب "مكان أريكسون".
وكما كل أمر آخر في هذه القضية، أيضا فإن المشاجرة بين بنياهو وايلان شيلواخ، رئيس مجموعة مكان أريكسون يسرائيل، تمت بنبرات عالية وحادّة. وما أسخط بنياهو الإعلان الذي نشر في الصحف، مع إلغاء تعيين الجنرال يوآف غالنت رئيساً لهيئة الأركان العامة. وقد اتهم الإعلان أشكنازي، بنياهو وضباط آخرين بمحاولة انقلاب فاشلة وبإحباط مقصود لتعيين غالنتـ هذا الادعاء الذي كتب بواسطة صحافيين واتخذ بحماسة في محيط وزير الدفاع باراك.
هذا، وأُعدت خطوة بنياهو لتصفية حساب مع مهاجميه في وسائل الإعلام ولدحض ادعاءاتهم إزاءه. وبعد سنوات من المجاملات الكثيرة في الصحف، حاز الناطق السابق في الواقع على سيل (دُشّ) من الانتقادات والتشهير بعد تفجّر القضية. وفي الوقت ذاته، يحاول بنياهو التحقق من هوية من يقف خلف الإعلان، الذي يحمل توقيع "مواطنون لا يعرفون غالنت شخصياً".
ويبدو في الظاهر، أنه كان بإمكان أفراد "مكان" الاكتفاء في ردهم على الدعوى بالحجة القضائية النظيفة: لماذا، برأيهم، ليس هناك مبرر قضائي لكشف صاحب الإعلان. ليس هذا ما قاموا به. وقد خُصص قرابة الـ20 عامود لرسائل الدفاع لتوسيع بارز للادعاءات الأصلية من الإعلان وفي محاولة لارتكازها على معلومات إضافية. من بين الأمور، يدعي "مكان" بأن بنياهو "عمل كخبير المناورات" لمجموعة الضباط، وأنه "أدار برنامج تحريض واسع النطاق ضد باراك وغالنت" وأنه عمل "على تهديد" محققي أشكنازي.
وتحصل المناكفات القضائية، في أساسها، غالباً بصيغٍ عنيفة وفظّة. الكلام صحيح بسبعة أضعاف في قضايا التشهير، حيث مستوى الانفعال فيها منافس لقضايا الطلاق. ورغم ذلك، يبرز من صيغة طلبات الدفع على الأقل قضيتين مثيرتين: الأولى: الآن هذا هو "مكان أريكسون"ـ ليس فقط زبائنه المجهولينـ الذي أدخل نفسه إلى قلب المواجهة المستعرة، يتهم أشكنازي وبنياهو بمحاولة انقلاب فاشلة، ويعرض ادعاءات مماثلة ضد رئيس هيئة الأركان العامة السابق والناطق باسمه. الثانية: وترسل المدعى عليها هنا نوع من التحذير للمدعي. إذا لم تسقط الدعوى، لُمّح، سينسحب النقاش إلى كل جوانب القضية وفيها ما سيكون غير مريح لمعسكر أشكنازي.
إلى ذلك، تواصل قضية هرباز بالتدحرج. ومن المحتمل أنه بالنسبة لمعظم قراء الصحف، هذه مسألة منسية جزئياً، التي حدثت له في مكان ما في فترة اختلالـ تاريخي، في الصيف الماضي. ولكن من ناحية المتورطين بها، وباراك وأشكنازي على رأسهم، فإن القضية لا زالت حيّة ومستمرة. وهم سيواصلون التنازع بشأنها، بكامل النشاط، بعيداً إلى الصيف القادم".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"مسؤولون إسرائيليون يصلون إلى القاهرة لمناقشة صفقة شاليط"
المصدر: "اسرائيل اليوم ـ دانيئيل سيريوتي"
" أفادت الوسائل الإعلامية في مصر والصحيفة العربيّة "الحياة" الصادرة في لندن أمس عن احتمال وصول وفد من المسؤولين الإسرائيليين قريباً إلى القاهرة للمشاركة بسلسلة جلسات في ما يتعلّق بصفقة تبادل الأسرى التي يبلورها مسؤولو الاستخبارات المصريّة الذين يتوسّطون بين إسرائيل وحماس.
وجاءَ في التقارير أنّ مسوّدة الصفقة ترتكز على عرض إسرائيل الأخير بحسب ما قُدِّمَ للوسيط الألماني قبل عدّة أشهر والذي تمّ رفضه مِن قِبَل مسؤولي مكتب حماس السّياسي.
هذا وقال نوعام شاليط أمس إنّه لم يتمّ إطلاع العائلة مِن قِبَل أيّ جهة رسميّة حول تقدّم في الاتّصالات للإفراج عن غلعاد. وأضاف "نحن لا نعوّل على ما يُنشَر في الإعلام في إسرائيل والخارج".
وفي غضون ذلك خلافاً للأنباء التي نُشِرَت في الأسبوع الماضي والتي تربط المحامي يتسحاق مولخو المستشار الخاص لرئيس الحكومة نتنياهو بالمفاوضات في موضوع شاليط,
أوضح أمس مسؤول رفيع في مكتب رئيس الحكومة أنّ سفريات مولخو إلى مصر غير مرتبطة بالموضوع".
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
الشاباك: الثورة المصرية أدت إلى زيادة في تهريب الوسائل القتالية إلى غزة
المصدر: "موقع الجيش الاسرائيلي"
" حذّر الشّاباك اليوم امس الخميس من تزايد نطاق ظاهرة تهريب الوسائل القتالية إلى قطاع غزّة، للمنظمات الإرهابية.
