ارشيف من :آراء وتحليلات
قراءة أولية في خطاب اوباما
هلال السلمان
وقف الرئيس الاميركي باراك أوباما خطيبا من واشنطن مساء الخميس ليحاضر في الديمقراطية ويدعي أبوة الثورات التي حصلت في العديد من البلاد العربية ويحدد وجهة سير الاحداث المقبلة .
إن كل من شاهد واستمع الى هذا الخطاب تبادرت الى ذهنه العديد من الاسئلة ليوجهها الى الرئيس الاميركي ، المتحدث من خلف المحيطات :
أولا : من نصب باراك اوباما وصيا على شعوب المنطقة والشعوب العربية تحديدا حتى يتحدث بإسمها وينطق بإسم ثوراتها ؟! .
ثانيا : إن اوباما يدعي الاعتراض على اطلاق النار على متظاهرين في هذه الدولة أو تلك ، فماذا عن الرصاص الاميركي الذي اطلقه الجنود الصهاينة على مسيرات العودة الى فلسطين في ذكرى النكبة في جنوب لبنان والجولان وداخل الاراضي المحتلة والتي سقط جراءها عشرات الشهداء والجرحى من الفلسطينيين لا لذنب اقترفوه الا لانهم اقتربوا من السياج الفاصل عن فلسطين بشكل سلمي وأرادوا التعبير عن رفضهم للاحتلال ؟.
ثالثا : أين موقف اوباما وإدارته من حق العودة للملايين من ابناء الشعب الفلسطيني الذين هجروا من أرضهم ولماذا تنكر الادارة الاميركية هذا الحق رغم انه مكرس في القرارات الدولية الصادرة عن الامم المتحدة منذ عشرات السنين ؟ .
رابعا : إن اوباما تحدث عن الدولة اليهودية ، وهذه لا تقوم إلا على التهجير الجماعي لكل فلسطيني من الاراضي المحتلة عام ثمانية واربعين ، فهل هذه هي الديمقراطية وحقوق الانسان ؟!.
خامسا : لماذا لم يحتج اوباما وإدارته على القمع الجاري في البحرين ؟ ولماذا لم يفرض عقوبات على حليفيه النظامين السعودي والبحريني الذين قمعا بأشد انواع القسوة الشعب البحريني الذي لم يطالب الا بالاصلاح ونيل بعض من حقوقه ؟. ام ان المعادلة هنا هي المصالح الاميركية وأولية الاسطول الخامس الراسي في موانىء البحرين ونفط السعودية .
إن خطاب الرئيس الاميركي باراك اوباما أظهر بشكل جلي "النفاق" الذي يحمله الاخير وكرس "المعايير المزدوجة" التي تعتمدها الادارات الاميركية منذ عشرات السنين تجاه المنطقة وهي سياسة ستبقى مستمرة في السنوات المقبلة .