ارشيف من :مقاومة
25 أيار: مسيرات الشهادة التي أزهرت في ميادين الوطن أعراس تحرير وانتصارات
الشهيد الأول في المقاومة الإسلامية المجاهد سمير نور الدين طليعة القافلة المجيدة
"الطلقات الأولى في خلدة" تؤرخ لانطلاق المقاومة الإسلامية، وهي ليست فقط تاريخاً مشغولاً بالبطولة والشجاعة والإقدام على مقاومة العدو الزاحف نحو العاصمة اللبنانية، بل حملت توقيع الشهادة الذي طبع مسيرة حزب الله ولازمها طوال عشرين سنة، حتى غدت قافلة الشهداء المجيدة تضم عدداً يزيد عن 1290 شهيداً، وفي مقدمة هذه القافلة الشهيد سمير جواد نور الدين، الذي استشهد خلال المواجهة البطولية في مثلث خلدة ـ مفرق بشامون في حزيران/ يونيو العام 1982.
في بئر العبد ـ أحد أحياء الضاحية الجنوبية ـ وعلى مقربة من مسجد الإمام الرضا (ع)، ترتفع صورة كنا نراها يومياً وفي أسفلها اسم الشهيد نور الدين وتاريخ استشهاده في خلدة.
لم يكن يدرك من يعبر ذلك الشارع أن هذا الشاب الوسيم في محياه، الذي تبدو عليه سمات الإيمان، هو طليعة المقاومين الذين افتدوا أرضهم ودينهم بأرواحهم ودمائهم حتى تحقق الانتصار والتحرير في الخامس والعشرين من أيار/ مايو 2000.
الشهيد نور الدين من بلدة النبطية الفوقا، وُلد في الخامس من نيسان/ إبريل 1964، تربى في بيئة مؤمنة وشبّ على دروس استقاها من ملحمة كربلاء وشهادة الإمام الحسين(ع).
وكانت هذه التربية كفيلة بأن تدفع الفتى باكراً الى خوض غمار الجهاد ضد عملاء العدو، فتلقى تدريبات عديدة كان آخرها قبيل أيام قليلة من شهادته، حيث عاد مسرعاً من البقاع، دخل منزله، سلّم على والدته، اغتسل وخرج كما دخل.. ومن بئر العبد مباشرة الى خلدة لينضم الى مجموعات المجاهدين المؤمنين المرابطين هناك، وتبدأ المواجهة ليرتفع شهيداً بعدما أبلى بلاءً حسناً في مقاومة كان دمه ودم أكثر من ألف شهيد وقود شعلتها.
أمير قانصوه
من ذاكرة "الانتقاد" ـ 24 أيار/ مايو 2002