وفقا للشّاباك، فإن الخط الذي يؤمّن إدخال الوسائل القتالية المهرّبة إلى قطاع غزة بسهولة نسبيّة يمرّ بسيناء، حيث يعيش المهرّبون الذين يعملون بالتهريب لتأمين معيشتهم.
احتمال التّهديد لإسرائيل، حيال دخول وسائل قتالية " قياسيّة " ونوعيّة إلى القطاع، يتزايد إزاء حقيقة أنه بسبب تغيير السلطة، فإن الانتشار المصري في سيناء ليس كبيرا، وهذا ما يسمح للمهرّبين في سيناء بالعمل بحريّة تقريبا.
يذكر التقرير بأن ظاهرة تهريب الوسائل القتالية، التي تزايدت بعد انتهاء عمليّة " الرصّاص المسكوب "، مبنيّة على رغبة منظّمتي حماس و" الجهاد الإسلامي " الإرهابيّتين بالحصول على سلاح قياسيّ " نوعيّ"، يمكّنهما من تحقيق إنجاز معرفيّ مهم في المواجهة المستقبلية مع إسرائيل. سواء من خلال إلحاق ضرر أكبر بالجبهة الداخلية الإسرائيلية ( وبشكل عام، زيادة مدى الصّواريخ) أو من خلال المواجهة الميدانية مع الجيش الإسرائيلي.
ويشيرون في الشّاباك إلى أن إيران تقود مسعى التسلّح، لأنها مهتمّة بتعميق تأثيرها في المؤسّسة الفلسطينيّة وفي أوساط المنظّمات الإرهابيّة الفلسطينيّة، وهي تعبّر عن دعمها لمعسكر "المقاومة" بتأمين سلاح قياسيّ "نوعيّ" للمنظّمات الإرهابية. يشير التقرير إلى أن خط التّهريب الأساسي لنقل وسائل قتاليّة إلى غزّة يعتمد على ممرّ من إيران إلى السّودان، ومن السّودان إلى مصر ـ سيناء وقطاع غزة. " إيران متوّرطة مباشرة في تأمين السّلاح وفي النّهاية نقله وإيصاله إلى القطاع".
يشيرون في الشّاباك بأنه بدءا من العام 2010 وفي هذا الخط هُرّبت إلى القطاع مئات كثيرة من الصّواريخ القياسيّة ( معظمها بأمداء طويلة تبلغ 20 و40 كلم)، نحو ألف قذيفة هاون، عشرات (معدودة) من مضادّات الدّبابات، أطنان من المواد المتفجّرة (تي أن تي) القياسيّة ومن المواد الأولية لصنع مواد متفجرة. ويوضح التّقرير بأنه في منطقة سيناء، التي تستخدم كمحطّة أخيرة قبل إدخال السّلاح المهرّب إلى القطاع، تعمل بُنىً أساسية محلية من المهرّبين، معظمهم من البدو الذي يسكنون في سيناء، ويعتمدون على التهريب كمصدر أساسي لكسب العيش. هذه البُنى الأساسية تعمل على شراء السّلاح ونقله من الحدود المصرية –السودانية حتى الحدود مع القطاع.
وفقا للشاباك، قبل أعمال الشّغب وتغيير السلطة عملت مصر على منع تهريب السلاح، من خلال تقديم مشاريع هندسية على الحدود مع القطاع، مثال " الجدار الفولاذي" تحت الأرض (والذي لم ينته بناؤه بعد) وتشكيل أجهزة التحسّس. النشاط المصري لم يقلّل نطاق تهريب السلاح إلى القطاع، بسبب صعوبات تقنية بشكل أساسي. واليوم يتوجّه اهتمام السلطة المصرية نحو استقرار النظام الجديد، الأمر الذي يسهّل المهمّة على المهرّبين في سيناء".
ـــــــــــــــــــــــــــ
تدشين سرب الإطفاء باسم إلعاد ريبان
المصدر: "معاريف ـ إيلي بردنشتاين"
" دشّن رئيس الحكومة, بنيامين نتنياهو, هذه الليلة (الخميس) سرب الإطفاء الجوي الجديد لدولة إسرائيل, في احتفال أقيم في قاعدة سلاح الجو في سديه دوف. وفقا لكلام نتنياهو, كان لدى إلعاد ريبان, الذي قتل في كارثة الكرمل, حبيبان كبيران: "فقد حلم بالسماء, وذهب إلى النار. إقامة السرب يدمج بين أحبائه".
وقد حضر في الاحتفال كل من وزير الداخلية, إسحاق أهرونوبيتش, قائد سلاح الجو, اللواء عيدو نحوشتان, مندوب الإطفائية القطري, الضابط شاحر أيالون, رئيس شركة ألبيت معرخوت, السيد يوسي أكرمن ووالدة إلعاد ريبان, السيدة تسافيا ريبان.
