ارشيف من :آراء وتحليلات
عامان على نيابة السنيورة... الغلة بالجيبة و"ويك أند" ثقيل
صيدا ـ أحمد العبد
عامان مرا على انتخاب الرئيس فؤاد السنيورة نائبا عن مدينة صيدا، في معركة جيّش لها تيار المستقبل ضد رئيس التنظيم الشعبي الناصري اسامة سعد، خطابا مذهبيا تحريضيا فتنويا، وإمكانيات مالية ضخمة فاقت عشرات ملايين الدولارات، مستقدما آلاف المغتربين الذين زار بعضهم المدينة للمرة الأولى في حياته.
في المدينة تجرى اليوم قراءة سياسية لنيابة السنيورة، نيابة يصفها البعض بنيابة "ويك ـ أند" نظرا "لتكرم" السنيورة في زيارة صيدا، فقط خلال العطلة الأسبوعية ومن "رأس المعدة". لعامين بقي السنيورة "غريبا" عن أهل المدينة او مجاراة همومهم كما المدينة الغارقة أكثر من أي زمن في هموم حياتية واجتماعية وانمائية، وبقيت وعود السنيورة في تنمية صيدا حبراً على ورق.
بعيدا عن التنمية، فإن السنيورة بوصفه أكثر "المتحمسين" (كي لا نقول أكثر) للمشروع الاميركي الغربي الرجعي العربي، لم يحقق في عاميه النيابيين ما سعى اليه تيار المستقبل من إلقاء القبض بشكل تام على مدينة صيدا بهدف تغيير وجهها التاريخي، بوصفها مدينة مقاومة وعاصمة الجنوب المقاوم وبوابة المقاومة. وها هي محاولات السنيورة والرئيس سعد الحريري ومعهما تيار المستقبل وبعض الفصائل الفلسطينية المحسوبة على ما يسمى دول الاعتدال العربي، تفشل في اسقاط صيدا ونقلها من مدينة عبد الناصر والمقاومة الى صيدا حسني مبارك، وتشويه تاريخها، وبناء ثقافة مشبوهة تحرض على ايران، والزعم بأن الاخيرة تعمل ضد مصالح العرب. مخطط مشبوه ومحاولات لن يكتب لها النجاح بفعل الوعي الوطني والقومي لدى معظم الصيداويين الذين قدموا الاف الشهداء من أجل فلسطين وتحرير الجنوب ومن أجل العروبة وقضايا الفقراء والكادحين وعلى رأسهم الشهيد الكبير معروف سعد.
احلام السنيورة ومخططاته المشبوهة ومن يقف وراءه لبنانيا وعربيا، الى الوراء در. اهل المدينة وبعد سقوط حسني مبارك ـ الذي سارع فور إعلان نتيجة انتخابات صيدا الى الاتصال بفؤاد السنيورة لتهنئته بالفوز ـ وحلول ربيع العرب، باتوا أكثر مناعة وإدراكا للمشروع الاميركي ـ الغربي، وما لم يحققه السنيورة في صيدا في عز الزمن الذهبي لتيار المستقبل خلال السنوات الماضية لن يحققه في زمن الانتصارات والثورات.
يتهكم الناشط الشبابي الصيداوي محمود عرابي على نيابة السنيورة قائلا "انه نائب ويك ـ أند، وزائر ثقيل يزور المدينة ثلاث ساعات اسبوعيا، ثلاث ساعات يلتقي فيها شركاءه وسماسرة الاراضي والعقارات للتفاوض على شراء الاراضي، والعقارات المشتراة حتى الآن في صيدا والقرى المسيحية، وداخل صيدا القديمة، جاوزت مبلغ المئة والخمسين مليون دولار اميركي".
مشروع السنيورة السياسي الى التقهقر لعدة اسباب منها: سقوط حلفاء اقليميين للسنيورة ولفريق الرابع عشر من اذار على الرغم من مكابرتهم وعدم اعترافهم بذلك. وعودة الروح والوعي لدى صيداويين وفلسطينيين الى ان جوهر الصراع كان وسيبقى فلسطين واحتلال العدو لها، وليس صراعا مذهبيا.
ازمة مالية يعيشها آل الحريري بعد فضيحة الاختلاسات الضخمة التي جرت في شركة سعودي ـ أوجيه، ما ادى الى تراجع المستقبل في تقديم الخدمات الاجتماعية وتقليص إنفاقه المالي في صيدا كما لبنان، وهي خدمات يقتات منها السنيورة. ومن اسباب التقهقر السنيوري في صيدا، ان الناس في المدينة تبين لهم زيف وعود السنيورة الانتخابية، وتبين لهم الخيط الأبيض من الأسود، حتى ان مواطنين كثراً في المدينة يطرحون ـ ليس من باب الدعابة فقط ـ شعار "سقط مبارك فمتى يسقط السنيورة".