السرب الذي دشن هذه الليلة, يعد سبعة طائرات من نوع Air Tractor Fـ802, كل واحدة منهن قادرة على سحب حوالي 3000 ليتر من مياه والطيران لثلاث ساعات دون أن تزود بالوقود. وسوف يكون السرب منتشرا في قاعدتين, في شمال البلاد وجنوبها".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
الكشف عن خطة لتحصين المستوطنات بمليار شيكل
المصدر: "معاريف – عميحاي أتالي"
" لاول مرة في تاريخ المشروع الاستيطاني في يهودا والسامرة، يبلور جهاز الامن جوابا دفاعيا شاملا ومرتبا يرمي الى منع تسلل مخربين الى البلدات. ورفع الجيش الاسرائيلي مؤخرا الى وزارة الدفاع مطالب الخطة، بكلفة مليار شيكل، بهدف تعزيز وسائل الحراسة والتحصين في البؤر الاستيطانية وفي المستوطنات، بما فيها البؤر الاستيطانية غير القانونية. وانطلقت المبادرة الى حيز التنفيذ في أعقاب العملية في ايتمار والتي قتل فيها قبل نحو شهرين خمسة من ابناء عائلة بوغل.
فور المذبحة الباعثة على الصدمة خشوا في المستوطنات وفي البؤر الاستيطانية في يهودا والسامرة من موجة جديدة من العمليات. وبدأ العديد من السكان يحصنون أنفسهم بل وتزود بعضهم بكلاب هجومية.
وافاد مصدر أمني صحيفة "معاريف" أنه منذ عملية القتل يتنقل ضباط الدفاع اللوائي في قيادة المنطقة الوسطى بين مسؤولي الامن في المستوطنات ويستطلعون معهم الاحتياجات الامنية ونقاط الضعف في حماية كل مستوطنة. وبالتوازي فور التحقيق الاولي، بدأوا في قيادة المنطقة الوسطى ببلورة خطة شاملة لتحصين كل السكان خلف الخط الاخضر.
كلفة الخطة تبلغ نحو مليار شيكل، وفي الايام الاخيرة رفعت الى وزارة الدفاع لغرض التمويل. ومع ذلك، قدر مصدر امني بان كلفة الخطة ستبلغ في نهاية المطاف مبلغا أقل.
وحسب الخطة الجديدة، ستخاط "بدلة تحصين" في يهودا والسامرة فيما أن الهدف الاساس هو منع المخربين من التسلل الى المستوطنات دون أن يكتشفوا. اما اليوم فلا يوجد أي توحيد لوسائل الدفاع التي تتجهز بها المستوطنات المختلفة.
في قسم من المستوطنات ينصب سياج ذكي يحذر من كل لمس له، في بعض آخر يوجد سياج عادي وفي غيرها لا يوجد أي سياج. اضافة الى ذلك ففي بعض المستوطنات توجد وسائل تستند الى رادار تلحظ وتخطر بكل حركة في المنطقة توجه اليها. في ايتمار بالذات نصب سياج ذكي أطلق عدة اخطارات بلمسه في ليل العملية. ورغم ذلك لما كانت الحيوانات تحدث اخطارات عديدة كل يوم، فان من يقوم بدورية الامن المدنية الذي استدعي الى المكان لم يستدعي الجيش الاسرائيلي كونه اعتقد بان هذا اخطار عابث مرة اخرى. وكجزء من دروس العملية، ستتضمن خطة التحصين الجديدة وسائل هدفها منع تكرار حالة مشابهة.
ينبغي التشديد على أنه لاول مرة ستتضمن الخطة رزم تحصين متطورة للبؤر الاستيطانية، بما فيها تلك التي تعتبر غير قانونية. وقال مصدر عسكري أمس لـ "معاريف" أن "مهمة الجيش هي حماية الجنود وكل المواطنين، ولا يوجد أي فرق أين يسكنون".
أما الناطق بلسان الجيش الاسرائيلي فعقب قائلا: "في هذه الايام تجري دراسة للموضوع من أجل تقديم جواب أمني لسكان يهودا والسامرة".
وجاء من وزارة الدفاع التعقيب التالي: "في اطار العمل الجاري للجيش الاسرائيلي ووزارة الدفاع لتعزيز عناصر الامن في مستوطنات يهودا والسامرة اعدت خطة لتعزيز هذه العناصر. وقد عرضت الخطة على وزارة المالية ونحن نأمل بان تخصص الميزانية التي ستسمح بتنفيذ الخطة في أقرب وقت ممكن".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا يضحك ولا يصمت
المصدر: "يديعوت احرونوت ـ امنون ابراموفيتش"
" في الشهر القادم سيمكث في معاهد اكاديمية في امريكا زميلا بحث – رئيس هيئة الاركان السابق غابي اشكنازي ورئيس "أمان" السابق عاموس يادلين. وقد نظم الاثنان استعدادا لسفرهما الى الخارج فكاهات للطريق ونكتا خاصة. احدى النكت المضحكة هي أنه عندما تخرج وزارة الخارجية الامريكية مع خطة سياسية للشرق الاوسط سيوجد هنا في اسرائيل من يقول إن أيديهم كانت هي العليا. والنكتة الثانية أقل إضحاكا: ذات صباح سيستيقظوا من نومهم ليعلموا من وسائل الاعلام الامريكية أن "الزوجين" (نتنياهو وباراك) فعلا ذلك. هاجم "الزوجان" ايران!.
مئير دغان رئيس الموساد السابق لن يسافر الى واشنطن. دغان باقٍ في البلاد لهذا لا يبيح لنفسه أن يضحك. وربما بسبب ذلك لا يستطيع أن يبيح لنفسه ان يصمت.
قال دغان إن مهاجمة ايران ستكون أمرا "غبيا". وقد عدّ أضرار هذا الهجوم وكوارثه. ووضع علامة سؤال على القدرة على تنفيذه بنجاح. وقد قال على العموم: "عندي شكوك في قرارات مصيرية تُتخذ في الدولة".
ليست هذه المقالات التي تُسمع من فم رئيس الموساد أمرا عاديا ولا أمرا يُستهان به. حاول دغان، لاول مرة علنا، أن يعوق نتنياهو وباراك. وليس هذا سليما ولا رسميا ولا مهذبا ايضا. لم يكن دغان قط رجل تهذيب وأدب لكن يُخيل إلي أن ما يبعث كلامه هو الخوف الحقيقي، ويُخيل إلي أن الاستخفاف بنتنياهو وباراك قد صرخ من النص.
يقود نتنياهو وباراك سياسة تحاول ان تهب للعالم شعورا بالذعر. يحاول باراك الآن أن يتنحى قليلا، ويصعب أن نعلم عنده أذلك حقيقي أم وهمي فقط. بعثا شعور الذعر بالتهديد بالعمل بالقوة في ايران. إن التهديد باستعمال القوة هو أداة الضغط. وها هو ذا رئيس الموساد قد جاء، وليس الحديث عن مجرد رئيس موساد بل عن واحد كسب لنفسه مكانة دولية، ويعوق أداة الضغط ويعترض على القدرة ويهزأ بالسياسة ايضا، ولا شك أن دغان قد أضر بشعور الذعر حتى دون الرد الإيراني الذي تبنى كلامه بحرارة وتحدٍ.
سيجار وويسكي ومصير الأمة
ليس للصحفيين أن يقرروا هل تجب مهاجمة ايران أم لا، وليس لنا أن نُقدر نتائج هذا الهجوم، وكذلك نتائج الامتناع عن الهجوم. لكن نقاء الضمير والتقديرات وطريقة اتخاذ القرارات تقتضي المتابعة والتناول.
أحد الأفعال التي كانت كذلك كان قبل بضعة اشهر في يوم جمعة حسن جميل، دُعي رئيس هيئة الاركان غابي اشكنازي فيه الى بيت رئيس الحكومة في القدس. التقى هناك نتنياهو وفي يده سيجار وعلى مائدته كأس ويسكي، وباراك وفي يده سيجار وفي يده الثانية كأس ويسكي. في هذا المقام رغب "الزوجان" في أن يُجريا مع رئيس الاركان مباحثة استراتيجية حاسمة. من غير مستشارين عسكريين ومن غير طابعة ومن غير تسجيل وتوثيق. بعبارة اخرى، إن دولة اسرائيل ومصيرها بلا شهود، اذا استثنينا السيجار والويسكي والساعة الـ "فاتيك – فيليب" على ذراع أمن وزير الدفاع.
هل تريدون قصة اخرى؟ تفضلوا: ذات يوم التقى نائب رئيس الحكومة ووزير الداخلية، ايلي يشاي، رجلا عسكريا رفيع المستوى جدا. اعتزل الاثنان جانبا وبدءا يتناجيان. في اثناء تناجيهما قال يشاي: "أنا مصدوم، قالوا لنا في السباعية إن موقفك معاكس تماما لما تقوله لي الآن. لماذا لا يدعونك الى السباعية؟". أجاب الضابط رفيع المستوى: "لا يدعونني كي يستطيعوا الاستمرار في تضليلكم".
اهود باراك حمامة حقيقية معللة. قليلون هم الاشخاص القادرون على أن يصوغوا على نحو مقنع جدا ما هو مرفوض في حرب مبادر اليها، وما هو سيء في ضربة ردعية، ولماذا لا يجوز لنا أن نخرج للحرب إلا حينما لا يكون لنا مناص، وعندما تغلق النافذة ويُسد الأباجور.
اذا كان الامر حسنا الى هذا الحد فلماذا هو سيء الى هذا الحد؟ ما الذي حدث في الشأن الايراني؟ اجل، إن اشخاصا لا تستهويهم ايضا نظريات المؤامرة ومن لا يرون ظل المؤامرات وكأنها مؤامرات، يرتابون في ان باراك قد تبلبل هذه المرة: انه قد ائتلفت عنده ربما على غير علم، قضية وجودية وقضية سياسية ومسألة استراتيجية مع مسألة شخصية.
نتنياهو، بخلاف باراك، يؤمن من أعماق قلبه بأن السنة هي سنة 1938 وبأن احمدي نجاد هو هتلر وأنه لا ينقص المعادلة سوى تشرتشل. وهو على يقين من قدرته على تأدية دور تشرتشل. بالمناسبة، هو يعرف التمثيل. لو أُنشئت لجنة بحث يُطلب اليها اعداد ممثل وفنان لمنصب رئيس الحكومة لكان الاول بلا ثانٍ. على كل حال سيعتقد ان الذرة في ايران تُعرض دولة اسرائيل لخطر واضح مباشر، وكذلك الشعب اليهودي ومجاله كله. قد يكون على حق. لكنني أصغر عن البت في ذلك.
أخذ باراك خوف نتنياهو وألبسه تلاعبه وبهذا ضمن لنفسه بقاءا سياسيا.
إن العقد بين نتنياهو وباراك قد أقر ما يلي تقريبا: أنت تعطيني ايران وأنا أعطيك حل الدولتين أو ما تم تعريفه عند وسائل الاعلام بأنه "يتسهار مقابل بوشهر"، وجلعاد شليط. في الوقت الذي كتبت فيه هذه السطور كانا لا يزالان يفيان بالتزامهما المزدوج.
في الاسبوع الماضي أُجري لقاء صحفي مع باراك في ملحق صحيفة "هآرتس". كان لقاءا محرجا. شعرت عند قراءتي كلامه بعدم الارتياح وكيف يتحلل فجأة من الشأن الايراني وكيف يموضع نفسه والآخرين بالنسبة اليه في المجال العام من بن غوريون الى الجنوب. وكان هناك أكثر من هذا. لست أذكر نصا سياسيا فاسدا وركيكا الى هذا الحد، ومذكرة تهاوي قيم. قبل 12 سنة عشية انتخابه لرئاسة الحكومة أوضح في مقابلة صحفية مع الملحق نفسه ما هي الرسالة العامة ولماذا يجب على انسان ان يعيش من اجل شيء ما أكبر من نفسه. وها هو ذا الآن ينظم قصيدة طمع وسخرية لكن بفصاحة.
في الوقت القريب سينشر مراقب الدولة لندنشتراوس تقريرا في شأن الاموال التي جمعها باراك ونقلها الى بناته. ما يزال نشر التقرير محظورا، لكن الحيلة الدعائية التي تقول انه سيتم الحديث هناك عن خلل تقني وفساد رسمي لا تساوق الحقائق. سأقول هذا فقط: لو أنني كنت محامي افيغدور ليبرمان لمضيت الى مساءلة وفي احدى يدي ملف ليبرمان وفي اليد الثانية مفاجأة – هي ملف باراك. وكنت أعترف باسم موكلي الوزير ليبرمان، أعترف بكل شيء ثم أحول وجهي وأقول: يا سيد فنشتاين ويا سيد لدور، يا رفاقي العلماء، الآن بعد ان اعترفت بكل شيء أوضحوا لي من فضلكم: ما يوم من يومين؟ وما ابنة من بنات؟ وما ملف من ملفات؟ لماذا يعفى عن وزير الدفاع ويوصم وزير الخارجية؟.
انهم يخافون
إن ضربة مبادرا اليها وضربة منعية للجمهورية الايرانية وتوابعها في المنطقة تقتضي استعدادا جيدا قبل ذلك للمجتمع الاسرائيلي لاختبار قوة طويل. كانت تدريبات سلطة الطواريء الوطنية ترمي الى تقارير مراقب الدولة أكثر مما ترمي الى هدف. إن تنسيق الرقابات الدنيا والعليا وتخييل اوضاع الطواريء في الجبهة الداخلية يناسبان محاضر الجلسات ويناسبان الواقع أقل من ذلك.
مع عدم وجود اعداد حقيقي للجبهة الداخلية، يُحكم على الجيش أن يحجز بين المستوى السياسي وبين فعل الحماقات. أظهر رئيس هيئة الاركان بيني غانتس قبل ان يتم تعيينه موقفا قيميا والسؤال هل يبدو بعد ذلك عجلا ليّنا. وقف اشكنازي بجرأة في وجه المستوى السياسي وهو شيء منحه ايضا تقدير الرئيس شمعون بيرس الذي صنفه باعتباره أكبر رؤساء هيئة الاركان في جيلنا.
الآن يخشى رئيس الدولة ويخاف اعضاء في السباعية، ويرهب مسؤولون كبار في اجهزة الأمن سابقون في السياسة وصحفيون مطلعون على الأسرار. يجب أن نعترف بأن نتنياهو أحسن توقع المستقبل وتحققت رؤياه وهي انهم يخافون".
ـــــــــــــــــــــــــــــ
أربع ملاحظات على الوضع
المصدر: "هآرتس ـ يوئيل ماركوس"
" 1ـ ليس من الفظيع حقا ان تكون مظاهرة يوئيل شليط وخليلته قد تمت على مرأى من جميع الأجلاء في المراسم المركزية ليوم الاستقلال. فألم عائلة شليط مفهوم لكل مواطن في الدولة. يتساءل المواطنون، كيف لا تنجح هذه الدولة التي نجحت في الوصول الى مغنية في دمشق، والمبحوح في قطر، وآيخمن في الارجنتين، و"المهندس" في غزة، الذي فجر مطاعم وحافلات في اسرائيل، والى منفذي اعمال قتل الرياضيين في ميونيخ – كيف لا تنجح في الكشف عن المكان الذي أُخفي فيه جلعاد شليط. أين الحيل؟ وأين الاستخبارات؟ إن رئيس "الشباك" التارك عمله يوفال ديسكين يعترف حقا بالفشل الاستخباري. وقد استهلكت امريكا العظمى التي صبت ملايين الدولارات، عشر سنين حتى أمسكت باسامة ابن لادن. والسبب الحقيقي الذي جعلهم يغتالونه فورا بلا محاكمة وبلا قبر هو انهم خافوا ان تختطف القاعدة امريكيين وتطلب "تبادلا"، وبذلك كان النجاح يصبح فشلا. إن التجربة المرة لنحشون فاكسمان الذي اغتيل خلال تخليصه تطاردنا. ما تزال قيمة الحياة عندنا مقدسة حتى من اجل انقاذ حياة. أليس أفضل أن نكون ذوي صبر ونحصل على جلعاد شليط حيا؟
2ـ تحدث رئيس الموساد المتقاعد مئير دغان مرتين معارضا هجوما مدبرا على المنشآت الذرية في ايران. مرة عندما قال ان ايران لن تبلغ القنبلة قبل 2015، أي بعد ثلاث سنين من التقدير الاسرائيلي الرسمي. ومرة اخرى علنا بعد ان تحرر من منصبه، عندما أعلن ان الهجوم على ايران هو في أساسه فكرة غبية، "لسنا شرطيي العالم". يثير العناية ان محاربين قُساة خاصة مثل اريك شارون ورفول وكلاهما وزير في حكومة بيبي الاولى، قد أعاقا آنذاك فكرة رئيس الحكومة ان يستعمل وسائل معدة ليوم القيامة، في حال هجوم ثان في العراق. قال لي شارون آنذاك شخصيا ان المحاربين القاسيين خاصة كانا يعارضين حتى "فحص الموضوع" لئلا تعاقبنا امريكا. والسؤال لماذا وجد مئير دغان حاجة الى المعارضة الآن خاصة؟ أيعلم شيئا لا نعلمه؟ أو ربما لا يتكل على تقدير اولئك الذين وُكلت اليهم القيادة اليوم؟ إن دغان محارب شجاع لكنه ذو حساب، وإن مجرد قوله يجب ان يثير قلقا. بل ان الموقع أعلاه الصغير كان منذ زمن يرى ان "الخامنئيين" وهم حكام ايران الحقيقيون هم الذين سيقطعون يد المجنون الصغير احمدي نجاد اذا اقترب من أزرار الاطلاق.
3ـ بعد مدة طويلة سكت فيها اهود باراك وبدا في الأكثر يهمس في الكنيست في أذن بيبي وهو يخفي بأصابعه فاه كي لا يقرأوا شفتيه، خرج فجأة مع طوفان من المقابلات الصحفية العلنية في الراديو والتلفاز ووسائل الاعلام المكتوبة وفي أحاديث خلفية مع كبار المحللين. يُسكن نفوسنا بأنه لا يوجد تهديد بالعمليات لاسرائيل برغم ما يحدث حولنا. لكن "مع ذلك هناك أخطار ما وعلينا ان نكون يقظين". قبل أن تنشب الاضطرابات في سوريا بأيام قال باراك ليارون ديكل في "كله كلام"، ان رئيس سوريا مستعد لان يزن تسوية سياسية. وقال في مقابلة في الراديو مع أريه غولان انه يقترب منا تسونامي مع تحذيره بأنه يجب علينا ان نكون أقوياء. ماذا كانت تقول تسيبي لفني في ذلك؟ "رائع". ويقول لأيلاه حسون انه يجب الرد "من الرأس لا من البطن". عندما نربط موجة مقابلاته الصحفية وفيها مقابلته الآسرة مع غيدي فايتس في صحيفة "هآرتس"، يثور سؤال ماذا حدث؟ إن التسونامي هو الذي "حدث". تسونامي استطلاعات الرأي التي لا يجتاز فيها باراك نسبة الحسم.
4ـ لا أحب أن أورط نفسي مع نساء الرؤساء ورؤساء الحكومة برغم أن واحدة منهن نبزتني بنبز قبيح، وألغت اخرى المشاركة في صحيفة "هآرتس" بسبب مقالة لم تحبها وردت زوجة رئيس في غضب إثر انتقاد وجهته على قبعة فرو ثمينة ابتاعتها في نيويورك. واشياء اخرى هنا وهناك. لكنني لم أمس قط "سارة زوجته". حتى عندما طلبت في احدى زياراتها الاولى للندن ان يُكتب في الدعوات للاحتفالات المختلفة بجانب اسم زوجها صفة "مدام رئيس الوزراء". زعم رئيس المراسم البريطاني انه "كانت عندنا في بريطانيا مدام رئيس وزراء واحدة فقط هي "المرأة الحديدية" مارغريت تاتشر". والحقيقة ان عندنا ايضا امرأة حديدية لكن ليس يجب ان يعرف العالم كله بذلك".
ــــــــــــــــــــــــــــــ
ايلول خلف الزاوية
المصدر: "معاريف ـ بن كاسبيت"
" تصريحات مئير دغان في نهاية الاسبوع الماضي صنعت عناوين أساسا في موضوع النووي الايراني. ولكن دغان تحدث عن أمور كثيرة اخرى. في ختام حديثه طُلب اليه التعليق على سلوك اسرائيل في المنطقة فاجاب دغان: "الفلسطينيون لا يهمونني ولا مشاكلهم تهمني هي ايضا. ما يهمني هو ما الذي تريده اسرائيل. والحقيقة؟ نحن لم نحدد لانفسنا ماذا نريد. السلام ليس هدفا. المهم هو ضمان بقاء الشعب اليهودي. عندي شك بالنسبة لقرارات مصيرية تتخذ في اسرائيل" ("هآرتس"، يوم الاحد).
هذه الأقوال، لرئيس الموساد المنصرف، ليست اقل من قنبلة. من يعرف دغان يعرف بان الرجل يضن بالكلام، يبتعد جدا عن الاضواء، مخلص وموضوعي. وعندما يوجه نظرته الى القيادة السياسية، بعد ثماني سنوات ناجحة في رئاسة الموساد، ويقول ان عملية اتخاذ القرارات في دولة اسرائيل تثير فيه الشكوك، ويربط ذلك بـ "بقاء الشعب اليهودي"، ويشير الى أننا لم نحدد لانفسنا بعد ماذا نريد، إذن واضح ماذا يريد هو. فهو يعرف بانه اذا ما حصل هنا شيء سيء أو فظيع، فسيتحمل الذنب اولئك الذين عرفوا وصمتوا أيضا. إذن ها هو، لديه الان دفع بالغيبة، أو على الاقل شبه دفع بالغيبة. لم أصمت، سيقول دغان. وهو ليس وحيدا. هذه الاقوال القاسية يقولها الجميع. تقريبا بدون استثناء. استعدوا لموجة المقالات التالية عن "الانقلاب في وزارة الدفاع" او "ثورة العقداء". ومثلما كان هذا سخيفا في الجولة الاولى، هكذا سيكون سخيفا في الثانية ايضا. إذ لا يوجد هنا انقلاب ولا توجد هنا ثورة، يوجد هنا اناس يتحملون مسؤولية كبيرة، من الصعب عليهم ان يصمتوا (وان كان ممكنا).
عندما يحذر ديسكن
بعد خمسة أيام من تصريحات دغان، انضم اليه يوفال ديسكن. في كلمة علنية يوم الاربعاء في جامعة تل أبيب القى ديسكن محاضرة استراتيجية شاملة عن الوضع. الصورة التي رسمها لم تكن وردية. بل العكس. "بشكل شخصي" قال ديسكن، أنا قلق جدا مما يرتقب في ايلول. ايلول هو دوما شهر فاسد في الشرق الاوسط. اذا ما حصلت امور، عندها لعلنا نبدأ في ان نرى هنا تصعيدا... أفترض ان هذا سيبدأ في تحريك سياقات يمكنها أيضا ان تتدهور، ان لم يكن هنا تطور كهذا او كذاك. وأكثر من ذلك لن أتطرق لشيء".
رئيس المخابرات المنصرف شدد عن عمد على "عدم تطرقه" لذاك "التطور كهذا او كذاك". وهو يعرف بان نتنياهو يعرف، بان الجميع يعرفون، ماذا يقصد. وهو يقصد ما قصده دغان، ما قصده في حينه غابي اشكنازي، وما قصده في لحظته عاموس يدلين، وما يقصده بيني غانتس (بالمناسبة، في أجواء طيبة بدأت العلاقات بين غانتس وباراك، في موضوع التعيينات. هكذا أيضا بدأ الحال مع غابي)، وما يقصده تمير باردو، رئيس الموساد الحالي وما يقصده تقريبا كل قادة جهاز الامن الكبار في اسرائيل، في الماضي القريب وفي الحاضر. وهم يقصدون أن على اسرائيل أن تحدد لنفسها هدفا. ان تبادر. أن تمسك دفة القيادة. الا تنجر. الا تجر الارجل. الا تتثبت بمحاولات يائسة لارضاء محافل في الائتلاف او مقربين، او تسمح للعالم بمحاصرتها. يمينا كان أم يسارا، عليها ان تختار الاتجاه وتسير فيه. من يسمع دغان، ديسكن وباقي الرفاق في الغرف المغلقة، يصاب بالدوار. حقا لا توجد هنا مواضيع يسار أو يمين. فدغان ليس رجل اليسار. فقد تربى، تعلم ورضع مذهبه الفكري في اليمين. واليوم أيضا هو رجل اليمين. ولكن هذا لا يعني أنه غير قادر على قراءة خريطة التهديدات أو تشخيص الجبل الجليدي الذي نبحر نحوه. وليكن واضحا: ما كان ينبغي له أن يقول ما قاله في نهاية الاسبوع الماضي بالطريقة التي قالها فيها. في الموضوع الايراني ألحق ضررا. حتى لو كان معارضا حادا، حازما وفظا لهجوم على ايران (وهذا ما هو بالفعل)، فلا يوجد ما يدعو الى تهدئة روع الايرانيين وتركهم يفهمون قوة المعارضة في اسرائيل لمثل هذه الخطوة.
النبوت العسكري الذي ترفعه اسرائيل امام ايران يجب وضعه على الطاولة في مكان بارز. يجب التلويح به بين الحين والاخر. وذلك ايضا كي تعرف ايران، وكي يسارع العالم في نفس الوقت. دغان خرب على هذه الخطة. ولكن من جهة اخرى، وتوجد ايضا جهة اخرى، فقد حذر. وأسمى الولد باسمه. تحدث عن "عملية اتخاذ القرارات" في اسرائيل. عملية لو انكشفت في ضوء النهار، لاثارت هنا فزعا جماهيريا، لجنة تحقيق رسمية وخجل كبير. وعليه فالانتقاد لدغان صحيح، وانتقاد دغان هو الاخر صحيح.
عندما يبادر الفلسطينيون
في نهاية هذا الاسبوع ستنطلق على الدرب أحداث "النكبة" الفلسطينية. في المناطق وربما في اسرائيل ايضا. ايلول خلف الزاوية. ربطة الخنق باتت منذ الان على الرقبة، وأحد ما فقط ينبغي أن يركل العتبة التي نقف عليها. وماذا يوجد برأيكم على جدول أعمال حكومة اسرائيل يوم الاحد القريب القادم. ها هو الجدول الزمني الذي وزع على الوزراء يوم الخميس: البند الاول، إقرار تعيين مسؤول عن لواء الوسط في وزارة الداخلية. البند الثاني، توسيع دورات الهوية اليهودية والصهيونية في الجيش الاسرائيلي. بند ثالث وأخير خطة متعددة السنوات لتطوير وتعظيم البلدات البدوية في الشمال. وهذا هو.
مسؤول أمني كبير ضالع في الاحداث أجمل مؤخرا ما تفعله اسرائيل كي تستقبل المشكلة بالجملة التالية: "نحن ننتظر المعجزة". لا أدري اذا كان دغان وديسكن، رئيسا الموساد والشاباك، رجلين بعد ولايتين ناجحتين على نحو خاص كانا منسقين. ولكن الحقيقة هي أنهما يقولان، او على الاقل يلمحان بالوضع، ترتبط بالمقابلة التي تهز الكيان التي منحها لـ "معاريف" يوم الاستقلال العميد احتياط عزريئيل نافو، الذي كان السكرتير العسكري لاربعة رؤساء وزراء (بيغن، شمير، بيرس ورابين) على مدى 11 سنة ونصف. نافو قال انه ينبغي ان يقدم الى المحاكمة هو، يحيئيل كديشاي (رئيس مكتب بيغن) ودان مريدور (سكرتير الحكومة)، لاخفائهم عن الجمهور في اسرائيل حقيقة انه لا يوجد رئيس وزراء (بعد أن اغلق بيغن على نفسه بيته وكف عن اداء مهامه). اليوم، قال نافو، بات هذا متعذر. في عصر الفيس بوك، التويتر، حيث ينكشف كل شيء، مكشوف ومفتوح في الانترنت بالبث الحي والمباشر، لم يكن ممكنا اخفاء مثل هذه الامور. وبالفعل، يبدو ان هذا ليس دقيقا. إذ أن اسرائيل 2011 تبحر نحو الجبل الجليدي بهدوء جماعي. الفرقة الموسيقية تعزف على الدكة، البوفيه مليء، وفي الطابق السفلي يعج الكازينو، ولا أحد يفهم بان برج القيادة مهجور. لا توجد يد توجه الدفة، مستقرة وواثقة. رغم أن المحيط عاصف.
عندما يكون بيبي مشلولا
ها هي قصة عن القرارات: قيل وكتب الكثير عن قرار نتنياهو تعيين يورام كوهين رئيسا للمخابرات. أنا، في هذه الصفحة أثنيت على القرار وعلى التعيين. كوهين جدير، المشكلة هي، كما يقول مئير دغان، هي عملية اتخاذ القرار.
قبل أن يقرر، طلب نتنياهو كما هو دارج توصية رئيس المخابرات الحالي. ديسكن رفع فتوى وتوصية دقيقة. "ج" رفضه لاسباب قيمية. وتجاوز مرشحا آخر. فتبقى يورام كوهين و "ي"، المتنافس الاساس امامه. كلاهما جديران. كلاهما مهنيان، قال ديسكن ولكني اوصي بـ "ي". في المساء، قبل ساعة او ساعتين من الاعلان، اتصل نتنياهو بديسكن وابلغه بانه اتخذ القرار المعاكس وسيعين يورام كوهين.
ديسكن كان في صدمة. في الاستيضاحات التي اجراها لاحقا، تبين أنه في اللحظة الاخيرة، دخل أحد ما (نتان ايشل؟) على نتنياهو، وقال له، بحياتك، يا سيدي رئيس الوزراء، اليمين يريد يورام كوهين، فلماذا تتورط معهم عبثا. هذه هي قاعدة القوة لديك، المستوطنين. ولما كان الرجلان مناسبين، فعين من هو مناسب ومقبول من مؤيديك في نفس الوقت.
هذه الامور لا تجعل تعيين يورام كوهين مرفوضا. المشكلة هي الطريقة التي سار فيها. كيف يمكن لكل منبوذ وبشع يدخل للحظة على رئيس الوزراء، ان يغير قراراته، بما في ذلك في مواضيع مصيرية. بهذر لسان، في اللحظة الاخيرة. كل من عمل مع نتنياهو يعرف انه هكذا تسير الامور. واذا كان المنبوذ والبشع لا يغير القرار، فعندها العقيلة، تلك التي تنتظر في البيت، ستغيره. وعليه فان الجميع يغادرون، يهربون، يتركون أو يلفظون. وعليه فان قادة جهاز الامن يتحدثون مثلما هم يتحدثون. إذ في الايام التي تنتظرنا تحتاج اسرائيل الى يد مستقرة، هادئة ومتزنة على الدفة. وبدلا من ذلك، تلقينا نتنياهو غير القادر على اتخاذ قرار بسيط، وطائفة المقربين الفزعة، العقيلة النزقة، وخلف كل هذا، ايهود باراك. فهذه هي العلاوة التي تجعل كل الامر خطيرا على نحو خاص.
وبمناسبة باراك، المقابلة التي منحها لجيدي فايس في "هآرتس" يوم الجمعة الماضي هي وثيقة تقشعر لها الابدان جدا. جمهور هدف هذه المقابلة هو شخص واحد، أبيض الشعر وعديم الخوف. ويسمونه ميخا ليندنشتراوس مراقب الدولة. فليندنشتراوس يعرف بالضبط لماذا يدور الرئيس بيرس ويهمس للناس بان "غابي اشكنازي أنقذ الدولة". فهو يعرف المواضيع الاستراتيجية، خلافات الرأي في القيادة، عن كثب شديد. وعليه ينبغي لباراك، من جهة، ان يقنع ليندنشتراوس بانه هو الخبير الذي يتحدثون عنه، ولا سيما في موضوع ايران ("هم لن يلقوا علينا بالقنبلة"). ومن الجهة الاخرى التشهير برؤساء الوزراء السابقين، بمن فيهم بن غوريون (!!)، ممن كانوا ذوي نزعة استمتاع لا تقل عنه".